هل تحقق أحلامك خارج واقع أسرتك؟ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
Abu Eyas

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    460915
نائب مراقب القنوات التلفزيونية
أفضل عضو بالشهر بمنتدى عالم السياحة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
افضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى كووورة اردنية
Abu Eyas
نائب مراقب القنوات التلفزيونية
أفضل عضو بالشهر بمنتدى عالم السياحة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
افضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى كووورة اردنية
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 460915
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 90.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 5089
  • 23:47 - 2025/06/04

أن تبلغ مدارج عليا في العلم المعرفة، او تحقق نجاحاً في هوايتك المفضلة، او تتزوج بمن تُحب، او تهاجر الى البلد الذي تعتقد أنه قاعدة انطلاقك نحو التألق والتطور، كل هذا من منتجات الذهن الوقّاد، والنفس الطامحة نحو الافضل، ولا يمسّ الواقع الخارجي في كثير من الاحيان، بينما الأسرة التي يشيّدها الأب والأم سوية تمثل الواقع والحقيقة على الارض، فهي تضم الأفراح والاتراح، والنجاح والفشل، ومن أعظم ما فيها؛ الفرصة المتاحة ليختبر الابناء قدراتهم وأفكارهم وتمحيص الصواب من الخطأ، مما يوفر عليهم عناء البحث والتجربة المكلفة في كثير من الاحيان.

لا يقبلون الجديد

حكمٌ يطلقه البعض على الوالدين بأنهما يعيشان الماضي وليس بوسعهما مجاراة التغيرات الحاصلة في الافكار والوسائل، ففي الماضي كان الابناء يصغون الى نصائح وحِكم الكبار ثم يصوغونها منهجاً لحياتهم المستقبلية، أما اليوم فلا تعد ثمة حاجة الى ذلك، إنما التجربة والاقتحام والجرأة هي الوسيلة الأسرع لتحقيق الأحلام والتطلعات.

في البداية كان التقاطع يتمخض عن شجار بين الآباء والابناء، يسفر عن طرد من البيت، او هروب، بينما اليوم يبدو ثمة اسلوباً أكثر "عصرية" نلاحظه هذه الايام لإدارة المواجهة بذكاء يمتص ما لدى الأبوين من اعتراض، وهو؛ فرض الأمر الواقع، ويساعد على هذا؛ وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة بين يدي الابناء في الغرف المغلقة بعيداً عن العيون، فيكون بالإمكان الاتصال، والسؤال، والبحث، والتجربة، ثم التنفيذ، وفي النهاية الخروج بنتيجة يراها الشباب ملبية للطموح والرغبات، ويتم عرضها على الأبوين بشكل مفاجئ مصحوبة بابتسامة رقيقة بأن "هذا ما وصلت اليه"! فما هو رأيكم؟

على الأغلب يحب معظم الأباء والأمهات تلبية حاجات ورغبات الابناء، بما يشعرهم بقوة مكانتهم، كما يُشعر الابناء بدفء احضانهم، فلا يرغبون بتعكير الاجواء طالما ثمة تحقيق منجز على الارض، مع تفاعل و ابداع يثير المشاعر الايجابية للتشجيع والتحفيز غاضين النظر عن النتائج على المدى البعيد، ومن أراد التحقق اكثر في النوايا، ومن يقف خلف الستار، فان عليه الاستعداد لمزيد من الاصطدام بجدال له أول وليس له آخر، مع عدم ضمان النتيجة المرجوة لهم، اذا كان الشاب او الشابة أبرم الاتفاقيات، وقدم الوعود لاطراف مختلفة، ومضى خطوات بعيدة في مشروعه فمن الصعب ايقافه او إلغاء الفكرة مهما كانت الاسباب.

