إقتباس لمشاركة: @سلمى007 22:11 - 2025/06/07
مرحبا مجددا أخي ابا بكر وعيدك مبارك سعيد
بما أنه لا نزال في أجواء العيد، أحببت التعليق على نقطة تكررت في ردي الأخوين عادل والعميد
إن حضور الطفل لذبح الأضحية ليس له علاقة بالرجولة أو اكتساب القوة أبدا، ولكن كأنه تمرين وتعويد لما ينتظره في المستقبل.
فمثلما نعلم الأولاد أبجديات الحروف والأرقام في المدارس، سيساعدهم على القراءة والكتابة والحساب لاحقا.
ومثلما ندربهم على الصلاة في سن السابعة رغم أنها ليست فرضا عليهم، ولكن ليتعودوا على احترام توقيت الصلاة وعلى أفعال وأقوال الصلاة.
ومثلما نعلم الأطفال وهم صغار على القيم والمبادئ والأخلاق وما يجب ويكون وما لا يجب ولا يكون وهم صغار السن، فهذا سيساعدهم في المستقبل على تثبيت الأخلاق الحسنة وهم كبار.
كل شيء نعيشه في الحياة لابد له من تدريب.
لا يمكن لرجل أن يصبح بين ليلة وضحاها رجلا ويحمل مسؤولية أسرته إن لم يتعود على ذلك منذ صغره.
ولا حتى بالنسبة للمرأة، لا يمكنها أن تصبح مسؤولة بين ليلة وضحاها، بل هناك مراحل تدريب لكل ما ستقبل عليه في المستقبل، وإن أي قصور في التدريب وترتيب المراحل سيحدث خللا في شخصية الطفل.
أغلب من لم يشاهدوا عملية ذبح الأضاحي كبروا حساسين ومرهفي المشاعر، ولم يقفوا على ذبيحتهم، متذرعين بكل شيء.
صحيح هنالك أشخاص يعانون من حساسية زائدة أو إحساس مرهف فالأكيد ليسوا مضطرين لحضور عملية الذبح، ولكن لا يمكن أن نحتضن أولادنا تحت أجنحتنا ونخشى عليهم من نسمة الهواء حتى يفقدوا معالم كثيرة كان من المفروض التحلي بها لو تجاوزنا بعض العواطف الزائدة.
خصوصا أننا في مجتمع جميع الأسر فيه تذبح في البيت وأمام الأعين، فلماذا نتصرف تصرفات خارحة عن تعاليم مجتمعنا. الأمر ليس له علاقة بتحريم وتحليل، أو بما أقره الرسول أو لم يفعل، ولكنه أمر عادي مثل باقي عمليات التربية للأولاد.
ألاحظ كثيرا من الأطفال الذين لم يشهدوا عملية الذبح قد استمرت معهم عدم الرغبة في الحضور حتى بعدما كبروا، وأصبحوا أشخاص غير طبيعيين في نظر البقية.
قد يقول أحدهم وما الضير فلأبدو غير طبيعي وأحضر من يذبح لي ولا أشارك في العملية، ربما، ينفع هذا في مجتمع غربي مثلا للمهاجرين وغيره، ولكن بما أننا نعيش في مجتمع عربي تعاليمه وتقاليده ظاهرة فلماذا نحيد عنها.
إن الخوف الزائد وغير المبرر على الأطفال قد أنشئ جيلا مرهفا حساسا، يمكن أن ينهار لأي سبب تافه..
هذا رأيي.
وشكرا لكم جميعا.