من ينعتهم الناس بالسفهاء و يستهزؤون منهم و هضمت حقوقهم وسط مجتمع ظالمآخر
الصفحة
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 18:23 - 2025/06/02

السفهاء مصطلح ساخر شاع كثيرا بين الناس و صاروا يتداولونه بنبرة تنمر و استهزاء ليشيروا إلى نوعية من الأشخاص الذين لديهم ضعف طبيعي خلقي في جانبهم الإدراكي الحسي .. و هم أشخاص خلقوا لكي يكونوا حدسيين مفكرين مبتكرين تكمن نقاط قوتهم في قدرتهم على الذكاء الإبتكاري و توليد الأفكار الخام التي ستتحول لاحقا إلى تجسيد مادي حسي .. و يعود الفضل في اختراع الأفكار الخام للمخترعات و التكنولوجيات الحديثة إلى جينات السفهاء لأنهم قادرون على تصنيع أنظمة و مسارات تحاكي الواقع الحسي أو تطور نسخا مصنعة منه ( كفكرة الطائرة و الموبايل و القطار و السيارة و الغسالة و الكثير الكثير من الأدوات و المخترعات التي سهلت حياتنا سواء من ناحية التواصل و التراسل أو من ناحية الأعمال أو آلات العلاج .. الخ ) .. لذلك حتى و إن كانوا غير مجسدين حسيين فذلك لا يلغي الأهمية العظيمة لأفكارهم و لتمردهم و حدسهم الباحث عن أي ابتكار جديد .. و هناك سفهاء آخرون يستخدمون طاقتهم في العلاج النفسي و الشفائي و إنقاذ الأرواح و حمايتها و كل مخترعات العلاج هم أول من اكتشفها إلى جانب تمتعهم بالفكر الفني الجمالي فكل الأعمال التي فيها إبداع و فن و خروج إبداعي عن المألوف لهم فضل فيها فإذا أردت عملا فنيا و فيه جانب جمالي ما عليك سوى شراء خدماتهم إضافة إلى قدرتهم على محاكاة المشاعر ببراعة فائقة في رسوماتهم و موسيقاهم و مؤلفاتهم و أشعارهم .. و الأهم قدرتهم على التعاطف و شفاء النفوس و علاجها و هي خدمة صحية عظيمة .. و كذلك قدرتهم على التعليم الممتاز المراعي للنفوس و المشاعر ..

 

هؤلاء الضعفاء المظلومون داخل الشعوب الظالمة يسمونهم بالسفهاء و عاش كثير منهم في فقر مدقع مشردين و مرضى بلا مأوى و ماتوا جوعا و حزنا على هامش الحياة في وسط المترفين يمرون عليهم صباحا و مساءا دون أن يبادر أحد في توفير مسكن لهم من البرد كأقل شيء .. شحن المترفون من رجال الدين و أتباع السلاطين عقولهم بشعارات تدل على الأخوة و الرحمة و الأخلاق فانخدعوا و توهموا بأنه ستتم مساعدتهم .. بينما اهتم المترفون بمضاعفة أرباحهم و التنافس فيما بينهم في العتاد و التكنولوجيا و مضاعفة الترسانات العسكرية .. و بالتالي تقرر أن المترف يعتبر أن شراء سيارة أهم عنده من شراء ملابس للفقراء .. فالإنسان و حياته و أساسياته لا تعتبر من أولويات المترف .. بل إن المترف يزعم بأنه يعرف الله و الشرع أكثر من الفقير .. على أي حال الله يرى كل شيء و سيحاسب الجميع في الدنيا و الآخرة معا

 

أما الذين أحسنوا و أدوا واجبهم فالله يرضى عنهم دنيا و آخرة 👍🙏😉

 

سؤال للنقاش :

هل توافقونني الرأي في أن السفهاء يستحقون دعما لوجيستيا ابتدائيا أو لا ؟

و الدعم يشمل مأوى صغير أو شقة و مستلزمات أساسية للعيش و يشمل كذلك منحهم وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم يفيدون بها المجتمع


18:55 - 2025/06/02: آخر تغيير للنص بواسطة العقل الحدسي
عدد مرات تغيير النص: 2

2📊0👍1👏0👌0💭
loffi

  • المشاركات: 8862
    نقاط التميز: 8741
كاتب مميز
مناقش جاد
loffi

كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 8862
نقاط التميز: 8741
معدل المشاركات يوميا: 1.4
الأيام منذ الإنضمام: 6276
  • 19:21 - 2025/06/02

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طرحك يحمل نقط تستحق النقاش ..)

صحيح أتفق معك ما ان ما ينتشر على الألسن في الحياة اليومية كثيرًا ما تنطوي على إساءة غير مقصودة أحيانًا، لكنها تكشف خللًا عميقًا في نظرتنا إلى الاختلاف. حين يُطلق وصف "السفهاء" على من يعانون من اختلافات إدراكية أو ذهنية، فإننا لا نُخطئ فقط في حقهم، بل نختصرهم في جانب واحد ونتجاهل ما يمكن أن يقدمونه من طاقات فكرية أو إبداعية. بعض الأشخاص الذين يتم وصفهم على هذا النحو قد يتمتعون بقدرات متميزة في مجالات لا يبرع فيها معظم الناس، هذا لا يعني بالضرورة أن كل من يواجه صعوبات حسية أو إدراكية هو عبقري في طور التكوين، لكن الفكرة الجوهرية هي أن التنوع العقلي ليس عيبًا بل مصدر إمكانيات متنوعة إذا أُحسن توجيهها ودعمها.

ان الخلل لا يكمن في الأشخاص المختلفين بل في طريقة تعامل المجتمع معهم. حين يكون النظام التعليمي أو المهني غير مرن، ولا يفسح المجال للتنوع،لا على معايير ضيقة من الذكاء التقليدي أو النجاح الظاهري. لذلك من المؤسف أن بعض المجتمعات ما زالت تهمش وتستهزئ بهم عوضًا عن احتوائهم.

من جهة أخرى، تعميم اللوم على الأغنياء أو ما يُسمى بـ"المترفين" باعتبارهم السبب وراء معاناة الآخرين فيه تبسيط مخل وغير عادل. ليس كل من يمتلك مالًا أو مكانة اجتماعية بالضرورة أنانيًّا أو غير مكترث بالضعفاء. توجد نماذج كثيرة لأشخاص أثرياء وأصحاب نفوذ قدموا مبادرات خيرية، ووقفوا إلى جانب المحتاجين بطرق ملموسة. وفي رايي المسألة ليست في الغنى أو الفقر، بل في القيم التي يحملها الإنسان، ومدى التزامه الأخلاقي تجاه غيره.

الوعي الجمعي الذي يعيد النظر في كيفية فهمنا للاختلاف هو المطلب اليوم، وكيفية احتواء الأفراد لا إقصائهم و توفر البيئة المناسبة لاكتشاف هذه القدرات وتطويرها. الحلول لا تأتي من التنديد وحده، بل من النقد الواعي، والعمل المنظم، والنظر للناس بإنصاف بغض النظر عن مكانتهم أو طبقتهم. بهذه الطريقة، فقط، نكون أقرب إلى مجتمع عادل ومتزن يحترم كل أفراده في رايي.

فكيف نغير الخطاب الاجتماعي الذي يسخر من المختلف في رأيك؟

دمت بود.

0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 01:26 - 2025/06/03
إقتباس لمشاركة:  @loffi 19:21 - 2025/06/02  

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته طرحك يحمل نقط تستحق النقاش ..) صحيح أتفق معك ما ان ما ينتشر على الألسن في الحياة اليومية كثيرًا ما تنطوي على إساءة غير مقصودة أحيانًا، لكنها تكشف خللًا عميقًا في نظرتنا إلى الاختلاف. حين يُطلق وصف "السفهاء" على من يعانون من اختلافات إدراكية أو ذهنية، فإننا لا نُخطئ فقط في حقهم، بل نختصرهم في جانب واحد و نتجاهل ما يمكن أن يقدمونه من طاقات فكرية أو إبداعية. بعض الأشخاص الذين يتم وصفهم على هذا النحو قد يتمتعون بقدرات متميزة في مجالات لا يبرع فيها معظم الناس ، هذا لا يعني بالضرورة أن كل من يواجه صعوبات حسية أو إدراكية هو عبقري في طور التكوين، لكن الفكرة الجوهرية هي أن التنوع العقلي ليس عيبًا بل مصدر إمكانيات متنوعة إذا أُحسن توجيهها ودعمها. ان الخلل لا يكمن في الأشخاص المختلفين بل في طريقة تعامل المجتمع معهم. حين يكون النظام التعليمي أو المهني غير مرن، ولا يفسح المجال للتنوع،لا على معايير ضيقة من الذكاء التقليدي أو النجاح الظاهري. لذلك من المؤسف أن بعض المجتمعات ما زالت تهمش وتستهزئ بهم عوضًا عن احتوائهم. من جهة أخرى، تعميم اللوم على الأغنياء أو ما يُسمى بـ"المترفين" باعتبارهم السبب وراء معاناة الآخرين فيه تبسيط مخل وغير عادل. ليس كل من يمتلك مالًا أو مكانة اجتماعية بالضرورة أنانيًّا أو غير مكترث بالضعفاء. توجد نماذج كثيرة لأشخاص أثرياء وأصحاب نفوذ قدموا مبادرات خيرية، ووقفوا إلى جانب المحتاجين بطرق ملموسة. وفي رايي المسألة ليست في الغنى أو الفقر، بل في القيم التي يحملها الإنسان، ومدى التزامه الأخلاقي تجاه غيره. الوعي الجمعي الذي يعيد النظر في كيفية فهمنا للاختلاف هو المطلب اليوم، وكيفية احتواء الأفراد لا إقصائهم و توفر البيئة المناسبة لاكتشاف هذه القدرات وتطويرها. الحلول لا تأتي من التنديد وحده، بل من النقد الواعي، والعمل المنظم، والنظر للناس بإنصاف بغض النظر عن مكانتهم أو طبقتهم. بهذه الطريقة، فقط، نكون أقرب إلى مجتمع عادل ومتزن يحترم كل أفراده في رايي.

