لُغَـةُ الأَرْض / بقلميآخر
الصفحة
عبدالحق الغربي
  • المشاركات: 1351
    نقاط التميز: 737
كاتب خواطر
عبدالحق الغربي
كاتب خواطر
المشاركات: 1351
نقاط التميز: 737
معدل المشاركات يوميا: 0.2
الأيام منذ الإنضمام: 6867
  • 16:36 - 2025/05/28

لُـغَـةُ الأَرْض

*******

أَيَنْدَثِرُ ذِكْرُ من مشى فَوقَ الثَّرى

أَلَيْسَ للظِّلِّ أَثَر يُذْكَر

الأَرْضُ مِثْلُ الوَرَقْ

تَذْكُرُ مَن خَطَّ بِخَطْوِهِ فَوْقَها

الأَرْضُ تَحْكِي تَارِيخَها لِمَنْ وَفَد

مَنْ قَال: لا ،فَقَدْ كَذَب

مَنْ قَالَ للنَّهْرِ أَنْ مِن هُنا المَمَر

منْ كَساها بِنَفْسِ الرِّدَاء كـُلَ حَوْل

مَن أَوْرَثَ لَوْنَ العُيُون و الحَوَرْ

مَنْ لَقَّنَ اليَتِيمَ رَفْضَ الخُنُوع

مَنْ عَلّـّمَ العَدِيم أَن الشرَف لا يُباع

أَيَّتُهَا الرِّيحُ زَمْجِرِي كَيفما شِئْتِ

حَتْماً لَنْ تـُفْلِحِي

و إِنْ أَنْتِ اقْتَلَعْتِ الحَجَرْ

سَتَنْثُرِين بِفِعْلِكِ حُبُوب اللِّقَاح

رَغْماً عَنْكِ ستَطال أَبْعَدِ المَدى

كَي تَحدث ببطشك و تنقل الخبر

أيَّتُهَا السَّنَابِلُ لا تَحْزَني

سَيَنْقَضي المَصِيف و الخَرِيف

سَيَأْتِي بَعْدَ العَصْفِ غَيْثُ المَطَر

سَيَرْتَوِي الحَصِيدُ بأَطْهَرِ الدِّمَاء

سَتَحْكي الأَرض مَا جَرى

سَيَنْبُتُ فَوْقَها جَنِيسُ ما نـُثِر

********

بقلم : عبدالحق الغربي

17:53 - 2025/05/28: آخر تغيير للنص بواسطة عبدالحق الغربي
عدد مرات تغيير النص: 7

0📊0👍0👏0👌
حيدرة العراق

  • المشاركات: 28261
    نقاط التميز: 1634
مشرف سابق
عضو فريق العمل
حيدرة العراق

مشرف سابق
عضو فريق العمل
المشاركات: 28261
نقاط التميز: 1634
معدل المشاركات يوميا: 4
الأيام منذ الإنضمام: 7151
  • 17:57 - 2025/05/28

نقد أدبي لقصيدة “لغة الأرض”

قصيدة "لغة الأرض" نص شعري يفيض بالعاطفة والقيم الإنسانية، ويقدم رؤية فلسفية عميقة حول الخلود والأثر الذي يتركه الإنسان على هذه الأرض. تتميز القصيدة بعدة جوانب قوة، لكنها قد تستفيد أيضًا من بعض التعديلات لتعزيز تأثيرها الفني.

المحور الفكري والعاطفي

تطرح القصيدة سؤالًا جوهريًا حول بقاء ذكرى الإنسان وأثره بعد رحيله، لتجيب عنه بإصرار وثقة بأن الأرض تحتفظ بآثار من مشى عليها. الفكرة الرئيسية تتمحور حول خلود الأثر، وأن الأرض ليست مجرد مساحة مادية، بل هي سجل حي يوثق قصص البشر وأفعالهم. تتجلى العاطفة الصادقة في الدفاع عن قيم مثل الشرف، العزة، ورفض الخنوع، وتؤكد على أن هذه القيم لا تزول بل تتجدد. الرسالة واضحة: الأفعال النبيلة لا تضيع، بل تتناقلها الأجيال وتستمر في التأثير.

الصور الشعرية واللغة

تستخدم القصيدة صورًا شعرية قوية ومعبرة تخدم فكرتها المحورية. مقارنة الأرض بالورقة التي تسجل خطى البشر ("الأَرْضُ مِثْلُ الوَرَقْ / تَذْكُرُ مَن خَطَّ بِخَطْوِهِ فَوْقَها") هي صورة مبتكرة وجميلة. كذلك، تصوير الريح كقوة تحاول الاقتلاع لكنها تفشل في القضاء على الأثر، بل تنثر حبوب اللقاح لتوصلها لأبعد مدى، هي صورة دلالية غنية تعزز فكرة البقاء والتجدد ("أَيَّتُهَا الرِّيحُ زَمْجِرِي كَيفما شِئْتِ / حَتْماً لَنْ تـُفْلِحِي / و إِنْ أَنْتِ اقْتَلَعْتِ الحَجَرْ / سَتَنْثُرِين بِفِعْلِكِ حُبُوب اللِّقَاح").

