

أخذني سائق سيارتي
في جولة في المدينة التي أقطن بها للسياحة.....
رأيت مناظر خلابة من النافذة.....
لم اعلم أنه في هذه المدينة
سحر وجمال لا يوصف.....
لكن أكثر ما لفت انتباهي ذلك النهر الجميل...
فطلبت من سائقي أن يتوقف
لأتأمل سحر نهر النيل وبهائه...
فأنزل سائقي الكرسي المتحرك
وساعدني على الجلوس...
وأقتادني إلى ضفاف النيل.....
فطلبت منه أن يذهب في جولة
ويعود ليصطحبني ليلاً...
فلبّى طلبي وأنصرف.....

جلست أنظر في ملكوت الله وعظمته في الخلق....
جعلت نظري يجول هنا وهناك......
فرأيت حول النيل أطفالاً يمرحون.....
وعجائز يتضاحكون...
وعشاقاً يتهامسون......
وشباباً يلعبون.....
ونساءاً يتمازحون......
وكراسي متحركة مستلقية على ضفاف النيل
وأصحابها يسبحون بكل فرح وسعادة.....
رأيت عجوزاً مسنّة قدمها مبتورة
تحكي لأحفادها قصة من كتاب كبير
حملته بين يديها.....
شاهدت زوجين متحابين
يسيران على عكازتيهما
ويبتسمان للدنيا والحياة....
لمحت من بعيد
شاب سرق الزمان يده
يرسم النيل بريشة جميلة.....
رأيت.....ورأيت......ورأيت...
فسعدت كثيراً.....
تسللت سعادة عجيبة إلى قلبي...

فقلت لنفسي:
أحسنت صنعاً أيها النيل.....
فاني أراك قد جمعت الناس حولك
بكل ألفة ورقة...
لقد فعلت يا نيل أمرا ً
عجزت عنه جمعيات الأرض كلها!!
كم انت كريم يا نيل....!!
فعند ضفافك تآخى الغني والفقير....
المعاق والسليم.....
الشاب المتهور والشيخ الكبير..
رائع انت يا نيل.....

وبينما أنا أحدّث نفسي جاء سائقي وقال لي:
حلّ الظلام يا سيدتي....
فركبت سيارتي..
وودعت النيل قائلة:
وداعاً يا نيل..
فعلى ضفافك
رأيت عمري الجميل......
بقــــــــــلمي
 |