هنا نسأل ببساطة؟

ما الذي يمنع الشباب من مفاتحة الآباء بأفكار وتطلعاتهم؟

وما هو اساس المقولة بأنهم "لا يقبلون الجديد"؟

الأب والأم، وحتى الاجداد، هم بشر، كما الابناء، يحبون الجديد في الحياة، لاسيما ما يخدم حياتهم اليومية، ومن يتحدث عن هاجس الآباء والاجداد من الجديد والعصرنة، فان منشأه ثقافياً، فهم يعتمدون الافكار والتقاليد والعادات، ولا يتمسكون بالوسائل المستهلكة، ولديهم قناعة بأن ما لديهم من الثقافة يمكن الانطلاق بها في عالم الانتاج والبحث العلمي، فالمهم؛ وجود الإطار العام، أما المحتوى فهو قابل للتحديث، فهل يتعارض مبدأ الاستشارة والنصيحة بين الأب وابنه المتخصص في برمجيات الحاسوب، فيسمع الابن لنصيحة أباه في المضي قدما في برمجة باتجاه معين دون آخر لمعرفته بالفوائد او الاضرار المحتملة؟ وهذا المثال ينسحب على مختلف الافكار الشبابية، ومنها الزواج، او خوض غمار العمل، او الهجرة خارج البلاد، أو قرارات مصيرية اخرى.

اعتقد أن ثمة صورة نمطية سيئة منصوبة في الطريق أمام الشباب توهمهم بصعوبة مجاراة الآباء لهم في افكارهم ومشاريعهم بالحياة، وهذا بحد ذاته يمثل أول مرقاة مهزوزة في سلم الارتقاء تهدد مسيرة الشباب بنهاية غير محمودة عندما يجدون أنهم حطموا كل الجسور خلفهم ولا جدار يستندون اليه في حال الفشل او حتى الخطأ البسيط المتوقع في كل مشروع، سوى ذواتهم المشحونة بنظريات الأمل والثقة والقوة التي لا وجود لها سوى في صفحات بعض الكتب.

الأسرة أول تجربة للنجاح

الرؤية الواقعية للطامحين والمتطلعين نحو النجاح ترى في الأسرة ميدان التجربة الأول لنجاحهم في أي فكرة او مشروع يعدونه تجسيداً لذواتهم، فمن يريد أن يكون كاتباً أو شاعراً او رساماً، او يرنو الى ميادين العلم والمعرفة، كأن يريد ان يكون طبيباً او مهندساً، او طياراً، او محامياً، او حتى مفكراً وفيلسوفاً، فان اختصاصه يحتاج لميدان التجربة، فالنجاح بين يدي الأب او الأم، يعزز المصداقية أمام سائر افراد المجتمع، أما الهاربين من الفشل في علاقاتهم الأسرية، فمن الصعب إقناع الناس بصنع النجاح خارج الأسرة، فمن عجز عن اقناع أبيه بفكرته –مثلاً- كيف يتصور قدرته إقناع اشخاص كثُر في المجتمع بأفكاره وشخصيته؟

ظلال هذا التأثير ينسحب على السلوك أيضاً؛ فالطبيب –مثلاً- أو مدير الدائرة، او الأديب والعالم، عندما ينثر الابتسامة والعفو والاحسان والتواضع على متابعيه والقريبين منه، فان الشكر الجماعي سيتوجه فوراً الى التربية الحسنة للأبوين، وفي اللهجة العراقية ثمة جملة تمثل عنوان الشكر والثناء؛ "رحم الله والديك"، وقطعاً؛ يكون العكس بالعكس.

كل قصص الناجحين تحبكها أيدي الأم او الأب و الزوجة، فمن التحفيز والتشجيع على مواصلة الدراسة، وضخ روح الثقة بالنفس وتذليل العقبات وتوفير أفضل الأجواء النفسية والمادية ليرتقي الأبن المبدع والمتألق سلم النجاح فيكون "أديسون" الذي أخفت الأم رسالة المعلمة اليها بضرورة بقائه في البيت كونه "غبي"! ولم يعلم بها حتى بعد وفاتها وحين أصبح مخترعاً وشخصية تدين له البشرية جمعاء بفضل الإنارة. ويمكن أن نورد مثالاً آخر من تاريخنا الاسلامي في أمٍ –أيضاً- حرصت على ان تكون على طهارة في رضاعة ابنها ليكون فيما بعد ذلك العالم الفذّ والعبقري؛ الشيخ مرتضى الانصاري الذي تدين له الحوزات العلمية في كل مكان بفضل كتابه "المكاسب"، وهو يُعد أحد أبرز المناهج في دراسة الفقه.

