*** تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم *** المبحث الأول: الأصول عند القدامى 13ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
براء الدين 19

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    153144
نائب مراقب أدب وشعر
محرر بمجلة اقرأ
براء الدين 19
نائب مراقب أدب وشعر
محرر بمجلة اقرأ
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 153144
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 30.7
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 4990
  • 09:43 - 2025/05/31

https://i.imgur.com/262L53I.png

https://imgur.com/8m7aPuF.gifhttps://i.imgur.com/i12XLBo.gif

الكتاب: تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم
المؤلف: عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
الناشر: عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملطة العربية السعودية
الطبعة: الأولى، 1422هـ/2002م

 

 

وقد أحصيتُ ما في (مقاييس اللغة) مما زاد فيه على الثلاثة، ونصَّ ابن فارس على الزيادة فيه فألفيتُ عدته تسعاً وثلاثين ومائتي كلمة رباعيةٍ وأن فيه عشر كلمات خماسيةٍ، قال بزيادة حرفين في كل منها. وتلك الزيادات موزعة على الكلمة من أولها إلى آخرها؛ على النحو التالي:
ما وقعت الزيادة في أوله (فائه) وعدته تسع وثلاثون كلمة1.
ومن أمثلة ذلك قوله: "البَحْظَلَةُ: قالوا: أن يقفِزَ الرَّجلُ قفز اليَرْبُوع؛ فالباء زائدةٌ"2.
وقوله: "الحِبْجَرُ: وهو الوَتَرُ الغليظ ... والحاء فيه زائدة، وإنما الأصل الباء والجيم والراء"3.
وقوله: "العَمَلَّطُ: الشديد من الرجال ... وهذا مما زيدَ فيه العينُ"4.
ما وقعت الزيادة في ثانيه (عينه) وعدته ثلاث وثمانون كلمةً5، ومنه قوله "البِرْشاعُ: الذي لا فؤاد له، فالراء زائدة، وإنما
__________
1 المقاييس 1/332، 233، 334، 363، 508، 511، 2/114، 145، 338، 339، 340، 341، 3/54، 4/358، 360، 362، 363، 364، 365، 369، 370، 514، 5/118، 165، 483، 6/72.
2 المقاييس 1/332.
3 المقاييس 2/144.
4 المقاييس 4/368، 369.
5 المقاييس 1/332، 333، 334، 335، 508، 509، 510، 511، 512، 2/145، 251، 252، 337، 339، 340، 341، 3/52، 53، 55، 158؛ 159، 160، 172، 273، 350، 351، 352، 402، 457، 458، 459، 4/357، 358، 359، 361، 362، 363، 366، 365، 368، 370، 371، 372، 513، 5/116، 117، 118، 193، 194، 5/71،72.

هو من الباء والشين والعين"1.
وقوله: "الشُّرْسُوف ... وهي مَقَاطُّ الأضلاع؛ حيث يكون الغُضْرُوف الدَقيق؛ فالراء في ذلك زائدة، وإنما هو: شَسَفَ"2.
وقوله: "العَمَيْثَلُ: الضخم الثقيل ... وهذا مما زيدت فيه الميم، والأصل:عَثَلَ"3.
ج- ما وقعت الزيادة في ثالثه (لامه الأولى) وعدته سبع وخمسون كلمةً 4. فمن ذلك قوله: "الثَّعْلَبُ: مخرج الماء من الجَرِين؛ فهذا مأخوذ من: ثَعَبَ؛ اللام فيه زائدةٌ"5.
وقوله: "الخُذْرُوفُ: وهو السريع في جريه، والراء فيه زائدة"6.
وقوله: "العُبْسُورَةُ والعُبْسُرَةُ: الناقة السريعة ... والسين في ذلك
__________
1 المقاييس 1/332.
2 المقاييس 3/273.
3 المقاييس 4/371.
4 المقاييس 1/403، 509، 2/144، 136، 248، 250، 251، 252، 253، 337، 339، 340، 509، 510، 3/54، 159، 160، 272، 273، 350، 351، 352، 402، 457، 458، 4/371، 372، 430، 431، 357، 359، 362، 363، 367، 368، 5/116، 6/71، 72.
5 المقاييس 1/403.
6 المقاييس 2/252.

