من سواحل الفارق المدى الكبير سواحل خليج فندي والذي سبق ذكره آنفا حيث يوجد به أكبر مد ربيعي في العالم ( ١٩,١ ) وخليج سانت ميتشل St. Michel Bay بشبه جزيرة بريتني بفرنسا (١٦,١ م ) والواقع أن شكل الخلجان وطبيعة شواطئها تساعد في اتساع الفارق المدي، فمع اقتراب الجبهة المدية tidal front من الخليج أو الشرم الساحلي فإنها تضيق نسبيا وتتقلص حركتها بواسطة الشواطئ المحيطة بها وبالتالي يزداد ارتفاع الموجة المدية.

ومن المناطق ذات الفارق المدى الكبير قناة بريستول (١٢ م) والقنال الإنجليزي. ويعد خليج تشيسابيك بالولايات  المتحدة من المناطق القليلة التي يظهر بها نمط الموجة المدية بصورة مباشرة حيث تتقدم مياه داخل الخليج في سلسلة من الأمواج تتحرك ببطء نسبي , كما تحدث في مياه نهر الأمازون موجة مدية يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار ويساعد على ارتفاعها تقابل المياه القادمة من البحر مع المياه المتدفقة إليه بواسطة النهر مثلما الحال في مصب نهر سيفرن. وكثيرا ما تمتد مياه المد داخل المجاري الدنيا للأنهار لمسافات تصل إلى نحو ٨٠ كيلو متر كما هو الحال في نهر الأمزون ونهر لابلاتا بالأرجنتين ونهر فيكتوريا بأستراليا , والواقع أن التباينات في الفارق المدى من منطقة إلى أخرى له أهميته الكبيرة في الدراسة الجيومورفولوجية للسواحل حيث يشمل منطقة واسعة ( أكثر من ٢ كم ) من المسطحات الرملية والطينية التي تنكشف أثناء الجزر مثلما الحال في خليج سانت ميتشل بفرنسا، وتوضح خريطة  رقم (١) دلتا مدية على ساحل نيوساوث ويلز.

وقد يزداد اتساع المستنقعات ويزداد تطورها على طول السواحل المحمية ذات الفارق المدى الكبير, وفي حالة سواحل الفارق المدى الصغير نجد أن طاقة الموجة تتركز بثبات على مواضع محدودة مما يؤدي إلى سهولة نحت الجروف وإعاقة نمو وتطور السبخات والملاحات الساحلية.