لماذا يا طب خطفت اختي مني؟؟!!! لقد حرمني الطب منك يا أختاه.... لم يدعونا نستمتع بمؤازرتنا بعضنا بعضاً.... كنا توأماً متلاصقاً...... وُلدنا هكذا...... أخبروا أمي وأبي أن فصلهم لرأسينا  سينقذ واحدة منا فقط..... لم يعلم الطب أنكِ يا اختي  صرت جزءاً من جسدي.... لكنّ أهلي رفضوا أن ننفصل... وبعدما كبرنا وأصبح عمرنا خمس سنين.. لم يكن بمقدور والدينا ان يتعاملا معنا  ونحن ملتصقتين.... أتذكرين يا أختي الحبيبة؟؟ اتذكرين اللحظة التي دخلنا فيها غرفة العمليات... سمعنا إحدى الممرضات تهامس الأخرى قائلة: واحدة فقط التي ستعيش!! هذا التوأم لن يبقى هكذا!! أتذكرين أخيتي كم بكينا؟؟ قلت لي يومها ببراءة: أنا التي يجب أن اموت..... فقلت لكِ: لا بل أنا التي ستموت...... آه يا اختاه!! حضنتني يومها وقلت لي كلمات ٍ يعجز أشعر الشعراء عن الإتيان بمثلها.. قلت لي: ليس المهم أن يكون جسدينا ملتصقين.... فأرواحنا ستبقى متحدة حتى لو ماتت إحدانا...!! رحلتِ يا أختي..... هل تعرفين أن الناس من حولي لا زالوا للآن يذكرونني بإعاقتنا....؟؟ وكأنهم تركوا الدنيا وعبدوا قصتنا.....!! لا زلت أشعر بنقص وانتِ بعيدة عني.... كم كنت أتمنى لو عشنا سوياً  ولم يأخذك الموت بين ذراعيه..... هل عجز الطب عن فصلنا وبقاء أرواحنا؟؟ هل أثبت الطب أختي فشله في إمدادنا بالحياة؟؟ لِمَ أنت تموتين وأنا اعيش؟؟ أستغفرك ربي وأتوب إليك..... لا اعتراض على حكمك يا مولاي..... ارحم اختي يا رب في قبرها...... فلقد كانت توأم روحي وكياني..... توأم جسدي.... بكينا معاً.. ضحكنا معاً.... لعبنا سوياً في شوارع مدينتنا...... لا زلت أذكرك أختاه..... لم تغيبي يوماً عن مخيلتي.... فصورتك راسخة في ذهني.... تأبى مفارقتي.... وتستأنس  لصحبتي..... أسعد بمرافقتها وتسعد بمرافقتي..... أحبك أختاه..... وسأذكرك حتى في سكرتي........ وسأبقى انتظرك  لتأتي وتمسحي لي دمعتي...   أختك المحبّة......     بقلــــــمي