سمات اضطراب الشخصية التجنبية وطريقة تشخيصها واختبارهاط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
اخدم شغلك صديقي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 460575
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 738499
مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
اخدم شغلك صديقي

مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 460575
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 738499
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 126.7
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 3634
  • 18:54 - 2025/07/07
الشخصية عبارة مجموعة من الأفكار ، والانفعالات، و السلوكيات، وأساليب التعامل مع الآخر، التي يتميز بها كل شخص عن الآخر. في حين عندما يحدث خلل واضح بالوظائف الاجتماعية والمهنية، ويتكون انزعاجاً داخلياً، نتيجة الشخصية فذلك يطلق عليه اضطراب الشخصية.


كيف يبدو اضطراب الشخصية؟


يبدو اضطراب الشخصية بعدة أشكال، وبمواقف عدة لأن الشخصية لا تقتصر على العمل والعلاقات أو على المنزل، فالشخص يحمل أسلوب للتفكير، وطريقة للانفعال، وكل من سلوكياته، وكيفية تصرفه مع الآخرين كلها من سماته الشخصية المميزة له أينما كان، وذو الشخصية المضطربة ينقصه جانب المرونة، إذ تظهر شخصيته بدرجات متفاوتة في كل المواقف ومع كل الناس.


وما يحدد ملامح الاضطراب الشخصي أن الاضطراب يذهب بالشخصية عن كافة توقعات المجتمع المحيط، مما يكون فجوة في التفكير والسلوك والتعامل والتعبير الانفعالي بين المصاب بالشخصية المضطربة وممن حوله.


وكما نعلم أن الشخصية هي نمط ثابت بمجموع أفكار وسلوكيات وانفعالات وأسلوب خاص للتفاعل مع الغير، فإن اضطراب الشخصية يمثل نمط ثابت ولكنه يختلف من فرد لآخر حسب نوع الاضطراب.


ما هي الأنماط الخاصة بالاضطرابات الشخصية؟
في الحقيقة لا يمكن أن نصنف البشرية إلى عدد محدود خاص بالأنماط الشخصية، لكن هناك درجات أو أشكال من التداخل بين الأنماط يجعل الأطياف البشرية تتميز بشكل أكثر وضوحاً، ولكن لهدف التبسيط وجدت الدراسات العلمية 12 نمطاً واضحاً للاضطرابات الشخصية نوضحها فيما يلي:


-الشخصية المرتابة: وهي شخصية تتميز بعدم الثقة بالآخرين ، والشك بغير أدلة بشكل واضح ، والميل لتفسير سلوك الغير على أنه يحمل سمات الابتزاز، والخبث، والخداع.


-الشخصية الفصامية: هي شخصية تتميز بالانطوائية ، وعدم وجود أي رغبة أو متعة في كافة العلاقات الشخصية.


-الشخصية الفصامية: هي شخصية تحمل نقص كبير بالمهارات الشخصية ، والغرابة بالسلوك ، والآليات للتفكير ، وفي أسلوب التعامل مع الأخرين.


-الشخصية المعادية للمجتمع: تتصف تلك الشخصية  بعدم احترام حقوق الآخرين والعمل على ابتزازهم ، وارتكاب كل الأفعال التي تخالف القانون.




-الشخصية الحدية: هي شخصية تحمل حالة من عدم الثبات بالعلاقات الشخصية، واضطرابات في الهوية والمزاج والسلوك.


-الشخصية الهستيرية: تلك الشخصية التي تتميز بالبحث عن الاهتمام ، ولفت الأنظار والإثارة.


-الشخصية النرجسية: تتميز هذه الشخصية بالغرور ، والشعور بالأهمية والتعالي ، ومحاولة الكسب وحتى إذا كان على حساب الآخرين.


-الشخصية التجنبية: هي شخصية تحمل سمات تجنبية للأنشطة الاجتماعية أو المهنية التي تعتمد على عملية إقامة للعلاقات الاجتماعية.


-الشخصية الاعتمادية: وهي تتميز بحالة من الاعتماد العاطفي، فلا تشعر بأمان إلا بوجود علاقة مع أشخاص آخرين.


الشخصية الوسواسية: (والمصطلح الأدق لها هو: الشخصية القهرية)، وهي شخصية تتميز بالدقة، و النظام، والنزعة للوصول للكمال والاهتمام بكل التفاصيل.