ولعل ابناء الجيل الماضي في العراق –تحديداً- يشهدون على تضحيات الآباء والأمهات في سني الحرمان والتخلف والأمية ليكون الابن عالماً في الذرة، او مهندساً معمارياً، او طبيباً ناجحاً، أو خطيباً مصقعاً، كل أولئك تخرجوا بدايةً من بين أبوين أميّين، لا يحسنون القراءة والكتابة –في كثير من الاحيان- قبل ان يتخرجوا من المدارس والجامعات.

وفي الوقت الحاضر حيث انتشار نور العلم والمعرفة في معظم البيوت والأُسر، يفترض ان تتعمق وشائج العلاقة بما يسهّل بشكل كبير حركة الابناء في مسيرتهم العلمية، مع وافر من الحوافز نحو الابداع، والثقة للنجاح.

0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    430743
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 430743
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 59.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7225
  • 01:13 - 2025/06/05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
اخدم شغلك صديقي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 460514
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 738149
مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
اخدم شغلك صديقي

مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 460514
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 738149
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 126.8
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 3632
  • 18:31 - 2025/06/05
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ
الزير
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    7363
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 7363
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 38.3
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 192
  • 18:48 - 2025/06/05

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وطيب الله أوقاتكم بكل خير، وأسعد الله مساءكم يا أعضاء هذا الصرح الكريم بكل المحبة والود والإخاء، وأتقدم إليكم بخالص تحية واحترام وتقدير لإدارة هذا الموقع المبارك والإشراف المميز والأعضاء الكرام الذين يشاركوننا الفكر والنقاش والعطاء، أما بعد،

فيا ترى، هل حقًا تتحقق أحلام الإنسان خارج واقع أسرته؟ أم أن الأسرة تبقى ذلك الجذر العميق الذي يغذي الأحلام بالثقة والدعم، وبدونه تبقى الأحلام كزهرة في مهب الرياح؟ وهل يستطيع الإنسان أن يخلق واقعًا آخر لحلمه إذا لم يجد في محيط أسرته حاضنة تشجعه وتعينه، أم أن ذلك الحلم سيبقى أسيرًا في أعماق نفسه ينتظر يومًا يتسلل فيه الضوء إلى قلبه ليعيد إليه الحياة من جديد؟

أليس من العجيب أن تكون الأسرة ذلك الكيان الصغير الذي يحمل في طياته بذور الأحلام الأولى، لكنه في ذات الوقت قد يكون السد المنيع الذي يحول بينك وبين انطلاقك نحو الآفاق؟ إن الأسرة تحمل في أركانها ضجيجًا من المشاعر المختلطة، من الحب والدعم أحيانًا، ومن الخوف والقيود أحيانًا أخرى، فكيف إذًا يتحرر الإنسان من هذا الصراع الخفي بين الحلم والواقع؟ وهل يستطيع أن يقفز على جدران التقاليد والعادات ليخطو بثقة نحو عالمه الخاص؟

في قلب كل إنسان حلم يتوهج بين الضلوع، حلم يراوده في لحظات الوحدة والهدوء، حلم ربما خطط له في ليالٍ طويلة تحت ضوء القمر، وربما خبأه في صدره خوفًا من نظرات الآخرين، لكن السؤال الأهم: هل يحتاج هذا الحلم إلى موافقة الأسرة، أم يكفي أن يكون حلمك أنت فقط لتبدأ في رسم طريقه ولو بعزيمة واحدة؟

يا ترى، هل تستطيع أحلامنا أن تجد طريقها إلى الشمس إذا كانت جذورنا مغمورة في واقع أسري يقيدنا بقيود الماضي، أم أن الإنسان وحده يستطيع أن يقاوم تلك القيود ليصنع حاضره بنفسه، وينسج مستقبله بخيوط الصبر والأمل؟ هل تتحقق الأحلام إذا ما تحررت من عقدة الخوف من الرفض الأسري، أم أن الأحلام لا تزهر إلا في تربة الأسرة، تحت ظلها وبين أيدٍ حانية تحتضنها؟

