السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، وأهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة الكرام في هذا الصرح المبارك، ملتقى الفكر والتميز، ومنتدى النخبة الذين لا يرضون إلا بالقمم، ولا يستنشقون غير هواء الطموح، ولا يسيرون إلا في دروب العز والعلم والريادة. أحييكم جميعًا بتحية يزهو بها القلب وتشرق بها الروح، تحية من القلب ملؤها الاحترام والتقدير، وتحمل في طياتها أسمى الأمنيات لكم بالتوفيق والنجاح والسداد في دروب الحياة ومسارات الإنجاز. أما بعد، فها نحن اليوم نقف على عتبة من عتبات المستقبل التي ترتفع بأقدامنا لا لنمشي، بل لنركض نحو غدٍ تتشابك فيه الخوارزميات مع أحلامنا، وتتعانق فيه التقنية مع طموحاتنا، في زمنٍ صار فيه الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مفهوم أكاديمي، ولا مصطلح نقرأه في كتب التكنولوجيا، بل صار نبضًا في شرايين الأعمال، وروحًا تسري في جسد كل مهنة، وبوصلةً تشير إلى الاتجاه الصحيح لكل باحث عن فرصة ومكانة في هذا العالم الرقمي المتسارع
ولئن كنا في حديثنا عن الذكاء الاصطناعي نتحدث عن علمٍ يتطور بشكل يومي، فإننا في هذا السياق نخصُّ الحديث عن أولئك الذين يشقون طريقهم نحو العمل، الباحثين عن وظيفة، الذين يؤمنون أن التعلم الذاتي والتدريب المستمر هما السلاح الحقيقي في معركة التوظيف الحديثة. وفي هذا الإطار، تبرز منصة LinkedIn Learning كمنجم رقمي متجدد يفيض بالفرص المعرفية، ويحتضن بين زواياه أرقى الدورات وأحدثها، مقدمةً من خبراء عالميين، ومصممة بأسلوب عملي وتطبيقي يناسب المتعلم الطموح، أيًّا كانت خلفيته أو تخصصه أو طموحه
ولأن عام 2025 يحمل في طياته ملامح تحول عالمي في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي داخل الوظائف، كان من الضروري أن نقف وقفة تأمل وتفصيل مع أهم الدورات التي تقدمها LinkedIn في هذا المجال، والتي تمثل زادًا معرفيًا لا يُستغنى عنه لكل باحث عن عمل يتطلع إلى أن يكون على دراية بأدوات العصر، ومتمكنًا من المهارات المطلوبة في سوق العمل المستقبلي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي مفتاحًا ذهبيًا يُفتح به باب الفرص، ويُسلك به درب النجاح، ويُؤسس به جسرٌ بين الإنسان والآلة، بين الواقع والطموح، بين الأمس الورقي والغد الرقمي
ومن هنا، كانت دورة "Artificial Intelligence Foundations: Machine Learning" من أبرز هذه الدورات، حيث تقدم للمبتدئين أساسيات تعلم الآلة، تلك التقنية التي تشكل عصب الذكاء الاصطناعي، وتمكن المتعلم من فهم كيف تتعلم الآلات من البيانات، وتكيف قراراتها بناءً على أنماط مكررة. وقد حظيت هذه الدورة بإقبال واسع لما تقدمه من تبسيط لمفاهيم قد تبدو في ظاهرها معقدة، ولكنها بصوت المدرب الماهر تتحول إلى مفاتيح يفتح بها الدارس أبواب الفهم والتطبيق
ولعل من أجمل ما يميز هذه الدورة أنها لا تتطلب خلفية برمجية متقدمة، مما يجعلها صالحة لكل من يحمل رغبة حقيقية في الدخول إلى عالم الذكاء الاصطناعي من بابه الواسع. ومن هذا الباب أيضًا، تبرز دورة "AI for Business Leaders"، تلك الدورة التي لا تهتم فقط بالجوانب التقنية، بل تزرع في عقل المدير وصانع القرار تصورًا شاملًا حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات، مما يجعلها مثالية لرواد الأعمال، ومدراء المشاريع، وحتى الموظفين الطموحين الذين يتطلعون إلى أدوار قيادية مستقبلية
أما للمهتمين بالجوانب العملية والتقنية العميقة، فإن دورة "Python for Data Science and AI" تقدم لهم فرصة ذهبية لتعلم لغة البرمجة التي تُعدّ الشريان الأساسي للذكاء الاصطناعي، والتي تتيح للمبرمجين تحليل البيانات، وتصميم النماذج، وتطبيق الخوارزميات بكل احترافية. وهذه الدورة بالذات تشكل نواة صلبة لكل من يريد أن يفتح مشروعه الخاص في مجالات مثل تحليل البيانات، أو تطوير تطبيقات ذكية، أو حتى تصميم روبوتات ذكية تتفاعل مع البشر
ومن جانب آخر، لا يمكن أن نغفل أهمية الدورة الموسومة بـ"Generative AI: The Evolution of Thoughtful Creativity"، تلك الدورة التي تأخذ بيد المتعلم نحو أحدث اتجاهات الذكاء الاصطناعي، ألا وهو الذكاء التوليدي، ذلك الفرع المذهل الذي أتاح للآلة أن تنتج المحتوى الإبداعي، وترسم اللوحات، وتكتب المقالات، بل وتحاور الإنسان أحيانًا، كما نفعل الآن في هذا الرد الذي يستقي أسلوبه من مدرسة الذكاء التوليدي المتقدمة