-الشخصية الاكتئابية: تلك اشلخصية ذات حالة من التفكير الكئيب والسلبي والنظرة السوداوية للحياة عامة.


-الشخصية السلبية العدوانية: وهي شخصية تتميز بالتوجه السلبي الرافض الذي يظهر بالميل إلى الجدال أو النقد لكل الأشياء ، والسخط المستمر.


كيف يمكن تشخيص ظاهرة اضطراب الشخصية؟
تختلف مظاهر اضطراب الشخصية باختلاف حالة الاضطراب. ولذلك يمكن مراجعة كل اضطراب على حدة ، لمعرفة أعراض كل حالة، ولكن بالمعايير الخاصة بتشخيص الشخصية المضطربة عامة حسب الدليل التشخيصي الرابع للاضطرابات العامة النفسية، الصادر من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، كما يلي:


-نمط ثابت بالشعور الداخلي أو السلوك، وهو ينحرف بشكل قوي عن توقعات المجتمع، ويظهر اثنين على الأقل بالجوانب التالية: التحكم في النزاعات،  العلاقات الشخصية، الانفعالات، و التفكير
-هذا نممط ثابت يتميز بحالة من عدم المرونة أو الشمولية بكافة المواقف الشخصية والمواقف الاجتماعية.
-يؤدي ذلك النمط إلى ازعاج واضح  داخلي، أو خللٍ في الأداء المهني أو الاجتماعي أو الوظائف الهامة الأخرى.
-يكون ذلك النمط ثابتاً ولمدة طويلة، فيمكن تتبعه حتى سن المراهقة وبداية سن الرشد.
-لا يمكن تفسير ذلك النمط على كونه نتيجة ومظهر لاضطراب نفسي جديد.
-لا يمكن أن يصبح هذا النمط هو ناتج مباشر لاستخدام العقاقير المخدرة أو العلاجية ، أو الحالة العضوية.




ما هي أسباب الاضطرابات الشخصية؟
هناك عدد من الاختلافات الكثيرة في طبيعة الشخصية بين كافة الأسوياء، فليس من السهل معرفة كافة الأسباب، كما أن ليس من السهل معرفة كل أسباب الانحراف الذي يتكون في الشخصيات المضطربة فيجبرها لتصبح كذلك، ولكن المتوفر من المعلومات بهذا الخصوص بالوقت الحالي يشير إلى وجود:


-أسباب خلقية: تظهر بعض الخصائص الشخصية منذ الطفولة مثل: تجنب المغامرة، وصعوبة التكيف، وحدة الانفعالات، وسوداوية المزاج.


-الجنس: لا تختلف احتمالية الإصابة بالاضطرابات الشخصية بين كل من النساء والرجال ، لكن بعض الاضطرابات الشخصية (مثل لها الشخصية المعادية بالمجتمع) قد تكون أكثر نسبة في الرجال، بينما تكون بعض الحالات الأخرى أكثر في النساء (مثل الحالة الهستيرية، والاعتمادية).


-العمر: تظهر بعض السمات الشخصية منذ السن المبكرة جداً كما أسلفنا، لكن الاضطرابات الشخصية لا يمكن تشخيصها قبل عمر الثامنة عشرة لأن الشخصية تظل حتى هذه المرحلة بطور التشكل.
0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    431936
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 431936
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 59.8
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7228
  • 20:07 - 2025/07/07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    7454
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 7454
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 38.4
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 194
  • 07:13 - 2025/07/08

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأطيب التحايا وأجمل الأمنيات أبعثها إليكم إخوتي الكرام، أعضاء هذا الصرح المبارك، طلابًا ومعلمين، إدارة ومشرفين، متابعين وزوارًا كرامًا، كل باسمه ولقبه ومقامه، أسأل الله أن تكونوا جميعًا بخير وعافية، وأن يجعل كل يوم في حياتكم نورًا وأملًا ومعرفة ونموًا وسلامًا. يشرفني في هذا المقام أن أقدم إليكم نقاشًا هادفًا حول أحد المواضيع النفسية الدقيقة التي تستحق منا التفكر والفهم، خاصة في مرحلة المراهقة والشباب، حيث تتكون شخصياتنا وننضج رويدًا رويدًا لنصبح ما نحن عليه في المستقبل، ألا وهو موضوع "سمات اضطراب الشخصية التجنبية وطريقة تشخيصها واختبارها"