ألا يدفعنا هذا إلى التساؤل: ما هو الدور الحقيقي للأسرة في صناعة الأحلام؟ وهل الأسرة هي حجر العثرة أم هي الجسر الذي نعبر عليه إلى ضفة الأمل والإنجاز؟ أليست الأسرة هي المعلم الأول الذي يغرس فينا قيم الصبر والمثابرة، لكنها أحيانًا قد تتحول إلى قيد يمنعنا من التحليق في فضاء واسع؟ وهل يستطيع الإنسان أن يجمع بين الوفاء للأسرة وتحقيق حلمه في آن واحد دون أن ينكسر قلبه أو يتصدع وجدانه؟

إن الأسرة هي الكنز الثمين الذي يستودعنا مبادئ الخير والحب، لكن أحيانًا قد تُلبسنا قيودًا من التردد والخوف من المجهول، فهل لنا أن نتحرر من تلك القيود دون أن نكسر قلوبهم الذين أحبونا منذ اللحظة الأولى؟ وهل يحق لنا أن نمضي في دروبنا نبحث عن أحلامنا ونتركهم خلفنا في دهاليز الانتظار والأسئلة والقلق؟ أم أن الحلم الحقيقي هو الذي يحملهم معنا، ويحقق رضاهم قبل أن يحقق ذواتنا؟

أليس الإنسان كائنًا حرًا بطبيعته، خلقه الله ليحلق في سماء الإنجاز، فلماذا إذًا يضع البعض شروطًا وحدودًا على أحلامه بدعوى البر أو الخوف أو الحذر؟ ألا يجدر بنا أن نفكر أن البر الحقيقي هو أن نحقق ذاتنا ونصبح قادرين على العطاء لهم ولغيرهم، أليس هذا هو المعنى الأسمى للحياة؟

يا ترى، هل الأسرة تدرك دومًا حجم الألم الذي يعتصر القلوب حين يختنق حلم في صدر صاحبه لأنه لم يوافق عليه مجلس العائلة، أو لم يجد له مكانًا في عيونهم القلقة على مصيرنا؟ وهل يدركون أن قلوبنا تخفق شوقًا للنجاح مثلما يخفق قلب الأم لطفلها؟ وهل يدركون أن في داخلنا نفسًا عظيمة تريد أن تحقق المستحيل، لكنها تحتاج إلى ضوء أخضر ليضيء الطريق؟

أيتها الأسرة، يا من أنتم جذوري وضلوعي وحصني الأول، هل ستمسكون بيدي وأنا أزرع حلمي وأرعاه؟ أم ستتركونني أواجه الريح وحدي، لأتعثر في أول خطوة وأسقط؟ ألا تدركون أن خوفكم عليّ قد يطفئ في داخلي ذلك الوميض الذي يضيء دربي؟ وهل ستتسع قلوبكم لتروا أحلامي تنمو حتى لو كانت بعيدة عن تصوركم وحدودكم؟

إن الأسرة هي الوطن الأول، هي التي تعلمنا الحروف الأولى، لكن الإنسان لا بد أن يخطو خطوة أخرى في رحلته، ليصنع وطنًا في داخله، وطنًا من الأحلام والنجاحات والانتصارات. فهل من حق الأسرة أن تمنع أبناءها من بناء هذا الوطن بحجة الخوف أو بحجة الحفاظ على القيم؟ أم أن القيم الحقيقية هي تلك التي تعلّمنا أن نكون أقوياء مستقلين واثقين، قادرين على أن نبني ونحمي ونحب؟

ألا تعلم الأسرة أن الإنسان إذا كبت حلمه يومًا بعد يوم فإنه يتحول إلى شجرة ذابلة، لا خضرة فيها ولا زهر، شجرة مكسورة الأغصان بلا ثمار، أليس الأجمل لهم أن يرونا شجرًا مورقًا، يثمر الخير والجمال والعطاء؟ وهل يرضيهم أن يروا أبناءهم أسرى في سجون الخوف والقلق والاعتماد، أم أنهم يفرحون حين يروننا نقف بأقدامنا في درب الحياة، نحمل أحلامنا كنجوم مضيئة نهتدي بها؟

