إذا كان في كل درس بحث وفي كل جامعة أطروحة بحث يقدم علي البدراوي أطروحة الماجستير الخاصة به الى جامعة منتدى كووورة عراقية..ليبدأ الفصل الأول منها بالخطوة الاهم في تاريخ بلده الرياضي (كأس العالم) الذي يكشف سرا لأول مرة عبر هذا المنتدى بالقول أنه انتمى اليه أو الى جامعة كووورة من أجل هدف واحد وغاية وهو رؤية منتخبه يلعب للمرة الثانية في المونديال..
أخوتي الكرام..حلقتي الأولى من إرشيفي أقدمها لكم عن تأهل منتخبنا الوطني الى مونديال كأس العالم كي يطلع أبناء الجيل الحالي وأسود الرافدين المعاصرين عن بانوراما النصر المؤزر الذي جسده ذلك الجيل...
الاهداء ...الى أجيالنا الكروية المتعاقبة الباحثين عن الحقيقة...
الحلقة الأولى

صحوة النصر تبدأ بعد كبوة لوس أنجلوس....










انتهت أولمبياد لوس أنجلوس بتداعياتها المُرة وأنتهت معها آمال الجماهير العراقية بمنتخبها الوطني من تقديم نصر وإنجاز يليق بما وصلت اليه من مرحلة متقدمة على صعيد قارتها وإقليمها..إنتهت أولمبياد لوس أنجلوس بصدمة الجمهور العراقي بفريق بنى عليه آمالا كثيرة بعد أن وجد فيه تكاملا في خطوطه الثلاثة وحارسي مرماه توّجه بالتأهل الكبير الى الاولمبياد نفسها وإحرازه بطولة كأس الخليج في مسقط..
1-1 مع كندا، 0-1 مع الكاميرون، 2-4 مع يوغوسلافيا كانت كفيلة بأن تقضي على قائد المرحلة الرياضية وصانع أمجادها (عمو بابا) وكادره التدريبي لتتطلع نظرات القائمين على الكرة العراقية الى مديات أبعد وتتوجه أحلامهم صوب هدف عدّوه خير تعويض بل هدف رئيسي ولاغيره هو أن يكون العراق في مونديال كأس العالم... فالكويت التي تأهلت قبلنا ليست بأفضل منا كي تشارك فيه ونحن من غلبناها مرتين وهي ممثلة آسيا في المونديال (بطولة آسياد نيودلهي 82 وبطولة كأس الخليج في عمان 84)..
إذاً كي تتأهل الى كأس العالم عليك بتفريغ اللاعبين وتوجيه كل أذهانهم الى تلك المهمة الوطنية...كيف تم ذلك؟؟؟ إلغاء بطولة الدوري وإيقاف كافة نشاطات الأندية العراقية لكرة القدم لموسم كامل 84-85...نسيان تداعيات لوس أنجلوس...مباريات ودية تجريبية من وزن ثقيل مع فرق عربية وأجنبية.. منتخبنا يرأس مجموعته المكونة من (قطر – لبنان – الأردن)...
قطر:
منتخب بدأ يفرض أسمه بقوة في إقليمه وقارته..منتخب يعتمد على من حققوا أغلى إنجاز في تاريخ الكرة القطرية وهو وصيف كأس العالم للشباب في استراليا 81، لم تعد قطر ذلك الفريق الذي قابلناه في كأس الخليج 76 أو كأس الخليج 79 أو كأس الخليج 82...قطر ليست قطر التي كانت جسرا لمجموعتنا في تصفيات كأس العالم 82... قطر الجديدة هي مرافقتنا في لوس أنجلوس..قطر الجديدة هي من تصدر مجموعتنا في تصفياتها..قطر الجديدة هي من أحرجنا في نهائي كأس الخليج..
الأردن: فريق بدأ يحث الخطى بصورة سليمة من خلال استقدام الخبرات الاجنبية بداية الثمانينيات لهذا البلد وقد كان له بعض اللاعبين الذين كتبت عنهم كثيرا صحافة تلك الفترة:جمال أبو عابد -ابراهيم أبو سعدية-توفيق الصاحب...خسر مع رديف العراق عام 81 بسبعة أهداف مقابل هدف واحد..
لبنان: فريق تم إختياره طائفيا في سابقة فريدة في تاريخ كرة القدم..تقول مجلة الوطن الرياضي عنه أن مدربه البلغاري تفاجأ يوم تم لقاءه بـ22 لاعب يمثلون طوائفهم وتم إعطاء الاوامر اليه كي يوازن ويعدل في المحاصصة الطائفية في الفريق فما كان منه الا تركه بعد أول خسارتين مع العراق لتنسحب لبنان من تصفيات كأس العالم ويضيع مجهود من قابلها...
بدأت الملحمة والعراق لايلعب على أرضه



