سؤال مهم، والإجابة عليه ليست بسيطة بنعم أو لا، لأنها تعتمد على عدة عوامل:
أولًا: هل الجامعة تساهم في رفع نسبة البطالة؟
نعم، جزئيًا، في بعض الحالات. السبب هو أن بعض الجامعات تخرّج أعدادًا كبيرة من الطلاب في تخصصات لا يتطلبها سوق العمل، أو لا تواكب المهارات المطلوبة اليوم.
مثال: تخريج أعداد كبيرة من حملة الإجازات في تخصصات نظرية دون تدريب عملي أو مهارات رقمية أو لغوية حديثة.
ثانيًا: لكن هل هذا يعني أن الجامعة لا فائدة منها؟
لا إطلاقًا. التعليم الجامعي لا يزال ضروريًا لبناء مجتمع متقدم، وهو يُكسب الشباب مهارات فكرية، تحليلية، وتخصصية. المشكلة ليست في الجامعة كفكرة، بل في:
ضعف المواءمة بين المناهج وسوق العمل.
نقص التدريب العملي خلال الدراسة.
قلة الإرشاد المهني للطلبة أثناء وبعد التخرج.
سوق العمل المحدود في بعض الدول.
ثالثًا: الحل؟
إصلاح منظومة التعليم العالي لتكون أقرب لسوق الشغل.
تشجيع ريادة الأعمال والمهارات التقنية.
إدخال التدريب والتطبيق العملي في مراحل مبكرة.
تنويع التخصصات وتوجيه الطلبة نحو احتياجات السوق الحقيقية.
الجامعة ليست سبب البطالة، ولكنها يمكن أن تكون عاملاً مساهماً إن لم تتطور مع حاجات الواقع. العاطل عن العمل ليس بالضرورة بسبب التعليم، بل بسبب الفجوة بين مخرجاته ومتطلبات سوق الشغل.