زائدة"1.
د-ما وقعت الزيادة في رابعه (لامه الثانية) وعدته ستون كلمة 2.
فمثاله قوله: "ومن ذلك قولهم للقصير: جَعْبَرٌ ... وتكون الراء زائدة"3.
وقوله: "الخَدَلَّجَةُ: وهي الممتلئة الساقين والذراعين، والجيم زائدة، وإنما هو من الخدالة"4.
وقوله: "بعير قُرَامِلٌ عظيمُ الخَلْقِ؛ وهذا مما زيدت لامه، وأصله القَرْمُ"5.
ويلَخِّصُ الجدول التالي الزوائدَ في كل موقع من الرّباعيّ عند ابنِ فارس:
موقع الزيادة ... الحرف الأول ... الحرف الثاني ... الحرف الثالث ... الحرف الرابع
العدد ... 39 ... 83 ... 57 ... 60
النسبة ... 16.31% ... 34.72% ... 23.84% ... 25.10%
__________
1 المقاييس 4/367، 368.
2 المقاييس 1/329، 332، 333، 334، 509، 2/143، 144، 145، 146، 248، 249، 510، 511، 3/52، 54، 160، 274، 349، 351، 401، 402، 457، 458، 359، 360، 362، 363، 365، 370، 373، 4/513، 514، 5/117، 118، 193، 483، 484، 6/71، 72.
3 المقاييس 1/510.
4 المقاييس 2/248.
5 المقاييس 5/118.

 

 

0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 6525
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 7630
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
أحساس غالي

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 6525
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 7630
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 41.6
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 157
  • 11:03 - 2025/05/31

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأزكى التحيّات لكم أيّها الأعضاء الكرام في هذا الفضاء الذي يجمعنا على محبّة الحرف وبهجة الفكر. ألتقي بكم اليوم، وفي خاطري توقّدٌ لغويٌّ يلمع مثل شرارةٍ في ليلٍ ساكن، لأُسافر وإيّاكم في رحلةٍ معمّقةٍ إلى عالمٍ قلّ من يتوقّف عند مفاصله الخفيّة: عالمُ تداخل الأصول اللغويّة وأثره في بناء المعجم؛ ذلك البناءُ الشامخ الذي ترفعُه الأجيال حجرًا فوق حجر، وترصّعه بخبرة الزمن، فيصير المرآة التي تنعكس عليها طبقات الحضارة وتحوّلات الذائقة وامتداد الرؤية الإنسانيّة.

لقد أرّق سؤال الأصل اللغوي ألسنةَ القدماء وقرائحهم منذ بواكير التفكير في ماهيّة الكلمة: كيف تنشأ؟ من أيّ رحمٍ جاءت؟ وأيّ خيوطٍ تربطها بسواها في شبكة اللغة الواسعة؟ في المبحث الأوّل—الذي طار اسمه بين الأسفار باسم «الأصول عند القدامى 13»—كان المشهد زاخمًا بالآراء: تجد ابن جنّي وهو يُفاضل بين الاشتقاق الأكبر والأصغر، وتجد الخليل وقد شدّ خيمته على حوافقة، يقلب الجذور في «العين» ليرى كيف تنقلب المعاني إذا ما انقلب الموضع، ثم يطلّ عليك سيبويه من علياءِ «الكتاب» ينقّب عن عللٍ كامنةٍ لا يدركها إلاّ من استأنس بدبيب الأصوات في خبايا الحلق واللسان. يُقابل هؤلاء طائفةٌ أخرى شدّت الرحال شمالًا وغربًا، تريد أن تقيس العربية على مقاييس المنطق القديم، فتُدخلها من باب القياس الأرسطي إلى فضاء التحليل، وتُحاكم الألفاظ على نصوصِ الفلاسفة والنسّاك والمتكلّمين على حدّ سواء. فإذا اجتمع هؤلاء كلّهم تحت قبة البحث، رأيت تداخل الأصول كأنّه نهرٌ تجري فيه روافد شتّى، بعضها صافٍ رقراق تُضيئه شمس البساطة، وبعضها عكرٌ يحمل طينَ المُجادلات المنطقيّة، لكنّهما يلتقيان أخيرًا ليُخصّبا شاطئ المعجم بالخصوبة والفتنة.

