

 
اهلاً و سهلاً و مرحباً بكُم في القصص القصيره
بقلمي ؛ kind heart
بعد أن باع معظم بضاعته حزم حقيبته بسرعة وانسل عبر الزقاق الخلفي بخطوات سريعة حذرة, ينتقل من زقاق إلى آخر إلى أن دلف إلى بيته.
هذا هو لسان حاله كل ليلة...والذي فرضته عليه طبيعة عمله...وطبيعة بضاعته والتي ما هي إلا المخدرات بشتى أصنافها من كوكايين,هروين وأفيون...
بعد أن التقط أنفاسه شغل المذياع وعمد إلى حقيبته فأخرج ما بقي منها من مخدرات, ثم أخرج من جيبه ورقة صغيرة ووضع فيها المسحوق المخدر , لفها بعناية وشرع في استنشاقه على مهل ...أغمض عينيه فسافرت به أحلامه إلى بلاد بعيدة , لم يسبق له أن رآها , كل ما فيها وردي , يعيش في قصر بلوري و يحيط به خدامه والنساء الفاتنات من كل ناحية وهو كالملك متربع على عرش الأمر والنهي...لكن ...ضبابة كثيفة أتت فحجبت الرؤيا ثم...ثم استيقظ من حلمه, فأشعل لفافة أخرى عله يعود إلى أملاكه, بيد أن سفينة أحلامه لم ترسوا به إلى في جزيرة, وأي جزيرة...إنها جزيرة أحلامه التي طالما حلم بها .نفس الأشجار الخضراء اليانعة ونفس الأنهار الجارية و الكائنات الوديعة التي طالما رآها في أحلام يقظته ونومه...بدأ بالركض كطفل صغير بين ربوعها, واصل الجري بأقصى سرعته لكنه لم ينتبه إلى منحدر سحيق أمامه, فهوى إليه...فانتبه, فإذا به يقع على ارض...ارض بيته.لكنه أصر أن يعود لمعانقة أحلامه مرة أخرى, فكانت لفافة تسافر به إلى بلد وأخرى تنقله عبر البحر وأخرى فوق السحاب ...أنهى كل اللفافات ,فلم تبقى إلا لفافة واحدة .كان شيء ما في داخله يقول له أن هذه اللفافة تخفي له شيئا ما,لا يدري ما هو...لما أشعلها,شعر أنه لم ينتقل من مكانه , لكن...هناك شخصان قادمان ,بدت ملامحهما تنكشف شيئا فشيئا...لم يصدق نفسه لما رآهما ,إنهما...إنهما أعز أصدقائه , صديقاه اللذان أخذتهما أمواج البحر إلى غير رجعة بعد أن حاولا الوصول إلى الضفة الأخرى ...إلى أرض الأحلام الغربية,كان يبدوان على غير حالهما المألوف ,لم ينبسا بكلمة واحدة كانا فقط يشيران إليه أن يلتحق بهما, لم يتردد لحظة واحدة فطار نحوهما وترك أحلامه ورائه ورافقهما إلى عالم آخر...لا رجعة منه.
في الصباح الموالي ,رجال الشرطة يقرعون الباب,لا أحد يجيب,فأمر قائد الشرطة بكسر الباب ...بعد أن كسر الباب دخلوا إلا أنهم لم يجدوا شيئا ...إلا جثة هامدة...للشخص الذي كانوا يبحثون عنه...الذي قضى حياته وهو يبيع الوهم وأفنى حياته بين ردهاته.


إلى اللقاء في الإبداعات القادمه بإذن الله


أخوكم هشام |