غبار الحنين
الإهداء: إليها٬ أثارت « غبار الحنين» فاستثارت خواطري و كان ما كان…
ـــــــــ
أزهراء هاتي الكِسا دثّريني
و ردّي إليّ ثبات يقيني
°°°
فإنّ السّماء أزاحت حجابا
و بعد الحواجب مَنْ للعيون؟!
°°°
لماذا كسرتِ سكون اللّيالي؟
لماذا أثرتِ « غبار الحنين »؟
°°°
ألا تعلمين بأنّ صُروحي
تُهدّ بهمْسٍ و وخْزٍ مَهين
°°°
فليستْ صروحي سوى صبْر عُمْر
تلقّى النوائب في كلّ حين
°°°
تجلّدتُ حتى تجمّد مائي
و قد كان يجري فراتا، بِدُوني
°°°
ازهراء طوفان نوح رحيم
و طوفانك اليوم دكّ سفيني
°°°
اناديك زهراء و الموج عاتٍ
و لستُ أنادي لكيْ تنقذيني
°°°
أناديك زهراء يا آل بيتي
و ما بيتنا بيْت صخر و طين
°°°
فبيْت السّجايا كثير المزايا
يُقام بقلبٍ سليمٍ أمين
°°°
و صوْنه ذكر لسان مُصان
عن الموبقات، فصيحٍ مُبين
°°°
لسانك زهراء جاد بريح
أذابت رواسب كلّ سنيني
°°°
و صارت هوامش عُمْري مُتونا
و طارت كما الريش كلّ متوني
°°°
و قلبك أرخى لقلبي عنانا
فصار بُراقا بغير قرين
°°°
سرى نحْو طفل بغزة يلهو
أثار غبار الرّكام الحزين
°°°
و حين الصّلاة توضأ صْبرا
و في الكافرين تلا “لي دينِ”
°°°
لكُمْ أهل غزة دينٌ حنيف
و للعالمين تُرى أيّ دين؟!
°°°
أيا قلب عرّجْ إلى حيث تلْقى
ضياءَ النبيّ الكريم الأمين
°°°
و موسى و عيسى و أُوليَ عزْم
من المرسلين عسى يُرشدوني
°°°
فقد خاب ظنّي بقومي جميعا
و بالله لا، لن تخيب ظنوني
°°°
تجلّتْ ضياءٌ مِدادا نديّا
يخطّ كتابا بلوْح جبيني
°°°
أزهراء منّا عليكِ سلام
بعزة ربّك لا تستكيني
°°°
و هُزي إليك بجذع الأماني
تُساقطْ عليك ثمار الغصون
°°°
فعينكِ حين تقرّ سُرورا
تكون شفاءً لداء العيون
°°°
و ثغركِ عنْد التبسّم كأسا
تلذّ لشاربها٬ مِنْ مَعين
°°°
لقد شرح الله صدرا حنونا
فطوبى لذاك الحليم الحنون
°°°
أزهراء فيك الفصيحُ تجلّى
ببنْت الشفاه فهل مِنْ فَطين؟!
°°°
و نادى أَقَوْم متى تستفيقوا
فما فاز نومٌ على ذي العيون
°°°
فشدّوا الرّحال لقدْسٍ تُنادي
و تصرخ ربّاه انت مُعيني
°°°
أشاعوا السّلام خيارا وحيدا
و طُهْري السّلاحُ إذا خيّروني
°°°
فإنّ النجاسة حولي تمادتْ
تنادتْ لتطْمس مجدي و ديني
°°°
أزهْر المدائن يُشْرى ببخْس
كما بيع يوسف بيع المُهين؟!
°°°
أما مِنْ «صلاح» يفكّ حصاري
فما مِنْ صلاح بصفْق القُرون !
°°°
دعوتك زهراء و الصّدْر يغلي
و عجّت بقلبي رياح الحنين
°°°
فإنْ مِتُّ غيضا على حال قوْمي
و إنْ متّ عشقا لنصْر مُبين
°°°
فخُطي على شاهدي كانَ حُلْما
و لكنْ رويدك أنْ تعزفيني
°°°
فعزْفي أنينٌ بناي الأماني
سلمتِ أيا زهرتي مِنْ انيني
ـــــ
سلمتم جميعا.