لقد كتب منتخب النشامى صفحة جديدة في تاريخ الكرة الأردنية، بتأهله المستحق إلى نهائيات كأس العالم التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا

لم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل جاء ثمرة سنوات من العمل الجاد والتخطيط طويل الأمد، بقيادة حكيمة من اشلاتحاد الأردني لكرة القدم، برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين وبدعم مباشر وثابت من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وعناية سامية من العائلة الهاشمية التي آمنت بالرياضة الأردنية كأداة للوحدة والهوية.

اليوم، لم يعد التأهل حلماً، بل واقعاً مجيداً يفرض علينا جميعاً مسؤولية مضاعفة فالوصول إلى المونديال ليس محطة للنشوة، بل نقطة انطلاق جديدة نحو مرحلة أكثرعمقًا، تتطلب من الدولة الأردنية بكل قطاعاتها – الحكومية والخاصة – أن تنهض بدورها الكامل لدعم المنتخب الوطني، وتوفير كل مقومات النجاح من بنية تحتية حديثة، ومعسكرات إعداد عالية المستوى، وبيئة احترافية تليق بالحدث وتُعزز طموحات النشامى في تمثيل الوطن بالشكل الذي يستحقه.

هذا الإنجاز لم يكن فقط انتصاراً للكرة الأردنية، بل كان انعكاساً لروح وطن كامل، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، شباب وشابات، كبار وصغار، التفّوا خلف المنتخب بحب غير محدود، وجعلوا من التأهل لحظة وطنية خالدة.

إن الطريق نحو مونديال 2026 لا يُقاس بالوصول فقط، بل بما سنقدمه فيه،الفرصة الآن لا تُقدّر بثمن لتأسيس منظومة رياضية مستدامة تُسهم في استمرار التفوق، وتوسيع قاعدة الإنجازات لتشمل كافة المنتخبات الوطنية. لقد أوصلنا النشامى إلى الحلم، وآن الأوان أن نُحوله إلى إنجاز متكامل، بمزيد من الدعم، والتخطيط، والتكاتف… فالعالم يترقب حضو الأردن، ونحن نملك الطموح، والهوية، والإرادة