ما هو الاستعجال ؟ .. وأمثلة عليهط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
اخدم شغلك صديقي

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 461971
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 742568
مشرف سابق
عضو فريق العمل
اخدم شغلك صديقي

مشرف سابق
عضو فريق العمل
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 461971
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 742568
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 126.8
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 3642
  • 16:58 - 2025/06/19
من أمثلة الاستعجال تصديق الأخبار والظنون بتثبت
لا . من أمثلة الاستعجال تصديق الأخبار والظنون بدون تثبت .


الاستعجال من الصفات السيئة التي تضر صاحبها ومن حوله من أشخاص، فمن الممكن أن يُظلم شخص ما نتيجة الاستعجال في تصديق الاخبار والظنون السيئة، وقد نهى الله تعالى عن الاستعجال في تصديق الأخبار نظرًا لما له من أضرار علي الفرد والمجتمع.


من أمثلة الاستعجال
تصديق الأخبار والأقاويل بدون تثبت.
الحسرة والندم في الحياة الدنيا وفي الأخرة.
الاستجابة للغضب دون استخدام العقل والنظر في الموضوع.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال، في الآية الكريم {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} [سورة الأحقاف الآية 35].


ما هو الاستعجال
إن الاستعجال هو الرغبة في تغيير الواقع الذي يعيشه الشخص في لمح البصر، دون التفكير في عواقبه، أو الإعداد التام للمقدمات، أو الوسائل، كما أن الاستعجال قد يكون في الحكم على أشياء ما أو أشخاص دون التدبر والتمهل في معرفة الحقائق. [1]


سلبيات الاستعجال
الفتور والملل.
تعطيل الأعمال.
الفتور والملل: من الممكن أن يؤدي الاستعجال إلى الفتور والملل عندما يتأخر تحقيق الأشياء التي يتمنوها، أو عندما يحدث البعض منها ويتأخر أغلبها.


تعطيل العمل: أو رجوعه للخلف لعشرات الأعوام، وهذا لما قد يكون فيه من استمرارية تدنيس الحياة، والاستمرار في الاعتداء على الغير لإتمام العمل، إذ أن من يستعجل شيئًا قبل أوانه يُعاقب بحرمانه.


أهمية الاستعجال
أحيانًا ما يكون الاستعجال هو الأمر المطلوب من أجل مواجهة حالة طارئة فعلية أو خطر جسيم، فمن الممكن أن يكون هناك مشكلة كبيرة أو حالة صحية تتطلب التصرف باستعجال، وقد يترتب على التمهل فيها الهلاك أو الموت، مثل الحرائق، السكتات القلبية، وغيرها من الأمور.


أسباب الاستعجال
هناك العديد من الأسباب التي قد توقع المرء في مشكلة الاستعجال، ومنها ما يلي: [2]


الدافع النفسي.
الحماس.
طبيعة العصر.
العجز عن تحمل متاعب الطريق.
عدم وجود أنشطة تمتص الطاقات وتخفف من شدتها.
الدافع النفسي: من المحتمل أن يكون هذا الدافع هو السبب الرئيسي وراء الاستعجال، وهذا لأنه فطرة طبيعية في الإنسان، فقال تعالى: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [سورة الأنبياء: الآية 37]، {وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [سورة الإسراء: الآية 11]، {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [سورة يونس: الآية 11].


الحماس: فقد يوجه لأعمال مؤذية أكثر من المفيدة، فقال تعالى: {وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}، [المزمل – 10]، {فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الرّوم – 60).


طبيعة العصر: إن طبيعة العصر قد تكون هي الدافع وراء الاستعجال، وهذا لأننا نعيش في عصر يتسم بالسرعة، ففي خلال ساعات قليلة يكون الإنسان في بلد آخر، ويُمكن قياس العديد من الأمور على ذلك، وهذا ما يدفع البعض إلى الاستعجال لمواكبة ظروف العصر، والتماشي معها.


