مسألـــــــــة خلــق القـــــرآن ؟!
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
أحمد الموحد

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 20980
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3779
مشرف سابق
أحمد الموحد

مشرف سابق
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 20980
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3779
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 3.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6821
  • 19:41 - 2009/09/30

 

 

باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله وأن كلام الله ليس بمخلوق

باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله وأن كلام الله ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر.

قال أبو بكر الآجري رحمه الله: اعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد قديما وحديثا أن القرآن كلام الله- جل ثناؤه- ليس مخلوقا؛ لأن القرآن من علم الله تعالى وعلم الله لا يكون مخلوقا؛ تعالى الله عن ذلك؛ دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين ولا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمي عند العلماء كافر. قال الله عز وجل: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ وقال: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ وقال الله لنبيه عليه السلام: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا إلى قوله: الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وهو القرآن، وقال لموسى: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي وقال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ فقد فصل بينهما، وقال: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فلو كانت: كن مخلوقة لافتقرت إلى كن أخري غير مخلوقة إلى ما لا نهاية له، وقال: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي فلو كان مخلوقا لنفد ومثل هذا كثير.

وقال: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ وقال: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ وعلم الله القرآن، قال الآجري: لم يزل الله تعالى عالما متكلما، سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء؛ من قال غير هذا فقد كفر، وسنذكر من السنن والآثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم، ما إذا سمعه من له علم وعقل؛ زاده علما وفهما وإذا سمعها من في قلبه زيغ فإن أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم.


هذا الباب الثالث من أبواب هذا الكتاب (المختار في أصول السنة).

قال: باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله، وأن كلام الله ليس بمخلوق؛ فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. هذا الباب عقده المؤلف لبيان وجوب الإيمان بأن القرآن كلام الله. كلام الله القرآن، كلام الله منزل غير مخلوق، صفة من صفاته، لفظه ومعناه؛ ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف؛ فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق.

المعاني والحروف. الكلام اسم للمعنى والألفاظ؛ خلافا لأهل البدع كالأشاعرة الذين يقولون: الكلام هو المعنى، وأما الألفاظ فهي مخلوقة والحروف؛ ولهذا فإن الأشاعرة يقولون: كلام الله معنى قائم بنفسه ليس بحرف ولا صوت، وقالوا: إن هذه الحروف والكلمات الموجودة في الكون ليست كلام الله، وإنما عبارة عبر بها جبريل أومحمد. وقالوا: إن الله لم يتكلم بكلمة واحدة، ما سمع جبرائيل كلام الله بل قالوا: إن الله لا يتكلم؛ جعلوا الرب أبكم والعياذ بالله، فما يتكلم؛ لأنه لو تكلم بحروف وأصوات لصارت الحروف والأصوات حادثة، فتحل الحوادث في ذاته وهو منزه عن الحوادث.

إذن قالوا: والكلام معنى قائم بنفسه لا يسمع مثل العلم؛ كما أن العلم لا يسمع في الصدر، فكذلك الكلام. وقالوا: إن الله اضطر جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر بهذا القرآن، فهذا القرآن كلام جبريل عبر به عن المعنى القائم بنفس الله. الله اضطر جبريل حتى يفهم المعنى القائم بنفسه ففهم المعنى فعبر عنه بهذا القرآن. وقالت طائفة: إن الذي عبر محمد، وقالت طائفة ثالثة من الأشاعرة: إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ والله لم يتكلم بكلمة واحدة، وقابلهم بعض المعتزلة فقالوا: الكلام هو الحروف والألفاظ، وأما المعنى فليس بكلام.

وكل من المذهبين باطل. الأشاعرة هم أقرب الطوائف إلى أهل السنة يقولون: المصحف ما فيه كلام الله؛ حتى إن بعض الغلاة والعياذ بالله قد يدوس المصحف بقدميه ويقول: ما فيه كلام الله، هذا حروف. كلام الله معنى قائم بنفسه نسأل الله السلامة والعافية.