وما من شكّ في أنّ اللسانيّ المعاصر، حين يلقي عصاه بين هذين الرصيفين من التاريخ، يُدرك أنّ المعجم لا يقوم على حجرٍ واحد. إنّه يستبطن في طيّاته وشائج متشابكة: الأصول الصوتيّة، الأصول الدلاليّة، الأصول الصرفيّة، ثم الأصول الثقافيّة التي لا تقلّ أثرًا؛ فالكلمة لا تُولد في فراغ، بل تتشكّل في رحم الحكاية الجماعيّة، حيث تتلاقح الحاجات اليوميّة بالتطلّعات الروحيّة، فيُبنى اللفظ ليُلبّي حاجة التخاطب ثم يتّسع رويدًا رويدًا حتى يغدو رمزًا يدخل إلى الأدب والفلسفة والتشريع. هنا بالذات يظهر التداخل مثل خيوط النسّاج: تضمّ لونًا من هنا وصوتًا من هناك، وتستعير صورةً من مدوّنةٍ قديمة، لتُخيّطها في ثوب جديد. فإذا بك أمام معنىً يسافر على جناح الزمن، يغيّر ثوبه الخارجيّ لكنّه يحتفظ بملامح قَوامه الأول: الأصل.

ولقد كان القدماء، وهم يُشيّدون «المعجمات الأمّ» كـ «الصحاح» و«القاموس» و«لسان العرب»، في اشتباكٍ دائم مع هذا التداخل؛ فتراهم تارةً يستسلمون لمنطق الترتيب الصوتيّ ليُؤسّسوا لمعمارٍ يسهُل كشفُه، وتارةً يهربون إلى أعراف القبيلة ليُبرّروا تلك الفجوات التي لا يسدّها القياس وحده. هكذا تخلّقت عندهم طبقات من التفسير: تفسيرٌ يُعلّق الخيط الأوّل على الفطرة الصوتيّة، وتفسيرٌ يُرجع الخيط الثاني إلى العرف الثقافيّ، وثالثٌ يشدّ الوشيجة إلى الاستعمال البلاغيّ التراثي. وكلّما حاولوا تفكيك هذا النسج، ازداد تعقيدًا؛ لأنّهم إن فكّوا عقدةً في موضع، ارتبطت بخيطٍ آخر في موضعٍ بعيد، فكأنّ اللغة بَساطٌ من حَبكٍ سرّيٍّ لا يُقرأ كاملاً إلاّ من علٍ.

وإذا انتقلنا من رؤية الأسلاف إلى رؤى المحدثين، بدا لنا أنّ ثورة علم اللغة المقارن في القرنين الماضيين لم تفعل أكثر من تسليط ضوءٍ جديد على ما أحسّه القدماء intuitively؛ فالمعجميّ الأوروبّي وهو يضع نظريّة «الجذر الهنديّ–الأوروبيّ» أغرى الباحثَ العربيّ بأن يبحث عن «قرابةٍ بعيدة» تربطه بما لدى العجم. لكنّك لو أمعنت النظر، لوجدت أنّ ابن دريد في «الجمهرة» قد سبقهم إلى استشفاف قراباتٍ بين اللهجات حتى داخل البادية الواحدة، وأنّ أبا عليّ الفارسيّ جرّب معنى «المشترك الصوتيّ» وهو يعلّل قلب الهمزة ياءً أو واوًا على حسب المجانسة الصوتيّة. هكذا يُدرك القارئ أنّ شبكة الأصول لم تكن يومًا مقتصرةً على لغتنا وحدها، بل تكاد تُحاكي الأسلاكَ الكهربائيّة في مدينةٍ كوزموبوليتانيّة: تتّصل تحت الأرض، وتُضيء فوقها بلافتاتٍ مختلفة.

