
هذه المرة ذاكرتي
ألهمتني العودة إلى حادثة
ألمت بي أيام المدرسة....
واعتقد أن الكثير منا يمر بها.....
ولكني فتاة مُتعِبة...
تأبى أن تنسى أحداثها
التي تعيشها بين أحضان الواقع.....
* * * * *
أتذكر يوم كُسرت قدمي من الكاحل....
أخذني أهلي بسرعة في السيارة.....
ووصلنا المشفى.....
وبعدما قام الأطباء بإجراء المطلوب
من جبيرة وغيرها...
آن الآوان لأقف وأسير إلى الباب الرئيسي
حتى أغادر...
لكنى لم أقوى على السير.....
فجلبوا لي مقعداً متحركاً!!
صرخت وقلت :
لا أريد أن أجلس.....
لا أريد.....
فقام أخي يحاول أن يسندني على كتفه...
ولكن المسافة كانت طويلة......
تخيلوا أحبتي أنني وأنا أتكإ على كتف أخي
قلت لنفسي:
لما رفضت يا نفسي المغرورة
الجلوس على المقعد المتحرك؟؟
مع انك تدركين أن جلوسك عليه لن يطول....
هل خفت أن لا تتمكني من الوقوف ثانية؟؟
أم لم تتقبلي فكرة أن تكوني جالسة
على مقعد المعاقين
وأهلك يحركون كرسيك؟؟
حدثت نفسي للحظات....
وعندما رأيت أخي قد أُرهق من إسنادي..
قلت له:
أحضر لي الكرسي.....
سأجلس عليه بدون تردد...
فأحضروه لي....
جلست عليه بتأنٍ وروية.....
وعندما أصبحت أنا والكرسي كالجسد الواحد....
أحسست بشعور غريب....
سألت نفسي:
ربما أنا جالسة الآن ولكني اعلم أني سأتركه عندما أصل للباب الرئيسي...
ولكن..
ما حال من يؤمن أنه سيجلس عليه العمر كله؟؟
دمعت عيوني....
ولكني أخفيت دموعي
حتى لا يسألني من حولي عن سبب انهمارها....
وعندما وصلنا نهاية المشفى...
أوقف أخي الكرسي وأراد أن يساعدني على الوقوف...
ولكني أوهمته أني أريد الاستراحة قليلاً
ثم أعود لأقف وأحاول السير...
ولكني كت أرمي من ذلك
أن أمكث فترة أطول مع الكرسي...
لأشعر بالاحساس الذي يراود المعاق
وهو جالس لا يتحرك..
لأذوق طعم الإعاقة للحظة.....
كان شعوراً رهيباً....
وتركت الكرسي وحده عند باب المشفى...
شعرت أنه ينظر إليّ ويقول لي:
احمدي الله تعالى......
فإن كنت متألمة من كسرٍ في قدمك...
فغيرك بلا قدمين....
إن كنت تشعرين بالعجز
لأنك لن تسيري لبضعة أسابيع...
فغيرك لن يسير العمر كله.....
إن كنت حزينة لجلوسك بقربي....
فغيرك يشعرون بالملل مني
ولكن هيهات أن يتركوني!!
بقلمـــــــي
|