هي الوسيلة الأولى للاتصال البشري والتي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وتضفى عليه صفة الكائن الاتصالي Communication animal" الذي يميل للاتصال بغيره من أبناء جنسه من خلال استخدامه الكلمات للتعبير عن انفعالاته وعلاقاته مع البيئة المحيطة به، ولقد كان الاتصال بين جماعات البشر الأولى يتم بطرق بدائية بسيطة، ثم تطور ذلك إلى أن تعارفت كل جماعة بشرية على بعض الحركات والإيماءات والإشارات التي تعكس معاني معينة وتنقل أفكاراً محددة، وسرعان ما تطورت هذه الحركات والإشارات إلى لغات مختلفة لكل منها مفرداتها، وتعارفت كل جماعة على لغة معينة ارتضتها وسيلة للتفاهم والاتصال بين أفرادها.
والواقع أن "الكلمة" لا تستطيع أن تؤدي وظيفتها بصورة مجردة، إذ لا بد من وضعها في سياق من الجمل، أي توظيفها وسط سلسلة من الكلمات حتى تؤدي وظيفتها بطريقة مثلى، ومن هنا لا بد لمن يستخدم الكلمة أن يكون على علم كامل بقواعد اللغة التي يستخدمها، وأن يتمتع بمعرفة حصيلة كبيرة من مفردات تلك اللغة، ومرادفاتها، ثم الأهم من ذلك أن يعرف المدلول الصحيح للكلمة في أعراف الجماعة التي تتلقاها وتستخدمها، فاستخدام الكلمات ليس عملية سهلة كما قد يظن البعض بل هي عملية غاية في التعقيد، إذ إن قيمة الكلمة وأهميتها تتوقف على قدر ما توصله من معانٍ وعلى قدر ما تترجمه من أحاسيس.