غير أنّ لصوت الأصول وقعًا يتجاوز المعجم حين يمتزج بالفكر الدينيّ والميتافيزيقيّ. فمنذ لحظة إعلان «القرآن» أنّ للعربيّة مكانةً في ميزان القداسة، اعتنق المفسّرون فكرةَ «التوقيف» اللفظيّ، فصار الأصل اللغويّ شاهدًا على حكمةٍ إلهيّة. ولئن بدا لبعضهم أنّ نزول النصّ قد جَمّد الدلالةَ في حيّزٍ رسميّ، فإنّ الواقع أنّه أطلقها في فضاءٍ تأويليٍّ رحب؛ إذ ما انفكّ علماءُ البيان يلتقطون الإشارات من جذور اللفظ ليبنوا عليها معراجًا لفهم الكون والشرع. وهنا، في المبحث الأوّل أيضًا، يقف الجاحظ مثالًا للإدهاش، حين جعل من «تطوّر اللفظ» مرآةً لتطوّر العقل، ورأى في تداخل الأصول مظهرًا من مظاهر الاتّساع الثقافيّ، لا ضياع الهوية. ومن الجاحظ إلى أبي حيّان الأندلسيّ إلى الزمخشريّ، تتوالى مصابيحٌ تُثبت أنّ المقاربة الأصوليّة ليست حكرًا على النحاة، بل يلجأ إليها الأصوليّ والفقيه والمتصوّف، كلٌّ يريد أن يطوّع اللغة لتُغنّي أغنيته هو.

أمّا في رحاب الشعر، فقد بدت الأصول كطبقاتٍ جيولوجيّة تطلّ عبر الشقوق حين يثور البركان العاطفيّ. الكلمة في البيت العربيّ، قبل أن تعبر إلى الأسماع، تكون قد خاضت تجربةَ اجتراح الأصل من ذاكرة القبيلة، ثم زرعته في تربة التجربة الفرديّة، ثم سقته بمطر الخيال. فإذا خرجت، تلوّنت بأعراقٍ من الصحراء وحفيفٍ من المدن وعطورٍ من الأسطورة. أليس هذا ما جعل المتنبي مثلًا يُحيي جذورًا مندثرة ليخلق منها سيولًا دلاليّةً جديدة؟ إنّه يدعونا إلى أن نرى المعجم حقلًا حيًّا، وأن نفهم أنّ تداخل الأصول ليس مجرّد لعبة أكاديميّة، بل سرّ بقاء الشعر فتّيًا على امتداد الزمن.

وقد يسأل سائل: وما الفائدة من هذا التداخل اليوم؟ أقول: إنّ المعجم الحديث الذي نطالع صفحاته الرقميّة في الهواتف ليس إلاّ حصيلةً هائلةً من عمليات الامتزاج. خذ كلمةً مثل «هاتف»؛ كانت تعني في الأصل ذاك الصوت الخفيّ الذي يلوح في البيداء. ثم، لمّا اخترع الإنسان جهاز التخاطب، تعلّقت به الكلمة، فوسّعت معناها، لكنّها في الوقت نفسه حملت ذاكرة الصحراء إلى رحم التكنولوجيا. انظر إلى «سيّارة» التي خرجت من رحلٍ تجاريٍّ صحراويّ إلى عربةٍ ذات محرّك، ثم إلى مركبةٍ كهربائيّة ذاتية القيادة في شوارع المستقبل. كلّ انتقالٍ هنا هو تشابك أصلٍ لغويٍّ بمتطلّبٍ حضاريٍّ آنيّ، فإذا بنا نقرأ، ونحن نظنّ أنّنا نستخدم لفظًا حديثًا، سجلًا قديمًا يحفر داخل وعينا بلا استئذان.

إنّ التحدّي الأكبر الذي يواجه معجميَّ اليوم هو كيف يرصُد هذا التداخل بلا أن يُسقِط تفصيلًا من تاريخ الكلمة؛ فالتقنيّ يُريد وصفًا دقيقًا لأداة العصر، لكنّ الباحث التراثيَّ يرفض أن يُدفن الأصل في حفرة النسيان. ومن هنا جاء الاهتمام بالمنصّات المفتوحة، حيث يمكن أن تُكتب الكلمة في طبقاتٍ زمنيةٍ مثل خريطةٍ تؤرّخ سفرها الطويل. إنّنا نشهد إذن ولادة معجمٍ جديدٍ متعدد المستويات، لا يُقصي الماضي ولا يُجَمّد الحاضر، بل يسمح للتداخل بأن يكون ظاهرةً مَرئيّةً، فيراه الطالب والكاتب والمهندس.