والحق أن كلام الله الألفاظ والمعاني؛ كلام الله الألفاظ والمعاني؛ الحروف والمعاني؛ كلام الله بحرف وصوت يسمع، وهو صفة من صفاته؛ ولهذا قال المؤلف: باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله لفظا ومعنى، وأن كلام الله ليس بمخلوق خلافا للمعتزلة. المعتزلة يقولون: كلام الله اللفظ والمعنى مخلوق؛ مخلوق من مخلوقاته خلقه في الهواء أو خلقه في اللوح المحفوظ؛ فهم يقولون: كلام الله مخلوق.

المؤلف بوب قال: باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله، وأن كلام الله ليس بمخلوق؛ ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. من قال القرآن مخلوق فقد كفر، كفره الأئمة الإمام أحمد وغيره. قال: من قال القرآن كلام الله فهو مخلوق لأنه أنكر صفة من صفات الله، القرآن صفة الله وهذا على العموم؛ من قال: القرآن مخلوق كافر على العموم. أما الشخص المعين فلا بد من إقامة الحجة عليه، لا يكفر حتى تزال الشبهة، الشخص المعين لا بد أن تزال الشبهة تقام عليه الحجة؛ فإذا أقيمت عليه الحجة وأصر؛ حكم بكفره، لكن على العموم يقال: من قال: القرآن مخلوق؛ فهو كافر؛ كما قاله الأئمة الإمام أحمد وغيره.

نقل المؤلف عن الآجري في كتاب الشريعة قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري: اعلموا -رحمنا الله وإياكم- اعلموا يعني: تيقنوا. العلم هو اليقين؛ اعلموا-تيقنوا- العلم هو حكم فيه جازم؛ يعني: لا تشكوا ولا تظنوا ولا تتناحروا؛ لأن المعلومات أربعة أشياء: فيها العلم وهو يقين القلب، والشك ما تردد بين الأمرين من دون ترجيح؛ يقال له: شك، والظن أحد الأمرين الراجح من الأمرين، إذا ترددت بين أمرين أحدهما أرجح من الآخر، فالراجح يسمى ظنا والمرجوح يسمى وهما.

المؤلف يقول: اعلموا تيقنوا لا تشكوا ولا تظنوا ولا تتوهموا، اعلموا ثم دعا -رحمنا الله وإياكم- أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد قديما وحديثا أن القرآن كلام الله. قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم بخلاف المعتزلة، وإن كانوا داخلين في عداد المسلمين عند بعض العلماء. فيهم خلاف؛ خلاف في تكفيرهم الجمهور على أنهم مبتدعة لكن زاغت قلوبهم عن الحق.

اعلموا أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد يعني: الأمر الراشد قديما وحديثا، ما هو كلامهم أن القرآن كلام الله- جل ثناؤه- ليس مخلوقا. قال: لأن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا، تعالى الله عن ذلك.

قال: دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين، دل على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق؛ القرآن العظيم والسنة المطهرة وقول الصحابة وقول أئمة المسلمين؛ كم الأدلة على أن القرآن كلام الله؟ القرآن والسنة وأقوال الصحابة وأقوال التابعين.

قال: لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، جهمي منسوب إلى الجهم بن صفوان؛ والجهم بن صفوان أنكر أسماء الله وصفاته حين ناظر قوما يقال لهم: السمانية، فلاسفة في الهند لا يؤمنون إلا بالمحسوسات. ما يدركه الإنسان بحواسه الخمس. ما هي الحواس الخمس؟ الذوق والشم والسمع والنظر والجس. ناظروا جهما فقالوا: إلهك هذا الذي تعبده هل رأيته بعينيك؟ قال: لا. قالوا: هل سمعته بإذنك؟ قال: لا. قالوا: هل شممته بأنفك؟ قال: لا. قالوا: هل ذقته بلسانك؟ قال: لا. قالوا: هل جسسته بيدك؟ قال: لا. قالوا: إذن معدوم.

