نكسة 1967: الهزيمة التي أعادت تشكيل العالم العربيآخر
الصفحة
MR-YAHIA71DZ13

  • المشاركات:
    142870
مشرف مطبوعات وصحافة وإعلام
مشرف شؤون تعليمية
مشرف التنمية البشرية
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف علوم ومعلومات عامة
MR-YAHIA71DZ13

مشرف مطبوعات وصحافة وإعلام
مشرف شؤون تعليمية
مشرف التنمية البشرية
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف علوم ومعلومات عامة
المشاركات: 142870
معدل المشاركات يوميا: 22.1
الأيام منذ الإنضمام: 6458
  • 19:30 - 2025/06/04

نكسة 1967: الهزيمة التي أعادت تشكيل العالم العربي

مقدمة

لم تكن حرب يونيو/حزيران 1967 مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل كانت نقطة تحول تاريخية تركت آثارًا عميقة في بنية النظام العربي، وفي الوعي الجمعي للشعوب، وفي ميزان القوى في الشرق الأوسط. فخلال ستة أيام فقط، مُني العرب بهزيمة عسكرية ساحقة أمام إسرائيل، في ما سُمّي لاحقًا بـ"النكسة"، وهي التسمية التي عكست رغبة في التخفيف من وطأة الكارثة دون إنكارها. هذا المقال يسعى إلى تحليل الأسباب العميقة للهزيمة، وتداعياتها السياسية والاجتماعية، مع التأمل في ما كشفت عنه من اختلالات بنيوية في النظام العربي.


أولًا: السياق التاريخي والسياسي للحرب

في منتصف ستينيات القرن العشرين، كانت الأنظمة العربية، خاصة في مصر وسوريا، تحت تأثير موجة قومية يقودها الزعيم المصري جمال عبد الناصر، الذي رفع شعار "القومية العربية" والتصدي للمشروع الصهيوني. جاءت الحرب في ظل حالة من التعبئة الجماهيرية والإعلامية التي وعدت بـ"إلقاء إسرائيل في البحر"، بينما كانت إسرائيل تستعد بهدوء وبمنهجية لتحقيق انتصار خاطف.

تفاقمت التوترات بعد عدة خطوات اتخذتها مصر في مايو 1967:

  • إغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية.

  • سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء.

  • حشد القوات المصرية قرب الحدود مع إسرائيل.

إزاء ذلك، قررت إسرائيل شن ضربة استباقية خاطفة في 5 يونيو 1967، مدمّرة بذلك سلاح الجو المصري ومعظم القوات البرية في سيناء.


ثانيًا: الأسباب البنيوية للهزيمة

1. غياب التنسيق العربي

الحرب كشفت عن وهم "الوحدة العربية العسكرية". فبينما كانت القيادات السياسية تتحدث عن الجبهة الموحدة، كانت جيوش الدول العربية الثلاث (مصر، سوريا، الأردن) تفتقر للتخطيط المشترك، مما أدى إلى تخبط في الأداء العسكري.

2. سيطرة العقلية الدعائية على القرار السياسي

الخطاب الإعلامي السائد ضخّم من قدرة الجيوش العربية، بينما كان الواقع العسكري هشًا. فقرارات مثل إغلاق مضيق تيران اتُخذت لأغراض سياسية دون تقييم جدي لتبعاتها الاستراتيجية.

3. التفوق الإسرائيلي العسكري والاستخباراتي

استفادت إسرائيل من دعم استخباراتي أمريكي وغربي، كما اعتمدت على خطة هجومية دقيقة تمثلت في الضربة الجوية المباغتة التي شلت قدرات الجيوش العربية منذ الساعات الأولى.

4. الأوهام الثورية وتضخيم الذات

كان الاعتقاد السائد لدى بعض الأنظمة الثورية أن الجماهير وحدها قادرة على الانتصار دون استعداد علمي ومهني للحرب. وقد أدى ذلك إلى تهميش الكفاءات العسكرية، واستبدالها بقيادات ذات ولاء سياسي.


ثالثًا: النتائج العسكرية والجغرافية

في نهاية الحرب، سيطرت إسرائيل على:

  • سيناء كاملة (مساحة تزيد عن 60 ألف كلم²).

  • هضبة الجولان السورية (مرتفعات استراتيجية).

  • الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن.