وإذا أردنا أن نلخِّص درس «المبحث الأوّل: الأصول عند القدامى 13» في جملةٍ واحدة، لقلنا: إنّ اللغة وَعاءٌ حيّ، والأصلُ فيها كالجذر في الشجرة؛ قد يختفي تحت التراب، لكنّه يضخُّ الحياة إلى الأوراق والأغصان والثمار، وإنّ المعجم—باعتباره سجلًّا للبشر—لا يستقيم بغير فهم دقيق لهذا النبض المخبوء. وكلّ محاولةٍ لفصل الكلمة عن أصولها إنّما تسرق منها ذكاءها التاريخيّ، وتحوّلها إلى جثمانٍ لفظيٍّ بلا روح.

أحبّتي الكرام، إنّي إذ أستودعكم هذا البُعد من التأمل، أذكّركم بأنّ كلّ رحلةٍ في أرض الأصول اللغويّة إنّما هي رحلةٌ في فهم الذات الحضاريّة. وليست اللغة أدواتِ تواصلٍ فحسب، بل هي شرايينُ ذاكرةٍ تُؤطّر وجودنا الإنسانيّ. فحافظوا على هذه الشرايين، واسقوها بما استطعتم من ماء البحث والتدبّر والإبداع، لئلّا يقسو الزمان على سواقي الفكر، فتجفّ وتضيع في هجير النسيان.

وفي الختام، لا يسعني إلاّ أن أتقدّم بوافر الشكر والتقدير لإدارة الموقع الموقّرة التي تفسح لنا هذه المنابر، وللإخوة الكرام الذين يشاركون بأفكارهم ويصوغون بمدادهم جسورَ التواصل المعرفيّ. دُمتم ذخرًا للحرف، ومشاعلَ لا تنطفئ في ليل الحضارة.

تحيّاتي / إحساس غالي

#التداخل_اللغوي #الأصول #المعجم #التراث

#القدامى #المدرسة_اللسانية #فلسفة_الكلمة

#إبداع #معرفة

0📊0👍0👏0👌
اخدم شغلك صديقي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 444875
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 709036
مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التعليم الجامعي
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الشعر الفصيح
اخدم شغلك صديقي

مشرف سابق
عضو فريق العمل
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التعليم الجامعي
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الشعر الفصيح
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 444875
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 709036
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 123.7
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 3597
  • 17:46 - 2025/05/31
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ
الزير
0📊0👍0👏0👌
Aysar Barca

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    35539
مشرف اللغات واللهجات
مشرف عالم السياحة
مشرف عالم الحيوان والنبات
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
Aysar Barca

مشرف اللغات واللهجات
مشرف عالم السياحة
مشرف عالم الحيوان والنبات
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى الأرض والبيئة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 35539
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 5.5
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6494
  • 20:20 - 2025/05/31

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لإنجاز مميز وموضوعات رائعة، يعكس إبداعًا عاليًا.

سلمت الأيادي التي ساهمت في هذا الطرح المتميز.

بارك الله فيك، ونتمنى أن لا تحرمنا من إبداعاتك المستمرة وتميزك.

استمر في تقديم كل جديد ومفيد، فنحن في انتظار كل جديد منك.

وجودك المستمر معنا يضيف جمالًا وتميزًا.

0📊0👍0👏0👌
MVHMOUD

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    156125
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى التعارف الرياضي
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى التاريخ الإسلامي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى التعارف الرياضي
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 156125
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 159.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 981
  • 07:14 - 2025/06/03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¯ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط¸ث†ط·آ§ط·آ¶ط¸ظ¹ط·آ¹ ط¸â€¦ط·ع¾ط¸ث†ط¸ظ¾ط·آ± ط¸â€‍ط¸â€‍ط·آ£ط·آ¹ط·آ¶ط·آ§ط·طŒ ط¸ظ¾ط¸â€ڑط·آ·.

ط·آ§ط¸â€‍ط·آ±ط·آ¬ط·آ§ط·طŒ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¯ط·آ®ط¸ث†ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·ع¾ط¸ئ’ ط·آ£ط¸ث† ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط·آ³ط·آ¬ط¸ظ¹ط¸â€‍ ط·آ¨ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ© ط·آ¬ط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ¯ط·آ©.

  • ط·آ¥ط·آ³ط¸â€¦ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ¶ط¸ث†ط¸ظ¹ط·آ©: 
  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ© ط·آ§ط¸â€‍ط·آ³ط·آ±ط¸ظ¹ط·آ©: 

 *** تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم *** المبحث الأول: الأصول عند القدامى 13ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©