اللغة المستخدمة مباشرة وواضحة، مما يسهل وصول المعنى إلى القارئ. هناك استخدام جيد لأسلوب التساؤل البلاغي في البداية ("أَيَنْدَثِرُ ذِكْرُ من مشى فَوقَ الثَّرى / أَلَيْسَ للظِّلِّ أَثَر يُذْكَر") لشد الانتباه، ثم الإجابة القاطعة التي تتبنى موقفًا حاسمًا.

الإيقاع والوزن

تفتقر القصيدة إلى وزن شعري موحد أو بحر عروضي واضح، مما يمنحها طابع الشعر الحر. هذا الاختيار قد يكون مقصودًا لمنح الشاعر مساحة أكبر للتعبير التلقائي. ومع ذلك، فإن بعض التكرار في بنية الجملة أو بعض الكلمات يمكن أن يؤثر على الإيقاع العام. على سبيل المثال، تكرار "مَنْ" في عدة أبيات متتالية قد يجعل النص يبدو أقرب إلى سرد تعدادي في بعض المقاطع.

الملاحظات والتحسينات

* التكثيف الشعري: بعض العبارات قد تستفيد من التكثيف لزيادة التأثير. على سبيل المثال، بدلًا من "الأَرْضُ تَحْكِي تَارِيخَها لِمَنْ وَفَد / مَنْ قَال: لا ،فَقَدْ كَذَب"، يمكن دمج الفكرتين أو تقديمها بصورة أكثر إيجازًا.

* التنوع اللغوي: على الرغم من وضوح اللغة، فإن تنويع المفردات والصيغ البلاغية قد يثري النص ويضيف إليه أبعادًا جمالية إضافية.

* خاتمة القصيدة: الخاتمة قوية وتعزز الفكرة الرئيسية: "سَيَرْتَوِي الحَصِيدُ بأَطْهَرِ الدِّمَاء / سَتَحْكي الأَرض مَا جَرى / سَيَنْبُتُ فَوْقَها جَنِيسُ ما نـُثِر". هذه الأبيات تلخص رسالة القصيدة وتؤكد على فكرة التضحية والتجديد المستمر.

الخلاصة

"لغة الأرض" قصيدة تحمل رسالة إنسانية نبيلة وتتسم بالصدق والعفوية. إنها تذكرة بأهمية الأثر الذي نتركه وراءنا وبأن الأرض تحتفظ بذاكرة حية لمن عليها. على الرغم من أن بعض الجوانب الفنية قد تستفيد من مزيد من الصقل، إلا أن القصيدة تظل عملًا شعريًا مؤثرًا يحمل قيمة فكرية وعاطفية كبيرة.

تحياتي لك

المهندس حيدر الشمري

0📊0👍0👏0👌
عبدالحق الغربي
  • المشاركات: 1351
    نقاط التميز: 737
كاتب خواطر
عبدالحق الغربي
كاتب خواطر
المشاركات: 1351
نقاط التميز: 737
معدل المشاركات يوميا: 0.2
الأيام منذ الإنضمام: 6867
  • 19:01 - 2025/05/28

إقتباس لمشاركة: @حيدرة العراق 17:57 - 2025/05/28

نقد أدبي لقصيدة “لغة الأرض”

قصيدة "لغة الأرض" نص شعري يفيض بالعاطفة والقيم الإنسانية، ويقدم رؤية فلسفية عميقة حول الخلود والأثر الذي يتركه الإنسان على هذه الأرض. تتميز القصيدة بعدة جوانب قوة، لكنها قد تستفيد أيضًا من بعض التعديلات لتعزيز تأثيرها الفني.

المحور الفكري والعاطفي

تطرح القصيدة سؤالًا جوهريًا حول بقاء ذكرى الإنسان وأثره بعد رحيله، لتجيب عنه بإصرار وثقة بأن الأرض تحتفظ بآثار من مشى عليها. الفكرة الرئيسية تتمحور حول خلود الأثر، وأن الأرض ليست مجرد مساحة مادية، بل هي سجل حي يوثق قصص البشر وأفعالهم. تتجلى العاطفة الصادقة في الدفاع عن قيم مثل الشرف، العزة، ورفض الخنوع، وتؤكد على أن هذه القيم لا تزول بل تتجدد. الرسالة واضحة: الأفعال النبيلة لا تضيع، بل تتناقلها الأجيال وتستمر في التأثير.