بهذا، زادت مساحة إسرائيل ثلاث مرات، وأحاطت نفسها بحدود أكثر أمنًا، بينما خسر العرب أراضي استراتيجية دون أن يستطيعوا استعادتها إلا جزئيًا في حرب 1973.


رابعًا: الآثار السياسية والاجتماعية

1. انهيار هيبة الأنظمة القومية

الهزيمة كانت صدمة عنيفة لأنظمة بنت شرعيتها على مقاومة الاستعمار والصهيونية. استقال عبد الناصر مؤقتًا تحت ضغط الشارع، قبل أن يعود للسلطة، لكنه فقد جزءًا كبيرًا من مكانته الرمزية.

2. بروز الحركات الإسلامية والفصائل الفلسطينية

فقدان الثقة في الأنظمة القومية دفع الكثيرين للبحث عن بدائل أيديولوجية، منها التيارات الإسلامية التي بدأت بالصعود منذ سبعينيات القرن العشرين. كما انطلقت مرحلة الكفاح المسلح الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير وفتح.

3. تعمق الشعور بالهزيمة الجماعية

النكسة لم تكن هزيمة جيوش فحسب، بل هزيمة مشروع ثقافي وسياسي. ولأول مرة، بدأ الخطاب النقدي يتسلل إلى الثقافة العربية، متسائلًا عن جذور التخلف، وعن العلاقة بين السلطة، والعقل، والدين، والشعب.


خامسًا: مراجعة الذات... هل حصلت؟

رغم الهزيمة، لم تُنجز مراجعة عربية شاملة لتجربة النكسة. فالأنظمة عمدت إلى توظيف الحدث لتشديد قبضتها تحت ذريعة "التحرير أولًا"، فغاب الإصلاح الداخلي. وفي مصر، بدأ ناصر بإعادة بناء الجيش، لكن دون مراجعة سياسية أوسع.

في المقابل، جاءت حرب أكتوبر 1973 لترفع معنويات الشعوب، لكنها لم تغير جذريًا موازين القوى أو تعيد الأراضي المحتلة بشكل كامل إلا عبر مفاوضات لاحقة.


خاتمة

نكسة 1967 لم تكن نهاية مرحلة فقط، بل بداية تحول استراتيجي في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. لقد كشفت هشاشة النظام الرسمي العربي، وفشل الشعارات الشعبوية، وأبرزت أهمية الاستعداد العلمي والتقني لأي مواجهة. لكن الأهم، أنها أطلقت جملة من الأسئلة الكبرى حول مشروعية السلطة، ومستقبل الشعوب، ومكانة فلسطين في الضمير العربي. وما تزال تلك الأسئلة تلاحقنا حتى اليوم.

0📊0👍0👏0👌0🌍
أبوطارق أربيلي

  • المشاركات:
    1088681
مشرف الأثاث والديكور
مشرف التغذية والصحة
مشرف الطفل والطفولة
مشرف تجارب منزلية
مشرف الخياطة والإبداع اليدوي
مشرف منتدى الأمل لأصحاب الهمم
منظم الفعاليات
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى السياسة
افضل عضو بمنتدى الدراجات النارية والهوائية
أفضل مشرف بقسم الأسرة للشهر المنقضي
أفضل عضو بمنتدى ميكانيكا وسائل النقل
أبوطارق أربيلي

مشرف الأثاث والديكور
مشرف التغذية والصحة
مشرف الطفل والطفولة
مشرف تجارب منزلية
مشرف الخياطة والإبداع اليدوي
مشرف منتدى الأمل لأصحاب الهمم
منظم الفعاليات
عضو فريق العمل
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى السياسة
افضل عضو بمنتدى الدراجات النارية والهوائية
أفضل مشرف بقسم الأسرة للشهر المنقضي
أفضل عضو بمنتدى ميكانيكا وسائل النقل
المشاركات: 1088681
معدل المشاركات يوميا: 162.7
الأيام منذ الإنضمام: 6692
  • 20:00 - 2025/06/04

0📊0👍0👏0👌0🌍
MVHMOUD

  • المشاركات:
    156362
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
المشاركات: 156362
معدل المشاركات يوميا: 156
الأيام منذ الإنضمام: 1002
  • 17:40 - 2025/06/11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌0🌍

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 نكسة 1967: الهزيمة التي أعادت تشكيل العالم العربيبداية
الصفحة