فكيف نغير الخطاب الاجتماعي الذي يسخر من المختلف في رأيك ؟ دمت بود.

 أعتقد أنه يجب على كل من يحمل نفسا عزيزة أن يهاجر و يخرج من القوم الظالمين كما خرج أنبياء و صالحون من قبل اضطهدوا و رفضتهم أقوامهم لكونهم مجددين فهذا العالم يعيش فيه المحافظون التقليديون و لا يزال ظالما بحق المجددين .. فكل من يحمل فكرا جديدا يدان و يرفض دون فهم و لا نقاش و لا شيء .. و أيضا التقليدي الرجعي يظن أنه لا يمكن إنتاج منظومات و أفكار أفضل مما سبق إنتاجه فيقع في مطب مقاومة الجديد فقط لأنه جديد و لا لشيء آخر .. يفترض بأن كل عصر زمني تحصل فيه تطورات و تغيرات معينة ينبغي مراعاتها .. فليس ما صلح مع الجد يصلح للأب و يعني أنه يصلح للإبن .. هناك دوما تطور في الذهن و الوعي و تغيرات تحصل و استنتاجات جديدة تطرح .. و النمو و التطور و التحسن للأفضل هو سنة و قانون من قوانين الخالق في الكون .. و التدهور و الإنجدار مجددا يعتمد على مدى وعي و استيعاب البشر لأسباب التهاوي و الإنجدار و على قدرتهم على تجنب هذه الأسباب و السعي للحفاظ على حالة السلام و الإزدهار و التوازن .. أما السخرية و الإستهزاء هي مؤشر من مؤشرات بداية نزول الأخلاق و تدهور الأمة ..

0📊0👍0👏0👌0💭
المناقش الجاد
  • المشاركات: 1338
    نقاط التميز: 1154
كاتب مميز
مناقش جاد
كاتب مبدع في المنتدى
رائد مقهى النقاش الجاد
نجم في سماء الجاد
المناقش الجاد
كاتب مميز
مناقش جاد
كاتب مبدع في المنتدى
رائد مقهى النقاش الجاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 1338
نقاط التميز: 1154
معدل المشاركات يوميا: 1.2
الأيام منذ الإنضمام: 1143
  • 16:30 - 2025/06/03

السلام عليكم ورحة الله وبركاته
تحية طيبة أخي فتحي وبعد،

إقتباس لمشاركة: @العقل الحدسي 16:23 - 2025/06/02

هل توافقونني الرأي في أن السفهاء يستحقون دعما لوجيستيا ابتدائيا أو لا ؟

سؤالك وجيه أخي الكريم .. والجواب في اعتقادي هو نعم بكل وضوح .. لأنهم في آخر المطاف مواطنون في سفينة المجتمع، وسلامة السفينة مرهونة بعدم ترك أحد يغرق في طرفها. ثم إنّ دعمهم ليس منحة أو تفضلا من الآخرين، بل هو حق أصيل تفرضه العدالة والرحمة والمسؤولية المشتركة، وهو أيضا استثمار في ثروة بشرية غالبا ما نكتشف قيمتها متأخرين .. فكم من ‘سفيه’ في نظر العامة، هو في الحقيقة نابغة سابق لعصره أو صاحب قلب مفعم بالتعاطف أو صاحب عقل يشتعل بالأفكار قبل أن يجد لها قالبا يحضنها.
ومؤسف جدا أن يُطلَق وصف ‘السفهاء’ بنبرة سخرية على من يختلفون في الإدراك أو التعبير أو الشعور .. مع أن كثيرا منهم قد يمتلكون طاقات خارقة في مجالات متعددة كالفن والتعليم وغيرهما.

دمت منصفا أخي الكريم .. ودام قلمك نبراسا لمن لا صوت لهم.

0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 19:35 - 2025/06/03
إقتباس لمشاركة:  @المناقش الجاد 16:30 - 2025/06/03  

السلام عليكم ورحة الله وبركاته .. تحية طيبة أخي فتحي وبعد،

إقتباس لمشاركة: @العقل الحدسي 16:23 - 2025/06/02

هل توافقونني الرأي في أن السفهاء يستحقون دعما لوجيستيا ابتدائيا أو لا ؟

سؤالك وجيه أخي الكريم .. والجواب في اعتقادي هو نعم بكل وضوح .. لأنهم في آخر المطاف مواطنون في سفينة المجتمع، وسلامة السفينة مرهونة بعدم ترك أحد يغرق في طرفها. ثم إنّ دعمهم ليس منحة أو تفضلا من الآخرين، بل هو حق أصيل تفرضه العدالة والرحمة والمسؤولية المشتركة، وهو أيضا استثمار في ثروة بشرية غالبا ما نكتشف قيمتها متأخرين .. فكم من ‘سفيه’ في نظر العامة، هو في الحقيقة نابغة سابق لعصره أو صاحب قلب مفعم بالتعاطف أو صاحب عقل يشتعل بالأفكار قبل أن يجد لها قالبا يحضنها .. ومؤسف جدا أن يُطلَق وصف ‘السفهاء’ بنبرة سخرية على من يختلفون في الإدراك أو التعبير أو الشعور .. مع أن كثيرا منهم قد يمتلكون طاقات خارقة في مجالات متعددة كالفن والتعليم وغيرهما .. دمت منصفا أخي الكريم .. ودام قلمك نبراسا لمن لا صوت لهم.

ماذا إن كان الناس الآخرون يرون بعكس ما تقوله أخي الكريم ؟ ما الذي يجعل الأوصياء يهتمون بمصالح السفهاء طالما يرون أنهم مجرد طفيليات لا تقدم أي إضافة نوعية في الحياة بل يرون أنهم ينهشون من الحياة دون إعطاء شيء يستشعره الناس و يرون فائدة فيه ؟ من هذا الذي سيتطوع لإعطاء جزء من ماله و جهده في سبيل الله من دون أن ينتظر مقابلا لحظيا أو من دون أن ينتظر مقابلا أصلا ؟ من تراه سيفهم بأن السفيه المعطى له منعدم و فارغ تماما و لا يملك سوى استحقاقه بأن يعطى له من دون فرض أي شروط أو قيود عليه في ضرورة الإرجاع أو حتى في طريقة الإرجاع ؟ من سيفهم هذه المعادلة دون أن يمارس تمنن أو ابتزاز ؟ من سيفهم بأن الفقير أمانة الخالق مرسلة إلى الغني و سيسأل عنه ؟

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3455
    نقاط التميز: 5819
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 3455
نقاط التميز: 5819
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1807
  • 02:34 - 2025/06/06
أخي العزيز فتحي ببساطة شديدة من يطلق على هؤلاء لقب السفهاء هو السفيه الحقيقي و يجب أن يعاقب قانونيا على إساءته لهم عقوبات شديدة و رادعة على قلة أدبه و انعدام إنسانيته و احترامه و حسه الأخلاقي بهذا الشكل

بالنسبة لكلامك عن رجال الدين لو كان هؤلاء مسلمين فعامة المشايخ يقومون بدور توعوي هام لحث المجتمع على الصدقة و مساعدة الفقراء و المساكين و في النهاية الشيخ قدراته محدودة و لا يستطيع حل مشاكل الفقر و البشرية لوحده دوره ينتهي عند الوعظ فقط أما الاستجابة فهي كلها عند المتلقي و ليس ذنب الشيخ إن كان المتلقي لا يستجيب له،و أكيد هناك مشايخ من وعاظ السلاطين يهتمون فقط بتلقي الرشاوى من السلطة الحاكمة لتثبيت دعائم حكمها و تبرير نهبها للمال العام و لا يبالون بفقراء و لا غيرهم فهؤلاء باعوا الدين بالدنيا

بالنسبة للشخص الغني الذي ماله حلال من حقه صرف ماله بالطريقة التي تعجبه طالما أنه دفع الزكاة و الصدقات،ليس من حقنا أن نقول له لا تشتريسيارة فخمة أو شقة فاخرة و يجب عليك أن تشتري بثمن ذلك ملابس للفقراء فهذا أمر غير واقعي لأن كل إنسان لديه حظ النفس من هذه الأمور و لديه الحق أن يشبعها من ماله الذي امتلكه و لا يحق لأحد أن يفرض شيئا عليه،و لو فكرنا بهذا المنطق لتعطلت الحياة فحتى الشخص المتوسط سنحرمه من شراء الكولا و الحلويات و اللحوم و الشوكولاطه بحجة أن شراء طعام يسد جوع الفقراء أهم من شراء طعام لن يموت لو لم يأكله وهذه مثالية زائدة عن الحد،طبعا هناك أناس وصلوا لمراحل إنسانية أو إيمانية عالية من الزهد تجعلهم يتخلون عن إشباع حظوظ أنفسهم لكن عامة البشر لا يصلون لهذا المستوى الرفيع و العالي من الرقي الإنساني من التخلي عن حظوظ أنفسهم من أجل الآخرين و من غير العملي فرض ذلك عليهم

