كيف تتخلص من هوس الانجاز؟آخر
الصفحة
Abu Eyas

  • المشاركات:
    461461
نائب مراقب القنوات التلفزيونية
أفضل عضو بالشهر بمنتدى عالم السياحة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
افضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى كووورة اردنية
Abu Eyas
نائب مراقب القنوات التلفزيونية
أفضل عضو بالشهر بمنتدى عالم السياحة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
افضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى كووورة اردنية
المشاركات: 461461
معدل المشاركات يوميا: 90.6
الأيام منذ الإنضمام: 5091
  • 23:50 - 2025/06/04
الانسان مجبول على العمل ولأجل ذلك خلق ومنح خصائص تمكنه من العمل، وجميع السلوكيات هذه تندرج تحت رغبة الانسان لإنجاز المهام التي يضعها هو لنفسه او يطلب منه انجازها كالمهام الوظيفية، والانجاز بحد ذاته هو رغبة بالحصول على الرضا ذاتي، سيما مع زيادة تعقيدات الحياة وما نتج من ذلك متطلبات حياتية تتطلب مستويات عالية من الانجاز والامر في هذه الحدود يبدو طبيعياً ومنطقياً لكن حين يتحول الى هوس هنا تكمن المشكلة.

ولب المشكلة هو ان الرغبة القوية بالنجاح والانجاز قد تؤدي الى تدمير الانسان لنفسه، اذ ان الكثير من الناس سيما الشباب يريدون الصعود السريع للسلم وربما اختصار مراحل منه رغبة في تحقيق اعلى مستوى من الانجاز وبالتالي الحصول على مستوى عال من الكسب المادي او المعنوي، متناسين ان الصعود السريع سعيد صاحبه الى نقطة الصفر اذا ما تعرض للتعثر بينما التأني سيضمن للانسان الوصول الامن والبقاء لفترات اطول.

مآلات هوس الانجاز
من هذا الهوس ينتج مراقبة من المهوسون لنجاحات الاخرين وانجازاتهم ويشرعون بالمقارنة مع ما هم عليه وبذا هم لا يثمنون انجازاتهم ويطمعون في الحصول على الاكثر مهما حصلوا ومهما توصلوا الى نتائج، وحين يخفق في الوصول الى مراتبهم سيصابون بالاحباط والتوتر مما يفقدهم اتزانه وبالتالي يضيعون في متاهات تفسد حياتهم وقد يؤدي تعرضهم الى مشكلات قانونية واجتماعية ونفسية.

ترجع هذه العقدة لرؤية الانسان لنفسه انه غير كافي وقلة ثقته بنفسه ومقارنة نفسه بالآخرين دوما وعدم تعلم كيفية الفرح والفخر بالإنجاز مهما كان صغيرا او بسيطا ورغبته الملحة بالتطلع للأفضل دائما انا لا أقول انه على الانسان ان لا يطمح وان لا يضع الاهداف العكس تماما بل عليه ان يتعلم ان يفخر بكل انجاز على حدى وان لا تقلل من اهمية نجاحاتك وانجازاتك، لكن الافضل الابتعاد عن اللهث وراء انجازات سريعة تأتيك بنشوة سريعة وتنسى جودة التعلم والممارسة، لأنك بذلك قد تؤدي بنفسك لنقطة خمول الطاقة وعدم إيجاد الدافع القوي للإنجاز مرة اخرى.

كما ان جراء هذا الهوس يصبح مصدر الانسان الاول وربما الوحيد للفخر بذاته هو ما ينجزه وما يعود عليه بالنفع بكل اشكاله الامر الذي قد يؤدي به للإكتاب اذ لم ينجز بالشكل السليم المطلوب منه او الذي هو يريده لنفسه، وبهذا الصراع النفسي الي يعيشه الفرد بين رغباته الطائشة وبين واقعه ذو الامكانات المحدودة يفقد الانسان قيمة الحياة ويصبح مجرد آلة حاصدة كتلك التي تستخدم لحصاد القمح يدخل عبرها المحصول لعبر الى الجهة الاخرى دون تستفيد هي منه.

ويترتب ايضاً على كثرة الانجاز وعدم الاهتمام بجودة المادة التي يتم العمل عليها او قراءتها او انجازها يؤدي لمخالطة المعلومات ونسيانها وعدم جودتها، إن الانتقال السريع من انجاز لأخر بدون صبر على متعة الانجاز الاول وتحقيق الفائدة المرجوة منه، والتأكد على إثقال تلك المادة او المهارة يؤدي للفشل في المستقبل عند استرجاعها لأننا لم نعطها الوقت الكافي للغرق بها والالمام بها من كافة الجوانب اي أننا اكتفينا بالقشور فقط وبنشوة الوصول مع قصر فترة البقاء على القمة ان صح التعبير.

