خلف ستار الانتظار،
ثمة أرواح تُمسك أنفاسها كي لا تنهار،
تُخبئ دموعها خلف ابتسامة هشة،
وتخشى أن تبوح فتخسر ما تبقى من صبرها.
هناك، حيث لا يصل الضوء،
تتكدس الأمنيات كرسائل لم تُفتح بعد،
كل واحدة منها تحمل رائحة شخصٍ لم يأتِ،
وصدى صوت وعدٍ تلاشى قبل أن يتحقق.
خلف هذا الستار،
أجلس أنا، لا أطلب الكثير،
فقط لحظة صدق،
حضن يشبه الوطن،
ويد تربّت على قلبي وتقول: “أنا هنا… ولن أذهب.”
أحيانًا،
أشعر أن الانتظار ليس لمن نحب،
بل لما كنّا عليه قبل أن نفقد الأمل،
كأننا ننتظر أنفسنا أن تعود،
بملامح أقل خيبة، وأحلام أقل وجعًا.
تمرّ الليالي،
وكلما فتحنا نافذة الرجاء،
صفعتنا رياح اللامبالاة،
فنغلقها من جديد،
ونعيد الستار إلى مكانه…
كي لا يرى أحد كم نحن هشّون، وكم تعبنا من الصبر.
لكن رغم كل شيء،
لا نُطفئ النور بالكامل،
نترك شعاعًا صغيرًا…
يشبه أمنية لم تمت،
ونهمس في الظلمة: “ربّي، إن تأخر اللقاء، فلا تؤخر العوض.
قلمي