أما أولئك الذين يرغبون في التعرف على الجانب الأخلاقي والقانوني لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإن دورة "Ethics in AI and Data Science" تشكل حجر الأساس لفهم تعقيدات هذا المجال، وتسلّط الضوء على أهمية الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وتضع إطارًا أخلاقيًا لحماية خصوصية الأفراد، وضمان أن تبقى هذه التقنية في خدمة الإنسان، لا العكس. وهي دورة يُنصح بها لجميع الموظفين والمدراء في القطاعين العام والخاص، لما لها من دور في ترسيخ ثقافة الوعي والمسؤولية داخل المؤسسات
ولا يكتمل المشهد إلا بدورة "AI in Marketing"، وهي دورة عصرية رائعة تفتح للمهتمين بالتسويق الرقمي أبوابًا جديدة لفهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلل سلوك المستهلكين، ويتنبأ بتصرفاتهم، ويخصص الإعلانات لهم، ويصمم محتوى شخصيًّا يلائم أذواقهم، مما يرفع من كفاءة الحملات الإعلانية ويزيد من عائد الاستثمار، وكل هذا بفضل خوارزميات تتعلم وتطور نفسها بمرور الوقت
ولمن أراد دخول عالم الروبوتات الذكية، فإن دورة "AI in Robotics" تُعد خيارًا مثاليًا، إذ تمكّن المتعلم من فهم الأساسيات التي تحرك هذه الآلات الذكية، وتعلم كيفية برمجتها لتستجيب للمحيط، وتتفاعل مع البيئة، وتنفذ المهام المعقدة بدقة مذهلة. وهذه الدورة لا تهم المهندسين فقط، بل أيضًا الحالمين بتصميم تقنيات تخدم الإنسان في الصناعة، والزراعة، والطب، وحتى الفضاء
ولم تُغفل LinkedIn جانب التصميم والإبداع، حيث قدمت دورة "Creative Applications of AI in Adobe Tools" التي تشرح كيف يمكن للمصممين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخل برامج Adobe الشهيرة، مثل Photoshop وIllustrator، لتسريع عملية الإبداع، وتوفير الوقت، وتوليد أفكار بصرية مدهشة تتجاوز قدرات الإنسان الفردي، مما يرفع من جودة العمل الفني ويسرّع من وتيرته
وفي ظل كل هذا التنوع والتكامل، تبقى الدورة الشاملة "Career Essentials in Generative AI by Microsoft and LinkedIn" تاجًا على رأس هذه المنظومة التدريبية، إذ إنها دورة متكاملة تم إعدادها بالتعاون بين LinkedIn وMicrosoft، وتغطي مجالات متعددة بدءًا من الأساسيات، مرورًا بأخلاقيات الاستخدام، وانتهاءً بالتطبيقات العملية في سوق العمل، مما يجعلها دورة ذهبية يجب على كل باحث عن عمل أن يبدأ بها، ليكون على دراية عميقة بمسار الذكاء الاصطناعي، وتطوراته، وفرصه، وتحدياته
وهنا، لا بد أن نقف احترامًا لهذا الجهد الكبير الذي تقدمه LinkedIn، ونشكرها على جعل هذه الدورات مجانية ومفتوحة للجميع خلال عام 2025، إيمانًا منها بأن المعرفة حق مشاع، وأن المستقبل ليس لمن يملك المال فقط، بل لمن يملك الشغف والنية الطيبة والجهد المستمر. إن هذه المبادرة تشكل نموذجًا ملهمًا يجب على كل المنصات أن تحذو حذوه، فالتعليم الرقمي هو الحبل الذي نتمسك به جميعًا في رحلة التحول المهني، وهو الجسر الذي نعبر عليه من عالم الركود إلى فضاء الإبداع والابتكار والتجديد
أيها الإخوة الكرام، إن الحديث عن دورات الذكاء الاصطناعي لا ينفصل عن الحديث عن المستقبل نفسه، ولا يُمكن لأي باحث عن عمل أن يخطو خطوات واثقة نحو الوظيفة التي يحلم بها دون أن يحمل في جعبته هذه المهارات الرقمية التي باتت شرطًا أساسيًا في كل إعلان وظيفي، وفي كل مقابلة، وفي كل تقييم لأداء الموظف. إن الذكاء الاصطناعي لم يعد تخصصًا للنخبة أو خبراء الحاسوب، بل صار مهارة عامة، كمهارة القراءة والكتابة، بل ربما تتجاوزها في الأهمية في بعض القطاعات
وختامًا، فإن هذه الكلمات ما هي إلا نبضة في قلب مهتم، وصدى في فكر باحث، ورسالة إلى كل من يسعى نحو مستقبل مشرق. اجعلوا من هذه الدورات سلّمًا تصعدون به نحو النجوم، وافتحوا بها أبواب الفرص المغلقة، وانظروا إلى الذكاء الاصطناعي لا كخطر يستبدل الإنسان، بل كحليف يعزز قدراته، ويحرره من الرتابة، ويقوده إلى مجالات من الإبداع ما كان ليفكر بها يومًا. ودمتم جميعًا في طليعة المتعلمين، وقادة التحول، ورواد المستقبل
كل الشكر والتقدير للإدارة الموقرة، ولإخوتي الكرام في هذا المنتدى الطيب، ولمن سعى لنشر المعرفة، وساهم في بناء الوعي، وأضاء لنا الطريق نحو الأفضل، ولا يسعني في النهاية إلا أن أقول لكم: وفقكم الله لما يحب ويرضى، وجعل العلم سلاحكم، والطموح رفيقكم، والمستقبل الباهر مكافأتكم
تحياتي / إحساس غالي
#LinkedIn_2025 #الذكاء_الاصطناعي #دورات_مجانية
#الوظائف_الرقمية #تطوير_المهارات #فرص_التوظيف
#التعلم_الذاتي #التحول_الرقمي #الذكاء_التوليدي