حينما كنت صغيرا .. كانت للحياة معني آخر .. اعشق التلفاز و مشاهدة افلام الكرتون .. و اكل الحلوي و بعض المشروبات كالعصير .. و كان لي عشق خاص مع البوشار (pop corn)

كانت احلامي بسيطة .. احلام يحلم بها اي طفل في مثل عمري

مرت الايام و حان الوقت لدخولي المدرسة  .. و توديع عالم الكسل و النوم و اللهو

ذهبت مع والدي ليسجلني في احدي المدارس .. كان ممسكا بيدي .. يداعبني و ينظر الي و هو سعيد بأنه سيراني احمل كتبي .. لم أكن اعلم سبب سعادته حينها

كان وجهه مشرقا و كان ينظر الي نظرات اعجاب و تقدير .. وصلنا الي باب المدرسة فقال لي : كبرت يا عزيزي ربما اراك طبيبا في يوم من الايام

لم اكن اعلم ما يقصده لكنني ابتسمت دون ان اشعر و احسست بالراحة في دواخلي .. اتجه الي بعد نزولي من السيارة و امسك بياقتي و ربت علي رأسي

 جلس في الارض و بدأ ينظر الي وجهي .. بدأت اضحك عليه و اقول في نفسي : ما به ابي لماذا يتصرف بهذه الطريقة  فقهقهت قليلا

فاذا بأحدهم يتقدم نحو والدي و يتحدثون سوية  و بعدها يتجهون نحوي .. فيسلم علي صديق والدي و يقول : ما شاء الله كبرت الآن

احسست بالاحترام من قبله كأنني اعرفه منذ سنين و لكن تملكني بعض الخوف من نظراته

بعدها قادني والدي و هو ممسكا براحة يدي و اتجهنا الي مكتب المدير و تمت عملية تسجيلي .. و وجدت نفسي في عالم المدرسة بين الحصص و المعلمين و الواجبات المنذلية

كان يوصلني والدي في الصباح و يأتي لاخذي عند نهاية يومي الدراسي .. كان دائما ما يستقبلني بأبتسامة هادئة

و دائما ما يسألني كيف كان يومك و يحاول الترويح عني ببعض الضحكات و يحاول اهدائي هدية اذا كانت المعلمة سعيدة لما قدمته في فروضي

كنت سعيدا بافتخار والدي بي .. و كنت احاول تقديم كل ما لدي لاراه سعيدا امامي

مرت الايام سريعا و حان وقت الامتحان .. كنت خائفا فهذه اولي تجاربي .. كنت في حالة من الهلع و الخوف

و والدي يحاول تهدئتي فيقول لي : لا تخف يا بني  كل ما عليك التركيز لأنك كنت جيدا اثناء العام و تحصيلك ممتاز في جميع الاختبارات

رتحت لكلماته كثيرا و وجدت نفسي اركض اليه و احاول الوقوع بين احضانه لم اكن اعلم انني اعشقه لهذه الدرجة .. لم اكن اعلم انه يحس بدواخلي و كلماته كانت بلسما لخوفي

مد كلتا يديه و احتضنني .. كانت لحظة جميلة لا استطيع وصفها لان جسمي كان مهتزا من شدة احاسيسي

فقال لي : اذا حققت النتيجة المطلوبة ستكون لك هدية خاصة .. ابتسمت فقلت في نفسي سافعل ما بوسعي

تمر اللحظات سريعا و تنتهي الامتحانات و ندخل مرحلة النتائج ..لم استطع النوم وقتها لم استطع ان افعل اي شئ سوي التفكير في درجاتي

تمنيت لو ان الوقت احدي العابي  فاحاول تمرير الوقت لرؤية نتيجيتي .. اتجهت الي التلفاز لاشغل عقلي .. فأذا بوالدي قادما من عمله و هو تعب مرهق

هرولت في اتجاهه فاستقبلني كعادته بشوشا و مبتسما و هادئا .. و قال لي لا تخف ان غدا لناظره لقريب و ان شاء الله ستحقق افضل نتائجك

دخلت كلماته في قلبي السرور لانها تدل علي ثقته الكبيرة بمقدراتي

و مر اليوم بلمح البصر و حان وقت النوم و انا اتقلب من شدة خوفي و جاء الصباح و اتجه معي والدي صوب المدرسة

و اتجهنا صوب مكتب المدير لاخذ درجاتي  ..  انتظرته خارج  .. و اثناء حديث والدي مع المديرة نظر الي و  ............... يتبع

بقلمي monty

قصة تحمل جزء من واقعي