موضوع ممتاز أخي العزيز فتحي و هناك الكثير من النقاط التي تفضلت بطرحها تستحق النقاش حولها فتحي : شكرا أخي و أهلا بك بالنسبة لتقسيم الناس (لطيب و خبيث و فاسق و فاجر و سافل و منحط) التقسيم بهذه الطريقة ليس خطأ طالما كان بإنصاف و حقانية فتقسيم الناس بطريقة مشابهة موجود في القرآن الكريم و السنة النبوية و هذه الأصناف من الناس موجودة و تتصف بهذه الصفات حقيقة و واقعا فتحي : طيب حتى و إن كانت موجودة حقا و بالفعل فما الذي يعنيه ذلك ؟ هل ذلك يبرر للسخرية منهم و من الإعتداء عليهم فطالما لم يختاروها بإرادتهم الحرة فلماذا يتم الحكم عليهم ؟ لأن كل إنسان يرغب في امتلاك طبيعة جيدة و روح ممتازة و لا أحد يريد أن يجلب لنفسه الغضب و الشتم و السخرية و الإستهزاء و الكراهية و العداء .. لذلك كيف نتعامل مع من لا تعجبنا طبيعته و خلقته ؟ و كيف نجعل الذي يحمل طبعا مؤذيا مفيدا لنفسه و للناس بشكل ما ؟ أظن أنه ينبغي إدارة تلك الطبائع و إصلاحها إن كانت تستجيب للإصلاح أو على الأقل إدارتها بشكل يجعلهم غير ضارين لأنفسهم و لغيرهم .. الأمر الآخر في الحقيقة هناك أناس أفضل من أناس سواء من ناحية الصفات الإيجابية أو قلة الصفات السلبية و هناك أناس صفاتهم الإيجابية ممتازة و كثيرة و في نفس الوقت صفاتهم السلبية قليلة جدا و ليس هناك أي خطأ أن يشعروا بالتميز و أنهم أفضل من غيرهم ممن هم أقل منهم و إنما الخطأ أن يتكبروا عليهم و عدم اعتراف الإنسان بأفضلية من هو أفضل منه و يتفوق عليه هو تكبر و تضخم زائف للذات و نكران للحقيقة و الواقع فشيء طبيعي جدا أن يشعر أي إنسان أنه أسوأ من مجموعة من الناس و في نفس الوقت أن مجموعة أخرى من الناس أفضل منه لأن هذا هو الواقع و الحقيقة فتحي : طيب أنا أعترف بأن هناك تفاوتات و اختلافات لكنني لا أعترف بما تسميه الأفضلية إذا كنت تحمل نفس المعنى الذي أحمله عن معناها .. فمثلا هناك شخص يمتلك قوة بدنية و شخص آخر لا يمتلكها .. فإذا جرى سباق جري بينهما من البديهي أن يفوز الذي يمتلك لياقة بدنية .. و لكن السؤال المطروح : هل بناءا على معيار الجسد يتقرر من هو الأفضل و نميزه و نجتفل به ؟ ماذا لو غيرنا المعايير و قررنا إجراء سباق ذكاء في حل ألغاز معقدة مثلا و وجدنا أن قوي الجسد يخفق و يفوز الآخر فهل هذا يعني أن الذكي هو الأفضل و نجتفل به و نميزه ؟ على أي معايير أو أسس يتحدد الأفضل ؟ و قبل ذلك ما المقصود بالأفضل ؟ و هل ذلك يبرر لإستهزاء الأفضل على من ليس أفضل ؟ أو ماذا بالضبط ؟ ينبغي أن نفهم و نجلل و نفكك تشابك هذه المصطلحات و معانيها .. و الذي يسخر من الآخرين و ينتقص منهم هو شخص قليل الذوق و التربية يفتقر للحس الأخلاقي و الإنساني فكونك أفضل من الآخرين لا يحق لك تعييرهم و تعييبهم و الاستهزاء بنواقصهم و نقاط ضعفهم فتحي : قبل الإنتقال إلى البت في من يسخر و ينتقص و يقزم ينبغي أن نجدد أولا المعايير التي تجعل إنسان أفضل من إنسان آخر ؟ و على فرض أن هناك إنسان امتلك مقومات معينة يرغب بها جميع الناس .. فهل ذلك العطاء صنعه بنفسه أم أنه ملكية للخالق .. و هل يحق له أن يتفاخر به أو يستخدمه كما يحلو له ؟ أما جوابا على سؤال ماذا أفعل لو سخر مني شخص أفضل مني و عيرني بمساوئي و نقاط ضعفي أحاول أن أرد له الصاع صاعين بالسخرية و الاستهزاء من أمر لديه نقطة ضعف فيه و إذا لم يوجد أتحين الفرصة المناسبة لأفعل ذلك و عن تجربة هذه الفرصة ستأتي ستأتي و الله أعلم، فتحي : إذا كان هناك إنسان أفضل مني وفق معيار ما و سخر من ضعفي في ذلك المعيار .. ينبغي أن لا أتزعزع من سخريته لأنه يسخر من الخالق و ليس مني و أيضا هو يبرز مؤشرا يدل على ضعف أخلاق و ضعف نبالة .. و أيضا أنا لا أرد البضاعة لأهلها كما جاءت .. إذا رماني بالشوك علي أن أصنع درعا يحميني من الشوك فقط .. فإذا كان هو ينضح بوسخ ما ليس علي أن أقلده و أتبعه في تلك الوساخة .. بل سأرمي له شيئا يدل على أفضليتي الأخلاقية إن كان هذا التفاضل جائزا .. و الأمر الآخر بعيدا عن رد