في أعماق النفس البشرية تكمن تجليات عديدة من المشاعر والسلوكيات والتفاعلات الداخلية والخارجية، بعضنا يُولد بطباع هادئة وآخرون يميلون للاندماج والتفاعل، وهناك من يعيشون في عزلة نفسية، لا لأنهم لا يحبون الناس، ولكن لأن خوفهم من الرفض قد يكون أشد من رغبتهم في القرب. وهذا يا إخوتي جوهر ما نناقشه اليوم، اضطراب الشخصية التجنبية، وهو واحد من الاضطرابات النفسية التي لا يُدركها كثير من الناس رغم ما تحمله من معاناة خفية في نفوس المصابين بها. هذا الاضطراب ليس مجرد خجل عابر ولا حياء طبيعي، بل هو نمط دائم من التجنب الاجتماعي والقلق الشديد من النقد أو الرفض أو السخرية، يجعل من يعانيه ينسحب من العلاقات والمواقف حتى لا يشعر بالحرج أو الأذى العاطفي، فيبقى أسيرًا لعزلته، بعيدًا عن التفاعل والتجربة والنمو الاجتماعي الذي يحتاجه الإنسان في كل مراحل حياته

الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب لا يكره الآخرين، ولا يتعالى عليهم، بل هو في الغالب يتمنى التفاعل والمشاركة، لكنه يتردد كثيرًا، ويتردد أكثر، ثم ينسحب قبل أن يتكلم، لأنه يتوقع الرفض، أو يشعر بعدم الكفاءة أو الدونية. تخيلوا معي كيف يعيش الإنسان وهو يعتقد أن كل من حوله يراه ضعيفًا أو غير مناسب أو غير محبوب، فيغلق على نفسه الأبواب، ويخفي طموحاته وأفكاره وكلماته، ويكتفي بالمراقبة من بعيد، حتى وهو في قلب المجتمع

في واقعنا المدرسي اليوم، قد يكون بيننا زميل في الفصل يبدو هادئًا جدًا، لا يتكلم كثيرًا، لا يشارك في الأنشطة، لا يقترب من أحد إلا نادرًا، يهرب من العيون ولا يرفع يده للإجابة رغم أنه قد يكون ذكيًا، موهوبًا، يقرأ كثيرًا ويكتب أجمل المواضيع، لكنه يخاف... يخاف من أن يضحك عليه أحد، أو يرد عليه المعلم بقسوة، أو يخطئ أمام زملائه، فيفضل الصمت. وهذا هو السلوك التجنبي الذي نتحدث عنه، وهو لا يظهر فجأة بل يتكون بالتدريج، نتيجة تجارب نفسية واجتماعية سابقة، ربما منذ الطفولة، مثل التنمر أو النقد الدائم أو الإهانة أو الفشل في العلاقات الاجتماعية، خاصة إذا تكررت وأثرت سلبًا في ثقة الإنسان بنفسه

قد يتساءل أحدنا: هل اضطراب الشخصية التجنبية مرض نفسي؟ في الحقيقة هو ليس مرضًا بالمعنى التقليدي كالاكتئاب أو الفصام، بل هو نمط من أنماط الشخصية التي تكونت بطريقة غير متوازنة، وأثرت على حياة الإنسان وسعادته وعلاقاته ومجتمعه، لذلك يُصنف ضمن اضطرابات الشخصية، وتحديدًا في التصنيف المعروف بـ "المجموعة ج" من اضطرابات الشخصية، والتي تتسم عمومًا بالقلق والخوف، ويشمل أيضًا الشخصية القلقة والوسواسية. لكن ما يميز الشخصية التجنبية عن غيرها هو الانسحاب الاجتماعي الكامل، والحساسية المفرطة للنقد، والشعور الدائم بالدونية

في مثل هذه الحالات، لا يكفي أن نقول للمصاب: "كن قويًا" أو "تحدث بلا خوف" أو "كلنا نخطئ" لأن هذه العبارات رغم حسن نيتها إلا أنها لا تصل إلى عمق المشكلة. المشكلة أعمق من كلمات تحفيزية، بل تتعلق بنمط داخلي من الأفكار والمشاعر والسلوكيات، يحتاج إلى فهم دقيق ومساندة نفسية واحتواء تدريجي، وأحيانًا إلى تدخل علاجي متخصص. المصاب بهذا الاضطراب عادة لا يطلب المساعدة بنفسه، لأنه يخجل أو يخاف من الرفض حتى من المعالج نفسه، لذلك من المهم أن يكون هناك وعي في البيئة المحيطة به، سواء في المنزل أو المدرسة أو بين الأصدقاء، حتى يلقى من يفهمه ويحتويه ويشجعه بلطف وصبر