ومن هوس الانجاز ان بعض المصابين به يحاولون ادعاء الانجاز والشهرة والافضلية عن الغالبية فيضعون في مكتباتهم مئات الكتب او انهم يضعون الشهادات التقديرية في مكاتبهم في محاولة منهم للظهور بصورة الناس المهمين في مجالاتهم، وقد يذهب بعضهم الى ابعد من هذا الحد فيقومون بسرد قصص واحداث ربما غير واقعية من نتاج خيالاتهم المريضة، كل هذا واكثر ينتج من هوس الانجاز حين يصيب الانسان وقنا الله واياكم شره وابعدنا عنه.
0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • المشاركات:
    432000
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
المشاركات: 432000
معدل المشاركات يوميا: 59.8
الأيام منذ الإنضمام: 7228
  • 01:13 - 2025/06/05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
اخدم شغلك صديقي

  • المشاركات: 460581
    نقاط التميز: 738653
مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
اخدم شغلك صديقي

مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
المشاركات: 460581
نقاط التميز: 738653
معدل المشاركات يوميا: 126.7
الأيام منذ الإنضمام: 3635
  • 18:32 - 2025/06/05
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ
الزير
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • المشاركات:
    7454
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 7454
معدل المشاركات يوميا: 38.4
الأيام منذ الإنضمام: 194
  • 18:45 - 2025/06/05

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة للأعضاء الكرام في هذا المنتدى المبارك، تحية طيبة للإدارة الموقرة، وللإشراف، ولجميع الإخوة والأخوات الذين يزينون هذا المقام بعطائهم وحروفهم الندية، وأسأل الله لكم دوام الصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة.

أما بعد،

فيا أيها الأحبة الكرام، إن موضوع هوس الإنجاز من الموضوعات التي تستحق التأمل والبحث العميق، فهو مرض العصر وسمّ النفس، يسري خفيًا في الأرواح حتى يكاد يلتهمها، فلا يترك لأحد سكينة ولا راحة، إنه ذلك الهاجس الخفي الذي يجعلنا نركض في سباق لا ينتهي، نلهث خلف إنجازات لا تنتهي، وكأننا نسابق الريح ولا نبلغ منها إلا السراب، فكيف لنا أن نتخلص من هذا الهوس المقيت، ونعود إلى طمأنينة النفس، وسكينة القلب، وروح الإنسان التي خلقت لتعيش لا لتلهث، لتتنفس لا لتتألم؟

يا ترى، ما الذي يجعلنا نغرق في هذا البحر المائج من الإنجازات المتلاحقة؟ أهي تلك الأصوات التي تلاحقنا بأننا يجب أن ننجز، أن نحقق، أن نثبت أنفسنا مهما كان الثمن؟ أهي تلك الصيحات التي تتردد في آذاننا صباح مساء: أنجز، لا تتوقف، لا تهدأ، لا تتراجع، وإلا أصبحت فاشلًا لا قيمة له في دنيا البشر؟ أهي تلك المقارنات القاتلة التي غرسها فينا المجتمع منذ نعومة أظفارنا، حين صار يقيسنا بأرقام ونتائج وشهادات وألقاب، ولم يعد يقيسنا بإنسانيتنا وروحنا وما نحمله من قيم ومعانٍ نبيلة؟

إن هوس الإنجاز هو ذلك الصوت الداخلي الذي لا يكف عن الصراخ في أذنك: افعل المزيد، اركض أسرع، وإلا فاتك الركب، سيهزمك الزمن، سيتركك الجميع، ستبقى وحيدًا في مؤخرة القافلة، ستخسر كل شيء إن لم تكن الأول في كل شيء! وكيف لا تنهار روحك تحت وطأة هذا الصوت المتوحش الذي لا يرحم، ولا يترك لك لحظة لالتقاط أنفاسك؟

إن التخلص من هوس الإنجاز يبدأ من لحظة وعي عميقة، حين تكتشف أن هذه الحياة لم تُخلق لتكون حلبة سباق، ولم يُخلق البشر ليكونوا آلات للإنجاز فقط، بل خُلقوا ليعيشوا في توازن، بين العمل والراحة، بين الإنجاز والتأمل، بين الإنتاج والاستمتاع بالحياة، أليست هذه هي فلسفة الوجود التي فطرنا الله عليها حين خلق الليل للسكن والنهار للكدح، فجعل لكل لحظة في حياتنا قيمة ومعنى؟