فشك في ربه وترك الصلاة أربعين يوما -أعوذ بالله- ثم نقش الشيطان في ذهنه أن الله موجود وجودا مطلقا، والوجود المطلق هو الذي ليس له اسم ولا صفة؛ فأثبت وجود الله في الذهن وسلبه جميع الأسماء والصفات -والعياذ بالله-.

هذا الجهم ينكر الأسماء والصفات. يقول: ولا ينكر هذا إلا جهمي خبيث. والجهمي عند العلماء كافر. الجهمية كفرهم العلماء. ذكر ابن القيم رحمه الله أنه كفرهم خمسمائة عالم؛ خمسمائة عالم كفروا الجهمية. قال في النونية الكافية الشافية:

ولقـد تقلد كفـرهم خمسون في

عشـر مـن العلماء في البلدان

خمسين في عشرة، كم؟ خمسمائة.

ولقـد تقلـد كفـرهم خمسون في

عشـر مـن العلماء في البلدان

واللالكائي الإمـام حكـاه عنـهم

بـل قـد حكـاه قبله الطبـراني

لذا قال: والجهمي عند العلماء كافر، ثم ذكر الأدلة؛ ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى. سرد أدلة آيات كلها تدل على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. الدليل الأول قال الله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ الشاهد فيه: حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ولم يقل: حتى يسمع ما هو مخلوق، حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ؛ دل على أن القرآن كلام الله.

الدليل الثاني: وقال: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ الشاهد: يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ .

الدليل الثالث: قال الله لنبيه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ هذا الشاهد: الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ فأضاف الكلام إليه وهو القرآن.

الدليل الرابع وقال لموسى: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي الشاهد وبكلامي ؛ فأضاف الكلام إليه.

الدليل الذي بعده قال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ قال المؤلف في وجه الدلالة فقد فصل بينهما فصل بين الخلق والأمر فدل على أن الخلق غير الأمر: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ قال في القرآن: الأمر هو كلام الله؛ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الأمر هو الكلام والخلق غير الأمر. لو كان الكلام مخلوقا؛ لصار داخلا في الخلق لم يفصل بينهما فلما فصل بين الأمر الذي هو الكلام والخلق؛ دل على أن الكلام غير مخلوق: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ

والدليل الذي بعده؛ قال: ومن الأدلة على أن القرآن كلام الله قوله تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إذا أراد الله أن يخلق شيئا يخلقه بكلمة ( كن ) يخلقه بكلمة ( كن ) وكلمة ( كن ) كلام. فلو كان الكلام مخلوقا؛ لو كانت ( كن ) مخلوقة لافتقرت إلى ( كن ) أخرى و( كن ) تفتقر إلى أخرى إلى ما لا نهاية، وهذا يدل على أيش؟ يدل على أن الكلام غير مخلوق. الخلق يكون بأي شيء؟ بالكلام. الله تعالى يخلق بالكلام إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فيخلقه الله. فلو كان الكلام مخلوقا صارت ( كن ) مخلوقة تحتاج إلى ( كن ) أخرى و( كن ) تحتاج إلى ( كن ) أخرى إلى ما لا نهاية، وهذا باطل.

ومن الأدلة قالوا: وقال: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي لو كان الكلام مخلوقا لنفد. المخلوقات تنفد وكلام الله لا ينفد: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ينفد البحر ولا تنفد كلمات الله، وفي الآية الأخرى يقول الله تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ .

لو كان جميع ما في الأرض من شجر أقلام يكتب بها، والبحر يمده سبعة أبحر وصار مدادا يكتب به لنفدت البحار وتكسرت الأقلام، ولم تنفد كلمات الله.

ومن الأدلة قال: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ يقول المؤلف رحمه الله: ومثل هذا كثير وقال: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ وقال: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ قال: وعلم الله القرآن، وعلم الله غير مخلوق.