العجز عن تحمل متاعب الطريق: إن العجز عن تحمل متاعب الحياة والطريق من أسباب الاستعجال، وهذا لأن البعض يمتلكون شجاعة وحماسًا حتى ولو كانت نتيجته الموت، إلا أنهم لا يمتلكون المقدرة على تحمل مصاعب الحياة لوقت طويل، على الرغم من أفضل الصفات هي الصبر والتحمل والجلد، وليس الاستعجال لتجنب المشاق والمتاعب.


عدم وجود أنشطة تمتص الطاقات وتخفف من شدتها: من الممكن أن يترتب على عدم وجود أنشطة أو برامج تساعد على امتصاص الطاقات والتخفيف من حدتها وشدتها هو السبب وراء الاستعجال، وهذا لأن النفس الإنسانية إن لم يتم إشغالها بالحق سوف تنشغل بالباطل.


الاستعجال المذموم والاستعجال المحمود
إن الإسلام نظر إلى الاستعجال بعين العدل والإنصاف، فلم يذمه إطلاقًا، ولم يمدحه إطلاقًا، ولكن مدح بعضَه، وذم بعضه الآخر، أي أن الاستعجال منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود، وفي التالي توضيح لهما:


الاستعجال المذموم
الحكمُ قبل التثبُّتِ.
العجلة في الدعاء بالشر.
استعجال استجابة الدعاء.
العجلة في أداء الصلاة.
الحكمُ قبل التثبُّتِ: (أو الحكم على الباطن)، ولهذا يقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].


العجلة في الدعاء بالشر: وكثيرًا ما يحدث أن الشخص قد يدعو بالهلاك أو الموت على نفسه، أو على أولاده أو على أملاكه، وقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن هذا وحذَّرنا منه.


استعجال استجابة الدعاء: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يُستجابُ للعبد ما لم يدعُ بإثم، أو قطيعةِ رَحِمٍ، ما لم يستعجل”، وقيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيبُ لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعُ الدعاء”.


العجلة في أداء الصلاة: وسواء أكان هذا الاستعجال في الانتهاء من الصلاة أو في العجلة خلف الإمام وسبقه في الصلاة.


الاستعجال المحمود
الاستعجال في التوبة والرجوع إلى الله.
الاستعجال في أداء الحقوق والدين إلى أصحابهما.
العجلة في أداء فريضة الحج.
تعجيل الفطر.
الاستعجال في التوبة والرجوع إلى الله: إذ أن التوبة من الأشياء العاجلة التي لا يجب أن يتم تأجيلها، فمن الممكن أن يأتي الموت فجأة ولا يتمكن الإنسان من اللحاق بالتوبة إلى ربه.


الاستعجال في أداء الحقوق والدين إلى أصحابهما: فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: "من أخذ أموال الناس يريد أداءَها، أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافَها، أتلفه الله”.


العجلة في أداء فريضة الحج: فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعجلوا إلى الحج – أي الفريضةَ – فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له”.


تعجيل الفطر: فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”.


علاج مشكلة الاستعجال
إمعان النظر في الآثار.
النظر الدائم في القرآن الكريم.
المطالعة المستمرة في السنة والسيرة النبوية.
مجاهدة النفس.
إمعان النظر في الآثار والعواقب التي قد تترتب على الاستعجال، فإن هذا قد يهدئ النفس، ويساعد على التأني والتريث.


النظر الدائم في القرآن الكريم، لأنه يُعرفنا سنة الله في الكون، وفي الأنفس، فقال الله عز وجل: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [سورة الأنبياء: الآية 37].


المطالعة المستمرة في السنة والسيرة النبوية، لأنه يجعلنا ندرك مدى ما واجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المحن والشدائد، ومقدار تحمله وصبره، وعدم استعجاله أمر الله، إلى أن كانت العاقبة له، وللدعوة التي جاء بها.