15/3/1985 العراق - لبنان (الكويت):
ابتدأ العراق مرحلته الاولى من التصفيات بكادر تدريبي مؤلف من المدرب أكرم سلمان يساعده أحمد صبحي.. أختار العراق دولة الكويت الشقيقة أرضا له كي يخوض عليها مباريات المرحلة الاولى من التصفيات..بدأها بلقاءه مع لبنان متفوقا عليه بستة أهداف سجلها كلا من:
حسين سعيد – احمد راضي – كريم وخليل محمد علاوي.. في مباراة من طرف واحد عراقية 100%.
العراق – لبنان (الكويت): إختار اللبنانيون أيضا الكويت أرضا لهم في مباراة الإياب فلجأ مدربهم البلغاري الى الأسلوب الدفاعي الكلي منذ الدقيقة الاولى بتكدس الفريق بأجمعه أمام مرماه كسر أحمد راضي الحاجز الدفاعي متى؟؟؟ في الدقيقة السابعة من الشوط الأول مسجلا الهدف الاول ومن بعدها أفتححت بوابة التسجيل بأهداف تناوب عليها كلا من كريم محمد علاوي وحسين سعيد ليعود احمد راضي في الشوط الثاني مكملا تسجيل الاهداف لتنتهي المباراة عراقية وبنصف درزينة أيضا...
أصبح رصيدنا نقطتين (بفعل النظام القديم) وبكمية محترمة من الأهداف بلغت 12 هدف...شيء رائع ولكن المفاجأة جاءت بإنسحاب لبنان من التصفيات بسبب مابدأنا به ليعود الفريق العراقي الى نقطة الصفر...
الاردن تفوز على قطر في عمّان محققة بذلك أولى مفاجأت المجموعة لتوجه إنذارا قويا الى العراق...
28/3/1985 العراق – الاردن (عمّان): العراق 3 – الأردن 2 بأهداف سجلها حسين سعيد ووميض منير وهدفين لجمال أبو عابد وراتب الداود المباراة حتى الدقيقة 90 كانت نتيجتها نتيجة 2-2 وأوشكت أن تنتهي بالتعادل لولا كرة المنقذ أحمد راضي في الدقيقة (91) لينهي المباراة برمتها ولو أنتهت بالتعادل قياسا الى ما أسفرت عليه المباريات الاخرى لكنا الان لا نعرف للكرة العراقية وجودا بالمونديال..
4/4/1985 العراق – قطر (الدوحة): نكبة كروية مني بها الفريق العراقي في الدوحة بمباراة (لا أعادها الله) انتهت بخسارة بلغت 3-0 لصالح قطر وبسيطرة قطرية واستحواذ قطري على الكرة ليتوج منصور مفتاح أول اهداف المباراة في الدقيقة 40 ثم يبدأ الشوط الثاني ويسجل ابراهيم خلفان الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة 52 لينهي محمد العماري كل أمل للعراق بتعديل النتيجة بهدف سجله في الدقيقة 71.. انتهت المباراة بفوز قطري كبير لم تكن قطر تحلم به..لتخرج علينا مجلة الصقر الرياضي القطرية بمانشيت عنوانه (أبناءنا يحطمون الارقام والمتعة) ...خيبة أخرى خرج بها منتخبنا الوطني من تلك المباراة بإصابة المهاجم حسين سعيد...
إذا تساوى الاطراف الثلاثة: العراق 2 – الاردن 2 – قطر 2