طبعا أي إنسان من حقه أن يتلقى دعم يمكنه من عيش حياة كريمة سواء كان موهوب يفيد المجتمع بموهبته أو كان شخص عادي

شكرا لك أخي فتحي على موضوعك الرائع و تحياتي لك
0📊0👍0👏0👌0💭
نورالدين سات

  • المشاركات: 32097
    نقاط التميز: 14223
مناقش جاد
كاتب مميز
نورالدين سات

مناقش جاد
كاتب مميز
المشاركات: 32097
نقاط التميز: 14223
معدل المشاركات يوميا: 6
الأيام منذ الإنضمام: 5380
  • 03:22 - 2025/06/06
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع مميز اخي الفاضل 
اريد أن أشير إلى بعض النقاط
هناك عدة أسباب قد تجعل الناس ينعتون الآخرين بالسفهاء، منها:
الجهل أو عدم الفهم قد يكون السبب هو عدم فهم أو معرفة بالشخص أو الموقف.
التعصب أو التحيز قد يكون هناك تحيزات أو تعصب تجاه فئة معينة من الناس.
الضغوط الاجتماعية قد يكون الضغط الاجتماعي أو التوقعات المجتمعية تلعب دورًا في كيفية تصرف الناس أو وصفهم للآخرين.
الصراعات الشخصية قد تكون هناك صراعات شخصية أو مشاكل بين الأفراد تؤدي إلى مثل هذه الأوصاف.
الغضب أو الانفعال قد يكون الناس يتصرفون بناءً على مشاعر الغضب أو الانفعال دون تفكير كافٍ.
التنافس أو الحسد قد يكون هناك تنافس أو حسد بين الأفراد أو الجماعات يؤدي إلى مثل هذه الأوصاف.
الافتقار إلى التعاطف قد يكون هناك نقص في التعاطف أو التفهم لوجهات نظر الآخرين.
التاريخ الشخصي قد يكون للتجارب الشخصية السابقة أو التاريخ العائلي تأثير على كيفية تعامل الناس مع الآخرين.
لذا يجب علينا ندرك أن هذه الأسباب يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض وتؤدي إلى نتائج سلبية 
ومن المهم ايضا أن نفهم أن وصف الناس بالسفهاء يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على العلاقات والمجتمع.
0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 01:56 - 2025/06/07
إقتباس لمشاركة:  @زمان بيكينباور 02:34 - 2025/06/06  

أخي العزيز فتحي ببساطة شديدة من يطلق على هؤلاء لقب السفهاء هو السفيه الحقيقي و يجب أن يعاقب قانونيا على إساءته لهم عقوبات شديدة و رادعة على قلة أدبه و انعدام إنسانيته و احترامه و حسه الأخلاقي بهذا الشكل

 

رغم كونه تصرف غير أخلاقي إلا أنني أدعم التوعية و الوقاية المسبقة و أنا ضد العقاب

فربما يكونون جهلاء و يستحقون فرصة لكي يكتسبوا الوعي و يمتنعوا عن إطلاق تلك النعوت المشينة


بالنسبة لكلامك عن رجال الدين لو كان هؤلاء مسلمين فعامة المشايخ يقومون بدور توعوي هام لحث المجتمع على الصدقة و مساعدة الفقراء و المساكين و في النهاية الشيخ قدراته محدودة و لا يستطيع حل مشاكل الفقر و البشرية لوحده دوره ينتهي عند الوعظ فقط أما الاستجابة فهي كلها عند المتلقي و ليس ذنب الشيخ إن كان المتلقي لا يستجيب له،و أكيد هناك مشايخ من وعاظ السلاطين يهتمون فقط بتلقي الرشاوى من السلطة الحاكمة لتثبيت دعائم حكمها و تبرير نهبها للمال العام و لا يبالون بفقراء و لا غيرهم فهؤلاء باعوا الدين بالدنيا

 

كل الذين علمونا الأخلاق و طبقناها فعليا و أعطونا نصائح إيجابية هؤلاء يستحقون الجنة و الرحمة .. كل الذين علموا بجهلنا و ظروفنا و تقصيرنا و ساعدونا و أنقذونا و عالجونا و أعطوا لنا حاجتنا هؤلاء يستحقون منا عطاءا مضاعفا يتعدى كلمات الشكر .. أما الذين شاهدونا و نجن نخطئ و ننحرف و نضيع و نغرق في الظلام و بدل أن يصححوا لنا و يصوبونا وجدوا في مصيبتنا فرصة للتندر و السخرية و الإستهزاء رغم قدرتهم على إنقاذنا فهؤلاء من نبت الشياطين و بذور الخبثاء و أتمنى أن أكون مخطئا في وصفهم و نعتهم لأنني أتمنى لهم الصلاح و أن يكون جميع الناس طيبون أنقياء أصفياء لا يصدر منهم شر و أذى .. لأننا تعبنا من الشرور و الآثام و المساوئ و يحتاج البشر إلى تعلم محاسن الأخلاق و التعاون على بناء حضارة يكون الشر فيها شبه منعدم .. و تكون حضارة متطورة ينعم فيها الناس بالأمن و الأمان و الذكاء و الإستمتاع بالحياة بعفوية الأطفال دون خوف و لا قلق من أي شيء و لا من أي بشر ..


بالنسبة للشخص الغني الذي ماله حلال من حقه صرف ماله بالطريقة التي تعجبه طالما أنه دفع الزكاة و الصدقات ليس من حقنا أن نقول له لا تشتري سيارة فخمة أو شقة فاخرة و يجب عليك أن تشتري بثمن ذلك ملابس للفقراء فهذا أمر غير واقعي لأن كل إنسان لديه حظ النفس من هذه الأمور و لديه الحق أن يشبعها من ماله الذي امتلكه و لا يحق لأحد أن يفرض شيئا عليه

 

طالما أن ماله حلال كما تفضلت و قد فتح الله عليه بمال وفير و طالما أنه يدفع نصابه من الزكاة و الصدقات و مع ذلك لا يزال ماله يكفي لشراء سيارة فاخرة و ينفقه على الكماليات و ما شابه ذلك من الأمور غير الأساسية .. فلا يحق لنا أن نتدخل في إجباره على إنفاق ماله على الفقراء و المرضى الذين لا يزالون يحتاجون علاجا و دعما و إنقاذا .. و لكن مع ذلك فإنه من باب أولى و إنساني هو السعي إلى إنقاذ الأرواح من المرض و الجوع و التشرد .. إذا كان يشاهد مناظر الأطفال الجوعى اليتامى و المشردين و ضحايا الحرب و لم يزعزعه ذلك و لم يحركه نداء الروح و التعاطف مع هؤلاء الضحايا .. فهذا الشيء يفتح علامة تعجب .. لأن أي إنسان طبيعي و سليم نفسيا و فتح الله عليه بفائض من المال فإنه سيتصدق به كله في سبيل إنقاذ الأطفال و الأرواح و إيقاف الحروب و إطعام الجوعى و إيواء المحتاجين .. لأن أرواح الناس و الأطفال أهم من الكماليات و أهم من المتاع الدنيوي .. فأي إنسان طبيعي يشاهد الأموال تصرف على اللهو و الألعاب و المجون و على ما ليس أساسيا في الوقت الذي يعاني فيه ناس آخرون من الفقر و الجوع و التشرد .. فإن هذا الإنسان سيشكك و يطعن مباشرة في أخلاق أولئك المترفين و سيطعن في دينهم و في كل ما يرددونه من مواعظ و من مبادئ أخلاقية تزعم أنها تحمي الفقراء و لكن ليس لها تطبيق حقيقي على الواقع أو ربما هو تطبيق نادر حيث تجد بعض المحسنين فقط يبادرون .. لذلك لا ينبغي لوم الفقراء المعدمين على تشكيكهم في أخلاقيات أي شعب مترف يعتنق منظومة دينية تزعم بأنها ستعتني بالفقراء .. الأخلاق ليست باللسان أو على الورق فقط بل تطبيق و تجسيد فعلي .. و لو كان هناك صنف يحق له أن يتكلم باللسان و الورق فقط هم الفقراء لأنهم لا يمتلكون أي شيء لكي يقدموه .. فقراء لدرجة لا يمكن تصورها إلا لمن يعلم بحالهم تمام العلم لدرجة أنهم ارهقوا و تعبوا في الحياة و لم يعودون يستطيعون فعل أي شيء و بعضهم يموتون مرهقين نفسيا متعبين متحسرين على خذلان الحياة لهم ناقمين على كل شيء و سلبيتهم و كراهيتهم لم تصدر عن عبث بل لأنهم وصلوا لأعلى مراحل الألم النفسي ..

