الشرقاوي محمد | مشرف سابق | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 23355 ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 8453 |  | ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 3.2 | ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 7255 | |
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لـِـقَاءٌ فِي الجَــنَةِ
بوجهه الطفولي الجميل، و بنظرته المشرقة الواعدة، رجع عبد الرحمن من المدرسة حاملا كتـبه و أقلامه. ورائـه ماض جمـيل، و أمـامه مستـقبل جريح. على صوت الرصاص الإسرائيلي الغادر، اخترق أزقة بيت لحم الضائعة بين سطور التاريخ المنتهك. خطوات قليلة بعد، وجد نفـسه أمام باب البيت. اقترب للحظة، توقف للحظات. حركة غريبة تسلب البيت صمته الأزلي. بعد قليل، قرع جرس الباب و الإستغراب بادٍ على محياه. أصوات مختلطة، بكاء و نواح، و السبب مبهم. فُتح الباب بـعد لحظات من الـتفكير، ليرى، و على بـعد أمتار منه، منظرا تقطـعت له أحشائه. أمـه غارقة في دمائها و ممددة على الأرض دون حراك. ذهل عبد الرحمن لهذا المنظر البشع، فلم يسيطر على نفـسه حتى أحس نفسه مرتميا بين أحضانها التي لم تفقد دفئها رغم توقف القلب عن الحركة. لحظات من البكاء على جسد أمه، وقف الشاب و الشرر يتطاير من عينيه، قال : - من المجرم الحقير ؟؟ و قبل أن يكمل الجملة، انتفضت أم محمود واقفة لترد : - إنه القدر يا ولدي، القدر لا مفر منه. لم يدم سكوته طويلا، فقال : - القدر لم يكن قط مجرما، إنه المستعمر يا خالتي، انتزع مني أغلى ما أملك، فلم يترك لي غير ذكريات أتشبث بها. و لكن أقسم بالله، دم أمي ستفديه رقاب. هنيهات بعد، أحس بطيف أبيض يحيط به، إنه والده الذي استشهد في أحضان دروب بيت لحم. ربت هذا الأخير على كتفه، و قال: - لله ذرك يا ولدي، تركتك رجلا و ستبقى كذلك. فغاب الطيف، تاركا عبد الرحمن يذرف الدموع على أبويه. لم يتحمل هذا الأخير ما جرى، فترك الزمن متخبطا في الامه، و دخل غرفة والده، ليخرج حاملا سلاحه الذي لم يفارقه أبداً منذ موت أبيه. ياله من ولد رائع. يفضل استعجال القدر و الموت على أن تهز كرامة بلده الطاهر. نعم، كثر من دافعوا عن وطنهم ببسالة و عنفوان، و لكن قلائل من زرعوا سنابل الأمل و الإشراق بدمهم و جسدهم. اخترق الولد من جديد أزقة بيت لحم، و اقترب من الدبابات اليهودية الواجلة و أمل الإنتقام يكبر في عينيه. وصل ميدان المعركة، فأشهر سلاحه في وجه إسرائيلي معتوه. في الوقت ذاته، تنزل من السماء قطرات من المطر لتبلل شعره الأشقر، تعده بأنها ستكون حاضرة لغسل جسده العفيف إذا ما نال منه اليهود القتلة. * الله أكبر * يقولها و الشوق للقاء أبويه يزداد، شوق مختلط بأمل تحرير بقاع فلسطينية صامدة. بعد لحظات، أطلق من بندقيته رصاصة طرحت الجندي أرضاً. هنا، و بسرعة، يحس شيئاً يخترق أمعائه الفتية. ألقى نظرة، فارتسمت على شفتيه ابتسامة بريئة. أحس باقتراب اللقاء، أبويه في الجنة بانتظاره. دقائق بعد، سقط عبد الرحمن على الأرض دون حراك، و الضحكة البريئة لازالت مرتسمة على شفتيه. فهنيئا له.
بـقلمي ، الشرقاوي |
|