كيف نتحرر من هوس الإنجاز إذًا؟ وكيف نصنع لأنفسنا واحة من السكينة والراحة في خضم هذا الصخب الذي لا ينتهي؟ ربما كان الجواب يكمن في أن نعيد تعريف النجاح أولًا، وأن نخلع عن أكتافنا ذلك العبء الثقيل من التوقعات المفروضة، وأن نضع معاييرنا الخاصة التي تلائم قلوبنا وأرواحنا لا تلك المعايير الجامدة التي فرضها الآخرون. لماذا لا نجعل النجاح هو السعادة الداخلية لا التصفيق الخارجي؟ لماذا لا نقيس إنجازاتنا بما يزرعه فينا من سكينة وسلام لا بما يضيفه إلى سيرتنا الذاتية من أرقام وألقاب؟

ألا يستحق المرء أن يسأل نفسه: متى كانت آخر مرة أنجزت فيها شيئًا وجعلني ذلك أشعر بالرضا الحقيقي لا بالفراغ؟ متى كانت آخر مرة ابتسمت فيها بصدق لأنني حققت شيئًا يرضي قلبي لا يرضي الآخرين فقط؟ متى كانت آخر مرة توقفت فيها لأتنفس بعمق وأشكر الله على نعمة اللحظة دون أن أعد إنجازاتي في دفتر لا ينتهي؟

إن التخلص من هوس الإنجاز يتطلب أن نصادق اللحظة الراهنة، وأن نعطيها حقها من التأمل والتقدير، فالحياة ليست قائمة مهام فقط، بل هي لوحة من التفاصيل الصغيرة التي تستحق أن نتأملها ونتذوقها ونحمد الله عليها. أليس الجمال في زهرة تتفتح، أو في نسمة هواء عليلة، أو في ضحكة طفل، هو إنجاز في حد ذاته يلامس أعماقنا ويجعلنا أكثر إنسانية؟

ثم إن التوازن بين الإنجاز والحياة حق مشروع لنا، فلماذا نحرم أنفسنا من هذا الحق بدعوى أن الإنجاز هو الغاية الوحيدة؟ أليس في التنزه في الطبيعة إنجاز؟ أليس في الجلوس مع العائلة والأصدقاء إنجاز؟ أليس في قراءة كتاب أو تأمل غروب الشمس أو حتى الاسترخاء إنجاز؟

ولعل من أعظم أسباب هوس الإنجاز تلك المقارنات القاتلة التي لا ترحم، والتي تجعلنا نقيس أنفسنا بمن حولنا في كل لحظة، فتغيب عنا خصوصيتنا وتتفلت من أيدينا هويتنا. فما أجمل أن نتحرر من هذه المقارنات لنعود إلى ذواتنا ونسألها: ما الذي يرضيكِ حقًا؟ ما الذي يجعلكِ سعيدةً وهادئةً ومطمئنةً؟ وما أجمل أن نصنع سلمًا خاصًا بنا، نصعده على مهل، بخطى ثابتة، بلا استعجال ولا خوف.

يا أحبتي، إن التخلص من هوس الإنجاز لا يعني أن نتخلى عن الطموح ولا أن نتكاسل عن العمل، بل يعني أن نعطي لكل شيء قدره، أن نعطي للنجاح قيمته، وللراحة مكانتها، وللأسرة وقتها، وللنفس حقها. أليس في ذلك حكمة الحياة التي تجمع بين العمل والراحة، بين السعي والقناعة، بين الجهد والرضا؟

فلنعش يومنا بلحظاته، ولنعمل بقدر ما نطيق، ولنتذكر أن الإنجاز الأسمى هو أن نكون راضين، سعداء، متصالحين مع أنفسنا، هادئين مهما كانت الظروف، وأن تكون قلوبنا عامرة بالطمأنينة، أليست هذه هي الغاية الكبرى التي تسعى إليها النفوس في النهاية؟

طرحك لهذا الموضوع يعكس اهتمامًا حقيقيًا ورغبة في مشاركة المعرفة بأسلوب سلس يجمع بين العمق والبلاغة، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يرزقك التوفيق في مسيرتك العلمية والعملية.

تحياتي / إحساس غالي

#التخلص_من_هوس_الإنجاز #الصحة_النفسية #الطمأنينة_الداخلية #توازن_الحياة

#الحياة_البسيطة #الرضا_والقناعة #راحة_النفس #الفكر_الإيجابي

#الإبداع #السعادة

0📊0👍0👏0👌
MVHMOUD

  • المشاركات:
    156371
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
المشاركات: 156371
معدل المشاركات يوميا: 153.6
الأيام منذ الإنضمام: 1018
  • 07:47 - 2025/06/14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 كيف تتخلص من هوس الانجاز؟بداية
الصفحة