ناسك الحروف | مشرف سابق | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | ط·آ§ط¸â€ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 39986 ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8505 | ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€ ط·آ§ط¸â€ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 6.3 | ط·آ§ط¸â€ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6342 | |
ايميلي
كان صباح يوم بارد.انه الفاتح من فيفري,يومها استيقظت باكرا على غير العادة على وقع أصوات طيور كانت تأكل فتات خبز علق بنافذة غرفتي المطلة على الشارع الكبير.قمت متكاسلا و نظرت الى ذلك الشارع الخالي من المارة.كان الضباب كثيفا وكانت الرؤية صعبة للغاية ولكنني لمحت طيف امراة تقف تحت شجرة الصنوبر المحادية لمنزل السيد ألفريد.في الوهلة الاولى ظننت أنني مازلت أحلم.فركت عيناي جيدا لأتحقق مما أرى ولكن ذلك الشبح لم يتحرك.فعلا انه فتاة...نعم انها نفس الفتاة ..تماما كيوم الحادثة.......لقد كانت فتاة طويلة القامة,ترتدي معطفا أسود اللون يصل حتى ركبتيها.حدقت فيها بتأن وتبين لي أنها نفس الفتاة.أجل الفتاة ذات الشعر الاسود المجعد والوجه الشاحب.أبدا لن أنسى سحنتها لقد كان وجهها الذي لا يحمل اي تعابير يعكس شخصيتها الغامصة والمليئة بالتعقيدات.أجل هي إيميلي الأخت التوأم لريثا الصديقة المقربة من أختي الصغرى.لطالما قلت إن ريثا لا تشبه أختها حتى ولو اشتركتا في بعض الخصائص الجسدية....لقد رجع بي وقوف ايميلي تحت الشجرة الملعونة سنين الى الوراء و خطت بي ذاكرتي الى تفاصيل القصة المروعة.أجل ومن يستطيع نسيان الفاجعة...حينها حكت لي اختي قصة ريثا.لقد كانت بنتا رائعة مفعمة بالحياة والامل ولطالما حسدتها ايميلي على ذلك.....لا أدري.فلولا تأكيد الطبيب لقلت أنها هي من.....لا أدري...قد يكون الأمر عكس ما أتخيل.انني اتذكرذلك اليوم الذي زارتنا فيه ريثا لآخر مرة وكان وجهها يشبه وجوه الموتى.أتذكر أنها وقفت على عتبة بابنا ولم تنطق ببت شفة سوى أين أختك .أين كامي.حينها رأتها أختي وأدخلتها الغرفة بسرعة و أغلقت الباب.كيف أنسى هذه الحادثة فبعد مغادرة ريثا أجبرت أختي على البوح لي بالسر الذي جاء بصديقتها في مثل هذا الوقت المتأخر .ويا ليتني لم أسال.قالت أختي حينها وهي لا تكاد تستطيع التنفس.(لقد ذهبت الى الطبيب اليوم)فقلت(هل هي مريضة).قالت أختي (لا بل ستموت)..قلت بانفعال(من سيقتلها؟؟).حينها بكت أختي ثم قالت أتذكر سبب وفاة أم ريثا قبل عامين.انه ذاك المرض..أجل أذكر.لا تقولي لي ..أجل لقد أصيبت ريثا به أيضا..ستموت يا هاري(قالتها أختي و هي شبه منهارة)...في أثناء حديثنا أنا و أختي كانت ريثا قد وصلت الى منزلها.كانت تسكن في الحي المجاور وهو حي راق جدا.كان منزلها كبيرا وجميلا تزيّنه شجرتان عملاقتان من شجر الأرز و بوابة بنية اللون كتب على أحد اطرافها..فيلا رالف.. في الصباح التالي إستيقظت باكرا .نظرت من خلال النافدة كالعادة وشاهدت مشهدا غريبا.ريثا و ايميلي تسيران جنبا الى جنب في هذه الساعة المبكرة.كان منظرا جد غريب فلم أرى ايميلي تتمشى مع أختها من قبل كما أنني لم أرها أبدا تتودد اليها بل كنت متأكدا أنها تكرهها.سارت الأختان على طول الشارع الخالي.لم يكن هناك سوى قطة مرت مسرعة متجهة الى مسمكة العم سام.وصلت الفتاتان الى شجرة الصنوبر و وقفتا طويلا كأنهما تناقشان أمرا هام....بعد لحظة شاهدت احداهما تسقط على الارص كانت ريثا....للحظة ظننت ان ايميلي قتلتها.اندفعت خارجا ووصلت إليهما في لمح البصر.كانت ريثا ملقيةعلى الارض كأنها نائمة و ايميلي تبكي بحرقة.لقد كادت تموت من العويل.رغم هلعي تفاجات من حزن ايميلي الشديد الذي لم يدع لي شكا بأنها قد إطلعت على خبر دنو أجل أختها التوأم و أنها ندمت على كل ما فعلته معها...ماتت ريثا الرائعة و شيعت جنازتها في ذلك اليوم الحزين.لم أرى ايميلي بعدها.وها هي اليوم تقف أمام تلك الشجرة من جديد.حملت نفسي و نزلت لأسلم عليها.فتحت باب المنزل و اتجهت نحوها ولكن ما إن كدت أصل حتى توقفت سيارة أمام ايميلي.كانت سيارة سوداء فاخرة..نزلت من السيارة طفلة صغيرة و قالت(..ماما..) إلتفتت اليها ايميلي و قالت(..ريثا حبيبتي..) بعدها لوّح لها الرجل بداخل السيارة فصعدت هي وريثا الصغيرة وما كادت ايميلي تغلق الباب حتى لمحتني.حينها بدأ المطر ينزل بغزارة وشاهدت دموع ايميلي تنساب على وجهها الشاحب الممتلئ مع حبّات المطر الدافقة على الزجاج الأمامي للسيارة التي ما لبثت أن انطلقت وغابت تدريجيا في الضباب.غابت كما غابت ريثا هنا.....غابت ايميلي الآن ولن تعود أبدا.ايميلي التي اتضح فيما بعد أنها كانت تخفي طيبتها وحرقتها على أختها وتسلّحت بالشجاعة والقوة حتى آخر يوم لها مع الغالية ريثا.ايميلي التي لم تشعر أحدا بألمها و تحدت خوفها على أختها حتى النهاية...كانت ايميلي
تأليفي...أنا ..أحمد | | |
|