مجاهدة النفس، وكذلك تدريبها على أهمية التأني والتريث، فمن يصبر ويتحمل يُعطيه الله ما يريد بإذنه تعالى.
0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    435237
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى شؤون قانونية
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى شؤون قانونية
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 435237
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 60.1
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7236
  • 18:50 - 2025/06/19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
البقعاوي

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    254211
مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
أفضل عضوة لهذا الشهر بمنتدى التغذية والصحة
أفضل مشرف بالقسم العام للشهر المنقضي
البقعاوي

مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
أفضل عضوة لهذا الشهر بمنتدى التغذية والصحة
أفضل مشرف بالقسم العام للشهر المنقضي
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 254211
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 32
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7935
  • 23:34 - 2025/06/19
بارك الله فيك على المجهود القيم في إعداد الموضوع

وإن شاء الله نتمنى أن تكون الإستفادة العامة

بـانـتـظـار الـمـزيـد مـن الـمـواضـيـع الـمـمـيزة

تـحـيـاتـي لـك
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    7741
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 7741
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 38.3
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 202
  • 08:02 - 2025/06/20

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة عطرة لأعضاء منتديات ستار تايمز الكرام، ولإدارة الموقع والمشرفين الأفاضل، ولكل من يحمل في قلبه شغفًا للفكر والتأمل والمعرفة...

حين نتأمل سلوك الإنسان في حياته اليومية، ونفتش في دوافعه وآثامه وأخطائه، سنجد أن كثيرًا من تلك الأخطاء لا تُرتكب من باب الجهل، ولا من باب السوء المتعمد، بل من باب "الاستعجال". ذلك المرض الخفي، الذي تسلل إلى أعماق الإنسان منذ أن بدأ يركض في مضمار الحياة، والذي جعل من الصبر مهارة مفقودة، ومن التريث فنًّا منسيًّا، ومن التأنّي فضيلة لا تُمارَس. فـما هو الاستعجال؟ وكيف يتشكل في النفس؟ وما أمثلته في حياتنا اليومية؟ وما أثره في السلوك؟ أسئلة كثيرة تُطرق الأذهان عند الخوض في هذا المفهوم، ويستحق أن نفرد له هذا الرد الرفيع لنتأمل جوهره ونبحر في عواقبه.

الاستعجال، في تعريفه النفسي والسلوكي، ليس مجرّد رغبة في التعجيل بالنتائج، بل هو حالة وجدانية وعقلية يتملك فيها الإنسان توقًا مفرطًا لاختصار الزمن، وتجاوز المسارات الطبيعية للأشياء، ورفض مراحل النمو أو النضج أو التكوين، لصالح نتيجة فورية ترضي شهوة التملك أو السيطرة أو التقدّم. إنّه استعجال يتخطى الحكمة ويقفز فوق سنن الله في الكون، لأنه ببساطة يتناسى أن كل شيء في الحياة يولد صغيرًا ثم يكبر، يُغرس ثم ينبت، يُبذر ثم يُثمر، يُخطط له ثم يُنفّذ.

أول من استعجل في التاريخ البشري، كان الإنسان الأول نفسه. حين عصى آدم ربه، لم يكن ذلك جهلاً ولا استهتارًا، بل كما تقول بعض التفاسير: استعجالًا في تحصيل ما وعده الله به من الخلود والعلم. وهكذا بدأ الاستعجال أول معصية على الأرض، وأول سقطة في طريق الإنسانية. ومنذ ذلك الحين، والاستعجال يرافق الإنسان في مسيرته، يُحبطه في تربيته، يُخرّبه في قراراته، يُضلّه في حكمه، ويزجّ به في متاهات لا أول لها ولا آخر.

ومن يتأمل القرآن الكريم، يجد أن الله ذمّ الاستعجال في أكثر من موضع، فقال جل شأنه: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾. وقد قالها ربّنا في مقام التوبيخ لا المدح، لأن العجلة تتنافى مع سُنن الإصلاح وسير الحكمة. بل إن الأنبياء أنفسهم كانوا يُنبهون إلى خطورة الاستعجال، كما في قول موسى عليه السلام: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾، ولكن الله عزّ وجل نبهه إلى أن الاستعجال في غير موضعه كان سببًا في فتنة قومه. وقصة موسى مع السامري شاهدة على أن الاستعجال في غيابه أفسد عقيدة قومه.

