
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . .
اخواني اعضاء ومشرفي منتدى كووورة مغربية
احبائي مشرفي واعضاء منتدانا الكبير كووورة مغربية
اهلا وسهلا بكم .
في موضوع:
لجــــــــنة كتــــــاب المنـــــــتدى :
₪|| وقفة مع... المذياع!!! ₪||
(مـجـمـوعة الـنـقـاش الـمـغـربـي)


بالامس احتفل العالم باليوم العالمي للمذياع ، هذا الانيس الاثيري الذي كانت مكانته لا تناقش عند اجدادنا وآبائنا ، ومعاأن الحدث غالي وعظيم في فؤادي ارتأيت العودة الى الوراء لإستحضار زمن المذياع ومكانته الخاصة في قلوبنا وعقول اجدادنا وآبائنا وامتهاتنا، في فترات كان المذياع مثل العملة الناذرة.. في كل بيت مغربي تجد المذياع هنا وهناك ومكانته مصونة حتى أنني لا زلت اتذكر في فترات السبعينيات من القرن الماضي وانا لازلت طفلا صغيرا لما كان المذياع مثل ذلك الجهاز المدلل لأبي ،وكان من الحجم الكبير مركب من مواد اغلبها خشبية وكان اعز ما يكملكه والدي رحمه الله هو هذا المذياع ،حتى ان والدتي رحمها الله كانت تولي عناية خاصة له ،ليس فقط للانصات لبرامجه الشيقة ، بل كانت كل صباح وأول ماتقوم به مسحه برفق ولطف وعناية ،وكأنه فرد عزيز من العائلة وكنت صغيرا اراقبها وكانت لوحدها من تقوم بذلك العمل "المقدس "الذي يحسسهابفخر واعتزاز لمكانة جهاز المذياع او الراديو في قلبها ،وكنت كل لحظة احاول يائسا اكتشاف هذا الصندوق الخشبي العجيب لعلي استرق خلسة ازراره الكبيرة وإدارتها يمينا اوشمالا بحثا عن محطات اذاعية اخرى ،لكن كل محاولاتي ذهبت سدى لأن والدتي كانت لي بالمرصاد فتصرخ في وجهي وتمنعني من الاقتراب اليه فما باك بلمسه!! .اما في المساء فكانت حصة الاسد في الاستماع الى هذا الجهاز من نصيب والدي حيث يركن في احد الزوايا ويتيه في فقرات برامجه التي كنت مع ذلك اتابعهابشغف كبير ..

كل من يتذكر زمن المذياع قديماإلا وتنفس الصعداء واستحضر زمن البساطة في العيش و الرفقة والحياةكانت هكذا ببساطتها دون تعقيدات في العيش او قساوة الزمن مثلما أظحى عليه الآن من تفسخ ، كل شيئ كان في المتناول ، حتى ان مدخول المغاربة اليومي كان منسجما مع بساطة الحياة و المعيشة التي كانت في متناول المغاربة ولازلت اتذكر سنوات السبعينيات لما كنت ارافق والدتي الى السوق اليومية وكانت "القفة ممتلئة" عن آخرها فقط كانت تكلفنا 15 الى 20 درهم لملئ القفة بخضرها ولحمها وشحمها وفواكهها ..ومع ذلك تحتفظ والدتي رحمها الله "بالمصروف " المتبقي من السوق ، آه على زمن العيش الرغيد !!! وحينهاكانت تكلفني والدتي بحمل تلك القفة الثقيلة ،كنت لا احركها إلا بصعوبة.. لكن وحتى اظهر لوالدتي " رجولتي " كنت احملها فوق ظهري وكأنني احمل منزلا متعدد الطبقات ، وكانت والدتي تبتسم ومع ذلك تلبي طلبي بحمل هذه القفة، لانهاكانت تتحس في رجل المستقبل الراعي الامين للعائلة بعد كبرها ،لكنها لبت نداء ربها و انا في فتوة شبابي رحمها وادخلها فسيح الجنان .

