|  بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم بإذن الله سأقوم بتذكيركم ببعض التقنيات المنقرضة وذلك لغرض الحديث عن أيامها الجميلة ولحظاتها المنيرة...  وبدايةً مع أول تقنيةٍ لدينا...  الحاسب المنبطح!! هذا الحاسوب الذي عاش مع آبائنا وكبارنا أيامًا عديدة، وأزمنةً مديدة كنت أراه في الصيدليات، في المستوصف وبعض المستشفيات حيث لا اهتمام إلا بتواجد الحاسب، ولا تحديث إلا لقاعدة بيانات الداء والدواء لطالما رأيت أنه أعيى عمال الصيانة، وتعسرت عمليات تفكيكه وتركيبه وتصليحه وإن لم يكن إلا هذا العيب في أمثاله، فكفى به سببًا في انقراض هذه التقنية...  دعنا نرى تقنيةً أخرى...  الوسائط المحمولة!! نعم! الأقراص المرنة والمضغوطة، كانت ثورةً في سابق عهدها أما الآن، فقد قضت عليها الشبكة للأسف الشديد ولو انقضت الشبكة لعادت لعزتها كانت هذه الأقراص ميسرةً للنسخ القراصني، فقد كانت جل الأقراص غير أصلية أذكر أن بعض التسجيلات الإسلامية أيضا كانت تعيد تسجيل بعض الإصدارات على الأقراص وذلك كان تيسيرًا لمن تعسّر عليه شراء شريط الفيديو بسبب غلاءه...  وأزيدكم من الشِعر بيتًا...  الإنترنت ما الغريب في أن تكون هذه تقنيةً منقرضة؟ إنها ما ندخله يوميًا، أليس كذلك؟ أنا لا أحدثكم عن التقنية بذاتها، بل عن طريقتها مواقعها... فقد كنا بالأمس القريب ندخل منتديات ستار تايمز هذه بشكل شبه يومي نكتب المواضيع، نشارك بالردود، نثير الفوضى العارمة، ندخل المواقع العديدة... (إلا أنا، فقد كنتُ حينَها مجرد زائرٍ صغيرِ السِن) حتى المحادثات ولم تكن سهلة، كان عليك امتلاك بريدٍ إلكترونيٍ أولا ثم التسجيل في موقعٍ آخَر لبدء المحادثة مع من تحب من الأعضاء... بل وحتى برمجة الموقع من أسهل الأمور آنذاك! فلم يكن هناك أمرٌ عسيرٌ في البرمجة إلا تلك اللغات المعقدة (ASP.NET, Java, PHP, ...إلخ) أما غير ذلك، فقد كانت هذه الموهبة من أهم ما يميز كل شخصٍ عن الآخَر بعكس الحاضر، فإما أن تعاني بشدةٍ من كتابة أتفه صفحة وإما الحصول على قالبٍ جاهزٍ لإعادة الكتابة عليه ثم المعاناة من أخطاء النتائج وكفى بتاريخ موقع "كووورة" دليلا واضحًا على حبنا للماضي رغم إغراءات الحاضر...  وهنا تنتهي رحلتنا بين غياهِب الماضي فإلى لقاءٍ آخَر، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... |