  

و لو فكرنا بهذا المنطق لتعطلت الحياة فحتى الشخص المتوسط سنحرمه من شراء الكولا و الحلويات و اللحوم و الشوكولاطه بحجة أن شراء طعام يسد جوع الفقراء أهم من شراء طعام لن يموت لو لم يأكله وهذه مثالية زائدة عن الحد،طبعا هناك أناس وصلوا لمراحل إنسانية أو إيمانية عالية من الزهد تجعلهم يتخلون عن إشباع حظوظ أنفسهم لكن عامة البشر لا يصلون لهذا المستوى الرفيع و العالي من الرقي الإنساني من التخلي عن حظوظ أنفسهم من أجل الآخرين و من غير العملي فرض ذلك عليهم

 

 كما سبق و أن أخبرتك هم أحرار في كل ذلك و لكن حرمان أنفسهم من الكماليات لصالح أساسيات الفقراء يجعلهم يرتقون وفق مقياس الضمير الأخلاقي الإنساني .. و إن لم يفعلوا فإنهم سيبقون في تصنيف منخفض و لن يكونوا أفضل أخلاقيا من أثرياء آخرين عرفوا الأولويات و عرفوا أين يصرفون أموالهم و ذكرني هذا بحديث نبوي هذا مقتبسه :

كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ علَيْهم يتَنافَسون في الخيراتِ ويتَسابَقون في الطَّاعاتِ. وفي هذا الحديثِ: يَقولُ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنه: "أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يومًا أن نتَصدَّقَ"، أي: نُنفِقَ في سَبيلِ اللهِ، "فوافَقَ ذلك مالًا عِنْدي"، أي: صادَف كلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وُجودَ مالٍ عِندي يُمكِنُ أن أتصَدَّقَ به، "فقلتُ: اليومَ أَسبِقُ أبا بكرٍ إن سبَقتُه يومًا"، أي: إن كان هُناك يومٌ يُمكِنُ أن أَسبِقَ فيه أبا بكرٍ رَضِي اللهُ عَنه فهو هذا اليومُ، "فجِئتُ بنِصْفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما أبقَيتَ لأهلِك؟ قلتُ: مِثلَه"، أي: أبقيتُ لهم نِصفَ المالِ، "قال: وأتَى أبو بكرٍ رَضِي اللهُ عَنه بكُلِّ ما عِندَه"، أي: مِن مالٍ وغيرِه، "فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما أبقَيتَ لأَهلِك؟ قال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه"، أي: وَكَلتُهم إلى اللهِ يَحفَظُهم، ورسولِه يَرْعاهم، وقيل: أبقَيتُ لهم أن يَرْضى اللهُ ورسولُه عَنْهم، "قلتُ"، أي: في نَفْسي: "لا أُسابِقُك إلى شيءٍ أبَدًا"، أي: مِن الفضائلِ والخيرِ؛ إذ لم أَقدِرْ أن أُسابِقَك وأنا أملِكُ وأقدِرُ، فكيف لي أن أُسابِقَك فيما أنا فيه أقلُّ مِنك. وفي الحديثِ: فضلٌ ومنقبةٌ لأبي بكرٍ ولِعُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما.

 

طبعا أي إنسان من حقه أن يتلقى دعم يمكنه من عيش حياة كريمة سواء كان موهوب يفيد المجتمع بموهبته أو كان شخص عادي شكرا لك أخي فتحي على موضوعك الرائع و تحياتي لك


العفو أخي الكريم العزيز  و شكرا لك على الرد و النقاش المثمر 👍🙏

0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
  • 02:10 - 2025/06/07
إقتباس لمشاركة:  @نورالدين سات 03:22 - 2025/06/06  
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع مميز اخي الفاضل 
اريد أن أشير إلى بعض النقاط
هناك عدة أسباب قد تجعل الناس ينعتون الآخرين بالسفهاء، منها:
الجهل أو عدم الفهم قد يكون السبب هو عدم فهم أو معرفة بالشخص أو الموقف.
التعصب أو التحيز قد يكون هناك تحيزات أو تعصب تجاه فئة معينة من الناس.
الضغوط الاجتماعية قد يكون الضغط الاجتماعي أو التوقعات المجتمعية تلعب دورًا في كيفية تصرف الناس أو وصفهم للآخرين.
الصراعات الشخصية قد تكون هناك صراعات شخصية أو مشاكل بين الأفراد تؤدي إلى مثل هذه الأوصاف.
الغضب أو الانفعال قد يكون الناس يتصرفون بناءً على مشاعر الغضب أو الانفعال دون تفكير كافٍ.
التنافس أو الحسد قد يكون هناك تنافس أو حسد بين الأفراد أو الجماعات يؤدي إلى مثل هذه الأوصاف.
الافتقار إلى التعاطف قد يكون هناك نقص في التعاطف أو التفهم لوجهات نظر الآخرين.
التاريخ الشخصي قد يكون للتجارب الشخصية السابقة أو التاريخ العائلي تأثير على كيفية تعامل الناس مع الآخرين.
لذا يجب علينا ندرك أن هذه الأسباب يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض وتؤدي إلى نتائج سلبية 
ومن المهم ايضا أن نفهم أن وصف الناس بالسفهاء يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على العلاقات والمجتمع.


كلها أسباب محتملة و ينبغي على كل إنسان أن يعالجها في نفسه و في أسرته و هذ الثقافة الساخرة معدية تنتقل إلى الإبن من عائلته أو من معلميه و من الكبار عامة و ضروري أن تتوقف عند جيل معين فلا تستمر في الإنتشار .. و مجتمعاتنا للأسف لا تفلتر و تتبع و تقلّد تقليدا أعمى .. و القليلون هم الذين يتوقف عندهم التنمر و يبادلونه بكلام محترم يعكس الجوهر الطيب لأولئك الناس ..

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3455
    نقاط التميز: 5819
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 3455
نقاط التميز: 5819
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1807
  • 10:35 - 2025/06/10





 

طالما أن ماله حلال كما تفضلت و قد فتح الله عليه بمال وفير و طالما أنه يدفع نصابه من الزكاة و الصدقات و مع ذلك لا يزال ماله يكفي لشراء سيارة فاخرة و ينفقه على الكماليات و ما شابه ذلك من الأمور غير الأساسية .. فلا يحق لنا أن نتدخل في إجباره على إنفاق ماله على الفقراء و المرضى الذين لا يزالون يحتاجون علاجا و دعما و إنقاذا .. و لكن مع ذلك فإنه من باب أولى و إنساني هو السعي إلى إنقاذ الأرواح من المرض و الجوع و التشرد .. إذا كان يشاهد مناظر الأطفال الجوعى اليتامى و المشردين و ضحايا الحرب و لم يزعزعه ذلك و لم يحركه نداء الروح و التعاطف مع هؤلاء الضحايا .. فهذا الشيء يفتح علامة تعجب .. لأن أي إنسان طبيعي و سليم نفسيا و فتح الله عليه بفائض من المال فإنه سيتصدق به كله في سبيل إنقاذ الأطفال و الأرواح و إيقاف الحروب و إطعام الجوعى و إيواء المحتاجين .. لأن أرواح الناس و الأطفال أهم من الكماليات و أهم من المتاع الدنيوي .. فأي إنسان طبيعي يشاهد الأموال تصرف على اللهو و الألعاب و المجون و على ما ليس أساسيا في الوقت الذي يعاني فيه ناس آخرون من الفقر و الجوع و التشرد .. فإن هذا الإنسان سيشكك و يطعن مباشرة في أخلاق أولئك المترفين و سيطعن في دينهم و في كل ما يرددونه من مواعظ و من مبادئ أخلاقية تزعم أنها تحمي الفقراء و لكن ليس لها تطبيق حقيقي على الواقع أو ربما هو تطبيق نادر حيث تجد بعض المحسنين فقط يبادرون .. لذلك لا ينبغي لوم الفقراء المعدمين على تشكيكهم في أخلاقيات أي شعب مترف يعتنق منظومة دينية تزعم بأنها ستعتني بالفقراء .. الأخلاق ليست باللسان أو على الورق فقط بل تطبيق و تجسيد فعلي .. و لو كان هناك صنف يحق له أن يتكلم باللسان و الورق فقط هم الفقراء لأنهم لا يمتلكون أي شيء لكي يقدموه .. فقراء لدرجة لا يمكن تصورها إلا لمن يعلم بحالهم تمام العلم لدرجة أنهم ارهقوا و تعبوا في الحياة و لم يعودون يستطيعون فعل أي شيء و بعضهم يموتون مرهقين نفسيا متعبين متحسرين على خذلان الحياة لهم ناقمين على كل شيء و سلبيتهم و كراهيتهم لم تصدر عن عبث بل لأنهم وصلوا لأعلى مراحل الألم النفسي ..