إن أخطر ما في الاستعجال أنه يُغشي البصيرة، ويُعطل ملكة التقدير، ويختصر المسافة بين القرار والخطأ. وهو الذي يجعل الشاب يُقرّر الزواج دون روية، ثم يندم. ويجعل المستثمر يُخاطر بماله في مشروع دون دراسة، ثم يخسر. ويجعل الطالب يختار تخصصًا جامعيًا بسرعة، فيملّ. ويجعل الموظف يترك عمله في لحظة غضب، ثم يعضّ أصابعه. وهو ما يجعل كثيرًا من الناس يخوضون في نقاشات دون معرفة، أو يُصدرون أحكامًا دون علم، أو يتخذون مواقف حاسمة بناء على ظنون لا حقائق.

والاستعجال له صور كثيرة في حياتنا، بعضها ظاهر وبعضها خفي، وبعضها فردي وبعضها جماعي. الاستعجال في التوبة، مثلًا، حين يريد الإنسان أن يتوب ثم يطلب فورًا أن يشعر بالطمأنينة والانشراح وكأن الذنب لم يكن. أو الاستعجال في الحُب، حين يرى أحدهم شخصًا يُعجبه شكله أو صوته أو حضوره، فيعتقد أنه وقع في "حب العمر"، ويهدم حياته ليبني على وهم زائل. أو الاستعجال في الشهرة، حين يسلك البعض طرقًا رخيصة ومهينة للوصول إلى الأضواء. أو الاستعجال في الثروة، حين يبحث المرء عن الكسب السريع ولو بوسائل غير مشروعة.

ومن أعجب صور الاستعجال كذلك، هو استعجال الدعاء. فيُكثر المرء من السؤال والتضرع، ثم إذا لم يُستجب له في التوّ واللحظة، قال: دعوتُ فلم يُستجب لي. وهنا يأتي التحذير النبوي البليغ: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل". فالعجلة في الدعاء تفقد القلب صفاءه، وتحوّل الرجاء إلى غضب، والتسليم إلى شك، والثقة إلى جزع. بينما كان الأولى أن يُدرك الإنسان أن تأخير الإجابة ليس إهمالًا بل رحمة، وأن تأخير ما يريده قد يكون عين ما يحتاجه.

ولعلّ من أجمل ما قيل في ذمّ العجلة، قول بعض الحكماء: "من تعجّل الشيء قبل أوانه، عُوقب بحرمانه". وهي قاعدة ذهبية، تُحاكي سُنن الله في الأرض، وتُربّي النفس على الصبر، وتُعلّم القلب أن كل شيء له ميقات. فالتعجل بالثمار قبل نُضجها يُفسدها، والضغط على الطفل لينضج قبل وقته يُشوّه نموّه، ودفع العلاقات للزواج قبل اكتمال النضج يُحوّل الحب إلى عبء. كما أن بناء البيوت سريعًا دون تخطيط يُهدّدها بالسقوط، وإنشاء المشروعات دون دراسة يُغرق أصحابها في الديون. وهكذا، تجد أن الاستعجال لا يولد إلا الإخفاق.

وما نراه اليوم في مجتمعاتنا من ركضٍ محموم نحو التغيير السريع، والنجاح السريع، والتعلّم السريع، وحتى "العلاقات السريعة"، هو نتيجة حتمية لعصر السرعة الذي نحيا فيه، ولكن لا ينبغي لنا أن نخلط بين "السرعة" و"الاستعجال". فالسرعة قد تكون مُنظمة، مدروسة، محسوبة، أما الاستعجال فهو انفلات، وخروج عن المعايير، وهروب من طبيعة الحياة إلى أوهام الإنجاز السريع. والنتيجة دائمًا واحدة: ندمٌ بعد خطأ، وحسرة بعد فوات، وألمٌ بعد قرارٍ لم يُراجع.

