لماذا يرسل 6 من كلّ 10 مديرين رسائل بعد الدوام وكأن الموظف آلة؟ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
البقعاوي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    246565
مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
أفضل مشرف بالقسم العام للشهر المنقضي
أَفضَل مُشرِّف بِقسْم الكمْبيوتر
البقعاوي

مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
أفضل مشرف بالقسم العام للشهر المنقضي
أَفضَل مُشرِّف بِقسْم الكمْبيوتر
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 246565
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 31.2
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7899
  • 17:58 - 2025/05/31

هل أغلقت الحاسوب اليوم وأنت تهمس لنفسك: أخيراً انتهى العمل؟ ثم فجأة، رنّ الهاتف، أو ظهرت إشعارات البريد من مديرك؟ وكأن نهاية الدوام مجرد فاصل بين مهمتين. لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا يعتقد البعض أن الموظف متاح على مدار الساعة؟ في هذه الأسطر نفتح النافذة على ثقافة خفية تُرهق الموظف بصمت: ثقافة التواصل المستمر وكأن لا أحدَ يملك حياة خارج المكتب. لماذا يفعلها المدير؟ ولماذا يصمت الموظف؟ يوضّح كلّ ذلك الخبير في مجال التنمية الذاتية، الدكتور صهيب عماد.

لأن البعض يربط الالتزام المهني بالاستجابة الدائمة

هناك عقلية منتشرة في كثير من الإدارات، ترى أن الموظف الجيد هو الموظف المتوفر دوماً، سواء في الدوام أو بعده. في هذه النظرة، لا يُحتسب وقت الراحة كحق؛ بل كترف. ولهذا، حين يتأخر المدير في الرد على إيميل خلال النهار، يعوّضه برسالة ليلية، وكأن العالم لم يتوقف بعد الساعة الخامسة. من هنا تظهر ثلاثة مؤشرات: أولها أن معيار الجودة المهني بات يُقاس بسرعة الرد لا جودة العمل، وثانيها أن الموظف الذي يحمي وقته، يُوصم ضمناً بأنه أقل التزاماً، وثالثها أن ثقافة الاستجابة الفورية، باتت تُقدَّس على حساب الصحة النفسية.

 

الفرق بين المرونة والتمادي

في بيئات العمل الحديثة، كثيراً ما يُحتفى بالمرونة: لا حاجة لوقت محدد، ننجز المهام وقتما نستطيع، لكن ما يحدث فعلياً أن بعض المديرين يستغلّون هذه المرونة لإزاحة الحدود تماماً. فيتحوّل وقت الموظف الشخصي إلى ساحة مفتوحة للمهمات الطارئة، والمراسلات السريعة، وحتى الطلبات المفاجئة. يتلاشى الفرق بين وقت العمل ووقت الحياة.

 قلق الإنتاجية 

كثير من المديرين ليسوا متسلطين؛ بل قلقون. يخافون من التأخير، يشعرون بالضغط، يخشَون أن تُنسى المهام؛ فيرسلون الرسائل حتى يطمئنوا أنهم أنجزوا. لكن حين يُرسل المدير رسالة بعد منتصف الليل؛ فهو لا يُطمئن الموظف؛ بل يُربكه. يتسلل القلق من الأعلى للأسفل، وتتشكل ثلاث نتائج مزعجة: أولها أن الموظف يبدأ في ربط الليل بالضغط لا بالراحة، وثانيها أنه يشعر بأن عليه مراقبة هاتفه طوال الوقت، وثالثها أنه يستهلك طاقته في القلق بدل التركيز في ساعات العمل الفعلية.

الموظف نفسه لا يضع حدوداً واضحة

في كثير من الحالات، المدير يتمادى لأن الموظف لا يقول "لا". يردّ بلطف، يتفاعل حتى ولو شعر بالضيق، ينجز المهمة حتى ولو أرهقته. هذا الصمت المهني يخلق انطباعاً بأن كلّ شيء مقبول. من هنا، تترسخ ثلاث مشكلات: أولها أن المدير يتعوّد على التوفُّر المجاني، وثانيها أن الموظف يُستنزف تدريجياً من دون أن ينتبه، وثالثها أن ثقافة الفريق تصبح قائمة على التضحية الصامتة بدل الحقوق العادلة.