أعتبر منتخبنا أن مباراة الأردن في الكويت مصيرية وعلى اثرها يتحدد مشواره في التصفيات برمتها...فقد لاعبونا أعصابهم بل وربما (جن جنونهم) حسب قول مجلة (الوطن الرياضي) حين أنتهى الشوط الاول بنتيجة 0-0 وكانوا يعدّون الدقائق كي يأتي الهدف لكنه لم يأتِ الا بعد انقضاء الربع ساعة الاولى من الشوط الثاني ليأتي بعده الهدف الثاني ليخرج منتخبنا فائزا بنتيجة 2-0.
مباراة المواجهة
أصبحت بطاقة التأهل بفعل مقتضيات النتائج محصورة بين العراق وقطر..المباراة لأرض العراق..رفضت قطر أن تكون الكويت، رفضت قطر اختيار الطائف..لتقدم نفسها مقترحا بأن تكون أرض العراق كلكتا؟!!!!!!!!!!!!!..القرار أثار حفيظة الاتحاد العراقي وأدرك مايحاك ضده من قبل رئيس الاتحاد الاسيوي في تلك الفترة الماليزي بيتر فليبان ومساعده داتو حمزة..
نعود الى ماقاله المعنيون في تلك الفترة قبل موعد المباراة..فالصحف اليومية (العراق والجمهورية) خرجت بإفتتاحيات رياضية غير مطمئنة بالتمام بسبب سوء التحضير للمباراة وبُعد المسافة كون المباراة تجري في كلكتا..الضربة القاصمة جاءت بإصابة عدنان درجال لينضم الى حسين سعيد المصاب ويخلوا منتخبنا منهما..
تم استدعاء جمال علي نظرا لخلو المنتخب من الخبرة...
بدأت المباراة التي تم نقل الشوط الثاني منها بالاسود والابيض بسبب نظام البث الهندي ANTS مع تسجيل بعد المباراة للشوط الاول.. بحماسة منقطعة النظير من لاعبينا توّجت بهدف رائع لاحمد راضي كان من الممكن تعزيزه بآخر لولا التسرع والاندفاع الزائد ليشهد نهاية الشوط الاول انخفاض مشهود في مستوى لياقة منتخبنا كانت حصيلته تراجع لاعبينا الى مرماهم ليسجل منصور مفتاح هدف التعادل منتهيا بذلك شوط المباراة الأول حبايب للفريقين (وبفوز لقطر كون التعادل يصب في مصلحتها)...
الشوط الثاني يشهد عودة عراقية صلبة وبتحويلة رائعة من اليسار عبر جمال علي يضرب الكرة كريم محمد علاوي بقوة (فتعبر خط المرمى) وتصطدم بين اقدام المدافعين والعارضة ليركض عليها بحركة سيرك ويسدد من الخلف معلنا تسجيل الهدف الثاني.. بعضهم يقول أن الحكم أحتسب الهدف منذ أن عبرت الكرة الخط بسنتيمات وماكان لكريم محمد علاوي داعٍ ليكمل حركته...
شاهد رابط الهدف بوضوح:
http://www.youtube.com/watch?v=2mZ5-vhnVOw&feature=related
بعد نهاية المباراة تصرف القطريون برعونة عبر تمزيق العلم العراقي الذي دخل به أحد الاداريين ليخرج علينا سعد البزاز بمقال هجومي في مجلة الدستور الباريسية بعنوان (حديث غير رياضي في مباراة سياسية)!!!!... ومانشيت في إحدى الصحف بعنوان (عزائنا الشديد للفريق القطري "الصديق")..
وكُتب حينها أن مطار بغداد لم يشهد بتاريخه هكذا حشد جماهيري لاستقبال منتخبنا المتأهل الى المرحلة الثانية..
* * *
التأهل الى المرحلة الثانية والمسؤولية المضاعفة والفترة الفاصلة جيدة نوعا ما وكفيلة بمعالجة المصابين والاستعداد المثالي..المهم بالمسألة أن العراق قد حاز على لقبين معنويين في تلك الفترة المحصورة بين كلكتا والامارات وهما فوز رديفه ببطولة كأس العرب وحرمان بطل القارة (السعودية) منه وعلى أرضه وبين جمهوره..والفوز الثاني كان بإحراز رديف العراق (المُطَعّم) ببطولة الدورة الرياضية العربية حارما المغرب العملاقة من ذهبيتها وبين جمهورها..ليدخل العراق تصفيات المرحلة الثانية منتعشا بهذين اللقبين..اضافة الى تسلم كادر تدريبي جديد للمهمة بقيادة المدرب واثق ناجي وهو ذاته من درب العراق في تصفيات موسكو 80..
مباراة العراق والامارات في الشارقة


