أصبحت ظاهرة عزوف الجيل Z عن تولي المناصب القيادية والإدارية، محل اهتمام متزايد في سوق العمل العالمية. حيث تشير التقارير والدراسات إلى تحول كبير في رؤية الشباب تجاه القيادة والإدارة. فبينما كانت المناصب الإدارية في الماضي هدفاً مهنياً مرموقاً. يبدو أن جيل اليوم ينظر إليها نظرة مختلفة، تجمع بين الحذر والرغبة في الحفاظ على التوازن بين الحياة والعمل، والصحة النفسية، والاستقلالية.
ومن المعروف أن مصطلح الجيل زد يطلق على الفئة العمرية التي ولدت مع بداية الألفية الجديدة.
في هذا التقرير نستعرض أهم الأسباب التي تجعل الجيل Z يتجنب المناصب الإدارية. وكيف يعيد هذا الجيل تعريف مفهوم القيادة في بيئة العمل الحديثة. وفقا لما ذكره”success”.
وفقًا لدراسة جديدة أجرتها روبرت والترز، يقول أكثر من نصف العمال الأصغر سنًا (52%) إنهم لن يقبلوا ترقية إلى الإدارة الوسطى. ويقول ما يقرب من ثلاثة أرباع (72%) إنهم سيختارون "مسارًا فرديًا” للنجاح الوظيفي من خلال الاستفادة من علامتهم التجارية المهنية الخاصة بدلاً من إدارة الآخرين.
تقول راشيل موراي، الرئيسة التنفيذية المشاركة في Inclusion Geeks، وهي شركة لخدمات التنوع والإنصاف والشمول في مكان العمل: "بصراحة، أنا لست متفاجئة على الإطلاق”. "بصفتي شخصًا مر بعصر الاندفاع في مجال التكنولوجيا، أفهم لماذا لا يريد الجيل Z صداع الإدارة. لقد شققنا طريقنا إلى الإدارة دون تدريب أو أدوات، فقط نحاول حماية فرقنا من الفوضى في الأعلى.”
وفقًا لموراي، غالبًا ما يجد المديرون المتوسطون أنفسهم "عالقين” في التعامل مع الأمور غير المنطقية من المستويات الأعلى لكي لا تصل إلى فريقهم.
"الجيل Z يراقبنا الآن، ويفكر، ‘لماذا أريد هذا الضغط مقابل لقب متواضع وزيادة هامشية في الأجر؟’ لقد رأوا نقص الدعم الذي يتلقاه المديرون والتكلفة الشخصية التي يتحملونها. ليس من المستغرب أنهم يختارون الانسحاب.”
التخلي الواعي عن القيادة
فهرس المحتوي
لماذا يعزف الجيل Z عن المناصب الإدارية الوسطى
محور التركيز على ضغوط العمل
سمعة سيئة للجانب الإداري الأعلى
8 أسباب تجعل الجيل Z لا يرغب في أن يكون مديرًا
غياب التوازن بين الحياة والعمل
ثقافة العمل السامة
نقص الاستقلالية
الخوف من الانغلاق في مسار واحد
الاهتمام بالصحة النفسية
التسلسلات الهرمية الصارمة
الرغبة في عمل ذي معنى
عدم الشعور بالجاهزية
لماذا يعزف الجيل Z عن المناصب الإدارية الوسطى
هذه إحدى النظرات الموثوقة على حركة "التخلي الواعي عن القيادة”، وهي مجرد بداية. لدى المهنيين الشباب أسباب لا حصر لها لرفض تجربة الإدارة الوسطى – والاعتبارات التالية هي من الأكثر شيوعًا.
نشأ الجيل Z على TikTok و Instagram، وهم يقيّمون ما يقوله أقرانهم على وسائل التواصل الاجتماعي حول التقدم الوظيفي – ويأخذون ذلك على محمل الجد.
يقول هاريسون تانغ، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Spokeo، التي يصفها بأنها شركة "محرك بحث عن الأشخاص” مقرها في باسادينا، كاليفورنيا: "لا شك أن المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًا في تشكيل عقلية الجيل Z تجاه الحياة المهنية. رسائل مثل ’40 عامًا لشخص آخر مقابل بناء علامتك التجارية الخاصة’ تلقى صدى عميقًا لدى الجيل Z، وتشجعهم على تحدي الأعراف المهنية التقليدية وشق طرقهم الخاصة.”
محور التركيز على ضغوط العمل
يقول تانغ إن اتجاه "التخلي الواعي عن القيادة” هو "رفض منعش” للتوقعات التقليدية.