لأننا لم نتعلم أن الانفصال عن العمل إنتاجية أيضاً

في كثير من بيئات العمل،  لم تُغرس بعدُ فكرة أن الراحة جزء من الكفاءة، وأن الانفصال عن المهام مؤقتاً هو ما يُعيد الشغف والفعالية. ولهذا، حين لا يردّ الموظف على رسالة ليلية، يُتهم بالتقصير لا بالوعي. ينسى المدير أو يتناسى أن الدماغ يحتاج للهدوء كي يُبدع، وأن النوم ليس رفاهية؛ بل استثمار في الغد. وبهذا يغيب عن المؤسسة ثلاثة مفاهيم محورية: أن العمل يجب أن يتوقف كي يبدأ بقوة، وأن الموظف ليس آلة بل كائن شعوري، وأن القائد الحقيقي لا يقيس الانتماء بعدد إشعارات منتصف الليل

0📊0👍0👏0👌
ILifeMyKaRaM

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    414180
مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ILifeMyKaRaM

مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 414180
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 254.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 1627
  • 07:35 - 2025/06/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائع ومواضيع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابداعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واتمنى ان تعم في كل ما هو جديد ومفيد للجميع ان شاء الله بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل كوجـودك المتواصـل والجميـل معنا
تحياتـــي الحــار وجزاك الله خير وجعل عملك حسنة تانية لك بالتوفيق تسلم الايادي لتستفيد وتفيد اعاني الله مليون رد مشاركة
تسلم اليد لي رسمت مشاركاتك الرائعة
لك تقبل مروري المتواضع
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 6934
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8127
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
عضو فريق العمل
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
أحساس غالي

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
عضو فريق العمل
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 6934
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8127
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 42
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 165
  • 17:02 - 2025/06/01

السلام وعبارات تحية طيبة للأعضاء الكرام، أسعد الله أوقاتكم بكل خير وامتنان.

نتأمل اليوم قضية باتت تُثقل كاهلَ زمننا، وتُلقي بظلالها الكثيفة على أرواحنا التي ما فتئت تكافح للحفاظ على بعض من فسحة الوجود خارج أسرِ العمل المستمر. إنها ليست مجرد ملاحظة عابرة، بل هي ظاهرةٌ تتجذر وتتسع في نسيج حياتنا اليومية، وهي تلك الحقيقة المرة التي تُشير إليها الإحصائيات الصامتة: لماذا يرسل ستة من كل عشرة مديرين رسائلَ بعد الدوام، وكأن الموظف ليس إلا آلةً صماء، لا تعرف كللاً ولا مللاً، ولا تملك حقاً أصيلاً في لحظات السكون والراحة والانفصال؟ هذا السؤال ليس مجرد استفهام عابر، بل هو صرخةٌ تتكسر على جدران الروتين، واستفهامٌ عميق يمس جوهر كرامة الإنسان في بيئة العمل المعاصرة.

إنّ النظرة التي تُعامل الموظف كـ "آلة" ليست وليدة فراغ، بل هي نتاج تراكماتٍ ثقافية واقتصادية وتكنولوجية، صاغت وعياً جمعياً يرى في الكفاءة القصوى والإنتاجية المتواصلة الغايةَ المُثلى، حتى لو كان ثمن ذلك هو استنزاف الروح وتبديد الجسد. ففي غمرة التسارع العالمي، ومع ضغوط المنافسة الشرسة التي لا ترحم، يجد المدير نفسه تحت مطرقةٍ وسندان؛ مطرقة التوقعات المتزايدة من الإدارة العليا، وسندان الأهداف الطموحة التي لا تعرف توقفًا. هذه الضغوط، وإن كانت حقيقية، لا تبرر بأي حال من الأحوال تحويل الإنسان إلى مجرد رقم في معادلة إنتاجية، أو ترساً يدور بلا كلل في عجلةٍ لا تتوقف. إنها تخلق ثقافةً يرى فيها المدير – ربما دون قصد – أن الاستجابة الفورية، حتى خارج أوقات العمل الرسمية، هي معيار الالتزام المطلق والنجاح الحتمي، وأن أي تأخير في الرد قد يُفسر على أنه قصور أو تقاعس، فينشأ بذلك خوفٌ خفيٌّ يدفعهم لتوسيع دائرة تأثير العمل لتشمل كل تفاصيل حياة الموظف.

لقد لعب التقدم التكنولوجي، الذي كان من المفترض أن يكون نعمةً تُحررنا من قيود الزمان والمكان، دوراً مزدوجاً في هذه الملحمة. فالأجهزة الذكية وتطبيقات التواصل الفوري ورسائل البريد الإلكتروني لم تعد مجرد أدوات للتواصل، بل أصبحت، للأسف، أغلالاً غير مرئية تُقيد روح الموظف. فبضغطة زر واحدة، يمكن لرسالة أن تعبر القارات، وتخترق جدران المنازل، وتقتحم قدسية اللحظات الشخصية الهادئة. هذا التدفق المستمر للمعلومات يخلق وهماً للإلحاح، فيشعر المدير بأن أي فكرة تخطر بباله، أو أي مهمة تظهر أمامه، يجب أن تُرسل فوراً، حتى لو كانت منتصف الليل، وكأن شروق الشمس وانتظار الصباح قد يُلغي أهميتها. هذا الوهم يُعزز فكرة أن العمل لا يتوقف، وأن حدود الزمان والمكان قد تلاشت، وأننا جميعاً جزء من نظام عالمي "يعمل على مدار الساعة". ينسى الكثيرون أن هذه التقنيات، بحد ذاتها، هي مجرد قنوات، وأن المسؤولية الأخلاقية في كيفية استخدامها تقع على عاتق الإنسان الذي يقف خلف الشاشة. إنها ليست ذنب التكنولوجيا، بل هي سوء استخدامها الذي يحولها من أداة للتحرير إلى وسيلة للاستعباد الخفي.

