النقش على النحاس

تعتبر هذه الحرفة من أقدم الصناعات في التاريخ، وتعود إلى العصر النحاسي، أي قبل قرابة 5500 عام قبل الميلاد، وكانت مقتصرة على الرجال فقط، لكن في السنوات الأخيرة أقيمت دورات تدريبية للنساء ليتعلمن هذه المهنة، بهدف إعادة إحيائها من جديد وإضافة دخل مادي للعائلات.
عرف الأتراك هذه المهنة منذ زمن الدولة العثمانية ومؤخرًا أصبحت مهددة بالزوال والاندثار في السنوات الأخيرة بسبب قلة الإقبال عليها وارتفاع أسعار المواد الأولية ووفرة المنتجات البديلة وعدم اهتمام الأجيال الناشئة بها، وتعتبر إرث ثقافي يعبر عن تاريخ الدولة وهويتها الإسلامية بسبب النقوش المرسومة داخلها.
تشتهر مدينة غازي عنتاب بهذه الصناعة التي استخدمت النحاسيات في صناعة النقود المعدنية وأواني الطعام وأدوات الزينة، ودمجه في اللوحات والقطع الفنية، وهي ضرورة من ضروريات المنزل التركي، يذكر أن العثمانيين استمدوها من مدن حوض البحر المتوسط مثل حلب ودمشق والقدس، واعتادوا على النقش على مستلزمات المطبخ حتى تستخدم في الأفراح والعزائم.
توجد سوق باسم “النحاسين” تحتوي على جميع أنواع وأشكال القطع النحاسية التي تجذب أعدادًا كبيرة من السياح الأجانب، هذا بالإضافة إلى السوق الموجودة في مدينة دياربكر التي يبلغ عمرها أكثر من 100 سنة، لكن انقطاع تدفق الناس على هذه المشغولات اليدوية أثر بشكل كبير على حيوية هذه السوق ومستقبل هذه الحرفة التي تنعدم تدريجيًا.