نعم من المتصل؟؟ عفواً أعذرني سيدي الرئيس،كثرة اعمالي أنستني صوتك،حاضر سيدي،سمعاً وطاعة،تحياتي لك. هكذا بدأ السيد (س) يومه،إتصال مفاجئ من رئيسه يأمره بتقسيم الوطن إلى دويلات صغيرة، قسم منها للبيض من البشر،وقسم للسود... قسم للأغنياء وقسم للفقراء.... قسم للأقوياء وقسم للضعفاء....!!! ذهب سيد(س) إلى الموقع المطلوب،ومعه أعوانه ومساعدوه،انطلقوا ليضعوا خارطة التقسيم الجديدة، فالوطن لن يبقى واحداً،سيتشتت جمعه وتضيع أحلام أبنائه في الهواء،قال السيد (س) لأحد اعوانه: يجب أن يكون التقسيم عادلاً،حتى لا يضيع حق أحد من عامة الشعب،وحتى لا نقع في تساؤلات تجلب الحسرة والعار لنا. وبينما كان العمّال مشغولين بعملية التقسيم  جاءت عجوز تمشي على مهل،وتجرُّ قدميها بصعوبة بالغة،وقفت أمام السيد ( س) وقالت له: ضاع الوطن يا أحمق وأنت هنا لا تنفّذ إلا الأوامر التي يمليها عليك المجرمون!! فتعجّب السيد لجرأتها،وقال لها: عفواً ..كيف تحدثيني بهذه الطريقة؟؟ ثم نحن نعمل الآن ولسنا نملك وقتاً لتفاهتك يا سيدتي. فصرخت العجوز به قائلة: ما تقومون به يا أوغاد التفاهة بعينها،أرضكم تنادي عليكم لتنجدوها، ترابكم متعطّش لدماء شهادتكم،تركتم الوطن ولهثتم خلف سراب،بعتم حجارة بيوتكم بأرخص الأثمان،سمعتم لهذا وذاك،كأنكم دمىً خشبية تحركها أنامل الوحوش بإرادتها، ستضيع الأرض بغفلة أصحابها. فرد السيد عليها متذمراً: لا أرض لشعوب لا تعرف كيف تقاوم يا سيدتي، فالأرض بحاجة إلى من يحترمها،فإن لم يكن من يملكونها يقدرون قيمتها فهي بالتأكيد ستصير للأقوى!! فأجهشت العجوز بالبكاء وقالت: إذا كنت أنت ومن معك أصحاب هذه الأرض فمن السهل على الأقوياء إنتزاعها منكم،لأنكم جبناء،سلمتم رقابكم إلى سيف الجلاد بأيديكم،ليس لعجوز في مثل سني أن توقف تمردكم،لكن دعني أقول لك أمراً،لا تنسى أن تضع في تقسيمك أرضاً لا يسكنها إلا عبيد القرن الواحد والعشرين، ولتكن أنت حاكمهم!! وغادرت العجوز...  وخارطة الضياع رسمت طريقها في الشوارع والأروقة والحارات، فهل سيأتي رجلٌ من صلب رجل  يوقف رحلة التقسيم وهمجيتها؟؟!!      بقـــــــلمي الحزيــــــن