ابتدأها فهد خميس بهدف مفاجىء ومبكر جدا في الدقيقة الخامسة من المباراة ليعادل حسين سعيد النتيجة في الدقيقة 29 من الشوط الأول.. يستمر الكر والفر باللعب وتناوب الهجمات ليقتنص فهد خميس كرة قاتلة في الشوط الاول مسجلا بها الهدف الثاني في الدقيقة 46 لينتهي الشوط بتقدم اماراتي..
بدا الشوط الثاني الذي شهد تحسن عراقي كبير في الاداء أسفر عن هدفين جميلين جدا لحسين سعيد في الدقيقة 70 من المباراة وناطق هاشم في الدقيقة 83 منها لتنتهي المباراة بفوز عراقي رائع على ملعب الخصم..
لتنتهي المباراة عراقية 3/2..
مباراة الطائف

كانت مباراة الاياب لمنتخبنا الوطني وقد شهدت بشهادة كل من كتب عنها اسوأ أداء عراقي في (تاريخ الكرة العراقية) إذ كان فيها لعبا من طرف واحد تسيد الاماراتيون مجرياتها وصالو وجالو بالملعب مسجلين هدفين غير مصدقين ماهم فيه وكان بإمكانهم تعزيزهما بثالث ورابع لولا أنهم أكتفوا بهذين الهدفين وتراجعو (بسوء تكتيك) كي يحافظوا عليهما...فها هو فهد خميس يعاود كرته بتسجيله هدفا مبكرا في الدقيقة السادسة من المباراة ليسجل عدنان الطلياني هدف الامارات الثاني في الدقيقة 52 منها...تراجع الاماراتيون بعد الهدفين الى مرماهم لكن لاعبينا لم يستثمروا هذا التراجع ولم يستغلوه مطلقا متصرفين بلا أبالية مستسلمين للقدر وكأنهم يعدون الدقائق لنهاية المباراة حتى حانت فرصة قام مبارك غانم على أثرها بإبعاد كرة عالية بضربة دبل كك من على مرماه ليخطفها كريم صدام بصدره مودعها (ببوز حذاه) بالمرمى وكانت عالية جدا وقريبة من العمود غير مصدق نفسه أنها دخلت الشباك صائحا بأعلى صوته للاعبين ولكم كول ولكم جبت كول (من حديث لكريم صدام لفضائية دجلة)...

لحظة الهدف القاتل لكريم صدام
لم يعي الاماراتيون الذي جرى لهم خصوصا بعد أن جاءت الصدمة الثانية بصافرة الحكم لينهار حارسهم عبد القادر حسن وبدأو لاعبيهم بحركات هستيرية، ولم يصدق فريقنا ماهو فيه فراح بعد المباراة بيوم لتأدية مناسك العمرة وشكر الله على هذه الهبة..

مما قالته الصحافة العراقية عن المباراة واداء الفريق العراقي بها
سوريا هذه المرة

أدرك كل معني على المنتخب خطورة الموقف بعد مباراة الامارات خصوصا أن العراق قد وصل الى المباراة النهائية بإرادة الله وهدف كريم صدام وبمستوى مقلق..فتم الاستعانة بكادر تدريبي برازيلي متكامل بقيادة (فييرا الأول) ومساعده إيدو ومدرب اللياقة لانسيتا علما أن هناك مسألة أخرى مهمة وهي فترة الصراع السياسي بين حكومة العراق في تلك الفترة وبين الحكومة السورية ليزيد هذا الأمر من حساسية المباراة لتبدأ على اثرها التصريحات النارية في صحافة الطرفين مبتعدة كل البعد عن البعد الرياضي الاخوي للمباراة..حتى أن الصحف العراقية كانت تخرج آنذاك بكاريكاتيرات (مهينة ومخجلة وبعيدة عن الروح الرياضية) أحتفظ بها جميعا ولكنها غير صالحة للنشر..مبادرة قطرية (انتقامية) بأستضافة المنتخب السوري بمعسكر تدريبي في الدوحة يتكفل الاتحاد القطري نفقاته كاملة اثارت غضب الصحافة العراقية آنذاك...المباراة بقي لها أسبوع أو أكثر وكادر التدريب البرازيلي يهيء منتخبنا للمهمة والطبيب المختص يقف على علاج كل الاصابات كي يلعب منتخبنا فيها بكامل نجومه...معسكر تدريبي لمنتخبنا لمدة عشرة أيام في الاردن كي يتعوّد لاعبينا على اللعب على أرضية التارتان التي سببت لهم مشكلة في تصفيات 82 في جدة وفي مباراتنا مع الاردن المذكورة أعلاه..
العراق – سوريا (ملعب العباسيين)

