
أطرقت....
حتى احتار البشر في أمري.......
وقالوا لي أنت مجنون ...ألا تدري؟؟
ويحهم يا ليتهم يعلمون سرّ حيرتي وألمي.....
ظنّوا دموعي تنهمر تأسفاً على حالتي...
يحسبونني أبكي لأني معاق.....
لا يدرون أني معاق الجسد فقط......
ليتهم يفكرون قليلا ً .....
ليتهم يسألون أنفسهم عن سبب بكائي......
دعوني ألملم جراحي...
لأني سأخبركم الآن لماذا أبكي....
انا المعاق يا بشر..
أبكي لأني سمعت في ليلة هادئة وحزينة
دموعاً غريبة...
تتساقط على نافذة غرفتي بكل رقة وعذوبة....
راقبتها جيداً.....
خرجت إلى باحة منزلي ونظرت للأعلى ...
علّي أصل إلى مصدر هذه الدموع....
يا للهول!!!
يا للعجب!!
إنها السماء......
إنها دمـــوع الســــماء....
فسألت نفسي:
أتبكي السماء؟؟
ألها دموع؟؟
كيف ذلك؟؟
فسمعت السماء حديث نفسي...
وقالت لي:
نعم يا صديقي..
تبكي السماء إن لمحت على الأرض ظلماً....
تبكي السماء إن أشبع القوي الضعيف ضرباً....
تبكي السماء إن تعالى السليم على المعاق كِبراً...
دموعي غالية يا صديقي.....
لا يراها إلا أنت....
فأنت في كل لحظة تنظر إليّ
لتشكو لي آلالامك وأحزانك...
ألا تعلم يا صديقي أن همك يبكيني؟؟
وداؤك يضنيني؟؟
ودموعك تقتلني.....
وحزنك يدفنني....؟؟
فبكيت لحال السماء...
وقلت لها:
ما تركت ِ لي كلمة لأقولها.....
نطقت بما يختلج في صدري.....
بُحتِ بأسرار الخليقة وتمردها.....
ها أنت من الأعالي ترقبين حال البشر
فتتألمين لقسوتهم...
فما بالك بمعاق مثلي
عاشرهم وسمع من ضحكاتهم
ما يبكي الفؤاد ويمزّقُ الروح؟؟!!
ليتني أصعد إليك يا سمائي....
لأقاسمك همي ودائي......
لعلي بين أحضانك أجد دوائي.....
فأنسى همومي وعنائي.....
دعينا نبكي سوياً يا سمائي......
أريد لدموعي أن تختلط مع دموعك....
أريد أن أبكي مثل دموع السماء....
فوالله ما رأيت أصدق من مشاعرك.....
فغداً أجمع أوراقي.....
وأعطّر سطوري.....
لاكتب بحروف أضناها التعب
وطول السهر...
سأكتب كتابي....
وقد ألهمتني للعنوان يا سمائي...
سيكون عنواني....:
دمــــــــوعُ الســــمــــاء
بقــــــــــــــلمي

|