إنّ أثر هذه الممارسات على الموظف هو أثرٌ عميق ومدمر، لا يقتصر على التعب الجسدي فحسب، بل يمتد ليطال أعمق طبقات الوجود الإنساني. فعندما تُرسل رسالة بعد الدوام، أو عندما يُطلب ردٌّ فوريٌّ خارج الساعات الرسمية، فإن هذا لا يعني مجرد قراءة بريد إلكتروني، بل يعني اقتحامًا لحياةٍ شخصيةٍ لها قدسيتها وحرمتها. إنها لحظةٌ يُفترض أن تكون مخصصة للعائلة، للأصدقاء، للتأمل، للممارسة الهوايات، لإعادة شحن الطاقة، أو حتى لمجرد الاسترخاء في صمت. عندما تُكسر هذه اللحظات بشكل متكرر، فإن الموظف يعيش في حالةٍ من التأهب الدائم، وهو ما يُعرف بـ "اليقظة المفرطة للعمل". يصبح الهاتف المحمول، الذي كان رفيقاً، سيفاً مسلطاً على عنقه، يُذكره باستمرار بالواجبات المعلقة والمسؤوليات التي لا تنتهي. تتسرب القلق والتوتر إلى أوقات الراحة، فيتلاشى الخط الفاصل بين الحياة المهنية والشخصية، ويصبح المنزل مجرد امتداد للمكتب.

تتفاقم التداعيات النفسية لتشمل الأرق المزمن، والقلق المستمر، والاحتراق الوظيفي الذي يدمر الإبداع ويُطفئ الشغف. فالإنسان، على عكس الآلة، لا يملك بطاريات يمكن شحنها بسرعة بمجرد فصلها عن مصدر الطاقة. الروح تحتاج إلى وقت للنقاهة، والعقل يحتاج إلى فسحة للتأمل، والجسد يحتاج إلى راحة حقيقية لإعادة ترميم نفسه. عندما يُحرم الموظف من هذا الحق الأساسي، يصبح أقل إنتاجية، وأكثر عرضة للخطأ، وأقل قدرة على الابتكار. تتحول علاقته بالعمل إلى علاقة إرهاق واستنزاف، لا علاقة إبداع وإنجاز. يصبح العمل مصدرًا للقلق بدلاً من كونه مصدرًا للإلهام، وتتآكل تدريجياً قدرته على العطاء، ليس لقلة الكفاءة، بل بسبب قلة الراحة والتقدير لحاجاته الإنسانية. هذه الدوامة المُرهقة لا تضر الموظف وحده، بل تمتد لتضر علاقاته الأسرية والاجتماعية، وتُنهك صحته الجسدية والعقلية، لتتحول في النهاية إلى أعباء على المجتمع بأسره.

هنا يبرز السؤال الأخلاقي والفلسفي الأعمق: هل الموظف مجرد ترس في آلة كبرى، أم أنه كائن بشري له كرامته وحقوقه واحتياجاته؟ إنّ النظرة إليه كآلة تتجاهل جوهر الإنسانية، وتُنكر حقه في الاستقلالية والتحكم في حياته. إنها نظرة تتجاهل أن الإبداع الحقيقي، والإنتاجية المستدامة، والالتزام الصادق، لا يمكن أن ينبع من الضغط والإرهاق المستمر، بل ينبع من شعور الفرد بالتقدير، وبالانتماء، وبالقدرة على المساهمة بكامل طاقته في بيئة تحترم إنسانيته. إن "الحق في الانفصال" عن العمل بعد ساعات الدوام الرسمي، والذي بدأت بعض الدول تتبناه في قوانينها، ليس مجرد امتياز، بل هو حق أساسي يُعزز الصحة النفسية والجسدية، ويُمكن الأفراد من العيش حياة متوازنة، ويعكس فهماً أعمق لطبيعة العمل والعامل في العصر الحديث. إنه إقرار بأن قيمة الإنسان تتجاوز مجرد عدد الساعات التي يقضيها أمام شاشة الكمبيوتر أو في إنجاز المهام.