 

 

أخي العزيز فتحي الدين يحلل الظاهرة الإنسانية بنظرة متوازنة و واقعية فقد قال الله تعالى (و أحضرت الأنفس الشح) فهذه هي طبيعة النفس البشرية هي نفس ناقصة و طماعة و بخيلة ترغب في الاستئثار و منع الخير عن الآخرين و الاحتفاظ بالخير لها،الحساب في الآخرة لن يكون على المثالية في السلوك بل على الذي افترضه الله تعالى و هذا حكم الله تعالى نفسه هو الذي يحكم بما يشاء،و كون الله تعالى يحاسب العبد على الزكاة هذا لا يناقض أن الدين يأمر بالصدقات و يحث عليها و لا يعني أن الدين حبر على ورق لأنه بالفعل أغلب الأثرياء يقومون بالتبرع فالدين يطبق في الحقيقة هذا أمر،الأمر الآخر ليس عقلاني و لا منطقي و لا واقعي أن أحمل مسؤولية الفقراء و المرضى و المشردين للأغنياء و الشيوخ الذين ليس لهم أي دخل و لا علاقة و لم يتسببوا بكل هذه المشاكل ثم ألومهم و أقرعهم لماذا لم تفعلوا كذا و لم تفعلوا كذا،المشكلة كلها بالسياسيين اللصوص و الفاسدين الذين ينهبون ثروات الشعوب و هم سبب وجود المشردين و الفقراء و المرضى و لولا سرقاتهم لتوافرت المشافي و الأموال التي تحل كل هذه المشاكل و هم الذين يتحملون المسؤولية أمام الشعب و أمام الله، مو معقول أروح عند الشيخ و لا الغني الذي درس و اشتغل و تعب بشرف و جهد و عرق و خدم المجتمع ثم أسبه و ألعنه و أصب جام غضبي عليه لأنه أراد الاستمتاع بثروته التي هي شقاه و عرقه و أقول له ليش ما تعطي ثروتك للفقراء و الجوعى و أترك السياسيين الحرامية على الكراسي الذين هم سبب كل هذه المعاناة،و الأمر الآخر بخصوص طعن الفقراء بالدين كون الأغنياء ينفقون على ما هو ليس أساسي،أيضا لو جاء الدين و أجبر الأغنياء على التصدق بفائض أموالهم الغني سيقول لك بلا شغل بلا تعب بلا بطيخ سكر البزنس و خليني أترك مهنتي و أشتغل مهن بسيطة و هذا يؤدي إلى تعطل الحياة و تدهور العلم و العمل الذي يقوم على المنافسة ففي روسيا الشيوعية كان الأطباء يعملون جراسين و كاشيرات لأن العمل ضغطه أقل و لا مسؤولية فيه و الراتب نفسه تماما، أيضا على نفس منطق ذلك الفقير فالغني سيطعن في الدين و يقول إيش دين الحرامية هذا أنا أتعب و أعرق و أغامر و الدين يسرق مالي و يعطيه لغيري ممن لم يتعب و يغامر مثلي الله يلعن هكذا دين دين الحرامية و اللصوص و قطاع الطرق،و هذا بالضبط ما حصل مع الشيوعية و أدى إلى أن الناس كفرت بها و تهرب من الدول التي تسيطر عليها،و حتى الدول التي تأخذ ضرائب باهظة الناس تهرب منها للدول التي تأخذ ضرائب أقل أو ضرائب صفرية لتعمل و تستثمر فيها مما يؤدي إلى تسرب الأسرار العلمية للدول الأخرى و خسارة العقول و التراجع علميا و اقتصاديا و هذا بحد ذاته موضوع كامل و طويل عريض ليس الآن موضع إيراد أمثلة عليه،فالدين يوازن بحكمة بين جميع النفوس البشرية و يعطي للفقير و الغني حقهما بالعدل و الحكمة بأفضل نظام و نتيجة ممكنة بشكل إعجازي مبهر و لا يوصف لو انحاز الدين لأحد الطرفين على الآخر و استعمل الإكراه و الإجبار لتعطلت الحياة،ولاتنسى أن الغني خصوصا من النوع البخيل الضعيف الإيمان قد يكفر و يعترض على الزكاة و يقول لك لماذا يأخذ الدين مني اثنين و نصف في المئة لشخص لا أعرفه و ليس لي علاقة به و لا يفيدني بشيء وليس لدي أي مسؤولية عنه ما هذا الظلم و سيعتبر النسبة ضخمة و المبلغ كبير و لو كانت ثروته مئة مليون سيعتبر مليونين و نص مبلغ ضخمةو كبير و هو فعلا كذلك ،فالدين عامل واجبه بزيادة بخصوص فرض الزكاة فبعض الأغنياء لو الأمر و القرار يرجع لهم لرأيتهم أنفقوا أقل من هذه النسبة،فنسبة الاثنين و نصف في المئة نسبة إعجازية تجعل الغني يسلم لها برضا حتى لو كان بخيل طالما أنها صادرة بأمر إلهي أما باقي ماله فالله تعالى يرغبه بالثوب العظيم في الجنة و ابحث في أحاديث ثواب الصدقة تثير اللعاب و تجعل الغني حتى لو كان بخيل و فيه وازع ديني يتصدق للحصول على الثواب العظيم في الآخرة نظام الدين في هذا الأمر شيء مبهر و إعجازي ليس له مثيل في أي نظام أرضي

 


  


 

 كما سبق و أن أخبرتك هم أحرار في كل ذلك و لكن حرمان أنفسهم من الكماليات لصالح أساسيات الفقراء يجعلهم يرتقون وفق مقياس الضمير الأخلاقي الإنساني .. و إن لم يفعلوا فإنهم سيبقون في تصنيف منخفض و لن يكونوا أفضل أخلاقيا من أثرياء آخرين عرفوا الأولويات و عرفوا أين يصرفون أموالهم و ذكرني هذا بحديث نبوي هذا مقتبسه :

كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ علَيْهم يتَنافَسون في الخيراتِ ويتَسابَقون في الطَّاعاتِ. وفي هذا الحديثِ: يَقولُ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنه: "أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يومًا أن نتَصدَّقَ"، أي: نُنفِقَ في سَبيلِ اللهِ، "فوافَقَ ذلك مالًا عِنْدي"، أي: صادَف كلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وُجودَ مالٍ عِندي يُمكِنُ أن أتصَدَّقَ به، "فقلتُ: اليومَ أَسبِقُ أبا بكرٍ إن سبَقتُه يومًا"، أي: إن كان هُناك يومٌ يُمكِنُ أن أَسبِقَ فيه أبا بكرٍ رَضِي اللهُ عَنه فهو هذا اليومُ، "فجِئتُ بنِصْفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما أبقَيتَ لأهلِك؟ قلتُ: مِثلَه"، أي: أبقيتُ لهم نِصفَ المالِ، "قال: وأتَى أبو بكرٍ رَضِي اللهُ عَنه بكُلِّ ما عِندَه"، أي: مِن مالٍ وغيرِه، "فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما أبقَيتَ لأَهلِك؟ قال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه"، أي: وَكَلتُهم إلى اللهِ يَحفَظُهم، ورسولِه يَرْعاهم، وقيل: أبقَيتُ لهم أن يَرْضى اللهُ ورسولُه عَنْهم، "قلتُ"، أي: في نَفْسي: "لا أُسابِقُك إلى شيءٍ أبَدًا"، أي: مِن الفضائلِ والخيرِ؛ إذ لم أَقدِرْ أن أُسابِقَك وأنا أملِكُ وأقدِرُ، فكيف لي أن أُسابِقَك فيما أنا فيه أقلُّ مِنك. وفي الحديثِ: فضلٌ ومنقبةٌ لأبي بكرٍ ولِعُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما.

 

كلامك صح مليون في المئة و أتفق معك تماما عليه،أكيد الأغنياء الذين يتبعون درب أبو بكر و عمر رضي الله عنهما في زهدهما و إيمانهما بلغوا مراحل إيمانية عالية لكنهم حالة نادرة لا يقاس عليها و لا يمكن إلزام جميع الناس بها فهؤلاء هم صفوة الصفوة و اتباع منهجهم شاق و مرهق على طبيعة النفس البشرية العادية التي يثقلها السير على هذا النهج و الشريعة تراعي هذا التفاوت فالأغنياء بشر لهم نفوس يثقل عليها تقييدها بما لا تطيقه و هذه حكمة الشريعة الإسلامية فالضغط يولد الانفجار و الترك فمن حكمة الدين أنه لم يجبر و يكره فلو أجبر و أكره لتعطلت الحياة لكنه رغب و حث و أثاب و هذه أفضل طريقة ممكنة تجعل الغني ينفق ثروته عن طيب نفس وقناعة 


العفو أخي الكريم العزيز  و شكرا لك على الرد و النقاش المثمر 👍🙏

تسلم حياك الله سعيد بحوارك هذا من لطفك و ذوقك

0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 03:33 - 2025/06/11
إقتباس لمشاركة:  @زمان بيكينباور 10:35 - 2025/06/10  



أخي العزيز فتحي الدين يحلل الظاهرة الإنسانية بنظرة متوازنة و واقعية فقد قال الله تعالى ( و أحضرت الأنفس الشح ) فهذه هي طبيعة النفس البشرية هي نفس ناقصة و طماعة و بخيلة ترغب في الاستئثار و منع الخير عن الآخرين و الاحتفاظ بالخير لها

 

