الحقيقة أن حواء أقوى من آدم ولكنها لا تعلم . فمن قال أن القوة تكمن في العضلات والجسد؟!! فالرسول صل الله عليه وسلم يقول :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»[1]؛ متفق عليه. فإذا كانت القوة الحقيقة هي قوة الإرادة والعزيمة ، و القدرة على كبت جماح النفس ، والقوة على إلجام فطرة حب الذات وتغليب غيرها عليها ، فبالتأكيد حواء أقوى وأشد بأساً وأقوى شكيمة.
عقلي يثق بقوتي وقدرة تحملي !.
صحيح أن الأمومة تظهر كل قوتي ولكني أيضا قوية بدونها فقوتي تنبع من ذاتي وليس من جسدي . وإن لم يحالفني الحظ في الزواج أستطيع العيش سعيدة بدون الشخص الآخر فيما لا يستطيع أدم العيش بدوني . إرادتي أقوى وعزيمتى أمضى . ولأن الله تعالى أعلم بخلقه فأباح لآدم التعدد لأنه ضعيف أمامي وحرمه علي لأني قوية على نفسي وأملك زمامها .
ومن المفارقات أن وراء كل أدم عظيم حواء عظيمة سواء كانت أماً أو زوجةً أو أختاً أو بنتًا ، ولكن في المقابل النساء العظيمات كن عصاميات فلا آدم خلفهن !
إن مصير المجتمع مرهون بقوة حواء فيه فإن ضعفت ضعف ، وإن قويت حواء قوي مجتمعها . فإذا رأيت شعباً خانعاً مستسلمًا وجدت نساءه مستضعفات داخله ، في حين نجد شعوبًا أخرى عرف عن نسائها البأس تجدها مجتمعات إيجابية فعالة و بناءة .
قومي حواء إرتريا وانزعي عنك ثوب الضعف والعجز واظهري قوتك التي أودعها الله فيك