ظل المذياع هكذاانيسا للعائلة كبرنا معه وكب معنا ايضا وكبر في عيوننا حتى أنني في فترةالاعدادي كنت كل صباح وقبل ذهابي الى الاعدادية، كنت انصت لفقراته الصباحيةالشيقة، وكان منشطوها صحفيون اذاعيون قمة في النضج واالإلمام الواسع حتى انني لا زلت اتذكر فقرات المنشط الاذاعي رشيد الصباحي ،فرغم الاعاقة البصرية فان ما كان يقدمه هذا الصحفي الكبير لشيئ عظيم ورائع، مواضيع صباحية هادفة وبلغة بلاغية متمكنة ،فتحية لهذا الجندي الخفي الذي لازال لحد الآن يمتع ويبهر ضمن فقرات رائعة بالاذاعةالوطنية . ثم جلسات وفقرات السيدة ليلى وما تقدمه من نصح وارشادات ، ثم مساء كانت ولا تزال اذاعة طنجةالدولية وما تقدمه من برامج عظيمة ،كنت ولا ازال من اشد المتابعين لبرامجها الهادفة والشيقة ، هذه المحطة الاثيرية التي تذيع برامجها ابتداء من منتصف اليل الى الساعة الخامسة صباحا . كانت الاذاعة الوطنية قمة وتحظى بمتابعة كبيرة ،صراحة كنا نستمتع باغاني ناس الغيوان وجيل جيلالة واغاني امازيغية وريفية من مختلف مناطق مغربنا الحبيب ،حتى انني لازلت اتذكر انه خلال كل صباح كانت بعض الاغاني الوطنيةالممجحدة للمسيرةالخضراء التي اعتبرها تحفة من تحف الاعمال الفنية التي لازالت خالدة اغنية ومعهاايضا اغنية " العيون عينيا " ،ثم اغاني الحوز والاطلس وواغاني المرحوم محمد رويشة وغيرهم من المغنين الشعبين الذين تحتفظ الذاكرةالشعبية باروع اعمالهم .
كل شيئ كان جميلا ورائعا يقدم في ابهى صور التقديم،اماالفقرات الرياضية فهي غيض من فيض ، من منا لا يتذكر صوت الصحفي الوديع المرحوم الزوين و الغربي والتعليق الخرافي لما كانت الاسود اسودا تزأر بالادغال الافريقية ، وكنا نتابع المباريات الافريقية عبر المذياع نتابع بشغف كبير مجريات اللقاءات مع جيل ذهبي اتى على اليابس و الاخضر في الادغال الافريقية، وكان التعليق قمة في الوصف المثالي لهؤلاء الصحفيين الذين اعتبروا بحق رواد التعليق الصحفي ، من منا لا ينسى فقرات الصحفي الرايع امحمد العزاوي اطال الله في عمره من خلال فقرة الاحد الرياضي ، صحفي متمكن حينما تتابع الاحد الرياضي تسمتع حقا بالتعليق المثالي والراقي وحين ادارته للنقاش رفقةالضيوف تحس فعلا انك في حضرة صحفي رياضي كبير..فتحية لهذا الصحفي الذي اسدى خدمات جليلة للرياضةالوطنية اثيريا ..من منا ينسى التعليقالجميل والرايع للصحفي حميد البرهمي وكنت اعشق تعليقه خصوصا لما تكون المباريات تجرى بالملعب الشرفي "ستاد دونور" او المركب الرياضي محمد الخامس حاليا ، فكان تعليقه مشوقا "هدف بالبيضاء " كانت كل الحناجر والقلوب ولسان حالها يقول "الله يستر ياكما الرجاء او الوداد خاسرة هههه" انه زمن جميل في كل شيئ ،حتى انني اعض الانامل عن زمن ولى باشيائه وذكرياته الجميلة ...

المذياع انيس ابدي للمستمع ..
طبعا مفعول جهاز المذياع في زمن الحاضر ظل قائما رغم التطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيا الاتصالات والاعلام عموما، ومن حسنات الجيل الحالي انه يستمتع بالعديد من المحطات الاذاعية التي تناسلت وانئذشئت في السنين الاخيرة نظرا لتطورالمجتمع المغربي الذي تعددت فيه اذواقه وطلباته ، فالمذياع ظل عبر الزمن الرفيق و الانيس الابدي للمستمع في كل الاوقات و الاماكن ، وقد ازدادت مكانته في الوقت الحالي خصوصا بعدما اصبحت فقراته تلبي اذواق المغاربة واصبحت كل فقراته تلامس الواقع المعاش، واظحت فقراته الاثيرية تقدم ما يصطلح عليه ببرامج "القرب "، فمثلا راديو مارس هذا المولود الجديداصبح يقدم برامج رياضية بجراة وطرح قضايا راهنة تهم الشان الكروي الرياضي عموما ومناقشتها بحرية وواقعية واغرت المستمع باشراكه في المداخلات الاثيرية عبر طرح اسئلة بكل حرية ودون ضغوطات ، وايضا راديو fm والاداعةالوطنية واذاعة محمد السادس للقرآن وميد راديو وغيرها من المحطات التي اصبحت تتنافس فيما بينها، وهذا مفيد للمستمع المغربي .

شيئ جميل ان ترسم لنفسها هذه المحطات مسارا تصاعديا اثريا جميلا و تسير على ايقاع الجراة رغم شعور بعض المسؤولين الجامعيين او غيرهم ممن لهم سلطةالقرار بالمضايقة،لكن على الاقل فتحت هذه المحطات حيزا لمناقشة بعض الطابوهات التي لم يكن مسموحا طرحها من قبل ؟ بل مفعولهااصبح ملموسا ، حتى ان شخصيات مؤثرة اصبحت تولي اهتماما خاصا لهذه المحطات التي اصبحت مجالا خصبا لطرح مواقف ومواقف مضادة بالامس كنت قد تابعت خرجات مسؤولي المغربالفاسي بخصوص المشكل القائم بين المسؤول عن صيانة المركب الرياضي لفاس ومكتب المغرب الفاسي حيث كان راديو مارس محطة لتفاعل هؤلاء وتدخلاتهم لتنوير الراي العام الوطني بخصوص نقطة استغلال ملعب فاس الدولي ..
ونظرا لقوة تاثير جهاز الراديو على المستمعين ، فقد اصبح العديد من الفنانين و الصحفيين يتهافتون للعمل الى جانب صحفيين ابانوا عن حس راقي وإلمام واسع في مجال تقديم المواد الاخبارية ذات الصلة بعالم الاجتماع والاقتصاد والسياسةوالفن والمواد الاخبارية الرياضية عموما، وهو ما يفسر تزايد زبناء هذا الصندوق العجيب الذي تحسنت فيه الخدمات في اجهزة اخرى اكثر مرونة وتناولا مثلما نجد في الهواتف النقالة.
// دمتم بود لكم تحيات اعضاء لجنة الكتاب //
وتحيات الطاقم الاشرافي
|