قال الآجري رحمه الله: لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء؛ من قال غير هذا كفر. يعني الله تعالى لم يزل عالما متكلما سميعا بصيرا متصفا بالصفات قبل خلق الخلق. قبل أن يخلق الخلق والله تعالى متكلم عالم سميع بصير ما استفاد سبحانه صفاته من الخلق. فالله تعالى متصف بالصفات قبل خلق الخلق. لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته، فكيف يقول هؤلاء: إن كلام الله مخلوق والله تعالى متصف بالصفات قبل خلق الخلق؟!! لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء؛ من قال غير هذا كفر.

والعلماء كفروا من قال: كلام الله مخلوق. قال: وسنذكر من السنن والآثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم ما إذا سمعه من له علم وعقل زاده علما وفهما.

وإذا سمع من في قلبه زيغ؛ فإن أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه، وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم. وسنذكر الأدلة التي تدل على أن كلام الله منزل غير مخلوق إذا سمعها من له علم وبصيرة ازداد علما وفهما، وإذا سمعها من في قلبه زيغ؛ إن أراد الله هدايته رجع عن مذهبه إلى الحق، وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم؛ لا يزداد إلا شرا وبلاء على حد قول الله تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا والعياذ بالله.

فالقرآن هدى وشفاء إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ لكن الظالمين لا يزيدهم: إِلَّا خَسَارًا واليهود لا يزدادون بالقرآن إلا طغيانا وكفرا أعوذ بالله: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا هذا القرآن الذي هو هدى وشفاء هؤلاء الكفار يزدادون به طغيانا وكفرا.... نسأل الله السلامة والعافية؛ أعوذ بالله من زيغ القلوب نعم.

 

شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
 

القرآن كلام الله حقيقة وليس بمخلوق

فضيلة الشيخ / د. ياسر برهامي

 
م العنوان استماع مرات الاستماع حفظ مرات التحميل
1  القرآن كلام الله حقيقة وليس بمخلوق
67
0
 

القرآن كلام الله ليس بمخلوق

قال المصنف رحمه الله: [والقرآن كلام الله، وليس بمخلوق، ولا يصف ولا يصح أن يقول: ليس بمخلوق، قال: فإن كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء مخلوقاً، وإياك ومناظرة من أخذل فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله، فهذا صاحب بدعة مثل من قال: هو مخلوق، وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق]. من المسائل التي تكلم فيها الأولون والآخرون أيضاً: القرآن، فأهل السنة يعتقدون أنه كلام الله أنزله الله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم، وتكلم الله به حقيقة وكتبه أو أمر بكتابته في اللوح المحفوظ، وكذلك أمر بكتابته في الصحف وفي المصاحف، فهو لا يخرج عن كونه كلام الله، وأنكر ذلك المعتزلة وكذا الإباضية الذين في عمان وغيرهم أنكروا ذلك، وقالوا: إنه مخلوق، وجعلوه كسائر المخلوقات، ورد عليهم أهل السنة وبينوا أن الله تعالى متكلم، ويتكلم إذا شاء، وأن كلامه قديم النوع متجدد الآحاد، وأن من جملة كلامه هذا القرآن، وردوا على من قال: إنه مخلوق، وكذلك ردوا على من توقفوا وقالوا: لا ندري أمخلوق أو غير مخلوق؟ بل يجب الجزم بأنه كلام الله. وقال أهل السنة في القرآن أيضاً: منه بدأ، وإليه يعود، فلا يجوز أن يُجعل شيء منه مخلوقاً، لا لفظه ولا معناه، بل هو كله كلام الله، تكلم به حقيقة. ويثبتون صفة الكلام -أن الله تعالى متكلم كما يشاء- ويتوقفون عن كيفية كلامه، أو التدخل في الأشياء الغيبية التي لا تبلغها الأفهام، فيقولون: نكل علم ذلك إلى الله تعالى.

 
عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
م العنوان استماع مرات الاستماع حفظ مرات التحميل
1  القرآن كلام الله حقيقة وليس بمخلوق
67
0
 

 

 مسألـــــــــة خلــق القـــــرآن ؟!
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©