إن الحلم يولد في القلب كنبع صغير، لكنه بحاجة إلى من يسقيه ليتدفق في نهر من العطاء والإنجاز، وإذا لم يجد ذلك الحلم من يحتضنه ويمنحه الدفء، فإن مجراه يجف ويتلاشى. فهل الأسرة تدرك أن دورها ليس فقط في المنع أو السماح، بل في الرعاية والدعم والتشجيع أيضًا؟

أليست الأسرة هي من يمنحنا الثقة بأننا قادرون على تحقيق المستحيل، فلماذا إذًا تتحول أحيانًا إلى لجنة تفتيش تنقّب في تفاصيل أحلامنا لتحدد لنا ما هو مشروع وما هو مرفوض؟ ألا يستحق منا الحلم أن نرعاه كما نرعى أحبتنا، وأن نمنحه حقه في الحياة مثلما نمنح قلوبنا حقها في الحب؟

يا ترى، هل يمكن أن نجد الحلم في مكان بعيد عن أسرتنا، في دروب الحياة المليئة بالتحديات؟ وهل ستمنحنا الغربة دفئًا كالذي تمنحه الأسرة؟ وهل سيبتسم لنا الغريب حين نعثر أو نسقط؟ أم أن الغريب سينظر إلينا من بعيد، ويتركنا نتعلم الدرس بمفردنا؟

إنني أرى أن الحلم لا يتحقق إلا حين يجتمع العزم والرضا الأسري، فلا عزم بلا جذور، ولا حلم بلا روح، ولا إنجاز بلا دفء أسري. فهل من سبيل إلى موازنة هذه المعادلة الصعبة بين الذات والأسرة؟ وهل نستطيع أن نكون أوفياء لأحلامنا دون أن نخسر قلوب من نحب؟

أيها الإخوة والأخوات الكرام، إن تحقيق الحلم خارج واقع الأسرة قد يبدو كالفوز في سباق الريح، لكن ذلك النصر يظل ناقصًا ما لم يجد دفئًا في عيون الأب والأم والأخوة، وما لم يجد حضنًا يحتضنه في ليالي الانكسار. إن الحلم الذي يولد بعيدًا عن دفء الأسرة قد ينجح، لكنه يظل هشًّا، عاريًا من الدفء، فهل ترضون لنا أن نكون أشجارًا بلا جذور، أم تفضلون أن تكون جذورنا راسخة في تربة حبكم ورعايتكم؟

وختامًا، لا يسعني إلا أن أشكر الإدارة الموقرة والمشرفين الأكارم والأعضاء الأعزاء على ما يقدّمونه من دعم ومشاركات مثرية، وأدعوكم جميعًا أن نتحلى بالحب والتقدير لبعضنا البعض، وأن نمنح أحلامنا فرصة للحياة، وأن نكون أسرًا حاضنة لأبنائنا، تغرس فيهم الثقة، وتمنحهم الأمل، وتصنع منهم قادة الغد.

تحياتي / إحساس غالي

#أحلامنا_والأسرة #تحقيق_الذات #التحديات_الشخصية #الحب_والدعم

#التنمية_البشرية #الثقة_بالنفس #أهمية_الأسرة #دعم_الأحلام

#الأسرة_والحياة #الحلم_المستقبل #العطاء

0📊0👍0👏0👌
MVHMOUD

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    156371
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 156371
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 154.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 1015
  • 07:47 - 2025/06/14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¯ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط¸ث†ط·آ§ط·آ¶ط¸ظ¹ط·آ¹ ط¸â€¦ط·ع¾ط¸ث†ط¸ظ¾ط·آ± ط¸â€‍ط¸â€‍ط·آ£ط·آ¹ط·آ¶ط·آ§ط·طŒ ط¸ظ¾ط¸â€ڑط·آ·.

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¬ط·آ§ط·طŒ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¯ط·آ®ط¸ث†ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·ع¾ط¸ئ’ ط·آ£ط¸ث† ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط·آ³ط·آ¬ط¸ظ¹ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ© ط·آ¬ط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ¯ط·آ©.

  • ط·آ¥ط·آ³ط¸â€¦ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ©: 
  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ© ط·آ§ط¸â€‍ط·آ³ط·آ±ط¸ظ¹ط·آ©: 

 هل تحقق أحلامك خارج واقع أسرتك؟ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©