فتحي : البخل سببه شعور بالقلة و بعدم الوفرة حيث يشعر الإنسان بأن ما يعطيه من ماله و رزقه خسارة له و لا يستشعر بأن العوض موجود و أن رزق الله يكفي الجميع .. فلو استشعر الوفرة و العوض حقا و يقينا فإنه سيعطي بلا شروط و هو موقن بأن العوض آت لا محالة لأنه يعلم جيدا بأنه يتاجر مع الله و ليس مع الناس .. و لو أننا وصلنا إلى استشعار هذا الأمر فإننا سنعطي بلا حساب و هناك فروقات بين البخل و الطمع و بين الحرص و الطموح .. فالبخل نابع من فقدان استشعار الوفرة و الطمع نابع من قلة شكر الموجود فهو إعتقاد مشوه يشعر صاحبه بأن الموجود غير كافي و لا يشكر ما عنده بل يركض خلف المفقود و يعيش كذلك طيلة حياته .. أما الحرص فهو شيء طبيعي و مطلوب لحفظ المال و الرزق و صرفه على نجو جيد دون تبذير و نابع من قرار واعي و مسؤول ناحية ضرورة حفظ المال من السرقة و الضياع و التبذير و ليس بخلا و إنما ذكاء إقتصادي .. أما الطموح فهو ليس طمع و لا هو شيء مدفوع بقلة شكر الموجود بل هو شعور بالإستحقاق و شعور بالتأهل للحصول على المزيد .. و هناك مثال جيد أظنه سيوضح الفرق بين الطمع و بين الطموح فالطمع يشبه الأكل الفائض عن حاجة المعدة كأن يأكل الشخص بعد أن يشبع لأنه يظن بأن امتلاء بطنه سيحميه من الجوع لاحقا أو ربما يشعر بأنها فرصة لن تعوض و بأن الأكل لن يتوفر مرة أخرى لذلك يأكل بدافع و بشعور خوف غير مبرر أو اعتقاد بأن المزيد ضروري له فهو لا يحترم شعور الشبع و الإمتلاء ولذلك الأكل الفائض يضره و لن يكون صحيا و مباركا .. أما الطموح يشبه الذي يأكل المزيد بعد شعور بالجوع فعلا فهو يشعر بأنه يحتاج إلى المزيد حتى يسد جوعه فهو جوع طبيعي و الرغبة في المزيد طبيعية نافعة ..

 

الحساب في الآخرة لن يكون على المثالية في السلوك بل على الذي افترضه الله تعالى و هذا حكم الله تعالى نفسه هو الذي يحكم بما يشاء و كون الله تعالى يحاسب العبد على الزكاة هذا لا يناقض أن الدين يأمر بالصدقات و يحث عليها و لا يعني أن الدين حبر على ورق لأنه بالفعل أغلب الأثرياء يقومون بالتبرع فالدين يطبق في الحقيقة هذا أمر،الأمر الآخر ليس عقلاني و لا منطقي و لا واقعي أن أحمل مسؤولية الفقراء و المرضى و المشردين للأغنياء و الشيوخ الذين ليس لهم أي دخل و لا علاقة و لم يتسببوا بكل هذه المشاكل ثم ألومهم و أقرعهم لماذا لم تفعلوا كذا و لم تفعلوا كذا

 

فتحي : دقق في الفهم أخي فأنا لم أقم بتحميل الأغنياء مسؤولية تشرد الفقراء و فقرهم طالما رزقهم من جهدهم الخالص و طالما يزكون حسب ما هو منصوص عليه في الشرع .. فالفقر له أسباب عديدة و ربما الفقراء أنفسهم هم السبب في إفقار أنفسهم و ذريتهم بسبب عدم أهليتهم للأسرة و الإنفاق عليها أو ربما ضحايا جهل و تجهيل أو لأنهم أغرقوا أنفسهم بالديون أو لأسباب أخرى كثيرة .. و لكن ما قصدته هو السعي إلى تفريج الكربة عن هؤلاء الفقراء طالما لدى الأغنياء إمكانية على ذلك و هو امتحان لهم حول ما إذا كانوا يبادرون إلى إنقاذ المبتلين أو لا يبادرون .. و المبادر أحسن من الذي لا يبادر .. و هذا لا يجعل غير المبادر موضع لوم و لا مقصر .. و إنما المبادر هو الذي يحوز شرف إنقاذ الفقراء من الفقر و تحسب له كإن,جاز مشرف و سيجازيه الله على ذلك .. أما الذي لم يبادر فهو سيبقى في وضع عادي طبيعي .. و مع ذلك هناك من يتساءلون عن سبب عدم مبادرته و غياب تضامنه رغم كونه سمع نداء الإستغاثة و هناك أيضا من يتهمونه بالخذلان و بالتقصير و ربما من دون أن يكونوا على فهم بأسبابه و أعذاره .. فالأمر متروك لله

 

المشكلة كلها بالسياسيين اللصوص و الفاسدين الذين ينهبون ثروات الشعوب و هم سبب وجود المشردين و الفقراء و المرضى و لولا سرقاتهم لتوافرت المشافي و الأموال التي تحل كل هذه المشاكل و هم الذين يتحملون المسؤولية أمام الشعب و أمام الله

 

فتحي : لماذا لا يوجد جهاز رقابة و إصلاح يشرف عليهم و يحاسبهم و يتتبع كل تحركاتهم ؟

 

مو معقول أروح عند الشيخ و لا الغني الذي درس و اشتغل و تعب بشرف و جهد و عرق و خدم المجتمع ثم أسبه و ألعنه و أصب جام غضبي عليه لأنه أراد الاستمتاع بثروته التي هي شقاه و عرقه و أقول له ليش ما تعطي ثروتك للفقراء و الجوعى و أترك السياسيين الحرامية على الكراسي الذين هم سبب كل هذه المعاناة و الأمر الآخر بخصوص طعن الفقراء بالدين كون الأغنياء ينفقون على ما هو ليس أساسي أيضا لو جاء الدين و أجبر الأغنياء على التصدق بفائض أموالهم الغني سيقول لك بلا شغل بلا تعب بلا بطيخ سكر البزنس و خليني أترك مهنتي و أشتغل مهن بسيطة و هذا يؤدي إلى تعطل الحياة و تدهور العلم و العمل الذي يقوم على المنافسة ففي روسيا الشيوعية كان الأطباء يعملون جراسين و كاشيرات لأن العمل ضغطه أقل و لا مسؤولية فيه و الراتب نفسه تماما أيضا على نفس منطق ذلك الفقير فالغني سيطعن في الدين و يقول إيش دين الحرامية هذا أنا أتعب و أعرق و أغامر و الدين يسرق مالي و يعطيه لغيري ممن لم يتعب و يغامر مثلي الله يلعن هكذا دين دين الحرامية و اللصوص و قطاع الطرق و هذا بالضبط ما حصل مع الشيوعية و أدى إلى أن الناس كفرت بها و تهرب من الدول التي تسيطر عليها و حتى الدول التي تأخذ ضرائب باهظة الناس تهرب منها للدول التي تأخذ ضرائب أقل أو ضرائب صفرية لتعمل و تستثمر فيها مما يؤدي إلى تسرب الأسرار العلمية للدول الأخرى و خسارة العقول و التراجع علميا و اقتصاديا و هذا بحد ذاته موضوع كامل و طويل عريض ليس الآن موضع إيراد أمثلة عليه فالدين يوازن بحكمة بين جميع النفوس البشرية و يعطي للفقير و الغني حقهما بالعدل و الحكمة بأفضل نظام و نتيجة ممكنة بشكل إعجازي مبهر و لا يوصف لو انجاز الدين لأحد الطرفين على الآخر و استعمل الإكراه و الإجبار لتعطلت الحياة و لا تنسى أن الغني خصوصا من النوع البخيل الضعيف الإيمان قد يكفر و يعترض على الزكاة و يقول لك لماذا يأخذ الدين مني اثنين و نصف في المئة لشخص لا أعرفه و ليس لي علاقة به و لا يفيدني بشيء و ليس لدي أي مسؤولية عنه ما هذا الظلم و سيعتبر النسبة ضخمة و المبلغ كبير و لو كانت ثروته مئة مليون سيعتبر مليونين و نص مبلغ ضخم و كبير و هو فعلا كذلك فالدين عامل واجبه بزيادة بخصوص فرض الزكاة فبعض الأغنياء لو الأمر و القرار يرجع لهم لرأيتهم أنفقوا أقل من هذه النسبة فنسبة الاثنين و نصف في المئة نسبة إعجازية تجعل الغني يسلم لها برضا حتى لو كان بخيل طالما أنها صادرة بأمر إلهي أما باقي ماله فالله تعالى يرغبه بالثوب العظيم في الجنة و ابحث في أحاديث ثواب الصدقة تثير اللعاب و تجعل الغني حتى لو كان بخيل و فيه وازع ديني يتصدق للحصول على الثواب العظيم في الآخرة نظام الدين في هذا الأمر شيء مبهر و إعجازي ليس له مثيل في أي نظام أرضي

 

فتحي : على أي حال أنا لا ألوم الفقير إذا كان غاضبا و ساخطا على دين أوهمه بأنه سيكون تحت حماية و رعاية و إنفاق الله لأن المسكين قرأ فيه كل ما جعله يطمع في رعاية الأغنياء .. ثم على أرض الواقع انصدم بأنه متروك لوحده  صارع الجوع و المرض و الموت .. لذلك لا استغرب منه إذا كان يشكك في تدين الناس أو ربما يشكك في نفعية و جدوى الدين .. فإذا كان هناك شعب يقرأ الدين و بالمقابل لا ينقذ الفقراء فمؤكد سيتركه الكثير من الناس .. و الأمر يشبه قصتك مع كتب التنمية البشرية التي لم تجد فيها نفعا في جعلك ثريا .. فهناك فقراء يعتقدون عن الدين بنفس ما تعتقده أنت عن كتب التنمية البشرية .. و يقولون عن الدين أنه بلا نفع و لم يجدوا له تطبيقا ملموسا واقعيا في إنقاذهم من فقرهم .. و لكن ينبغي التفريق بين ( الدين ) و بين ( الناس و خذلانهم ) .. و هذا التمييز يكاد يكون مستحيلا بالنسبة لفقراء عانوا الكثير من رؤيتهم لمشاكل تناقض الكلام الشرعي مع التطبيق الحقيقي واقعيا ..