الفعل أحزن لكن في نفس الوقت أنظر للأمر بمنظور واقعي و أعتبر وجود نقطة سلبية لدي مثيرة للسخرية بالنسبة للآخرين من الواقع المر الطبيعي لسير الأمور الذي يجب علي تقبله و تحمله،و ربما أشاركهم السخرية منها و الضحك عليها إن كانت مضحكة لي بالفعل فلدي عيوب أنا شخصيا أسخر منها من دون أن يسخر مني أحد بسببها و أحث الآخرين على أن يشاركوني في هذه السخرية،و هذا ليس تناقض فبعض المثالب الشخصية يزعجني السخرية منها و أحاول أن أرد الفعل عليها و البعض عادي أنا أشارك الآخرين السخرية منها يعني على حسب الحالة فتحي : القدرة على السخرية من عيوب الذات قوة نفسية .. لكنها قوة لا يمتلكها الجميع خاصة الذين تعرضوا لجروح و ندبات نفسية منذ أن كانوا أطفالا تعرضوا للتنمر و الكلام السلبي بإستمرار .. لذلك لا ينبغي افتراض أن الجميع قادرون على تحمل نبرات السخرية و المزاح خاصة الذين يعانون من تقدير ذات متدني جدا .. فهناك من لا يمتلكون أي مرونة نفسية تحميهم من الكلام السلبي و ينبغي تقويتهم و تحصينهم نفسيا إلى أن يصبحوا قادرين على النظر إلى السخرية من منظور مختلف .. أما النقطة الأخيرة أختلف معك في مسألة أن ملك الله لكل شيء يعارض امتلاك الآخرين الشخصي له،فجسدي هو ملك الله أولا لكن أيضا هو ملكي الشخصي الذي أذن الله لي في أن امتلاكه و علي أن أتصرف فيه كما أمرني الله،و هذه هي الحقيقة و الواقع فكل الناس يعرفون أن كل شيء هو ملك الله تعالى لكن في نفس الوقت يتعاملون مع الأشياء على أنها أملاك شخصية فالبيت الفلاني ملك فلان و السيارة العلانية ملك علان إلخ فتحي : هذه تسميات و اصطلاحات لتسهيل الفهم و تمييز الحقوق و نسبها لأصحابها .. لكنها لا تدل بالضرورة على الحقيقة لأن الخالق هو من يمتلك كل شيء و نجن البشر من أملاكه و مخلوقاته .. و هو من خلق فلان أعمى و خلق فلان آخر بصيرا .. و الأخلاق الصحيحة تقتضي أن يستعين الأعمى و يستند على البصير .. أما تشوه الأخلاق الإنسانية هو عندما يسخر البصير من الأعمى و يتخلى عنه .. و في حساب الله سيحاسب البصير على خيانة الأمانة .. فالأعمى هو أمانة مرسلة إلى ذوي البصر ليكونوا هم بصره الذي يبصر به .. و إذا خانوا هذه الأمانة فلهم عقاب عند الله بالنسبة للحجاب هو فعلا تضييق لحرية المرأة و في اجتماعات و زيارات الأقارب فإن النساء يفضلن عدم حضور الرجال من غير المحارم ليأخذن راحتهن في عدم لبس الحجاب أمامهم فهناك مشقة في لبس الحجاب،أضف إلى ذلك المرأة تحب أن تكون مغرية و محط أنظار الرجل و بالتالي الحجاب عبء على هذه الرغبة النفسية لذلك لا أظن أن نقاش هل جسد المرأة ملكها أم لا يجدي كثيرا فحتى لو أقنعتها أنه لا علاقة لها بجسدها من قريب أو من بعيد لا أظن أن ذلك سيجدي نفعا في التخفيف من نوازعها الداخلية فتحي : هل رغبتها في إغراء الرجال هي رغبة طبيعية ؟ أم هو اضطراب نفسي يمكن علاجه ؟ إذا كان شيئا فطريا من عند الخالق كالحاجة إلى الماء و الهواء فلا يجوز لنا التدخل فيه .. أما إذا كان من الهوى و من إيعاز الشيطان فعلى المرأة أن تتعلم و تكتسب الوعي و تنمي اقتناعا بضرورة الحجاب و فوائده في حمايتها و حماية غيرها .. أظن أن الأمر الذي يجدي نفعا أكثر هو أن يتم توجيهها نحو جانب التزكية الإيمانية و أن طاعة الله و الاستجابة لأمره و فعل ما يحب و تقديم أمره و نهيه على رغبتنا الشخصية و تجنبنا لغضبه و ما يكرهه هو دليل محبتنا لله و تعظيمنا له و أيضا تخويف المرأة من عقاب الله و ترغيبها بالثواب على الصبر على هذه المشقة في الآيات و الأحاديث فتحي : ليس علينا ممارسة التخويف و الإرعاب بل علينا أن نمارس الإقناع بالحقائق و الحجج و ليس بالخطاب العاطفي الخالي من أي منطق طبعا هذا الكلام يخص النساء المتكشفات أما عامة النساء المؤمنات اللواتي تربين على الحشمة و الستر و الإيمان فهذه تتحجب بفرح و سرور و بالنسبة لها الموت أهون من أن يرى الآخرون من غير المحارم خصلة من شعرها شكرا لك على الموضوع الممتاز و النقاط الشيقة و تحياتي لك |