الصور الشعرية واللغة

تستخدم القصيدة صورًا شعرية قوية ومعبرة تخدم فكرتها المحورية. مقارنة الأرض بالورقة التي تسجل خطى البشر ("الأَرْضُ مِثْلُ الوَرَقْ / تَذْكُرُ مَن خَطَّ بِخَطْوِهِ فَوْقَها") هي صورة مبتكرة وجميلة. كذلك، تصوير الريح كقوة تحاول الاقتلاع لكنها تفشل في القضاء على الأثر، بل تنثر حبوب اللقاح لتوصلها لأبعد مدى، هي صورة دلالية غنية تعزز فكرة البقاء والتجدد ("أَيَّتُهَا الرِّيحُ زَمْجِرِي كَيفما شِئْتِ / حَتْماً لَنْ تـُفْلِحِي / و إِنْ أَنْتِ اقْتَلَعْتِ الحَجَرْ / سَتَنْثُرِين بِفِعْلِكِ حُبُوب اللِّقَاح").

اللغة المستخدمة مباشرة وواضحة، مما يسهل وصول المعنى إلى القارئ. هناك استخدام جيد لأسلوب التساؤل البلاغي في البداية ("أَيَنْدَثِرُ ذِكْرُ من مشى فَوقَ الثَّرى / أَلَيْسَ للظِّلِّ أَثَر يُذْكَر") لشد الانتباه، ثم الإجابة القاطعة التي تتبنى موقفًا حاسمًا.

الإيقاع والوزن

تفتقر القصيدة إلى وزن شعري موحد أو بحر عروضي واضح، مما يمنحها طابع الشعر الحر. هذا الاختيار قد يكون مقصودًا لمنح الشاعر مساحة أكبر للتعبير التلقائي. ومع ذلك، فإن بعض التكرار في بنية الجملة أو بعض الكلمات يمكن أن يؤثر على الإيقاع العام. على سبيل المثال، تكرار "مَنْ" في عدة أبيات متتالية قد يجعل النص يبدو أقرب إلى سرد تعدادي في بعض المقاطع.

الملاحظات والتحسينات

* التكثيف الشعري: بعض العبارات قد تستفيد من التكثيف لزيادة التأثير. على سبيل المثال، بدلًا من "الأَرْضُ تَحْكِي تَارِيخَها لِمَنْ وَفَد / مَنْ قَال: لا ،فَقَدْ كَذَب"، يمكن دمج الفكرتين أو تقديمها بصورة أكثر إيجازًا.

* التنوع اللغوي: على الرغم من وضوح اللغة، فإن تنويع المفردات والصيغ البلاغية قد يثري النص ويضيف إليه أبعادًا جمالية إضافية.

* خاتمة القصيدة: الخاتمة قوية وتعزز الفكرة الرئيسية: "سَيَرْتَوِي الحَصِيدُ بأَطْهَرِ الدِّمَاء / سَتَحْكي الأَرض مَا جَرى / سَيَنْبُتُ فَوْقَها جَنِيسُ ما نـُثِر". هذه الأبيات تلخص رسالة القصيدة وتؤكد على فكرة التضحية والتجديد المستمر.

الخلاصة

"لغة الأرض" قصيدة تحمل رسالة إنسانية نبيلة وتتسم بالصدق والعفوية. إنها تذكرة بأهمية الأثر الذي نتركه وراءنا وبأن الأرض تحتفظ بذاكرة حية لمن عليها. على الرغم من أن بعض الجوانب الفنية قد تستفيد من مزيد من الصقل، إلا أن القصيدة تظل عملًا شعريًا مؤثرًا يحمل قيمة فكرية وعاطفية كبيرة.

تحياتي لك

المهندس حيدر الشمري

السلام عليكم

أخي حيدر يسعدني تواجدك بالمنتدى ، و ربما كنتَ أنت السبب في تَعَجُّلي بطرح مشاركتي هذة و هي وليدة الأمس فقط بعد أن قرأتُ نقدك لمشاركتي الفائتة لأنني استحسنتُ تواجد متذوق مثلك ، وإنني لأوافقك الرأي في وجود بعض ما يجب صقله حتى يصبح أكثر جمالية من الذي هي عليه مشاركتي هذه و التي قد يطغى عليها الطابع السردي في بعض الأحيان .

و قد يُعْذَرُ المحب للحرف إن وجد من يتفهم أن الكتابة إحساس آنِيٌّ قد لا يتسع صبر المهووس به لانتظار وقت و لا كيفية البوح بعشقه. فقد قال أحدهم لبثينة معشوقة جميل : لا أرى فيك شيئا مما قاله جميل ، فأجابته : إنك لم تَرَني بالعيون التي في رأس جميل .

شكرا لمروركم و تفضلك بالرد و النقد .

0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 لُغَـةُ الأَرْض / بقلميبداية
الصفحة