من إحدى المصطلحات التي قرأت عنها قبل وقت قريب هو مصطلح ( المتخفون الباطنيون و عكسهم الظاهرون الواضحون ) .. و أريد في هذا الموضوع من زاوية قضايا ساخنة أن أعرفكم و أشارككم فهمي لمعنى ( المتخفي ) و سأترك لكم بعد ذلك مجالا للرد و التعليق و النقاش .. يخيل إلى سامع هذا المصطلح من الوهلة الأولى بأنه يشير إلى أشخاص أشرار ظالمون سريون و متخفون و لهم أغراض سيئة و نوايا سلبية .. و لكن هذا غير دقيق لذلك دعونا نتعرف على المعنى الحقيقي ..
المتخفي هو مصطلح معناه هو الشخص الذي يحتاج إلى الخصوصية و لا يرتاح لفكرة كشف معلوماته و أسراره و هو إنسان بطبعه و بفطرته متحفظ غامض فحتى لو أراد أن يصبح منفتحا واضحا لا يستطيع ذلك و لا يتكلم كثيرا لأنه يفضل الاستماع فقط .. فهو مخلوق من عند الخالق ميال إلى الخصوصية و إلى الصمت و الكتمان و هو لا يتعمد ذلك .. أما لو جئنا إلى تعريف السرية كسلوك بشري فإننا نستطيع أن نميز نوعان و صنفان من الأشخاص المتخفين السريين .. فالنوع الأول خبيث مؤذي يحاول تجهيل الناس لكي يستغل جهلهم حتى يؤذيهم دون أن يكونوا قادرين على تحديده و العلم به رغم كونه يعلم عنهم الكثير و يعرف جميع نقاط ضعفهم و يستغلها في ابتزازهم و إيذائهم و يتخفى في الظلام لكي يهاجم أهدافه الواقعون تحت دائرة الضوء عاجزين عن تحديد مكانه و الإمساك به فهو يؤذي الجميع و لا يمتلك بوصلة أخلاقية قوية تجعله يفرق بين الأبرياء و بين المذنبين لأنه ضعيف أخلاقيا و متسرع .. أما النوع الثاني فهم نوع غير مؤذي و قد يكون نوعا جيدا يستغل الظلام و السرية في حماية نفسه و عائلته و أحبابه و شعبه لا يريد للسيئين أن يستغلوا علمهم به في إيذائه .. و لا يستغل علمه بنقاط ضعف الآخرين في إيذاءهم بل بالعكس يعالجها و يصلحها و هو يعلمهم و يوعيهم بها و يدافع عنهم و يحمي عورتهم و جهلهم .. و قد يستغل تخفيه للإيقاع بالمجرمين و المذنبين لكي يقدمهم إلى العدالة .. و أريد أن أشير إلى أن الشر لا يرتبط ارتباطا وثيقا بالتخفي و الظلام و السرية كما أن الخير لا يرتبط ارتباطا وثيقا بالنور و الإنفتاح و العلم .. فالشر قد يصدر من شخص متخفي كما يمكن أن يصدر من شخص ظاهري واضح فقد رأينا كلنا عبر الإعلام و في الواقع مجازر إرهابية مروعة يرتكبها أشخاص على المباشر معروفة هويتهم بل و يتفاخرون بجريمتهم لعنهم الله .. و لكن الشيء الراسخ في أذهان الناس هو أن المجرم لابد من أن يكون متخفي باطني و هو فهم خاطئ .. و ربما نتيجة لهذا السبب و لهذا الإعتقاد يعيش كثير من الناس خائفين متوجسين من غدر يمكن أن يصيبهم من متخفين في لحظة غفلة .. لكن هذا غير صحيح لأن المتخفون المؤذون هم نوعية سيئة شوهت سمعة الباطنيين الجيدين حتى صار الناس لا يفرقون بين النوعين و يضعونهما في سلة واحدة معا .. مع أنهما مختلفان في الجوهر و الأخلاق ..
