

ملل رهيب ورتابة عجيبة أحاطت بالقنوات الفضائية،
مكثت قرابة الساعة وأنا أقلّب بالمحطات
إلى ان أستقرت اناملي على قناة mbc2،
مفاجأة جميلة كانت تنتظرني،
فيلمي المفضل الذي شاهدته اكثر من 20 مرة
خلال سنوات حياتي!!...فيلم التايتانيك...
لا اعرف السر الذي علقني بهذا الفيلم،
لم تكن قصة الحب الجميلة وحدها هي من لفتت إنتباهي إليه،
فما احزنني في هذا الفيلم الطبقية الإجتماعية،
وإنقاذ الأغنياء على حساب الفقراء المساكين.
اقبلت أختي لتشاهد معي،
وكان الفيلم قد أوشك على النهاية،
فها هو البطل يجلس حبيبته على اللوح الخشبي
بينما مكث هو في المحيط ليعدّ ساعاته الاخيرة،
فابتسمت أختي وقالت لي:
لا احد يضحّي في هذه الأيام...فالحب الحقيقي قد أختفى...
والأم هي الوحيدة المستعدة لتقديم روحها فداءً لأبنائها
فأستوقفت اختي قائلة:
لا يا حبيبتي...التضحية ليست لبشر دون سواه،
فقصة الفتاة التي أعرفها في جامعتي تدمع لها القلوب،
فتاة في العشرين من عمرها
قضت سنين حياتها مع جدتها بعد وفاة والدها
وقيام أمها بوضعها وهي صغيرة عند جدتها لترعاها،
بينما غادرت الأم وتزوجت برجل آخر
هاجرت معه إلى أمريكا لتنسى ابنتها الوحيدة
وترمي أمومتها في وادٍ سحيق!!
لكن القدر أقوى من كل شيء،
والله تعالى لا ينسى عباده.
فقالت أختي:
ما الذي حدث للفتاة؟؟
فقلت لها:
جاء ابن عمها بعد إنهائها دراستها الثانوية،
تقدم لخطبتها،وتعهد ان يدفع حياته ثمناً لها،
تزوجها وأسكنها في بيت جميل ودافئ،
وأعتنى بجدتهما
وأشترط على زوجته ان تكمل دراستها الجامعية
وتتفوق في حياتها لتثبت للعالم أنها موجودة رغم قسوة الزمان عليها!!
أليست هذه تضحية يا أختي؟؟
رغم معارضة أهل هذا الشاب له و محاولتهم منعه من الزواج بفتاة لا أم ولا أب لها
إلا أنه فضلها على نساء العالمين جميعاً..
عندما سألت صديقتي:
هل أنت سعيدة معه؟؟
قالت لي:
أشبعونا في المدرسة كلاماً عن تضحية الأم...لكن لا أم لي..
وما لمست من حنانها شيئاً...
فجاء حبيبي وزوجي ليعوضني عن سنين حرماني
ويسكنني بين ذراعيه ويضحي لأجلي برضى أهله...
فتنهدت اختي وقالت:
إذاً ....قد يضحي العاشق من أجل حبيبته...
وقد تنسى الام فلذات اكبادها ولا ترويهم من حنانها
فابتسمت وقلت:
هذا هو حال الدنيا يا أختي....
وأصعب اللحظات التي نعيش فيها من دون أن نشعر لا بتضحية أم ولا بتضخية حبيب!!
فالتضحية زهرة لا يتقن فن سقايتها إلا عشّاق الحياة!!
بقلمــــــــي
