السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ملؤها المحبة والتقدير والاحترام إلى جميع الأعضاء الكرام، من أصحاب الفكر الراقي والأقلام النيّرة التي ما فتئت تضيء ظلمات الجهل، وتبدّد سحب الروتين، لتُشرق على صفحات منتدانا الغالي أفكاركم القيمة وإبداعاتكم التي لا ينضب معينها ولا يخبو نورها.
أيها الإخوة الأعزاء، في رحاب هذا المنبر الطيب، نلتقي دومًا على الكلمة الطيبة والفكرة النافعة، فهنا تجتمع قلوبٌ صادقة وعقولٌ مستنيرة لتصنع معًا فضاءً من الفكر الإيجابي والرؤية الملهمة. وإنني اليوم أجد نفسي واقفًا على منبركم هذا، وفي جعبتي رسالة أود أن تصل إلى القلوب قبل العقول، رسالة عنوانها: "كُن شخصًا غير عادي!".
ما أجمل أن نخرج عن سرب الاعتياد، وأن نتحرر من قيود المألوف والمعتاد، لنحلق عاليًا في سماوات التميّز والإبداع! فما أروع أن يكون الإنسان متفرّدًا في زمن غلب عليه التكرار، ومختلفًا في عصر أضحت فيه النُسخ الكربونية تُهيمن على كل شيء. فالشخص غير العادي هو من يتجاوز حدود نفسه، ويكسر أسوار الراحة، ليمضي نحو أفق التميز والريادة. هو ذلك الذي اختار ألا يكون مجرد رقم بين الأرقام، أو حرفًا في أبجدية الحياة، بل أراد أن يكتب قصته بقلم من الإبداع، ويسطّر حروف حياته على صفحات التاريخ بأحرف من ذهب.
إن الإنسان غير العادي، أيها الإخوة الأعزاء، هو من لا يقبل إلا أن يكون سيد مصيره، وربّان سفينته، فهو الذي يتحرر من خوفه، ويطلق عنان قدراته، لينطلق في رحلة لا نهاية لها، عنوانها التحدي، وهدفها التفوق والريادة. إنّه الذي أدرك أن الحياة لا تمنح أسرارها لمن ينتظرها، بل لمن يسعى إليها، ويطلبها بنفس تواقة وروح وثّابة.
فهذا الإنسان أدرك أن التفرد لا يأتي من فراغ، وإنما هو نتاج تعبٍ وسهر، وجهدٍ ومثابرة، وإرادة لا تنكسر أمام ريح المصاعب، ولا تنحني أمام أمواج التحديات. فأعظم الإنجازات على مر العصور لم تكن وليدة ظروف مثالية، بل جاءت من رحم الشدائد، وتبلورت في أعماق الإصرار.
كُن شخصًا غير عادي، لأن العادي يزول أثره سريعًا، بينما يظل المتميز حاضرًا وإن غاب عن العيون. فحياتك إن أردت لها معنىً يجب أن تُبنى على أهداف كبيرة، تتجاوز إطار الرغبات الصغيرة، وتسمو فوق الحسابات الضيقة. يجب أن تكون قادرًا على النظر بعيدًا، حيث تُشرق شمس أحلامك، فلا ترضى أبدًا بالقليل، ولا تستكين أمام صعوبات الطريق.
كُن مختلفًا في أخلاقك، مختلفًا في عطائك، مختلفًا في إحساسك بالآخرين. اجعل حضورك مُلهمًا، وغيابك مؤثرًا. احرص أن تترك أثرًا في كل قلب تمر به، واجعل من ابتسامتك مفتاحًا يفتح لك أبواب قلوب البشر. كن أنت الجمال الذي يُخفف عن قلوب الآخرين تعب الحياة، والضوء الذي يُنير لهم دروبًا ظنوا أنها معتمة.
إن الشخص غير العادي هو من يزرع الأمل أينما حل، ويُحيي الأرواح التي كادت أن تذبل، لأنه يمتلك قلبًا يشعر، وعقلًا يفكر، وروحًا تسمو. كن مختلفًا لأنك تستحق أن تترك خلفك بصمة، لا أثرًا عابرًا تمحوه رياح الزمن. فالحياة لا تذكر من رحلوا بصمت، ولا تحتفي بمن لم يتركوا علامة واضحة، بل هي تتذكر من أشعلوا مصابيح الأمل في قلوب الناس، ومن أضاءوا دروب الحياة بالحب والعطاء والإبداع.
تذكر دائمًا أن الأشخاص الذين صنعوا التاريخ، وغيّروا وجه العالم، لم يكونوا عاديين، بل كانوا استثنائيين، لأنهم تجرؤوا على تحدي المألوف، ومواجهة المخاطر، وكانوا أصحاب رؤية عميقة، وهمّة عالية، وعزيمة لا تهتز. ولأن الحياة قصيرة، فكن شجاعًا في أن تترك أثرًا يدوم، أن تحيا حياة تفتخر بها، وتذكر دومًا أنك قادر على صنع الفرق، ما دمت تحمل في قلبك إيمانًا بأنك مختلف، وأنك قادر على تحويل الأحلام إلى حقيقة.
إخواني الأعزاء، أعضاء منتدانا الراقي، اسمحوا لي في نهاية هذا الطرح أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى إدارة هذا الموقع المتميز، التي أتاحت لنا فرصة اللقاء والتواصل، وأخص بالذكر أخي العزيز الذي فتح باب هذا الحوار، وطرح هذا الموضوع الملهم الذي يدعونا جميعًا إلى أن نخرج من قوقعة العادية، لنرتقي نحو حياة مليئة بالتميز والإبداع.
وختامًا، أيها الأحبة، لا تنسوا أنكم تستحقون الأفضل دائمًا، وأن الحياة جميلة لمن قرر أن يجعل منها لوحة فنية بديعة، وأن يرسم تفاصيل أيامه بألوان التميز والإبداع.
تقبلوا مني أصدق التحايا وأطيب الأماني، داعيًا لكم جميعًا بالتوفيق والسداد، وأن تكون حياتكم دائمًا زاخرة بالإنجازات والنجاحات، وأن تظلوا دومًا متألقين ومتميزين، لأنكم ببساطة تستحقون ذلك.
تحياتي وأشواقي للجميع،
تحياتي / إحساس غالي
#كن_مختلفا #حياتك_تميز #اصنع_أثرا #تفرد_بذاتك
#تحدى_المستحيل #أنت_الإبداع #بصمة_مميزة
#إلهام #ريادة