ويلاحظ: "يريد الجيل Z تنمية السعادة والرفاهية والنمو الشخصي – الآن، وليس فقط في مستقبل بعيد. الأمر لا يتعلق بمكان العمل نفسه. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بقيمة التوتر. إذا كان مهنيو الجيل Z سيعانون من التوتر، فإنهم يفضلون أن يكون ذلك لمشروعهم الخاص بدلاً من عمل شخص آخر.”
سمعة سيئة للجانب الإداري الأعلى
سواء كان مستحقًا أم لا، فقد تضررت ثقافة الإدارة التقليدية أيضًا لدى المهنيين الشباب منذ بعض الوقت.
تقول شارلوت روني، مؤسسة A Half Managed Mind، وهي شركة استشارية في مجال التوازن بين العمل والحياة في لندن بالمملكة المتحدة: "منذ التسعينيات، اكتسبت الإدارة الوسطى سمعة سيئة، حيث تم تصويرها على أنها عبء غير ضروري يمكن تقليصه بسهولة لجعل الشركات أكثر كفاءة. مسلسلات تلفزيونية مثل ‘المكتب’ (The Office) وأفلام مثل ‘رؤساء سيئون’ (Bad Bosses) تجسد فكرة المدير المتوسط كبيروقراطي ضيق الأفق ومخدوع يكرهه الجميع.”
8 أسباب تجعل الجيل Z لا يرغب في أن يكون مديرًا
غياب التوازن بين الحياة والعمل
جيل Z يشهد أن أسلافهم عانوا من ساعات عمل طويلة وإرهاق مستمر، لذلك يرغبون في الحفاظ على توازن بين حياتهم الشخصية والمهنية. هم يفضلون بيئات عمل مرنة تتيح لهم الوقت للاهتمام بأنفسهم وأسرهم، ويرون أن المناصب الإدارية غالباً ما تأتي مع ضغوط إضافية ومسؤوليات قد تعيق هذا التوازن.
ثقافة العمل السامة
شباب جيل Z يدركون جيداً تأثير الثقافة السامة في مكان العمل، مثل المضايقات أو الإدارة المتسلطة. لا يرغبون في أن يصبحوا جزءاً من هذه المشكلة أو أن يتحملوا مسؤولية إدارة فريق في بيئة سامة. هم يبحثون عن بيئة عمل صحية ومحترمة.
نقص الاستقلالية
جيل Z يقدّر الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات. هم لا يرغبون في أن يكونوا مجرد وسطاء يمررون الأوامر دون تمكين حقيقي أو حرية في تنفيذ أفكارهم. إذا لم يشعروا أن المنصب الإداري يمنحهم حرية حقيقية، فلن ينجذبوا إليه.
الخوف من الانغلاق في مسار واحد
جيل Z يفضل المرونة في مساره المهني. هم لا يرغبون في أن يثبتوا أنفسهم في مسار وظيفي واحد أو أن يحددوا مستقبلهم في إدارة تقليدية. يريدون أن يحتفظوا بفرص التغيير والتطور.
الاهتمام بالصحة النفسية
الصحة النفسية تأتي في مقدمة أولويات هذا الجيل. هم لا يرغبون في التضحية بصحتهم من أجل منصب أو لقب. يعرفون أن المناصب الإدارية قد تأتي مع ضغوط نفسية شديدة، ويفضلون تجنب ذلك.
التسلسلات الهرمية الصارمة
جيل Z يفضل العمل ضمن فرق تعاونية بدلاً من التسلسلات الهرمية الصارمة. هم يريدون أن يكونوا جزءًا من فريق متساوٍ ومتشارك، وليسوا في قمة هرم يفرض أوامر على الآخرين.
الرغبة في عمل ذي معنى
جيل Z يبحث عن معنى في عمله. هم لا يريدون أن يكونوا مديرين فقط من أجل اللقب أو المكانة، بل يريدون أن يكون عملهم له تأثير إيجابي وأن يعبر عن قيمهم وأهدافهم الشخصية.
عدم الشعور بالجاهزية
كثير من شباب جيل Z لا يشعرون بأنهم مستعدون أو مدربون بشكل كافٍ لتحمل مسؤوليات الإدارة. هم يفضلون أن يتعلموا ويطوروا أنفسهم قبل أن يقبلوا بأدوار قيادية، أو أن يتخذوا قراراً واعياً بعدم التسرع في تولي المناصب الإدارية