
" أهديها إلى كل من شجعنى على الكتابة ونصحنى، وأتمنى أن أكون قد أصلحت جزء من أخطائى"
(لم يكن يعلم )
أخذ يجرى بين الحدائق الواسعة امامه بكل فرح وسعادة وحيوية ، " كل هذه الحدائق ملكى ألعب وأرتع فيها كما أشاء" حاور نفسه بهذه الكلمات فى سعادة وبريق عينيه يلمع من فرط غبطته .
لم يكن يعلم لِمَ انْتقل من العيش مع والديه إلى هذا المكان الغريب عنه ،و لم يكن يحبه فى البداية لكن
بمجرد أن رأى هذا الجمال والحرية أمامه ، نسى كل ما يتعلق بأهله وبيته القديم .

بدأ باستكشاف موطنه الجديد فى سرعة ونشاط ، فاكتشف انه ليس وحيدا؛ بل هناك غيره الكثيرين يعيشون فى هذا المكان .
كانت سعادته غامرة فأخيرا سيكون لديه أصدقاء وأصحاب، يلعب معهم كيفما يحلو له، بدون أى
رقابة أو تشدد ، اقترب منهم بخطى سريعة ، وألقى عليهم التحية قائلا: "مرحبا بكم، لقد انتقلت للعيش هنا أمس فقط ،وأتمنى أن نصبح أصدقاء؛ فأنا لم يكن لى هناك أصدقاء كثيرين. "
نظر إليه بعضهم بتودد بينما رمقه الباقون بنظرة ساخرة لمس فيها رائحة الاستهزاء ، لم يبال بهم ،
وأدار وجهه بعيدا عنهم ،قائلا لنفسه :" دعك منهم فأنت ما زلت جديدا هنا، ولا يعرفونك
حق المعرفة " ، وبينما هو شارد فى أفكاره، قطع حبل أفكاره صوت رقيق يقول له:
-" مرحبا بك بيننا ، نحن سعداء لإنضمامك إلينا ، ونتمنى أن تطيب لك الإقامة هنا " .
-" نعم نتمنى لك إقامة طيبة ههه !!!." "قالها أكبرهم بكل تكبر واستهزاء وابتعد عنهم ،
فَضّلَ ألّا يجيبه ؛ والتفت إلى صاحب الصوت الرقيق وقال له :" شكرا لك على ترحيبك بى ،
وأ تمنى ان نصبح أصدقاء "

وتمضى الأيام وهو فى منتهى السعادة ،يلعب صباحا مع صديقه صاحب الصوت الرقيق ،وفى المساء يجتمع مع الباقيين لتناول الطعام ، لم يفكر للحظة أن هذا سوف يتغير بين ليلة وضحاها ....
وذات صباح؛ استيقظ على صوت جلبة وهرج ومرج فى الدار ، لم يكن يدرى ماذا يحدث؛ فأسرع بالخروج متسائلا :" ماذا يحدث ، أهناك مكروه؟"أجابه أحدهم، بأن صاحب الدار قد قرر أن ينتقل بهم إلى المدينة اليوم لقضاء بعض الأعمال الضرورية ،
انتابه الحزن لأنه سيترك حديقته الجميلة لمدة لا يعلم مدتهاسوى الله تعالى ...
تم بحمد الله الجزء الأول
انتظروا الجزء الأخير ان شاء الله.
بانسيه...

|