إنّ ثقافة "العمل اللامحدود" التي تتسرب عبر الرسائل الليلية لا تُساهم في بناء مؤسسات قوية ومستدامة. على العكس، إنها تُساهم في هجرة الكفاءات، وتُخلق بيئة عمل سامة تُعاني من ارتفاع معدلات دوران الموظفين، وانخفاض الروح المعنوية، وتدهور جودة العمل. فالموظف الذي يشعر بأنه مجرد آلة سيؤدي عمله بآلية، دون شغف أو ابتكار، وسيبحث عن أول فرصة للتحرر من هذا القيد غير المرئي. المؤسسات التي تتجاهل هذا البعد الإنساني تُخاطر بفقدان أثمن ما تملك: عقول موظفيها وقلوبهم وولائهم.

لقد آن الأوان لكي يُعيد المديرون النظر في هذا السلوك، ليس فقط من منطلق التعاطف، بل من منطلق الفهم العميق لمصلحة العمل على المدى الطويل. يجب أن يدركوا أن القيادة الحقيقية ليست في إجبار الموظفين على العمل بلا توقف، بل في إلهامهم وتحفيزهم، وتوفير البيئة التي تسمح لهم بالنمو والازدهار. هذا يتطلب تحولاً في العقلية، من التركيز على "التوفر الدائم" إلى التركيز على "الإنتاجية الفعالة" التي تُقدر جودة المخرجات لا كمية الساعات. يجب أن تُوضع حدود واضحة لأوقات العمل، وأن تُحترم تلك الحدود بلا استثناء. يمكن للرسائل العاجلة حقًا أن تُرسل عبر قنوات مخصصة للطوارئ، لكن غالبية الرسائل يمكنها الانتظار حتى صباح اليوم التالي.

يتطلب ذلك من الإدارات العليا تبني سياسات واضحة تُشجع على التوازن بين العمل والحياة، وتُقدم التدريب للمديرين حول القيادة الرحيمة والإدارة الفعالة للوقت. إنّ بناء ثقافة تنظيمية تُعلي من قيمة الرفاهية والصحة النفسية للموظف هو استثمارٌ حكيم يُجني ثماره على المدى الطويل في صورة ولاء موظفين، وزيادة في الابتكار، وتحسين في الأداء، وجذب لأفضل الكفاءات. فالموظف الذي يشعر بالراحة والتقدير، هو موظفٌ قادر على العطاء بكامل طاقته، والإبداع دون قيود، والنمو المستمر. إنّ كرامة الإنسان في العمل ليست مجرد شعار، بل هي أساس لأي ازدهار مستدام، لأي مؤسسة تطمح إلى مستقبلٍ مشرق لا تُرهقه آلة الإنتاجية الصماء. لنتذكر دائماً أن وراء كل شاشة، ووراء كل مهمة، إنسانٌ له حياةٌ تتجاوز جدران المكتب وساعات العمل.

في الختام، أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لإدارة الموقع الكريمة على هذه المنصة الثمينة التي تُتيح لنا طرح مثل هذه القضايا الحيوية، وأخص بالشكر والتقدير أخي الفاضل الذي يُساهم في إثراء هذا الصرح المعرفي. دام عطاؤكم وإبداعكم.

تحياتي / إحساس غالي

#إدارة_الموارد_البشرية #ثقافة_العمل #الصحة_النفسية #توازن_الحياة_والعمل #حق_الانفصال

#قيادة_رحيمة #الموظف_أولا #الاحتراق_الوظيفي #الاستنزاف_الرقمي

0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    422119
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى مطبوعات وصحافة
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى مطبوعات وصحافة
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 422119
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 58.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 7199
  • 22:53 - 2025/06/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
MVHMOUD

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    156355
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى التعارف الرياضي
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى التعارف الرياضي
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 156355
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 158.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 989
  • 19:12 - 2025/06/03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¯ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط¸ث†ط·آ§ط·آ¶ط¸ظ¹ط·آ¹ ط¸â€¦ط·ع¾ط¸ث†ط¸ظ¾ط·آ± ط¸â€‍ط¸â€‍ط·آ£ط·آ¹ط·آ¶ط·آ§ط·طŒ ط¸ظ¾ط¸â€ڑط·آ·.

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¬ط·آ§ط·طŒ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¯ط·آ®ط¸ث†ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·ع¾ط¸ئ’ ط·آ£ط¸ث† ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط·آ³ط·آ¬ط¸ظ¹ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ© ط·آ¬ط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ¯ط·آ©.

  • ط·آ¥ط·آ³ط¸â€¦ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ©: 
  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ© ط·آ§ط¸â€‍ط·آ³ط·آ±ط¸ظ¹ط·آ©: 

 لماذا يرسل 6 من كلّ 10 مديرين رسائل بعد الدوام وكأن الموظف آلة؟ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©