حتى في الدين، نجد أن أحكام الشريعة جاءت تدريجية، وأن الوحي نفسه نزل مفرّقًا على مدار ثلاث وعشرين سنة، وأن الأنبياء صبروا عقودًا وهم يدعون أقوامهم. ولو كان في الاستعجال خير، لكان أول من استعجل هو رسول الله ﷺ. ولكنه، كما قالت السيدة عائشة: "ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا"، وكان ينتظر، ويُمهل، ويُعطي الفرص، ويستشير، ويفكر، ويُؤجل، ولا يندفع.

إن التربية على التريث تبدأ منذ الطفولة، حين نعلّم أطفالنا أن الصبر فضيلة، وأن النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، وأن الأخطاء لا تُصلَح بعصا سحرية، وأن الحُب لا يُولد من أول نظرة، وأن الصداقة لا تُبنى في جلسة، وأن الفهم لا يتحقق من درس واحد. التربية على التأني تعني تعليم النفس كيف تحترم المراحل، كيف تواكب الزمن لا تتجاوزه، كيف تفهم أن الكمال لا يُنجز بسرعة، وأن كل شيء جميل يحتاج إلى وقت. حتى الزهرة، لا تتفتح بمجرد غرسها، بل تمر بدقائق وساعات وأيام كي تخرج للعالم ناضجة وعطرة.

وفي النهاية، فإن محاربة الاستعجال ليست قرارًا لحظيًّا، بل تربية طويلة، ومجاهدة مستمرة، وتذكير دائم للنفس بأن العجلة ليست دليل القوة، بل دليل ضعف في الرؤية. وأن الإنسان المتزن هو الذي يرى بعيدًا، لا الذي يركض نحو السراب. إن من أعظم صفات العقل أن يصبر، ومن أسمى درجات الحكمة أن تؤجل القرار حتى تكتمل ملامحه. فلتكن رسالتنا لأنفسنا دائمًا: لا تستعجل شيئًا لم يُكتب لك، فإن ما هو لك سيأتيك ولو بعد حين، وما ليس لك، فلن تناله ولو ركضت له ركضًا.

فما أجمل أن يكون التريث مذهبك، والتأني شعارك، والحكمة ضوءك، والصبر دليلك، حينها فقط... ستصل إلى ما تريد، في الوقت الذي ينبغي، وبالطريقة التي تليق بك، وبالنتيجة التي تستحقها.

تحياتي / إحساس غالي

#الاستعجال_آفة #فن_التأني #الصبر_مفتاح_النجاح #التوازن_النفسي

#حكمة_الحياة #عقلانية_القرارات #وعي_الزمن

#النجاح_بهدوء #خطورة_السرعة

0📊0👍0👏0👌
ILifeMyKaRaM

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    421706
مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ILifeMyKaRaM

مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 421706
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 253.4
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 1664
  • 17:42 - 2025/06/20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائع ومواضيع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابداعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واتمنى ان تعم في كل ما هو جديد ومفيد للجميع ان شاء الله بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل كوجـودك المتواصـل والجميـل معنا
تحياتـــي الحــار وجزاك الله خير وجعل عملك حسنة تانية لك بالتوفيق تسلم الايادي لتستفيد وتفيد اعاني الله مليون رد مشاركة
تسلم اليد لي رسمت مشاركاتك الرائعة
لك تقبل مروري المتواضع
0📊0👍0👏0👌

ط§ظ„ط±ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظˆط§ط¶ظٹط¹ ظ…طھظˆظپط± ظ„ظ„ط£ط¹ط¶ط§ط، ظپظ‚ط·.

ط§ظ„ط±ط¬ط§ط، ط§ظ„ط¯ط®ظˆظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹطھظƒ ط£ظˆ ط§ظ„طھط³ط¬ظٹظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹط© ط¬ط¯ظٹط¯ط©.

  • ط¥ط³ظ… ط§ظ„ط¹ط¶ظˆظٹط©: 
  • ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط³ط±ظٹط©: 

 ما هو الاستعجال ؟ .. وأمثلة عليهط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©