أسئلة للنقاش :
ماذا تعرف عن الفرق بين الباطني و الظاهري ؟
ما هي أسباب الصراع الممتد منذ القدم بين الباطنيين و الظاهرين ؟
و ما هي الحلول التي تقترحها حتى يتعايش الجميع في سلام كل في زاويته دون أن يخاف كل صنف من شر الآخر ؟
لكل مشارك معنا هذا الوسام :
+ 20 نقطة
لمنجز الموضوع هذا الوسام :
+ 15 نقطة
تقبلوا في الأخير تحيات فريق عمل قسم النقاش الجاد و تحيات طاقم الإشراف
بداية أشكرك أخي الكريم على ما تثري به المنتدى من إنتاج فكري قيم يستحق المتابعة والتأمّل. وتجنبا لكتابة رد طويل، أستأذنك في أن أتناول نقطة واحدة في هذا الرد على وعد بالعودة لتناول باقي النقاط في ردود لاحقة بإذن الله.
الظلامي أو المتخفي هو مصطلح معناه هو الشخص الذي يحتاج إلى الخصوصية و لا يرتاح لفكرة كشف معلوماته و أسراره
ما هو متعارف عليه أن مصطلح "الظلامي" يُستخدم في الأدبيات الفكرية لوصف تيار معاد للعقل أو العلم أو الحداثة. بينما مصطلح "المتخفي" أو "المتحفظ" فهو يعبّر عن سلوك أو طبع شخصي وليس بالضرورة عن موقف فكري.
أرى أن استخدامك لمصطلح "الظلامي" ذي الخلفية الفكرية والسياسية، ثم انتقالك بعدها بشكل مفاجئ للحديث عن "المتخفي" أو "المتحفظ" يؤدي إلى حصول نوع من التشويش في المفاهيم لدى المتلقي.
بداية أشكرك أخي الكريم على ما تثري به المنتدى من إنتاج فكري قيم يستحق المتابعة والتأمّل. وتجنبا لكتابة رد طويل، أستأذنك في أن أتناول نقطة واحدة في هذا الرد على وعد بالعودة لتناول باقي النقاط في ردود لاحقة بإذن الله.
الظلامي أو المتخفي هو مصطلح معناه هو الشخص الذي يحتاج إلى الخصوصية و لا يرتاح لفكرة كشف معلوماته و أسراره
ما هو متعارف عليه أن مصطلح "الظلامي" يُستخدم في الأدبيات الفكرية لوصف تيار معاد للعقل أو العلم أو الحداثة. بينما مصطلح "المتخفي" أو "المتحفظ" فهو يعبّر عن سلوك أو طبع شخصي وليس بالضرورة عن موقف فكري أرى أن استخدامك لمصطلح "الظلامي" ذي الخلفية الفكرية والسياسية، ثم انتقالك بعدها بشكل مفاجئ للحديث عن "المتخفي" أو "المتحفظ" يؤدي إلى حصول نوع من التشويش في المفاهيم لدى المتلقي.
و عليكم السلام .. على الرحب أخي و أهلا و سهلا بك
شكرا لك لأنك وضحت ( المعنى المتعارف ) عليه عند المفكرين
لكن في هذا الموضوع وضعت له معنى مختلف أظنني سأحذف كلمة ظلامي و أبقي على كلمة متخفي أو باطني
أقدر لك تصويبك هذا أخي .. و ننتظر عودتك للاستكمال 👍 نورت
شكرا لك لأنك وضحت ( المعنى المتعارف ) عليه عند المفكرين
لكن في هذا الموضوع وضعت له معنى مختلف أظنني سأحذف كلمة ظلامي و أبقي على كلمة متخفي أو باطني
أقدر لك تصويبك هذا أخي .. و ننتظر عودتك للاستكمال 👍 نورت
أشكرك جزيل الشكر أخي الكريم على رحابة صدرك وتفاعلك الراقي.
تصويبك أعاد الأمور إلى نصابها .. فـ"المتخفي" أو "الباطني" كما استخدمتَه في طرحك يحمل أبعادا إنسانية وفكرية تستحق التأمل بالفعل، بعيدا عن الحمولة السلبية التي رسخَتْها بعض المصطلحات في الوعي الجمعي.
سُررتُ كثيرا بالمشاركة في موضوعك، وأقدّر لك سعة أفقك وتقبّلك لملاحظتي بصدر رحب. وهذا يزيد من رغبتي في مواصلة النقاش مع شخص في قيمتك الفكرية وقامتك الأدبية.
شكرا لك لأنك وضحت ( المعنى المتعارف ) عليه عند المفكرين
لكن في هذا الموضوع وضعت له معنى مختلف أظنني سأحذف كلمة ظلامي و أبقي على كلمة متخفي أو باطني
أقدر لك تصويبك هذا أخي .. و ننتظر عودتك للاستكمال 👍 نورت
أشكرك جزيل الشكر أخي الكريم على رحابة صدرك وتفاعلك الراقي.
