₪╣ رســـائل الليل : المرأة ذات الزى الأبيض في الكان 2013╠₪
آخر
الصفحة
N-pedro

  • المشاركات: 11969
    نقاط التميز: 19727
خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
N-pedro

خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
المشاركات: 11969
نقاط التميز: 19727
معدل المشاركات يوميا: 2.1
الأيام منذ الإنضمام: 5770
  • 22:32 - 2013/01/08

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

 أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . . 
 

المرأة ذات الزى الأبيض في الكان 2013

  

 

أعود إليكم اليوم بحكاية جديدة, حكاية هدفها الأساسي إسقاط مغزاها على عالم المستديرة الوطنية, حكاية اليوم هي حكاية معروف ليس فقط محليا في المغرب بل يمكن اعتبارها من أساطير العالمية, فالاختلاف الوحيد في القصة هو التسمية التي نطلقها على هذه القصة, و التي اختار لها العالم الغربي اسم "المرأة ذات الزى الأبيض"...

 

الحكاية هي قديمة قدم الإنسانية, و تدور أحداثها قرب إحدى القرى الصغيرة, و بالضبط على بعد خمس كيلومترات من القرية, هنا تقع بعض الأحداث الغريبة و التي عجز الجميع على إعطاءها تفسير مقبول, ففي هذه المنطقة يقع حادث اختفاء كل سنتين في ليلة اكتمال القمر, غالبا ما يكون ضحية الاختفاء أناس أغراب من المنطقة فهو مجرد عابري سبيل أو مسافرين يقصدون مدن أخرى, حاولت الشرطة التحقيق في الأمر لكن دون جدوى, و هو الأمر الذي شجع القرويين على محاولة إيجاد تفسير لما يقع, حتى و لو كان هذا التفسير غير طبيعي أو له علاقة بالعالم السفلي و عالم الأرواح, خاصة و أن موقع هذه الأحداث هو قريب من منزل مهجور وقعت فيه كارثة, حيث يحكى أن رجل استضافته أسرة, لان سيارته تعطلت في ليلة كان فيها القمر مكتملا, كرم هذه الأسرة قابله الزائر الغريب بقتل كل أفراد مستضيفيه, بما فيهم أطفال أبرياء, و منذ تلك الليلة تظهر امرأة بزي أبيض يقال أنها روح الأم المكلومة,  تتمشى على حافة الطريق المظلمة, الأمر الذي يدفع بعض السائقين إلى التوقف لسؤالها و عرض خدماتهم لتوصيلها, و غالبا ما يكون هؤلاء هم ذوي النفوس الضعيفة و الشريرة, خاصة و أن المرأة ذات جمال لا يوصف, و هو ما يحاول البعض استغلال الموقف, لكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر, و تتحول الفريسة إلى مفترس, لتختطف روح المرأة هذا الغريب و يختفي عن الوجود نهائيا...

 

 هذا تماما ما يقع في القارة السمراء, حيث تعرف القارة حدث كل سنتين, تتجمع فيه خيرة من المنتخبات الإفريقية, بعضها يدخل و عينه على اللقب, و بعضها الأخر يعتبر المشاركة إنجاز كبير في حد ذاته, الفئة الأولى ترى في نفسها أنها من أسياد القارة, عكس الفئة الثانية و التي تسعى فقط لبصم على مشاركة مميزة و مشرفة...
 

سوف أحاول أن أركز على الفئة الأولى, لأن هذه الفئة نعتبر منتخبنا المغربي جزء منها, حيث يدخل المنافسة القارية و عينه على اللقب, بل نحن كجماهير لا نرضى بما هو أقل من التتويج, و رحلة الحصول على اللقب هي طريق طويلة و صعبة, طريق تملؤه الفخاخ و الأرواح الشريرة المتربصة, و الواقع أن منتخبنا هو الذي يجعل طريقه صعبا, قد يتساءل البعض كيف يمكن للمنتخب أو يعرقل طريقه بنفسه ؟

 

مباشرة بعد أن تعرفنا على منافسينا في المجموعة الأولى, أضحى الجميع يؤمن أن الطريق سهلا للعبور للدور الثاني, فهذا يربط التأهل بالفوز على أنغولا فقط, فالرأس الأخضر هو مجرد فريسة سهلة و نقاط الفوز في الجيب منذ إجراء القرعة, و شخصيا أشبه منتخب الرأس الأخضر بالمرأة ذات الزى الأبيض, فهذا المنتخب يدخل المسابقة و هو يحمل صورة الفريسة السهلة و الفريق الضعيف...

 

ما حدث في النسخة السابقة و تتويج المنتخب الزامبي, يروي نفس الحكاية منتخب دخل غير مرشح متبنيا صورة المنتخب الضعيف, ليفاجئ الجميع, و يقطع طريق نحو اللقب أمام منتخبات كبرى, فتحول بدوره من فريسة إلي مفترس, و قلب الطاولة على المنتخبات الكبرى, و خرج متوجا مرتديا زي البطل...

 

هنا و انا أشاهد لقاء الودي للمنتخب الوطني المغربي, و طريقة مواجهته للمنتخب الزامبي, التي اعتمدت على احترام المنافس و الحذر منه تحركاته, تساءلت ماذا لو كنا واجهنا منتخب زامبيا قبل تتويجه باللقب ؟ هل كنا سوف نتعامل معه بنفس الاحترام ؟ و هل سوف نتعامل مع باقي المنتخبات الإفريقية المشاركة في العرس القاري باحترام ؟ أم اننا سوف نسقط في نفس الفخ الذي سقطت فيه منتخبات الكبرى بغرورها و تكبرها في مواجهات منتخبات تدخل المنافسة بصورة المنتخب الضعيف ؟؟؟

 

الإيمان بالقوة الذاتية أمر جيد شريطة عدم وصول الأمر إلى الغرور و استصغار المنافسين, المنتخبات التي وصلت للأدوار النهائية تملك نفس الحظوظ, و المنتخبات التي تدخل غير مرشحة للتتويج يمكن اعتبارها الأقرب لأنها تدخل المسابقة دون ضغوطات, و هنا أتذكر المثل المغربي الشعبي القائل " العود اللي تحكر اعميك  " , لقد سبق لنا ان انقلب احتقارنا و استصغارنا للمنتخبات إفريقيا علينا, هل نسينا الغابون و فوز علينا ذهابا و إيابا في المنافسات المؤهلة للمونديال العالمي , و فوز علينا مجددا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة, هل سوف نكرر نفس الخطئ و نقع في نفس الفخ, فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين...



  الموضوع السابق من سلسلة رسائل الليل

 ₪╣ رســـائل الليل : عـنـدما صـاح إسـمـاعـيـل : وا إيـمـا نـو╠₪. 

الى هنا ينتهي الموضوع
تقبلو تحيات أخوكم بــدر...
والسلام عليكم 
 ₪╣ رســـائل الليل : المرأة ذات الزى الأبيض في الكان 2013╠₪
بداية
الصفحة