مكانة كبار السن في الإسلام

يُولي الإسلام كبار السن مكانة عظيمة، ويُشدد على ضرورة برهم والإحسان إليهم، خاصة في مرحلة الشيخوخة. قال تعالى:

"وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَو كِلَٰهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَآ قَولًا كَرِيمًا"
[الإسراء: 23]

كما ورد في الحديث الشريف:

"إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم"
(رواه أبو داود)

ويُظهر هذا الحديث مدى احترام الإسلام لكبار السن، واعتباره الإحسان إليهم وإكرامهم من الأعمال التي تجلُّ الله عزَّ وجلَّ.

أوجه الرعاية والاحترام
1. بر الوالدين
يُعد بر الوالدين من أعظم القربات في الإسلام، خاصة عندما يبلغان الكبر. وقد ورد في الحديث:

"ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا"
(رواه الترمذي)

ويُظهر هذا الحديث أهمية توقير كبار السن والاعتناء بهم.

2. تيسير العبادات
أجاز الإسلام للمسنين التخفيف في أداء العبادات، مثل:

الصلاة: يجوز لهم الصلاة جالسًا أو راقدًا إذا شق عليهم القيام أو الجلوس.

الصيام: إذا كان الصيام يُضر بصحتهم، يُسمح لهم بالإفطار مع إطعام مسكين عن كل يوم.

الحج: إذا لم يستطيعوا أداء مناسك الحج بأنفسهم، يجوز لهم أن يُرسلوا من يؤديه عنهم.

3. المعاملة الاجتماعية
حثَّ الإسلام على معاملة كبار السن بلطف واحترام، مثل:

البدء بالسلام: يُستحب أن يبدأ الصغير بالسلام على الكبير.

تقديمهم في المجالس: يُفضل تقديمهم في مجالس الضيافة والمناسبات.

الاستماع إليهم: الإنصات إليهم وإعطاؤهم فرصة للتعبير عن آرائهم.

مسؤولية المجتمع
الإسلام لا يقتصر في رعايته لكبار السن على النطاق الأسري فقط، بل يدعو المجتمع بأسره إلى المساهمة في توفير الرعاية اللازمة لهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا"
(رواه الترمذي)

وهذا يدل على أن احترام كبار السن وتوقيرهم من القيم الأساسية التي حثَّ عليها الإسلام.