الشرقاوي محمد | مشرف سابق | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة | ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 23355 ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 8453 |  | ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 3.2 | ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7254 | | خربــــشــات جريــئة
نسبح في أغوار الذكريات، نغرق بين أمواج الحياة. تتحطم مشاعر و تموت قلوب، نصير لقمة سائغة، أشباحا خائفة، جثثا تشيعها الكُرُب... و كل هذا في دوامة ما بين الحياة و الموت. أصارحكم و أقول، لست هنا لإرضاء انتقادات فارغة، و لا كلمات لا معنى لها، و لكن لأعبر عن ما يخالج صدري و يرضي أحاسيسي و مشاعري التي أصبحت مبعثرة. و أنا جد راض عن ما أكتب لطالما لم أخرج عن حدود الواقع فأتجاوزه للخيال. تأمل في الحروف، في الكلمات و في العبارات ستجدها تنطق و تتكلم عن كل ما جعلها حبرا على ورق لا تهيمن إلا على ورقة ناصعة البياض، تخرج بدون جدوى، تعبر و تعبر و لكن دون فائدة، تبقى خطوطا فقط عندما تجد نفسها محاصرة و مكبوتة... إننا في زمن الصراعات المتناقضة، نفسيتنا محطة و قلوبنا مهزومة، و أفئدتنا تباع و تشترى بلا رحمة في سوق انعدمت فيه المبادئ و الأخلاق... هل أدركتم ما أكتب أو لا، إنها حكاية معاناة تفرض نفسها شبحا ثقيلا في زماننا هذا، أو إنها الصراحة المرعبة التي تجعل قارئها واجلا خائفا، لا يملك حتى الجرأة على التفكير في معانيها و فحواها. رغم كل هذا تبقى فينا نزعة الخير، التي تفرض نفسها دائما و تجعلني مرغما على حمل القلم للتعبير عن كل ما يضايق قلبي، حتى و إن كان هذا القلم غير قادر على تضميد جراحي، إلا أنه قادر و بسحر و سلاسة كبيرين أن يغير نفسيتي من سيئ إلى أحسن، إنه أعظم رفيق حينما تجد نفسك في زمن البيع و الشراء، حتى الصديق فيه أصبح بضاعة تباع و تشترى في أحقر الأسواق، سوق النخاسة الذي تباع في العبيد، يصبح في بعض الأوقات سوقا لبيع الأصدقاء أو حتى لبيع الذكريات المبعثرة هنا و هناك... لعلكم و من خلال طريقة كتابتي تظنون أن قلمي حزين أو أن مشاعري مبعثرة تنتظر القرطاس لجمعها، على العكس، إن المعاني فقط تختلط في ذهني فتخرج في قالب و إطار مأساوي يكون موضوع إبداعي في كل مرة. إن موقفي واضح تماما فأنا كاتب تمرد على القلم و لكنه لم يتمرد على ذاته، فقط أحب الكتابة بجرأة متناسيا المجتمع و أحزانه، و تاركا القلم يكتب بحرية دونما قيد و لا شرط أخط و أخط بشجاعة كبيرة، حتى و إن اختلطت المعاني أكتفي برؤوس الأقلام لأصفها من جديد في نظام و في قالب جميل.
أظن أنني أنهيت انتقاداتي لهذه المرة، فقد بدأت أحس براحة رائعة تجتاح وجداني بعد كتابة هاته الكلمات، أو هاته الخربشات التي أعتبرها جريئة في حد ذاتها ما دامت لم توقفها الشعارات الزائفة أو التنمق الكاذب. هل رأيتكم كيف أنني غيرت نفسيتي؟ إنها نوع من المخاتلة، و لكن هذه المرة على حساب معنوياتي و أحاسيسي، المهم أن المخاتلة تبقى انتصارا على الذات عندما نسبح في أغوار الذكريات، ونغرق بين أمواج الحياة... لتبقى رؤوس الأقلام في زمن انعدمت في المبادئ و الأخلاق
بلقمـــي ،،
|
|