السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهتحية طيبة لأهل الجاد الأعزاء
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله أضاحيكم وسائر عباداتكم، وإن شاء الله العام القادم في الحج.
………………
نحن النساء بالخصوص، أقول نحن على مضض، إذ كلما ذكرت نون النسوة قلت: هن، لغرابة رؤيتي لهن، ولمحاولتي الكبيرة لفهمهن دون جدوى.
أقول النساء بصفة عامة يملكن عالما مختلفا عن الرجال، ربما يشبهنه في بعض التفاصيل، مع اختلاف في التفاعل والتعامل والرؤية والتعاطي.
هذا العالم يجعلهن يتناقضن في تصرفاتهن، وأخص بالذكر أولئك اللواتي يعانين من: (الجهل).
الجهل ليس دائما متعلقا بعدم القدرة على القراءة والكتابة، أو عدم التحصيل العلمي الكبير، بل قد يمتد للجهل بالتعاملات والتصرفات، وينتج عنه سوء الخلق، وقلة الأدب.
إذ لا أرى لسوء الخلق والأدب سببًا سوى الجهل، فكلما أنار شعاع العلم العقل نورا، زاد المرء خلقا وأدبًا..
وينتج عن هذا التناقض غرابة في تعاملهن مع البشر، وربما مع بنات جنسهن بالخصوص.
فقد تبتهج أساريرها وهي تحادثك وتبذل كل ما في وسعها لتظهر جمال روحها أمامك، ثم ما تلبث أن تتحول لعدوّة لمجرد كلمة صريحة سمعتها منك، أو خبر عابر سمعته عنك، أو أثر بقي في نفسها جراء تعامل لاقته أو حديث قيل وقال جمعها مع حاملي النميمة، أو هكذا بدون سبب لم ترضى عنك ولا تسأل عن السبب.
وحتى لا أطيل كثيرا في الحديث عن غياهب غريبةٍ عجيبةٍ تجعلني أنفر منهن طواعيةً وقسرًا..
سأعتزل هذا العيد بعضا من قوانيني، وأتخلى عن بعضٍ من تجاوزي وتغاضيّ عما لا يتغاضى عنه.
وأغضّ الطرف عن هيبة العيد وبهجته، وأتجاوز كل محاولة للمجاملة المخادعة والابتسامة الجاهزة، والحديث المتكلف.
لن يحاسبنا الله على عفويتنا، بل يحاسبنا على تكلف ومجاملة وخداع لأنفسنا وللآخرين.
ولن يحاسبنا على ما لا نطيق، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
فبعض من المجاراة والتغاضي لا داعي لها..
لن أقاطع أحدا، ولن أغلق الباب في وجه أحد، لكني لن أجامل، ولن أقول ما لا أحس، ولن أعطي ما لا أملك!
تساؤلي:
_مسألة صلة الرحم بين أقرباء الدم وغير الدم، مسألة لا نقاش فيها عندنا كمسلمين. متى نعتبر بعض التجاوزات حدا زاد عن حده؟ متى نضع النقاط على الحروف؟ متى نغلق أبواب القلوب؟ متى نتوقف عن منح مفاتيحها؟ متى نقتنع أن العالم صار موحشا كفاية، وأننا لسنا مجبرين على ترويض النفوس السيئة؟
شكرا.