استقبلت الحكومة السورية المنتخب العراقي بوفد رسمي قاده وزير دفاعها مصطفى طلاس توجت بعزيمة للفنان دريد لحام.. بدأت المباراة التي لم ينقلها التلفزيون العراقي مباشرة (بسبب ما احتواه الملعب من شعارات غير ملائمة لنظام تلك الفترة) فتم استماعها من أغلب العراقيين (ومنهم كاتب الموضوع وعائلته) عبر الاذاعة السورية لنفاجأ بنشيد وطني للعراق مختلف عما نعرفه تعزفه فرقة الجيش السوري..المباراة أتضح أنها شهدت حادثة غير سوية من قبل السوريين بإدخال ديك قيل عنه أنه سوري ليصارع دجاجة قيل عنها انها عراقية ويرميها وسط نقطة البداية (سنتر الملعب)

بتصفيق وحماسة الجمهور السوري الذي رفع لافتة كبيرة على طول الجهة اليمنى من الملعب مكتوب بها بالاحمر (عالمكسيك ياسوريا..عالمكسيك ياسوريا)...



المباراة أدارها الحكم الفرنسي ميشيل فوترو وهو ذاته من حكم بعد ثلاثة أعوام المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا بين الاتحاد السوفيتي وهولندا التي جرت في المانيا كان أداءه سيئاً جدا ربما تأثر بأجواء الملعب أو أن هناك أمور اخرى
خافية والله أعلم

* شاهد هدف احمد راضي الملغى
(لتخرج علينا بعدها فرقة الدانة الغنائية بأغنية ساخرة اسمها اللعبة قوية والحكم إفرنسي)، اسم الحكم فوترو وهو فرنسي الجنسية..وقد شهدت المباراة مهزلتين منها إلغاء هدف صحيح مليون بالمئة لاحمد راضي شبيه بهدف كرار جاسم ضد الصين...وعدم احتسابه لضربة جزاء صحيحة للعراق بعد أن قام المدافع السوري بشد ياقة حسين سعيد وخنقه من رقبته داخل منطقة الجزاء...كان نجم المباراة المطلق العائد من الاصابة عدنان درجال

..انتهت المباراة بالتعادل (صفر – صفر)...
29/11 مباراة الطائف..والفتح الكروي



حشّد البلدان كل طاقتيهما (الاعلامية والرياضية والشعبية والسياسية) لهذه المباراة بالجعل منها مباراة مصير وحياة أو موت (وهي بالفعل كذلك)..العراق يبعث بطائرة خاصة من بغداد الى الطائف وسوريا تفعل الشيء نفسه وتحث جاليتها بالسعودية على التحشد في ملعب الطائف..أهالي كربلاء والنجف وسامراء والاعظمية والكاظمية يتوجهون الى مراقد الأمة الاطهار لتأدية صلاة الخوف قبل المباراة بيوم..إذاعة بغداد وتلفزيونها يتصلون بأهالي اللاعبين..مقال افتتاحي غريب في البعث الرياضي يتوعد فيه لاعبينا في حال الخسارة مع فريق من أسماه (النظام السوري) ويحفزهم بالوقت نفسه بالمكافأة في حال الفوز والتأهل.. خمسة دول (على ما أذكر) طلبت نقل المباراة نقلا مباشرا على الهواء وهي (الاتحاد السوفيتي والبرازيل والمكسيك اضافة الى السعودية ومصر غير العراق وسوريا)...
ابتدأت المباراة بأسلوب رائع غير مقارن بالمرة بما أداه منتخبنا مع الامارات على نفس الملعب قبل شهرين .. أداء ممتاز ابتدأه علي حسين بحركة برازيلية مراوغا لاعبين سوريين أمام مرماهم ليسددها بأستهزاء الى الحارس مالك شكوحي (وصفه لي سائق أجرة سوري يوم كنت في الشام بأنه حارس القرن في قارة آسيا ولم تلد تلك القارة له مثيل)!!!!!!!
كانت حركة علي حسين إيجابية أكثر منها سلبية رغم ضياع الهدف (طلب مني مرة صديق فلسطيني جاء للعراق بزيارة إعادتها 20 مرة حين أطلعته على المباراة بالفديو قائلا، كل ماشاهدته بحياتي من حركات لاعبين بكفة وهذه الحركة بكفة)... حسين سعيد يسجل الهدف الاول..


