!!!... درس في الصــــمــود ...!!!
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
الشرقاوي محمد

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 23355
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8453
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة
الشرقاوي محمد

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 23355
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8453
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 3.2
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7263
  • 01:08 - 2007/11/29

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أقـدم لكم اخر عمل أدبي بقلمي ....

درسٌ في الصــــمــود


لم يكُن بالمحطـم، و لا حتى بالفرحِ.... ببساطةٍ كان هائماً بين أمواج البحر، يتمعن في تسلسلهَا، نظامها و تلقائيتها المرعبة.
تذكر في هُنَيْهَاتٍ بسيطة ماضيه العريق، و كيف أنه اجتاز تلك الأمواج البعيدةِ في شجاعة و كبرياءٍ عظيمين...
كانت كل موجة بالنسبة له، تشكل ماض خلدته سفن و بواخر اجتازت أغوار ذاك اليم الساحر خلال سنوات من التميز و البسالة....
اقترب بسرعة من الحـافة، استحضر شيئا من شجاعته الغابرة، و ولج البحر بعشوائية كبيرة، عسى أن تذكره تلك الدقائق القليلة بماضيه العملاق....
استمرت مداعبته للمياه لحظات قليلة، كانت بالنسبة له كافية لإيقاظ جزء من ذكريات مرت به مرور الكرام....
خرج اليم كما دخله، و راح يحضر جملة من الأسئلة يواجه بها هذا البحر الغامض.
قال بـشجاعة كبيرة:
- هل نسيت ذكرياتي معك ؟؟ ألم تكن نعم الصديق بينما كنت أسبح في ثناياك ؟؟
فرد عليه البحر في غرور جم:
- ألم تقرأ عني ؟؟ هل تعلم أني لا أصاحب أحدا. حتى الأسماك التي تتحرك بحُشاشاتي تراها خائفة على نفسها مني
.... لتأتي أنت و تقول أنك كنت صديقي ؟؟ محال....
فلم يرد عليه، بل جعل يجمع أفكاره المتناثرة هنا و هناك عله يجد إجابة ترضي البحر و ترضيه أيضا....
لم يدم سكوته طويلا، إذ سرعان ما نطق قائلا:
- معك حق، ربما أسأت التقدير أو خدعت فيكَ خلال هذه المدة الطويلة. و لكنني أحمد الله، فقد استطعت الخروج من أمواجك سالما.... و لكن على الأقل تمكنت من معرفة جزء من أسرارك المكنونة....
لم يهتم البحر كثيرا لكلام البحار فأجابه بعنفوان:
- أسراري ؟؟ لعلك المخطئ الأكبر هنا، البحر لا يعرف أسراره إلا خالقه.... و لو كنت، كما تدعي، تعرق جزئا من أسراري لما عاد بك الحنين إلى هنا لتبكي على أيام مجد ضائعة....
لم يجد البحار إجابة لهاته المتاهات الكبيرة، فكتم غيظه وراء شجاعة مفتعلة و قال:
- النقاش معك لن يفضي إلى شيء، أنا بحار رغم أنفك.... قضيت سنوات أصارع أمواجا غادرة، عواصف عاتية، ذكريات مريرة، لأحمل في الأخير وسام البحار الباسل عن جدارة و استحقاق....
لم يتوقع البحر هذه الإجابة الغامضة، فراح يفكر في شيء ينهي هذه المعركة دون الخروج بخسائر أمام بحار مغرور....
خيم السكوت عليهما للحظات، كانت كافية لجمع أوراق الذكريات المشتتة، فقطع البحر حاجز الصمت قائلا:
- لن أنكر أنك استطعت الصمود، و في خلال سنوات ليست بالقصيرة، في وجهي. إلا أنك لست بحارا كما تدعي.... بل رجلا استعان بالبحر ليصنع مجدا زائفا لنفسه يستحضره في لحظة ضعف أو تحطـم.
كانت هذه الكلمات كافية لتجعل من البحار الصغير لعبة يلهوا بها اليم الغادر.... أراد جمع الكلمات فلم يستطع، كان متأكدا أن لسانه سيخونه هذه المرة....
فقط اكتفى بمغادرة المكان بسرعة تاركا ذكرياته تتهادى فوق أمواج البحر الجميل....

 !!!... درس في الصــــمــود ...!!!
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©