السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...
--------------
التواضع يجنبك الغيرة المهنية
تنتشر كثيرا الغيرة بين الزملاء في العمل خصوصا بين السيدات اللاتي يعملن في نفس المجال, وكلما كانت المؤسسات تنافسية وذات صيت كلما احتدت الغيرة المهنية بين الزملاء بسبب الصراعات المختلفة علي المنصب أو الرواتب أو الحصول علي الامتيازات المختلفة.
وتتسبب الغيرة المهنية في إثارة أجواء خانقة وسلبية في العمل تؤثر علي علاقات الأفراد مع بعضهم البعض مما ينعكس علي أدائهم وأداء المؤسسة ككل. وقد تنشب الغيرة المهنية- كما أثبتت بعض الدراسات- بسبب سلوكيات بعض الزملاء المستفزة سواء بقصد أو بغير قصد..
د.آيه ماهر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الألمانية وعضو المجلس الأعلي للثقافة تقول إنه شعور صادم ومؤلم جدا عندما تشب هذه الغيرة من أقرب الناس لك, سواء في محيط الأصدقاء أو العمل, لأنهم علي علم بإنجازاتك أو ظروف حياتك, وقد تكوني أنت المسببة لهذه الغيرة دون أن تدري, لذا توجه نصيحتها لكل سيدة بأن تتبع بعض الأمور التي من شأنها أن تجنبها تلك الغيرة وهي:
عليك بمراعاة الكياسة في التعامل مع زملاء العمل فتجنبي التباهي أو التفاخر بثقة مستمرة بإنجازاتك أو تفوقك في أي شيء أمام زملائك أو أصدقائك لأن ذلك يثير استفزازهم, وإن أردتي أن تبلغيهم بأيإنجاز فليكن بسلوك متواضع جدا لا ينم عن فخر, بل حاولي أن تشعريهم أنهم دائما سبب في هذا النجاح الذي وصلت إليه, واعملي علي أن ينال المحيطون بك قدرا من الثناء أو التقدير الذي تنالينه من الروؤساء, بأن تشركيهم في بعض الأعمال التي تتقنيها حتي لا يستشعر أحدهم إنك تستأثرين بالأعمال الفردية دون الجماعية كي تكوني مميزة فيشعرهم ذلك بعدم الارتياح, أو أنك طموحة جدا لدرجة الوصولية.
ولأن كثيرا من المعاملات تتم بين الرؤوساء والمرؤسين من وراء الكواليس, فراعي ألا تفشي تقدير الروؤساء للغير حتي ولو أبدي البعض عدم اكتراثه بهذا الشأن, لأننا عادة لا نستطيع أن نقرأ ما يدور في الأذهان والنفوس, كذلك راعي دائما الوسط الاجتماعي للمحيطين بك من الاصدقاء والزملاء, فإن كان زملاؤك ليسوا من نفس طبقتك فلا تبالغي في مظهرك أو حديثك لأن ذلك يشعرهم بالفجوة بينك وبينهم.
وكوني علي يقين ـ إن كنت مميزة بين زملائك في شيء ما لا يملكونه ـ
أن نار الغيرة غالبا ما تنشب في النفوس الضعيفة, فبادري بكسرها لديهم بالسؤال عنهم أو بدعوتهم في المناسبات إن أمكن ذلك, ولا تعتبري ذلك مضيعة لوقتك بل هي ضريبة التميز التي لابد أن تدفعيها. ووظفي ذكائك الاجتماعي المرتبط بالمرأة المصرية بألا تدوري في فلك نفسك فقط من خلال الحديث كثيرا عن أفراد أسرتك ويومياتك في الوقت الذي لا تهتمين فيه بأمور الآخرين, فذلك كفيل أن يشعر المحيطين بك بالنرجسية وحب الذات وزرع بوادر المشاعر السلبية التي قد تتبلور إلي غيرة منك.
واعلمي أن الغيرة من المشاعر التي قد تتسبب في ترك العمل أو خسارة الأصدقاء, ولذلك كوني يقظة لهذه المشاعر المدمرة من خلال التعلم من تجارب الآخرين أو من خلال استشارة أهل الخبرة في بعض الأمور التي تختص بعلاقات الزملاء.
وأخيرا تنبه د.آيه ماهر بأهمية تذكر أنه من تواضع لله رفعه ونال حب الأخرين له, وأن بمساعدة الآخرين وحبهم نصل إلي قلوبهم وتذول جبال الغيرة, لأنه ليس بمقدور الفرد أبدا العيش وحيدا أو بعيدا عن مساعدة الآخرين ومشاركتهم وحبهم مهما كبر في المنصب أو الجاه, فحفظك الله من شرور الغيرة والغيورين.