تصويبك أعاد الأمور إلى نصابها .. فـ"المتخفي" أو "الباطني" كما استخدمتَه في طرحك يحمل أبعادا إنسانية وفكرية تستحق التأمل بالفعل، بعيدا عن الحمولة السلبية التي رسخَتْها بعض المصطلحات في الوعي الجمعي. سُررتُ كثيرا بالمشاركة في موضوعك، وأقدّر لك سعة أفقك وتقبّلك لملاحظتي بصدر رحب.
وهذا يزيد من رغبتي في مواصلة النقاش مع شخص في قيمتك الفكرية وقامتك الأدبية. بارك الله فيك ونفع بك.
العفو أخي و أشكر لك مشاركتك و ملاحظتك القيمة التي سرتني كذلك
بعد قراءتي لطرحك القيم أخي الكريم، بقي سؤال يتردد صداه في ذهني : هل من حقي أن أكون غامضا دون أن أُدان ؟
هو سؤال قد يبدو بسيطا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته أبعادا فكرية وإنسانية عميقة، خاصة في زمن صار فيه الانكشاف هو القاعدة، والغموض موضع شك وريبة.
وجوابي باختصار: نعم، من حقي أن أكون غامضا ما دمت لا أؤذي أحدا ولا أضمر شرّا.
الغموض أو التحفّظ أو الكتمان ليس عيبا ولا خطيئة .. بل هو حق مشروع وفي بعض الأحيان ضرورة نفسية. فلكل إنسان طريقته في التعبير عن نفسه، وحدوده في ما يكشفه وما يحتفظ به لنفسه. أنْ أكون غامضا لا يعني بالضرورة أنني سيئ النية أو أنني أشكل خطرا على الغير.
فالغموض الذي يحمي خصوصيتي أو يساعدني على حفظ كرامتي وكرامة من أحب أو يجنبني متطفلين أو مؤذين، هو موقف مشروع لا يحق لأحد محاسبتي عليه. فلستُ مطالبا بأن أقدّم نفسي مكشوفا أمام الجميع ليُحسنوا الظن بي. فحُسن الظن لا يُبنى على مدى ما نكشفه من تفاصيل، بل على أفعالنا واحترامنا للآخرين وخلوّنا من الأذى.
فيما يتعلق بالقِيَم عليَّ أن أكون واضحا بل شديد الوضوح .. لكن لي كامل الحق أن أحتفظ بجزء منّي لنفسي ما دمتُ لا أستخدم الغموض ستارا لظلم أو خديعة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تحية طيبة وبعد، بعد قراءتي لطرحك القيم أخي الكريم، بقي سؤال يتردد صداه في ذهني : هل من حقي أن أكون غامضا دون أن أُدان ؟
هو سؤال قد يبدو بسيطا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته أبعادا فكرية وإنسانية عميقة، خاصة في زمن صار فيه الانكشاف هو القاعدة، والغموض موضع شك وريبة.
وجوابي باختصار: نعم، من حقي أن أكون غامضا ما دمت لا أؤذي أحدا ولا أضمر شرّا. الغموض أو التحفّظ أو الكتمان ليس عيبا ولا خطيئة .. بل هو حق مشروع وفي بعض الأحيان ضرورة نفسية. فلكل إنسان طريقته في التعبير عن نفسه، وحدوده في ما يكشفه وما يحتفظ به لنفسه. أنْ أكون غامضا لا يعني بالضرورة أنني سيئ النية أو أنني أشكل خطرا على الغير. فالغموض الذي يحمي خصوصيتي أو يساعدني على حفظ كرامتي وكرامة من أحب أو يجنبني متطفلين أو مؤذين، هو موقف مشروع لا يحق لأحد محاسبتي عليه. فلستُ مطالبا بأن أقدّم نفسي مكشوفا أمام الجميع ليُحسنوا الظن بي. فحُسن الظن لا يُبنى على مدى ما نكشفه من تفاصيل، بل على أفعالنا واحترامنا للآخرين وخلوّنا من الأذى.