ومن هنا تأتي أهمية التشخيص. فكيف نشخص اضطراب الشخصية التجنبية؟ يعتمد التشخيص على مقابلات نفسية دقيقة يقوم بها الأطباء أو المختصون النفسيون، حيث تُطرح أسئلة محددة تتعلق بكيفية تفكير الشخص في نفسه، وفي الآخرين، وفي المواقف الاجتماعية. ومن أشهر الأدوات المستخدمة في التشخيص هو "دليل التشخيص الإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5" الذي يشير إلى أن التشخيص يتم إذا توفرت مجموعة معينة من الأعراض، منها: تجنب الأنشطة الاجتماعية أو المهنية خوفًا من النقد أو الرفض، عدم الرغبة في الدخول في علاقات إلا إذا تأكد من القبول الكامل، الحذر الشديد في العلاقات، الخوف المستمر من الخجل أو الإهانة، الشعور بعدم الكفاءة، وعدم الرغبة في المخاطرة أو خوض تجارب جديدة

وقد تُستخدم اختبارات نفسية مقننة مثل "اختبار اضطرابات الشخصية المتعددة MCMI" أو "مقاييس القلق الاجتماعي"، لكنها لا تُغني عن المقابلة السريرية والتحليل الشامل للتاريخ النفسي والاجتماعي للفرد. وهذه الخطوات كلها تحتاج إلى بيئة داعمة، فلا يمكن أن نكشف عن هذه المشكلات في بيئة قاسية أو ساخرة أو مليئة بالتنمر. بل نحتاج إلى ثقافة مدرسية وبيتية تحترم الخصوصية النفسية، وتشجع الطلبة على التعبير دون خوف، وتوفر الدعم النفسي والإرشادي اللازم لمن يحتاجه

ومن المهم أن نميز بين الحياء الطبيعي والخجل العادي، وبين اضطراب الشخصية التجنبية. فليس كل خجول مصاب باضطراب، بل العبرة في مدى تأثير هذا النمط من السلوك على حياة الفرد. فإذا كان الإنسان يملك صداقات ويتفاعل في بيئته بشكل طبيعي ولو بشكل بسيط، فغالبًا لا يعاني من اضطراب، أما إذا كان التجنب مستمرًا، وشاملاً لكل مجالات الحياة، ويصاحبه شعور شديد بعدم الكفاءة أو الخوف من النقد، فهنا يجب الانتباه واللجوء لمساعدة نفسية متخصصة

أما عن أسباب هذا الاضطراب، فهي متعددة، ولا يمكن حصرها في عامل واحد. فهناك عوامل وراثية قد تهيئ الفرد لأن يكون أكثر حساسية من غيره، وهناك عوامل بيئية واجتماعية مثل التربية الصارمة أو التحقير أو الحرمان من الدعم العاطفي، وقد تلعب التجارب السلبية مثل التنمر أو الفشل في العلاقات دورًا حاسمًا في تكوين هذا النمط التجنبي من الشخصية. وكلما كانت هذه التجارب في مرحلة مبكرة من الحياة، كان تأثيرها أعمق وأصعب

لكن الجميل في الأمر أن هذا الاضطراب يمكن التخفيف من حدته بل وعلاجه في كثير من الحالات، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا وتقديم العلاج المناسب. العلاج النفسي السلوكي المعرفي يُعد من أنجح الأساليب، حيث يُساعد المصاب على التعرف على أفكاره السلبية وتحديها واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، كما يُدربه على مهارات التواصل الاجتماعي تدريجيًا، من خلال جلسات علاجية متدرجة، تبدأ بالمواقف الأقل تهديدًا، وتتصاعد شيئًا فشيئًا، حتى يتمكن من التفاعل دون قلق شديد

وفي بعض الحالات، إذا كان الاضطراب مصحوبًا بقلق شديد أو اكتئاب، قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية المهدئة أو المضادة للاكتئاب، لكن العلاج الدوائي لا يُغني عن الجلسات النفسية، لأنه لا يغير نمط الشخصية بل يخفف الأعراض المرافقة فقط. وهنا يظهر دور المجتمع والأسرة والمدرسة، في دعم المصاب، وعدم الضغط عليه أو إجباره على التفاعل بشكل مفاجئ، بل تشجيعه وتشجيع خطواته الصغيرة، ومدحه حين يتقدم، وتجنب السخرية أو المقارنة مع الآخرين

