بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
التـَـحَدِي، شَجَــاعَةٌ وَ عـُـنـْفـُـوَانٌ
الساعة تشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل.
البحر هادىء، و القمر يرقص الهوينى على صفحات المياه الساكنة.
الصمت يقتل المكان. و الوجوه تكسوها ملامح الشرود و التفكـير. هو تفكير في المصير لا محالة !
الكـل متردد، أو الكل يتوجس لحظة الحسم .... حيث يغدوا البحـرُ سيدَ الموقف، القاضي و الجلاد !
ذكريات الفقر يُمزقها صوت الزورق البعيد، و سطور المعاناة تُكتب بمداد البحر الذي لا ينتهي.
لم أكن أفضل حالاً من أصحابي، فالجميع يكتب المشهد الأخير من قصة معاناة عنوانها الشقاء و التعاسة.
انتظرنـا ثوانٍ عدة.
الثوان أتت بالدقائق.
و الدقائق كتبت الساعات.
صوت الزورق يقـترب، و أحلامنا تزداد ....
هنـاك، خلف أمواج البحر، رأيْتُ شبح الزورق يـعلو و يـنزل.
إنه هدوء مـا قبل العاصـفة.
دقـائق بعد، لامس الزورق ضفة البحر بهدوء فـسارع الجميع إلى حجز مكـان له ....
لـم أتمالك نفـسي فقفزت بدوري عـلى المركب الصـغير و حضنت كيسـاً بلاستيكيا كنت قـد
وَضَعتُ فيه القليل من ملابـسي.
أُدير محرك الزورق، تحرك هذا الأخير من مكانـه، فتحركت معه بقايا الحنين إلى الوطن و التراب ....
التاريخ يـسجل، و الذكريات تكتب.
إنه تـحدي الذات و الظروف، تحدي الماضي و المستقبل.
فـياله من تحدي !!!
بقلـمي.