حارس محمد يسدد كرة رائعة من خارج منطقة الجزاء يصدها شكوحي ببراعة ليعيدها المخرج عشرة مرات مما أثار حفيظة مؤيد البدري قائلا (عايف اللعب وملتهي بضربة حارس مخرجنا العزيز لازم كلش عجبته) لينتهي الشوط الاول 1-0 للعراق.. ابتدأ الشوط الثاني بهدف رائع لشاكر محمود ولكن بعدها ضربة جزاء لسوريا بسبب مسكة خاطئة لعدنان درجال للكرة بكف يده ليسجل وليد أبو السل منها هدف مُصعّبا بذلك المهمة..حتى جاءت الدقيقة 39 من المباراة ومن ضربة حرة مباشرة سددها خليل محمد علاوي بكل قوة أرضية مصطدمة بقدم أحد لاعبي الجدار لتبعد مسارها نوعا ما معلنا تسجيل الهدف الثالث واحتفال عراقي به..أنتهت المباراة وركض لاعبونا على مدربهم حاضنين كادرهم ..ناطق هاشم يحضن لاسيتا (مدرب اللياقة الظريف) ويبكي..قطع التلفزيون البث بعد المباراة لتظهر علينا المذيعتين (مديحة معارج وخمائل محسن) قائلتين... وهكذا تحقق الحلم الاخضر وتأهلنا الى المكسيك..أنتهى كل شيء وصعدنا صعدنا صعدنا الى كاس العالم...المطربة ربيعة تظهر وتغني أغنيتها الشهيرة (منتخبنا اسم الله عليه) احتفال حتى الصباح لم نعهده بالتلفزيون العراقي حربي التوجه حينها رغم حداثة أعمارنا في تلك الفترة..ليلة ليلاء لم تشهدها بغداد طيلة السنوات الخمسة وقتها من الحرب الكئيبة..التلفزيون العراقي يُعيد المباراة بالليل ولكن يقطعها لبث أغنية نقل مباشر دويتو (محمد حسين عبد الرحيم وأمل طه)..


هلو بالمنتخب...هلو..ممثل العرب..هلو
هلو شوفو شلعب...هلو..أبد محد تعب..هلو
بالعالي علو والله بالعالي علو..
هلو عيني هلو..ربعنا شوصولوا
حي الله الفريق... والماضي العريق..حلوين وحلو والله حلوين وحلو
هلو عيني هلو ..ربعنا شوصولو..
هلو شوفو الكرة..هلو
حلوة أمدوّرة..هلو
أبد ماتنحزر بالشبجة تمر..
بالعالي علو والله بالعالي هلو...
الناس تنسى حديث الحرب والمعارك ليتصدر حديث المكسيك الاخبار..استقبال مهيب لمنتخبنا ليلة السبت 30/11 في مطار بغداد خلا من الجماهير التي استقبلته بعد عودته من كلكتا وذلك لتواجد مسؤولي الدولة الكبار حينها حارمة بذلك منتخبنا من متعة الاستقبال الشعبي له..
إذا تأهلنا الى كأس العالم وانتهى كل شيء... العراق يرافق كوريا الجنوبية عن آسيا بكونه البلد الـ23 في مونديال المكسيك..ولنا مع حكاية مابعد التأهل قصصا أخرى...
أنتهت الحلقة الاولى....

ترقبو في الحلقة الثانية مع صور ووثائق نادرة تُعرض لأول مرة...
ماذا قيل بعد الفوز بحق منتخبنا؟...
أهم المباريات التجريبية التي خاضها فريقنا استعدادا للمونديال..
نصائح عالمية للعراق عن كيفية التعامل مع شيء اسمه كأس العالم..
بماذا تنبأت الصحافة والاعلام والشخصيات الاجتماعية وكبار الفنانين والشعراء لمنتخبنا في كأس العالم قبل أسبوع واحد من انطلاق البطولة؟...
ملاحظة: أغلب صور حلقات الموسوعة المأخوذة من مجلات وصحف فترة الحدث هي بعدسة المصور العراقي العالمي هيثم فتح الله
كل ذلك تجدونه في الحلقة القادمة مع الصور....