فيما يتعلق بالقِيَم عليَّ أن أكون واضحا بل شديد الوضوح .. لكن لي كامل الحق أن أحتفظ بجزء منّي لنفسي ما دمتُ لا أستخدم الغموض ستارا لظلم أو خديعة.
و عليكم السلام .. ينبغي أولا أن نفهم و نعي و نستوعب بأن الإنسان يحتاج إلى المعرفة و إلى العلم و الوعي كحاجته إلى الماء و الطعام و ذلك حتى يفهم كل شيء حوله و يكون قادرا على العيش في هذا العالم بسلام نفسي و في أمن و استقرار دون أن يخاف من أخطار مجهولة لا علم له بوجودها و لا يعرف كيف يكون مستعدا لها نفسيا .. لذلك فالعلم لا يعتبر من الكماليات أو الأشياء الثانوية بل هو شيء أساسي لابد منه .. و حتى لا يقع الإنسان في الأخطاء غير المقصودة و غير الواعية في حق الناس الآخرين ينبغي أن يمتلك الوعي الكامل و الشامل بحقوقهم و بما ينبغي تجنب قوله و فعله بحيث لابد من أن يقوم الإنسان بترتيب عواطفه و فهم نفسه فهما صحيحا و أن يمتلك الحصانة النفسية التي تحميه من التأثر بكلام السلبيين و المضللين و المحبطين المثبطين .. و لذلك حتى لا يسيء الناس فهم الإنسان و يظلمونه بجهلهم ينبغي أن لا يتحفظ على ما يحتاج الناس إلى معرفته عنه حتى يتجنبوه و يعفوه و يحترموا شخصيته .. و أما الذين يختارون التحفظ و التكتم و لا يكشفون ما ينبغي كشفه فهم أحرار في ذلك و لكنهم مطالبون بتقبل الأخطاء في حقهم و عليهم تقبل إساءات الفهم و عليهم بأن يفهموا و يدركوا بأن الذي يسيء فهمهم هو شخص غير واعي تماما بهم و بما يضرهم لأنهم من اختاروا الغموض و لم يكشفوا عن ما يحتاجه الآخر حتى يفهمهم به .. و قد يقال بأن التكتم هو حماية نفسية طبيعية للذات من مخاطر انكشاف بيانات تستعمل في الضرر و هو خوف طبيعي مبرر و معقول و منطقي .. لكن ينبغي أن نفهم بأن الناس تختلف و هناك من لا مصلحة له في الإضرار بالآخرين و لا يستعمل معلوماته ضدهم .. و إذا افترضنا أنه غرر به الشيطان و حصل أن استعملها في الإضرار ينبغي إمساكه و إدانته و محاكمته و أخذ تعويض مالي منه .. كما أنه ينبغي إحصاء الناس الذين تم التصريح لهم بالإطلاع على خصوصيات معينة لأن تسربها لأطراف أخرى معناه أنهم خانوا أمانة حفظ السر .. فالإنسان الأمين المؤتمن على أسرار معينة لن يكشفها أبدا إلا إذا أخذ إذن مباشر من أصحابها .. و لذلك ينبغي أن نميّز جيدا بين من لا يخون سرنا و بين من يخون و بين من يحتاج فعلا إلى العلم و بين من يتظاهر بأنه يحتاج .. هذه الدنيا فيها الحقيقي الأصلي و فيها المقلّد المنتحل .. و كثيرا ما يصعب التفريق و التمييز بينهما فننخدع و نقع في المحظور 👍
و عليكم السلام .. ينبغي أولا أن نفهم و نعي و نستوعب بأن الإنسان يحتاج إلى المعرفة و إلى العلم و الوعي كحاجته إلى الماء و الطعام و ذلك حتى يفهم كل شيء حوله و يكون قادرا على العيش في هذا العالم بسلام نفسي و في أمن و استقرار دون أن يخاف من أخطار مجهولة لا علم له بوجودها و لا يعرف كيف يكون مستعدا لها نفسيا .. لذلك فالعلم لا يعتبر من الكماليات أو الأشياء الثانوية بل هو شيء أساسي لابد منه .. و حتى لا يقع الإنسان في الأخطاء غير المقصودة و غير الواعية في حق الناس الآخرين ينبغي أن يمتلك الوعي الكامل و الشامل بحقوقهم و بما ينبغي تجنب قوله