 

كلامك صح مليون في المئة و أتفق معك تماما عليه،أكيد الأغنياء الذين يتبعون درب أبو بكر و عمر رضي الله عنهما في زهدهما و إيمانهما بلغوا مراحل إيمانية عالية لكنهم حالة نادرة لا يقاس عليها و لا يمكن إلزام جميع الناس بها فهؤلاء هم صفوة الصفوة و اتباع منهجهم شاق و مرهق على طبيعة النفس البشرية العادية التي يثقلها السير على هذا النهج و الشريعة تراعي هذا التفاوت فالأغنياء بشر لهم نفوس يثقل عليها تقييدها بما لا تطيقه و هذه حكمة الشريعة الإسلامية فالضغط يولد الانفجار و الترك فمن حكمة الدين أنه لم يجبر و يكره فلو أجبر و أكره لتعطلت الحياة لكنه رغب و حث و أثاب و هذه أفضل طريقة ممكنة تجعل الغني ينفق ثروته عن طيب نفس وقناعة

 

فتحي : لا أحد يطالب أغنياء زماننا بالتصدق بأموالهم كلها كأبو بكر رضي الله عنه و لا حتى بنصفه كعمر رضي الله عنه .. بل هم مطالبون حسب استطاعتهم بأن لا يتركوا أي فقير يعيش بجوارهم بلا مأوى و بلا مأكل و بلا علاج و بلا تعليم .. إذا قدموا هذه الأساسيات فقد أن.جزوا الكثير .. و لا تقل لي بأن الأمر صعب و شاق .. لأنه بالإتفاق و التبرع سيكون سهلا .. و إذا امتلك الأغنياء الكماليات في الوقت الذي يصارع فيه الفقراء على الأساسيات فيمكنني أن أسميها نقيصة بحقهم .. كما أنني أحمل الفقير أيضا جزء من مسؤولية وضعه المزري خاصة المتزوجين المتأثرين بمقولة ( يأتي الطفل و رزقه معه ) لأننا رأينا أطفالا مشردين و مرضى لا رزق لهم سوى كرتون و بعض الملابس الرثة و منهم من انصدم و عانى أشد المعاناة نفسيا و جسديا و لم يجد حتى من يواسيه و يخفف من خوفه و هلعه و يعالجه .. لذلك ليس كل الأطفال يجلبون رزقهم معهم .. هناك من يأتون فارغين تماما و فقراء ليبحثوا عن رزقهم عند الناس فلا يجدوه أو يجدوه مشروطا و مصحوبا بالمن و الإبتزاز و الإنتقاص و يجعلهم منفصمين بين حاجتهم للمال و بين رغبتهم في الحفاظ على كرامتهم .. لذلك هناك منهم من يختار كرامته حتى لو كلفته البقاء في فقر مدقع .. و هناك من يستسلم و يقهره الجوع و المرض فيضطر لبيع كرامته ليشتري حياته .. هناك حالات عن نساء فقيرات ابتلين بموت أزواجهن في فترات الحروب و الإنجطاط الأخلاقي لم يجدن سوى بيع شرفهن لكي يجنين الأموال و ينفقن على أنفسهن و ذريتهن و عائلتهن حتى لا يموتون من الجوع .. فأين هي العدالة في شعوب و دول ترضى بأن تبيع الحرائر فيها أجسادهن لنيل رغيف خبز ؟ فالخزي ليس في هؤلاء المضطرات بل في الحيوانات الآدمية التي ترضى بهكذا وضع في حق النساء اللواتي استوصى النبي بهن خيرا .. لذلك لابد من إحداث تغيير جذري في هذا العالم حتى يكون هناك إغناء للفقراء و منحهم فرص خاصة بعد ظهور الأنترنت التي أعطت فرصة تجارة كبيرة بلا حاجة لكراء متاجر باهضة الثمن و بلا دفع مصاريف كثيرة .. يمكن لأي شخص بسيط أن يفتح متجره الإلكتروني و يعرض سلعه و يبيع و يشترى منه أونلاين و تصله سلعته عبر خدمة توصيل حتى باب بيته و لكن ينبغي أن يشتري من عند موثوق بهم لأن هناك المحتالون ..


العفو أخي الكريم العزيز  و شكرا لك على الرد و النقاش المثمر 👍🙏

تسلم حياك الله سعيد بحوارك هذا من لطفك و ذوقك

شكرا أخي و تحياتي لك 👍🙏

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3455
    نقاط التميز: 5819
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 3455
نقاط التميز: 5819
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1807
  • 08:59 - 2025/06/11

إقتباس لمشاركة:  @Noetic 03:33 - 2025/06/11  
إقتباس لمشاركة:  @زمان بيكينباور 10:35 - 2025/06/10  




 

فتحي : البخل سببه شعور بالقلة و بعدم الوفرة حيث يشعر الإنسان بأن ما يعطيه من ماله و رزقه خسارة له و لا يستشعر بأن العوض موجود و أن رزق الله يكفي الجميع .. فلو استشعر الوفرة و العوض حقا و يقينا فإنه سيعطي بلا شروط و هو موقن بأن العوض آت لا محالة لأنه يعلم جيدا بأنه يتاجر مع الله و ليس مع الناس .. و لو أننا وصلنا إلى استشعار هذا الأمر فإننا سنعطي بلا حساب و هناك فروقات بين البخل و الطمع و بين الحرص و الطموح .. فالبخل نابع من فقدان استشعار الوفرة و الطمع نابع من قلة شكر الموجود فهو إعتقاد مشوه يشعر صاحبه بأن الموجود غير كافي و لا يشكر ما عنده بل يركض خلف المفقود و يعيش كذلك طيلة حياته .. أما الحرص فهو شيء طبيعي و مطلوب لحفظ المال و الرزق و صرفه على نجو جيد دون تبذير و نابع من قرار واعي و مسؤول ناحية ضرورة حفظ المال من السرقة و الضياع و التبذير و ليس بخلا و إنما ذكاء إقتصادي .. أما الطموح فهو ليس طمع و لا هو شيء مدفوع بقلة شكر الموجود بل هو شعور بالإستحقاق و شعور بالتأهل للحصول على المزيد .. و هناك مثال جيد أظنه سيوضح الفرق بين الطمع و بين الطموح فالطمع يشبه الأكل الفائض عن حاجة المعدة كأن يأكل الشخص بعد أن يشبع لأنه يظن بأن امتلاء بطنه سيحميه من الجوع لاحقا أو ربما يشعر بأنها فرصة لن تعوض و بأن الأكل لن يتوفر مرة أخرى لذلك يأكل بدافع و بشعور خوف غير مبرر أو اعتقاد بأن المزيد ضروري له فهو لا يحترم شعور الشبع و الإمتلاء ولذلك الأكل الفائض يضره و لن يكون صحيا و مباركا .. أما الطموح يشبه الذي يأكل المزيد بعد شعور بالجوع فعلا فهو يشعر بأنه يحتاج إلى المزيد حتى يسد جوعه فهو جوع طبيعي و الرغبة في المزيد طبيعية نافعة ..

 

كلامك جميل و يدل على يقين و حسن ظن بالله و أهنؤك على ذلك يا أخي لكن ما زلت أؤكد أن درجات الإيمان و اليقين و حسن الظن بالله و رقي التفكير و الإحسان للآخرين متفاوتة بين الناس لا تتوقع أن كل الناس لديهم إيمان و يقين و إنسانية و رقي بالتفكير والأخلاق مثل الذي لديك طالما أنك استطعت إقناعهم بالارتقاء إلى مستواك كان بها و إن لم تستطع لا يمكنك محاسبتهم فهم بشر في النهاية، إنما يلامون و يحاسبون على الخطأ و الإثم و ليس عن عدم الارتقاء للكمال البشري

 


 

فتحي : دقق في الفهم أخي فأنا لم أقم بتحميل الأغنياء مسؤولية تشرد الفقراء و فقرهم طالما رزقهم من جهدهم الخالص و طالما يزكون حسب ما هو منصوص عليه في الشرع .. فالفقر له أسباب عديدة و ربما الفقراء أنفسهم هم السبب في إفقار أنفسهم و ذريتهم بسبب عدم أهليتهم للأسرة و الإنفاق عليها أو ربما ضحايا جهل و تجهيل أو لأنهم أغرقوا أنفسهم بالديون أو لأسباب أخرى كثيرة .. و لكن ما قصدته هو السعي إلى تفريج الكربة عن هؤلاء الفقراء طالما لدى الأغنياء إمكانية على ذلك و هو امتحان لهم حول ما إذا كانوا يبادرون إلى إنقاذ المبتلين أو لا يبادرون .. و المبادر أحسن من الذي لا يبادر .. و هذا لا يجعل غير المبادر موضع لوم و لا مقصر .. و إنما المبادر هو الذي يحوز شرف إنقاذ الفقراء من الفقر و تحسب له كإن,جاز مشرف و سيجازيه الله على ذلك .. أما الذي لم يبادر فهو سيبقى في وضع عادي طبيعي .. و مع ذلك هناك من يتساءلون عن سبب عدم مبادرته و غياب تضامنه رغم كونه سمع نداء الإستغاثة و هناك أيضا من يتهمونه بالخذلان و بالتقصير و ربما من دون أن يكونوا على فهم بأسبابه و أعذاره .. فالأمر متروك لله

