
الحياة ليست طريقًا مفروشًا بالورود، بل هي بحرٌ هائج تتناوب عليه العواصف والمحن. في هذا البحر، تُبحر المرأة بسفينتها الصغيرة، تقاوم الرياح، وتواجه الأمواج، وتُمسك بيدها مجذاف الصبر والإرادة، لا تعرف الاستسلام.
المرأة ليست كائنًا هشًا كما صوّرتها بعض الأفكار القديمة، بل هي قوة ناعمة، صلبة من الداخل، مرنة أمام التحديات. منذ فجر التاريخ، خاضت المرأة حروبًا صامتة: ضد الجهل، ضد القهر، ضد الفقر، وأحيانًا ضد قوانين مجتمعية ظالمة. ومع ذلك، كانت دائمًا تنهض، تمسح دموعها، وتواصل الطريق بابتسامة.
في كل مرحلة من مراحل الحياة، تتبدى صلابة المرأة. فهي الطفلة التي تواجه التمييز، والمراهقة التي تحلم وسط القيود، والزوجة التي تبني وتضحي، والأم التي تسهر وترعى، والعاملة التي تتحدى، والعالمة التي تبدع. وفي كل هذه الأدوار، تمر العواصف تلو العواصف، لكنها تقف شامخة، كالنخلة في وجه الريح.
وكم من امرأة كسرت قيود الأمية، فصارت معلمة! وكم من أرملة صمدت، فربّت أجيالًا من الأبطال! وكم من فتاة ناضلت لتحقق حلمها في بيئة لا تعترف بطموحها! إن المرأة ليست ضحية كما يُشاع، بل بطلة لا تُذكر دائمًا.
إن الحياة لا ترحم، لكنها تهاب من لا يهابها. والمرأة، حين تؤمن بنفسها، تصنع من المصاعب جسورًا، ومن الأحزان طاقة، ومن الانكسار بداية جديدة.
الحياة عواصف، نعم، لكنها أيضًا سماء واسعة لمن لا يهاب الريح. والمرأة، بخبرتها، بصبرها، وبقلبها الذي لا يلين، أثبتت أنها قبطان ماهر في هذا البحر الهائج. إنها لا تبحر فقط، بل تكتب قصصًا من نور وسط الظلام، وتعلّم العالم أن القوة ليست في العضلات، بل في الثبات، والنية، والإصرار.