و فعله بحيث لابد من أن يقوم الإنسان بترتيب عواطفه و فهم نفسه فهما صحيحا و أن يمتلك الحصانة النفسية التي تحميه من التأثر بكلام السلبيين و المضللين و المحبطين المثبطين .. و لذلك حتى لا يسيء الناس فهم الإنسان و يظلمونه بجهلهم ينبغي أن لا يتحفظ على ما يحتاج الناس إلى معرفته عنه حتى يتجنبوه و يعفوه و يحترموا شخصيته .. و أما الذين يختارون التحفظ و التكتم و لا يكشفون ما ينبغي كشفه فهم أحرار في ذلك و لكنهم مطالبون بتقبل الأخطاء في حقهم و عليهم تقبل إساءات الفهم و عليهم بأن يفهموا و يدركوا بأن الذي يسيء فهمهم هو شخص غير واعي تماما بهم و بما يضرهم لأنهم من اختاروا الغموض و لم يكشفوا عن ما يحتاجه الآخر حتى يفهمهم به .. و قد يقال بأن التكتم هو حماية نفسية طبيعية للذات من مخاطر انكشاف بيانات تستعمل في الضرر و هو خوف طبيعي مبرر و معقول و منطقي .. لكن ينبغي أن نفهم بأن الناس تختلف و هناك من لا مصلحة له في الإضرار بالآخرين و لا يستعمل معلوماته ضدهم .. و إذا افترضنا أنه غرر به الشيطان و حصل أن استعملها في الإضرار ينبغي إمساكه و إدانته و محاكمته و أخذ تعويض مالي منه .. كما أنه ينبغي إحصاء الناس الذين تم التصريح لهم بالإطلاع على خصوصيات معينة لأن تسربها لأطراف أخرى معناه أنهم خانوا أمانة حفظ السر .. فالإنسان الأمين المؤتمن على أسرار معينة لن يكشفها أبدا إلا إذا أخذ إذن مباشر من أصحابها .. و لذلك ينبغي أن نميّز جيدا بين من لا يخون سرنا و بين من يخون و بين من يحتاج فعلا إلى العلم و بين من يتظاهر بأنه يحتاج .. هذه الدنيا فيها الحقيقي الأصلي و فيها المقلّد المنتحل .. و كثيرا ما يصعب التفريق و التمييز بينهما فننخدع و نقع في المحظور 👍
أتفق معك في أن العلم والوعي ضرورة وجودية لا تقل أهمية عن الطعام والماء، وكذلك أقدّر ما أشرتَ إليه من أن المعرفة المتبادلة تسهّل العلاقات وتخفف من سوء الفهم وتسهم في احترام خصوصية كل طرف. لكن اسمح لي أن أسلّط مزيدا من الضوء على نقطتين اثنتين :
التحفّظ لا يعني بالضرورة انسحابا من الواجب المعرفي نحو الآخر .. فالإنسان قد يكون غامضا بطبعه أو بفعل تجاربه المؤلمة، لكنه في الوقت نفسه لا يسعى لإيذاء أحد، بل يكتفي بالصمت ويتعامل بقدر الحاجة دون أن ينتهك حقا أو يفرض غموضه كأداة للابتزاز أو التشويش. فهل من العدل حينها أن نحمّله تبعات إساءة الفهم التي قد تقع من الطرف الآخر؟ أليس من الواجب أن نحترم حدود الناس طالما لم يتجاوزوا ؟
الناس فعلا تختلف، كما تفضلت .. وهذا يجعل من الخطورة أن نفرض قاعدة واحدة على الجميع. فبعض الناس يُشعِر الآخرين بالأمان دون أن يتحدث كثيرا فقط من خلال سلوكه وأخلاقه. كما أن هناك من يكشف عن نفسه بالكلام لكنه يبطن ما لا يُقال، ويوقع الأذى في غفلة من الثقة. لذلك، أرى أن المطلوب ليس الانكشاف الكامل ولا الغموض الكامل، بل نوع من الاتزان الواعي: من حق الإنسان أن يحتفظ بجزء من ذاته، ومن واجبه أن يوضح ما يمكّن الآخرين من فهم حدود التعامل معه. أيضا من حق المجتمع أن يطالب بالحد الأدنى من الشفافية حين يتعلق الأمر بأمانه، لكن من واجب المجتمع أيضا أن لا يُسيء الظن بمن اختار الصمت والستر عن نية سليمة.