 

أخي فتحي أنت قلت في السابق أن هناك فقراء قد يطعنون في الدين بسبب عدم تبرع الأغنياء بفائض أموالهم و يشعرون بالخذلان إلخ و هذا يُشعر أنهم يحملون مسؤولية ما يحصل معهم للأغنياء،أنا معك أن الفقير سيشعر بالغبن و الغيظ من الداخل عندما يرى الغني يتنعم بما أنعم الله عليه لكن هذه الحالة النفسية الصعبة ينبغي ألا تجرفه إلى الحكم الظالم تجاه شخص بريء لم يفعل له أي شيء أو يسيء إليه أية إساءة من أي نوع،أضف إلى ذلك أن الأغنياء الشرفاء كأفراد لا يمكنهم حل مشكلة الفقر فمهما كانت ثرواتهم كبيرة فهي لا تقارن بثروات و ميزانيات الدول حتى و لو تبرعوا بكل ثرواتهم،فلو كان هناك شخص غني ثروته مئة مليون دولار يعيش في دولة فيها عشرة ملايين فقير لو تبرع لكل فقير بدولار واحد ستنتهي ثروته في عشرة أيام فقط و سيصبح هو فقير و لن يستفيد الفقراء شيئا،فمشكلة الفقر حلها الحقيقي يكون على مستوى الدولة التي يجب أن تكافح الفساد و السلب و النهب من المال العام وتوزع ثروات البلاد التي تقدر بمئات مليارات الدولارات بشكل عادل على جميع السكان و هكذا تحل مشكلة الفقر بشكل جذري طويل الأمد بينما لو أن الأمر اعتمد على الأغنياء الشرفاء فقط فلو تبرعوا بكل ثرواتهم فحل مشكلة الفقراء سيكون آني قصير الأمد

 

 

فتحي : لماذا لا يوجد جهاز رقابة و إصلاح يشرف عليهم و يحاسبهم و يتتبع كل تحركاتهم ؟

 

لأن جهاز الرقابة نفسه لصوص و حرامية و هو موظف من الفاسدين لتغطية عليهم و على مصالحهم

 

 

فتحي : على أي حال أنا لا ألوم الفقير إذا كان غاضبا و ساخطا على دين أوهمه بأنه سيكون تحت حماية و رعاية و إنفاق الله لأن المسكين قرأ فيه كل ما جعله يطمع في رعاية الأغنياء .. ثم على أرض الواقع انصدم بأنه متروك لوحده  صارع الجوع و المرض و الموت .. لذلك لا استغرب منه إذا كان يشكك في تدين الناس أو ربما يشكك في نفعية و جدوى الدين .. فإذا كان هناك شعب يقرأ الدين و بالمقابل لا ينقذ الفقراء فمؤكد سيتركه الكثير من الناس .. و الأمر يشبه قصتك مع كتب التنمية البشرية التي لم تجد فيها نفعا في جعلك ثريا .. فهناك فقراء يعتقدون عن الدين بنفس ما تعتقده أنت عن كتب التنمية البشرية .. و يقولون عن الدين أنه بلا نفع و لم يجدوا له تطبيقا ملموسا واقعيا في إنقاذهم من فقرهم .. و لكن ينبغي التفريق بين ( الدين ) و بين ( الناس و خذلانهم ) .. و هذا التمييز يكاد يكون مستحيلا بالنسبة لفقراء عانوا الكثير من رؤيتهم لمشاكل تناقض الكلام الشرعي مع التطبيق الحقيقي واقعيا ..

 

المشكلة تكمن في فهم الفقراء للواقع و الدين و جمع النصوص و تفسيرها بالشكل الصحيح فالفقراء و حتى الأغنياء هم من العوام و ليسوا علماء دين و المفترض عندما يستشكل على المسلم نص شرعي أو تكون لديه شبهات حول الدين أن يسأل علماء الدين ليزيلوا له هذه الإشكاليات فقد يكون فهمه للدين خاطئ،و على علمي في الدين لا يوجد وعد بالجنة الأرضية و الوعد بأنه لن يوجد فقر بل تكثر الآيات و الأحاديث بخصوص الابتلاء و الصبر على المشاق من فقر و مرض و غيره و المشكلة ليست في الدين و لا تعاليمه بل في الفهم الصحيح للدين

 

 

فتحي : لا أحد يطالب أغنياء زماننا بالتصدق بأموالهم كلها كأبو بكر رضي الله عنه و لا حتى بنصفه كعمر رضي الله عنه .. بل هم مطالبون حسب استطاعتهم بأن لا يتركوا أي فقير يعيش بجوارهم بلا مأوى و بلا مأكل و بلا علاج و بلا تعليم .. إذا قدموا هذه الأساسيات فقد أن.جزوا الكثير .. و لا تقل لي بأن الأمر صعب و شاق .. لأنه بالإتفاق و التبرع سيكون سهلا .. و إذا امتلك الأغنياء الكماليات في الوقت الذي يصارع فيه الفقراء على الأساسيات فيمكنني أن أسميها نقيصة بحقهم .. كما أنني أحمل الفقير أيضا جزء من مسؤولية وضعه المزري خاصة المتزوجين المتأثرين بمقولة ( يأتي الطفل و رزقه معه ) لأننا رأينا أطفالا مشردين و مرضى لا رزق لهم سوى كرتون و بعض الملابس الرثة و منهم من انصدم و عانى أشد المعاناة نفسيا و جسديا و لم يجد حتى من يواسيه و يخفف من خوفه و هلعه و يعالجه .. لذلك ليس كل الأطفال يجلبون رزقهم معهم .. هناك من يأتون فارغين تماما و فقراء ليبحثوا عن رزقهم عند الناس فلا يجدوه أو يجدوه مشروطا و مصحوبا بالمن و الإبتزاز و الإنتقاص و يجعلهم منفصمين بين حاجتهم للمال و بين رغبتهم في الحفاظ على كرامتهم .. لذلك هناك منهم من يختار كرامته حتى لو كلفته البقاء في فقر مدقع .. و هناك من يستسلم و يقهره الجوع و المرض فيضطر لبيع كرامته ليشتري حياته .. هناك حالات عن نساء فقيرات ابتلين بموت أزواجهن في فترات الحروب و الإنجطاط الأخلاقي لم يجدن سوى بيع شرفهن لكي يجنين الأموال و ينفقن على أنفسهن و ذريتهن و عائلتهن حتى لا يموتون من الجوع .. فأين هي العدالة في شعوب و دول ترضى بأن تبيع الحرائر فيها أجسادهن لنيل رغيف خبز ؟ فالخزي ليس في هؤلاء المضطرات بل في الحيوانات الآدمية التي ترضى بهكذا وضع في حق النساء اللواتي استوصى النبي بهن خيرا .. لذلك لابد من إحداث تغيير جذري في هذا العالم حتى يكون هناك إغناء للفقراء و منحهم فرص خاصة بعد ظهور الأنترنت التي أعطت فرصة تجارة كبيرة بلا حاجة لكراء متاجر باهضة الثمن و بلا دفع مصاريف كثيرة .. يمكن لأي شخص بسيط أن يفتح متجره الإلكتروني و يعرض سلعه و يبيع و يشترى منه أونلاين و تصله سلعته عبر خدمة توصيل حتى باب بيته و لكن ينبغي أن يشتري من عند موثوق بهم لأن هناك المحتالون ..

 

بخصوص هذه النقطة لا إضافات لدي سوى ما قلته أن هذه المشاكل و المسؤوليات تقع على عاتق الدول لحلها و يصعب إن لم يكن مستحيل أن يحلها الأفراد،بخصوص الزواج مع الفقر المدقع الشديد الذي لا يمكن معه أن يقوم الرجل بأمر أسرته مما يؤدي بهم إلى الموت جوعا أو بيع الأعراض و هذا ربما يحصل للأسف الشديد سمعت أن هناك علماء حرموا الزواج في مثل هذه الحالة فليراجع علماء الشريعة و ليستفتوا في ذلك فالجواب و الحكم عندهم أنا لا علم عندي




شكرا أخي و تحياتي لك 👍🙏

تسلم سررت بهذا النقاش الشيق و المفصل

0📊0👍0👏0👌0💭
Noetic

  • المشاركات: 3553
    نقاط التميز: 12980
عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
Noetic

عضو فريق العمل
مناقش جاد
كاتب مميز
نجم في سماء الجاد
كاتب مبدع في المنتدى
المشاركات: 3553
نقاط التميز: 12980
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 3373
  • 16:21 - 2025/06/11
شكرا أخي عادل لقد كان نقاش مميزا أتمنى أن يكون مفيدا لكل قارئ و متابع
0📊0👍0👏0👌0💭

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 من ينعتهم الناس بالسفهاء و يستهزؤون منهم و هضمت حقوقهم وسط مجتمع ظالمبداية
الصفحة