هربت من واقعي، لأختبأ وراء شاشة مجنونة ومظلمة،ما كانت تعني لي شيئاً في البداية،أردت أن أبتعد عن أحزاني وهمومي،عن زوجي السيء،لم يمنحني حباً،ولم يعطني قلباً ينبض بالعواطف،عمله هو المهم،وأصدقاؤه وأقاربه،أما أنا فآخر اهتماماته!!

الحب بالنسبة إليه كلمة تمحوها الأيام،وتغطي عليها سنين الدهر وسهر الليالي،الزواج في نظره واجب ديني،يجتمع الشريكان فيه مع الود،فليس من الضروري أن يعبّر لي عن مشاعره كل يوم،فمسؤوليات الحياة تفرض علينا أموراً أكثر جدية،وتمنعنا من الإكتراث لمشاعرنا.

ربما كان زوجي مصيباً،ولكنني لست مثله،فأنا إمرأة رومنسية بطبعي،أعشق الكلمة الجميلة،وأذوب لدى سماعها،فأنا لا أبحث عن ظل زوج يحميني فقط،بل عن روميو حقيقي يطربني بعبارات الغزل وهمسات الهيام....ولكني لم أكن أعلم أن قصة روميو وجولييت قصة غائبة عن أذهان البشر،قصة لا يؤمن بها إلا العاشقين!!

لم أكن أعلم أن شاشة الحاسوب وعالم النت سيحملانني إلى المنتديات،

سجلت نفسي كعضوة في منتدى،

 سعدت كثيراً بذلك،بدأ فراغي القاتل يتلاشى شيئاً فشيئاً،وبدأ الملل يهجرني ويترك حياتي،

أصبح المنتدى جُلّ اهتمامي،أكتب به وأقرأ قصصاً ومواضيع أجتماعية.

لكن سفينة المنتدى أخذتني إلى جزيرة الحب!!

كنت كلما أكتب قصة أو موضوع أقرأ رداً لعضوٍ ساحر يأخذني كلامه إلى مدينة الأحلام،

كنت أبحث عن ردوده دائماً،

أصبحت مهووسة به،تجرأت مرة وراسلته على الخاص،فما شجعني أنه لم يتزوج بعد،

وأرسلت له رسالة بسيطة كتبت فيها:

أحبك....

كانت هذه الكلمة تعني لي الكثير،فأنا لم أنطقها منذ زمن،كل من في المنتدى يعلمون أني متزوجة،لكنهم لا يعلمون أن زوجي من حجر.

أنتظرت طويلاً رداً من فارس أحلامي،لكنه أبى وأستكبر،ولم يكترث لي،إلى أن جاءتني رسالة منه يوماً أيقظتني،وأعادتني إلى رشدي،

بكيت عند قرائتها،

ولكني شكرته لأنه لم يستغل قلبي،

بل دغدغ شعور الأنثى في روحي،

ولمس وجداني،وجعلني من بعد رسالته

أشتاق إلى زوجي......

وأحنُّ إلى صدره وحضنه الذي لم يعرف حناني يوماً!!

الرسالة كانت:.....

(سينقلها لكم جيفـــارا.................)

جيفـ إشراقـة ـارا