و عليكم السلام .. ينبغي أولا أن نفهم و نعي و نستوعب بأن الإنسان يحتاج إلى المعرفة و إلى العلم و الوعي كحاجته إلى الماء و الطعام و ذلك حتى يفهم كل شيء حوله و يكون قادرا على العيش في هذا العالم بسلام نفسي و في أمن و استقرار دون أن يخاف من أخطار مجهولة لا علم له بوجودها و لا يعرف كيف يكون مستعدا لها نفسيا .. لذلك فالعلم لا يعتبر من الكماليات أو الأشياء الثانوية بل هو شيء أساسي لابد منه .. و حتى لا يقع الإنسان في الأخطاء غير المقصودة و غير الواعية في حق الناس الآخرين ينبغي أن يمتلك الوعي الكامل و الشامل بحقوقهم و بما ينبغي تجنب قوله و فعله بحيث لابد من أن يقوم الإنسان بترتيب عواطفه و فهم نفسه فهما صحيحا و أن يمتلك الحصانة النفسية التي تحميه من التأثر بكلام السلبيين و المضللين و المحبطين المثبطين .. و لذلك حتى لا يسيء الناس فهم الإنسان و يظلمونه بجهلهم ينبغي أن لا يتحفظ على ما يحتاج الناس إلى معرفته عنه حتى يتجنبوه و يعفوه و يحترموا شخصيته .. و أما الذين يختارون التحفظ و التكتم و لا يكشفون ما ينبغي كشفه فهم أحرار في ذلك و لكنهم مطالبون بتقبل الأخطاء في حقهم و عليهم تقبل إساءات الفهم و عليهم بأن يفهموا و يدركوا بأن الذي يسيء فهمهم هو شخص غير واعي تماما بهم و بما يضرهم لأنهم من اختاروا الغموض و لم يكشفوا عن ما يحتاجه الآخر حتى يفهمهم به .. و قد يقال بأن التكتم هو حماية نفسية طبيعية للذات من مخاطر انكشاف بيانات تستعمل في الضرر و هو خوف طبيعي مبرر و معقول و منطقي .. لكن ينبغي أن نفهم بأن الناس تختلف و هناك من لا مصلحة له في الإضرار بالآخرين و لا يستعمل معلوماته ضدهم .. و إذا افترضنا أنه غرر به الشيطان و حصل أن استعملها في الإضرار ينبغي إمساكه و إدانته و محاكمته و أخذ تعويض مالي منه .. كما أنه ينبغي إحصاء الناس الذين تم التصريح لهم بالإطلاع على خصوصيات معينة لأن تسربها لأطراف أخرى معناه أنهم خانوا أمانة حفظ السر .. فالإنسان الأمين المؤتمن على أسرار معينة لن يكشفها أبدا إلا إذا أخذ إذن مباشر من أصحابها .. و لذلك ينبغي أن نميّز جيدا بين من لا يخون سرنا و بين من يخون و بين من يحتاج فعلا إلى العلم و بين من يتظاهر بأنه يحتاج .. هذه الدنيا فيها الحقيقي الأصلي و فيها المقلّد المنتحل .. و كثيرا ما يصعب التفريق و التمييز بينهما فننخدع و نقع في المحظور 👍
أتفق معك في أن العلم والوعي ضرورة وجودية لا تقل أهمية عن الطعام والماء، وكذلك أقدّر ما أشرتَ إليه من أن المعرفة المتبادلة تسهّل العلاقات وتخفف من سوء الفهم وتسهم في احترام خصوصية كل طرف. لكن اسمح لي أن أسلّط مزيدا من الضوء على نقطتين اثنتين : التحفّظ لا يعني بالضرورة انسحابا من الواجب المعرفي نحو الآخر .. فالإنسان قد يكون غامضا بطبعه أو بفعل تجاربه المؤلمة، لكنه في الوقت نفسه لا يسعى لإيذاء أحد، بل يكتفي بالصمت ويتعامل بقدر الحاجة دون أن ينتهك حقا أو يفرض غموضه كأداة للابتزاز أو التشويش. فهل من العدل حينها أن نحمّله تبعات إساءة الفهم التي قد تقع من الطرف الآخر؟ أليس من الواجب أن نحترم حدود الناس طالما لم يتجاوزوا ؟ الناس فعلا تختلف، كما تفضلت .. وهذا يجعل من الخطورة أن نفرض قاعدة واحدة على الجميع. فبعض الناس يُشعِر الآخرين بالأمان دون أن يتحدث كثيرا فقط من خلال سلوكه وأخلاقه. كما أن هناك من يكشف عن نفسه بالكلام لكنه يبطن ما لا يُقال، ويوقع الأذى في غفلة من الثقة. لذلك، أرى أن المطلوب ليس الانكشاف الكامل ولا الغموض الكامل، بل نوع من الاتزان الواعي: من حق الإنسان أن يحتفظ بجزء من ذاته، ومن واجبه أن يوضح ما يمكّن الآخرين من فهم حدود التعامل معه. أيضا من حق المجتمع أن يطالب بالحد الأدنى من الشفافية حين يتعلق الأمر بأمانه، لكن من واجب المجتمع أيضا أن لا يُسيء الظن بمن اختار الصمت والستر عن نية سليمة.
