وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لكِ أختي الكريمة سلمى ولعائلتك الكريمة
مقدمة موضوعك رائعة: فعلا الحياة تأخذ وتعطي من الجميع.. لله دركِ
قد تمنحنا الصبر والتجلد والتفكير في المرات القادمة، وقد تأخذ منا المشاعر والأحاسيس، وربما تَكْسرنا في بعض المرات..
كل الخيبات التي عشناها، والمواقف التي أهلكت انفسنا، والطعنات التي شرخت أرواحنا، والثغرات التي انهكتنا، والزلات التي خنقتنا، والندم الذي اجتررناه.. كل هذا يُنسى مع توالي الأيام وتتالي السنين
هذه خلاصة قيمة منك أختي سلمى.. كنت أحاول أكتب هالكلام وأطلعه من قلبي فلم أفلح فكتبتيه أنتِ ، تُشكري
لقد سألتِ إلى أين..
وجاوبتي على سؤالك باجابتين كلتاهما صحيحتان (فعلا تذهب التجارب التراكمية الى العقل والوعي)
وأحب أستشهد بكلام الصحفية اللبنانية نضال الاحمدية بأحد لقاءاتها الاعلامية الشيقة، حيث قالت: "نحن البشر مجموعة أوجاع"
كنت دائما أقول لنفسي هذه الجملة عندما أتذكر شيء من الماضي الأليم.. نحن البشر مجموعة أوجاع
هل نعرف كيف ننظم فشلنا وضعفنا وخذلاننا وتعبنا وبعض ذنوبنا، وكثير من أخطائنا، فنرتبها كما نفعل مع اشيائنا المادية دفاترنا وملابسنا وأجهزتنا..الخ
أعتقد الامور نسبية لأن مهما نظم الانسان نفسه يظل انسان من لحم ودم وليس روبوت
لكن انا عن نفسي اصبحت ألجأ لليوغا البسيطة (للتو بدأت اتابع الحكيم سادغور من اجل تحمل ضغوط الحياة ووقاحة بعض البشر الله يكفينا شرهم)
أم أننا ندفن آلامنا وكل عثراتنا داخل أرواحنا التي قد تتآكل يوما، وتجعلنا نفقد اتزاننا بدون إدراك..
اممم بصراحة ليست لدي اجابة مفيدة على سؤالك مع الأسف ، أقول: ربما يصاب الانسان بالضغط وامراض القلب والسكري بسبب دفنه آلامه.. انا لا اترك نفسي عرضة للافكار السلبية المكبوتة بل احدث نفسي عندما اكون لوحدي.. احس انه نصف المشكلة قد حُلت
وفجأة بينما نحن نعيش الحياة يطفو كل هذا فجأة، فلا ندرك كيف نواجهه، لأنه نُسي مع السنين، ولأنه لم يُغربل بل رُمي كما ترمى النفايات.. فيسبب لنا نوعا من العجز، لأن صعوبة المواجهة تفتك بإدراكنا وتحكمنا المنطقي فيه.
هذه الجزئية بالذات أصفق لكِ على كتابتها.. وأكيد أحس فيها لأني امر فيها دائما والآن اكثر من السابق؛ فأنا حاليا وانا جالس لا أفعل شيء فجأة يطفح موقف ماضي سلبي فأتنهد أو أزمجر أو أتأفف
ماذا نفعل إذا بعد كل هذا الركام المتراكم، الذي لم يكن لنا يد مدركة حينها فنرممه؟
يقول الحكيم سادغورو : توقف عن أخذ الحياة بجدية
وأنا اضيف من عندي: ما حدث قد حدث.. وانا لم أكن اعرف انهم هكذا.. او لم أكن بحكمة وذكاء اليوم..
وكيف نواجه ما أفسده الآخرون فينا، أو ما فعلناه نحن بأنفسنا، ويظل ينخر في ارواحنا؟
مرة من المرات قال لي شاب سوري عمره 17 سنة كلام بمنتهى الحكمة
لا أحد يغادر الدنيا الا بشهادة وفاة.. صحيح جملة نسمعها ولكن عندما يطبقها الانسان او حتى يتذكرها وهو في خضم امواج الحياة المتضاربة والحروب الضروس التي يعلنها البعض الفاسد من البشر عليه فهي تعتبر قمة الذكاء ونصف الحل.. او كله.. حسب تقبل وانفتاح واستعداد الشخص النفسي
الإنسان نصفه كومة مشروع لما يريد ان يكون، وما هو مقدر له، ونصفه الآخر كومة نفايات ألقتها السنين داخل روحه..
أصبتِ
تعبير قمة اختي سلمى .. مدهش ومبهر تفكيرك
لك التحية