أيها الأحبة الكرام، إن فهمنا لاضطرابات النفس ليس رفاهية معرفية، بل هو ضرورة إنسانية وتربوية، خاصة في مجتمع متسارع مثل مجتمعنا الحديث، حيث ازدادت الضغوط النفسية والاجتماعية، وتنوعت مصادر القلق والاضطراب، ولم يعد من الحكمة أن نتجاهل هذه الأمور أو نُبسطها. بل يجب أن نكون على وعي، وننشر هذا الوعي بين أبنائنا وزملائنا وأهلنا، فكل شخص مختلف في تكوينه النفسي، وما يبدو لك تصرفًا غريبًا، قد يكون في باطنه صراعًا داخليًا عميقًا يعاني منه صاحبه منذ سنوات

دعونا نكون أصدقاء النفس، لا أعداءها، دعونا نبني بيئة مدرسية تشجع كل طالب على التعبير، وتحتوي كل سلوك غريب، وتستوعب كل تجربة نفسية، لأن المدرسة ليست فقط مكانًا لتعلم العلوم، بل هي أيضًا حضن نفسي واجتماعي لصناعة الإنسان الكامل المتوازن. لنعلم أبناءنا أن الخجل ليس عيبًا، وأن الاختلاف في الشخصية ليس ضعفًا، وأن من ينسحب لا يعني أنه فاشل، بل يحتاج إلى دعم، وأننا مسؤولون عن بعضنا في هذا المجتمع، نمد أيدينا لمن يحتاج، ونرتقي جميعًا نحو الصحة النفسية المتكاملة

وفي الختام، أتوجه بالشكر الجزيل لإدارة هذا المنتدى الطيب على إتاحة هذا الفضاء الكريم للنقاش العلمي والإنساني، كما أشكر جميع الإخوة والأخوات على حسن المتابعة، وأدعو كل من يقرأ هذه السطور أن يكون عونًا لكل نفس متألمة، وأن يسعى لنشر الوعي النفسي بين أصدقائه وزملائه، لأن المعرفة نور، والرحمة سلوك، والتكاتف مسؤولية، ولأن كل إنسان يستحق أن يُفهم ويُحترم ويُحتضن

تحياتي / إحساس غالي
#الصحة_النفسية #الشخصية_التجنبية #نقاشات_هادفة #طلاب_الثانوي #اضطرابات_الشخصية #تشخيص_نفسي #خجل_أم_اضطراب #دعم_نفسي #التوازن_النفسي

0📊0👍0👏0👌
Fennouh

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 66871
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 194319
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الأمل لأصحاب الهمم
Fennouh

أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الأمل لأصحاب الهمم
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 66871
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 194319
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 63.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 1052
  • 11:34 - 2025/07/08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
البقعاوي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    252757
مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
البقعاوي

مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 252757
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 31.9
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7928
  • 21:33 - 2025/07/13
الســـــــلام عليكــم ورحمـــة الله وبــركاتـه
بـــارك الله فيـــك اخي علــى طرحـــك لهـــذا الموضـــوع المميــز و الرائــع

في انتظـــار المزيــد من المواضيــع المتميـــــــزة
تحياتي و تقديري
0📊0👍0👏0👌

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¯ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط¸ث†ط·آ§ط·آ¶ط¸ظ¹ط·آ¹ ط¸â€¦ط·ع¾ط¸ث†ط¸ظ¾ط·آ± ط¸â€‍ط¸â€‍ط·آ£ط·آ¹ط·آ¶ط·آ§ط·طŒ ط¸ظ¾ط¸â€ڑط·آ·.

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¬ط·آ§ط·طŒ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¯ط·آ®ط¸ث†ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·ع¾ط¸ئ’ ط·آ£ط¸ث† ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط·آ³ط·آ¬ط¸ظ¹ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ© ط·آ¬ط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ¯ط·آ©.

  • ط·آ¥ط·آ³ط¸â€¦ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ©: 
  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ© ط·آ§ط¸â€‍ط·آ³ط·آ±ط¸ظ¹ط·آ©: 

 سمات اضطراب الشخصية التجنبية وطريقة تشخيصها واختبارهاط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©