هناك أمور لا ينبغي أن تكون غامضة أو خصوصية أو متحفظ عليها لأن علم الشخص الجاهل بها يساعده على فهمها و مراعاتها .. كأن أعرف بأن جاري ينزعج من الموسيقى فلا أشغلها .. و أن أعلم كذلك بأنه لا يوجد تشابه تام بين البشر و من المهم فهم ذلك التنوع في الشخصيات فهذه المعرفة تساعدنا على فهم أنفسنا أكثر و على فهم الجوانب الخفية في داخلنا حتى نكون على وعي بها .. و أيضا نفهم أنواع الإضطرابات النفسية التي من الممكن أن تجعل بعض الناس مؤذين .. فكل علم يزيل الحيرة و الغرابة حيال الناس و العالم و يزيد في التصالح و السلام معهم هو علم مطلوب و لا يجوز التحفظ عليه بداعي الخصوصية .. و إن حصل و تم التكتم و ظهر نتيجة لذلك سلوكات نابعة من جهل فعلى المتكتمين تحملها و تقبلها .. فمثلا الشخص الذي أسأله اليوم عن ما إذا كنت أزعجه بشيء ما و يختار الصمت فلا أستطيع أن أتقبل نقده غدا لأنه سيصدمني برأيه بعد أن أكون قد عزمت و مضيت و ظننت أنني على ما يرام معه .. لذلك لابد من قول الحقيقة في الوقت المناسب و عدم تأجيل ما لا يستحق التأجيل أو التحفظ .. و الذي يختار التحفظ على أسرار ما كان ينبغي التحفظ عليها عليه أن يخفيها للأبد .. و إذا أظهرها في وقت متأخر و احتاج إلى أن يكون الناس على وعي بها فلا يستغرب إن لم يصدقه أو يستمع إليه أي شخص .. لذلك ينبغي أن نعرف جيدا ما يستحق الخصوصية و ما لا يستحق 👍
فعلا هناك شخصيات صامته ، هادئة ، لاتحب التدخل بخصوصيات الاخرين ولا تدخل الاخرين بخصوصياتها
بين قوسين كافية الناس خيرها وشرها ..
بالبداية كنت اظن ان هذا الامر هو ضعف شخصية وتردد ورهاب من المجتمع ، لكن سرعان ماوجدت نفسي اميل وانتمي لهذه الفئة شيئا فشيئا ، خفة وراحة للنفس ، بالنهايه كل شخص ينظر لهذا الامر من منظوره فكما قلت لايجب ان نحكم على الاخرين بسهولة
فعلا هناك شخصيات صامته ، هادئة ، لاتحب التدخل بخصوصيات الاخرين ولا تدخل الاخرين بخصوصياتها
بين قوسين كافية الناس خيرها وشرها ..
بالبداية كنت اظن ان هذا الامر هو ضعف شخصية وتردد ورهاب من المجتمع ، لكن سرعان ماوجدت نفسي اميل وانتمي لهذه الفئة شيئا فشيئا ، خفة وراحة للنفس ، بالنهايه كل شخص ينظر لهذا الامر من منظوره فكما قلت لايجب ان نحكم على الاخرين بسهولة
طرح موفق ، ماشاء الله افكارك مُبدعة ومُترابطة ..
يعطيك العافية ،
نعم هؤلاء نوع يحبهم الجميع و ربما قد يجذبون إليهم الفضوليين
و مع ذلك لديهم لباقة في الحديث و التعامل مع الجميع و صمتهم و سريتهم للحماية الذاتية