نظرت إليه وهو يشاهد التلفاز، أرادت ان تحدثّه ويحدثها،فلقد تغيّر كثيراً معها،ولم يعد يطربها بعبارات الغزل والعشق والهيام، قالت له: أحبك يا زوجي العزيز.... فرد الزوج عليها وهو يبتسم ابتسامة صفراء: أعرف...!! فبكت الزوجة،وقالت له: لماذا أصبحت قاسياً لهذه الدرجة؟؟ فقال لها: لست قاسياً...ولكنّ زمن الحب انتهى وتلاشى!! فلقد تزوجنا الآن،فما حاجتنا لكلام الغرام؟؟ وبينما كان الزوجان يتحدثان،ظهر إعلان على شاشة التلفاز لفيلم أجنبي،حقق مبيعات خيالية وحصد جوائز الأوسكار،فصاح الزوج فرحاً: يا الله كم كنت أنتظر هذا الفيلم!!فلقد بحثت عنه في كل مكان،وها هو الآن سيبثُّ على التلفاز،سأنسخ منه نسخاً عدة وأشرطة فيديو،لأشاهدة بين الفينة والأخرى. فابتسمت الزوجة لزوجها وقالت: كنت في الماضي حبيبتك،منحتك عشقاً حقيقياً،لمست يدي وقبلتها،وجلست معي ساعات طويلة تحت الشجر وفي الأروقة،فزواجك بي كان فقط لإشباع غريزتك،وأشبعتها،وأرتوى عطشك،فمللتني وأزدريتني،وأنا أستحق ذلك،كان يجب أن أكون مثل فيلمك الأجنبي هذا،الذي لم يظهر على شاشة التلفاز إلا بعد أن حقق نجاحات باهرة،فعندما قرر الظهور،كانت أعين الناس مشتاقة إليه،وأقسموا أن ينسخوا منه أشرطة كثيرة،أما الفيلم الرخيص،فهو موجود في كل مكان،على الطرقات يقتنيه الباعة المتجولون،فهو لا يحتاج لكلفة عالية!! فدمعت عين الزوج وحضن زوجته،وقال لها: لست كالفيلم الرخيص،بل أنا مشاهد مغرور،أطلب المزيد دوماً،ولا أحسب لإنسانيتك حساب،ولا لتعبك مع الأولاد،أعذريني يا زوجتي،وأعلمي يا حبيبتي أنه من يتعب في طلب الشيء،تزداد قيمة الشيء عنده،ووصولي إليك لم يتعبني كثيراً!! فانتحبت الزوجة في البكاء وقالت: يبدو أني يا زوجي حلمت كثيراً.... وأردت أن أطير على أجنحة الغيوم.... ولكن الغيوم ليس لها أجنحة... معك حق يا عزيزي.....       بقــــــــلمي