تتمثل أهم هذه العوامل فيما يلي:

أ- العوامل المناخية وأهمها الضغط الجوي والرياح:

الضغط الجوي:

يعتبر سطح البحر بمثابة البارومتر الذي يعكس حالات الطقس في صورة اختلافات في المنسوب وحركة سطحية للماء, وبقدر بأن أي تغير في الضغط البارومتري قدره بوصة واحدة يقابله تغير في مستوى سطح البحر بنحو ١٣ بوصة, وعموما فإن المناطق من المحيط التي يسودها ضغط مرتفع ينخفض منسوب الماء بها والعكس مع المناطق ذات الضغط الجوي المرتفع (Sharma, R. C and Vatal, M,p 238). ووفقا لبراودمان (Proudman, P38) فإنه بسبب الاختلافات في الضغط الجوي فإن سطح البحر لا يمكن أن يكون في مستوى واحد.

الرياح :

ترتبط التيارات المحيطية ارتباطا وثيقا بالرياح السطحية الدائمة ودورتها الثابتة، حيث تعد الرياح أهم العوامل قاطبة في التأثير على التيارات المحيطية، وتتضح تلك الحقيقة من خلال المقارنة بين خريطة توزيع التيارات المحيطية وخريطة الرياح الدائمة والتي يمكن أن ندرك منه التوافق الشديد بينهما في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، فعلى كلا جانبي خط الاستواء تعمل الرياح التجارية trade winds على إزاحة وتحريك المياه من الجوانب الشرقية للمحيطات في اتجاه الجنوب الغربي والغرب بحيث تمتد في شكل وتيار استوائي جنوبي ممتدان في موازاة خط الاستواء نحو الغرب ثم يصطدمان باليابس ويغيران اتجاههما بعد ذلك نحو الجنوب ونحو الشمال ثم يتأثرا بعد ذلك بالرياح العكسية الغربية Westerlies ليتجها نحو الشمال الشرقي والجنوب الشرقي على التوالي .

ب- العوامل الاخرى :

قوة كوريولي :

ويقصد بها القوة أو الأثر الذي يؤدي إلى الانحراف بسبب دوران الأرض. وهذه القوة لها أثرها على كل الأشياء الموجودة فوق سطح الأرض, ولكن من وجهة النظر الأوقيانوغرافية فإن آثارها الرئيسية تتمثل على الرياح والتيارات المحيطية، حيث تنحرف التيارات في نصف الكرة الشمالي على يمين اتجاهها وعلى يسار اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي , وجدير بالذكر أن درجة الانحراف تختلف باختلاف درجة العرض حيث يكون التناسب بينهما طرديا، مع زيادة الانحراف بالاتجاه نحو القطبين ولا يظهر أي أثر للانحراف deflection عند خط الاستواء (1).

قوة الجاذبية:

من الحقائق أن أي جسم على سطح الأرض أو قريبا منه يتأثر بقوة الجاذبية الأرضية وبالتالي فإنها مسئولة عن جذب مياه الأحواض المحيطية نحو نطاقها المركزي، كما أن قوة وتأثير الجاذبية في تحريك الكتل المائية يختلف من خط

عرض إلى آخر كما يختلف أيضا مع العمق، وعموما تزداد فعالية الجاذبية نحو القطبين وتزداد كذلك نحو الأعماق. يؤدي هذا الاختلاف في درجة الجاذبية إلى التأثير على اتجاهات التيارات المحيطية والتي عادة ما تكون نحو الجزء المركزي من الأرض.

اختلاف درجة حرارة المياه واختلاف كثافتها:

كما هو معروف فإن توزيع الحرارة بالمياه السطحية يرتبط بالموقع الفلكي وإن كان أكثر تعقيدا بالمقارنة بتوزيع الحرارة على اليابس بسبب تباين ظروف الإشعاع الشمسي ودرجة حرارة الهواء وحركات المياه وغيرها، ولكن على الرغم من كل ذلك فهناك علاقة واضحة بين توزيع الحرارة وبين خطوط العرض، ويقدر بأن المتوسط السنوي للحرارة يتراوح ما بين أكثر من ٢٧ درجة مئوية إلى نحو – ١,٧ م وهذا التباين الحراري يؤدي بالتالي إلى التبادل المائي من المياه الباردة الأكبر في كثافتها النوعية إلى المياه الأدفأ والأقل كثافة.

كما أن هذا التبادل المائي الأفقي يقابله تبادل مائي رأسي أكثر وضوحا كما سيتضح ذلك فيما بعد. وهناك عوامل أخرى تؤثر في حركة التيارات المحيطية وفي تعديل مساراتها تتمثل في الكتل اليابسة وشكل السواحل وتناثر الجزر المحيطية واختلاف مناسيب سطح البحر حيث تنخفض في المناطق الحارة التي يزداد فيها معدل التبخر مما يؤدي إلى تحرك المياه من المناطق ذات المناسيب الأعلى إلى تلك المناطق المنخفضة المنسوب.
المصدر : جغرافية البحار والمحيطات

الجزء والصفحة : ص172-176